في ظل التقدم العسكري الذي تحرزه القوات العراقية في مدينة الفلوجة لتحريرها من تنظيم "داعش" المتطرف، تتعرض العائلات التي استطاع افرادها الهرب من قبضة التنظيم الى معاناة كبيرة بسبب تفاقم اعداد النازحين وضعف الموارد.
وذكرت مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة، في وقت سابق، ان اكثر من 84 الف شخص اضطروا الى مغادرة منازلهم منذ بداية الهجوم في الفلوجة، اي قبل نحو شهر.
وحذر المجلس النرويجي للاجئين الذي يتولى ادارة عدد من مخيمات النازحين قرب الفلوجة، من "كارثة انسانية" بسبب تصاعد اعداد النازحين وقلة الموارد.
وقال مسؤول بأحد المخيمات في عامرية الفلوجة "لدي في المخيم 400 اسرة وصلت خلال الاربعة ايام الماضية، ليس بحوزتهم أي شيء".
واضاف "اعطيناهم القليل من الخيم والباقي من نساء واطفال ورجال يفتروش الارض في العراء تحت الشمس. الشي الوحيد الذي نقدمه لهم هو الماء والعصائر".
واكد التقرير السنوي للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين الاثنين ان "الصراعات والاضطهاد تسبب تصاعد الهجرة القسرية العالمية بشكل حاد في عام 2015، الى اعلى مستوى على الاطلاق" مبينا ان "الامر يمثل معاناة انسانية هائلة".
وكشف التقرير عن "نزوح 65.3 مليون شخص حتى نهاية عام 2015 (...) وهي المرة الاولى التي يتجاوز فيها عتبة الستين مليونا".
وكانت الفلوجة اولى مدن العراق التي سقطت مطلع 2014 بيد التنظيم المتطرف الذي شن بعدها هجمات كاسحة في يونيو(حزيران) العام ذاته، سيطر خلالها على مناطق اخرى في شمال وغرب البلاد.
وتواصل القوات العراقية، اليوم (الاثنين)، بمساندة التحالف الدولي، عمليات "تطهير الجيوب المتبقية" في مدينة الفلوجة أحد ابرز معاقل تنظيم "داعش" في العراق.
وقال العميد يحيى رسول "لا زالت العمليات مستمرة والتقدم مستمر باتجاه ما تبقى من احياء والساعات القادمة ستعلن عن انتصار ابطال قواتنا المسلحة"، فيما أكد "دخول مغاوير قيادة عمليات بغداد حي العسكري وسيطرت عليه مساء امس، وكذلك سيطرت على سكة القطار والطريق السريع الدولي الذي يربط بين بغداد والفلوجة والرمادي، والعمل جار لتطهيرها من العبوات".
واوضح رسول انه بعد الانتهاء من تمشيط الطرقات "سيكون هناك اقتحام لحي الموظفين الواقع شمال المدينة"، مشيرا الى ان "قوات مكافحة الارهاب تمكنت من تحرير حي الضباط الثانية".
من جهته، أكد العميد سعد معن المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد "إحكام الطوق على داعش بصورة كاملة بعد السيطرة على سكة القطار شمالا".
وكان الفريق رائد شاكر جودت قائد الشرطة الاتحادية قال لوكالة الصحافة الفرنسية "شرعت قواتنا صباح اليوم (الاثنين) في تنفيذ عملية تطهير لمناطق الفلوجة الشمالية انطلاقا من جسر الفلوجة القديم نحو منطقة الجولان". واضاف "هناك مقاومة لتنظيم داعش وتم التصدي لعدد من العجلات المفخخة للانتحاريين".
واكد جودت ان "قواتنا تمكنت من تطهير منطقة الفلوجة القديمة، والجسر الحديدي" في غرب المدينة.
وأعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي "تحرير" المدينة التي سقطت بيد التنظيم منذ اكثر من عامين، مع بقاء جيوب قليلة.
بدوره، اكد احد ضباط الشرطة المشاركين في تنفيذ العملية، ان "قواتنا تواجه مقاومة عنيفة من مسلحي داعش " ممثلة بـ"العجلات المفخخة والانتحاريين".
وتمكنت القوات العراقية من السيطرة قبل ذلك على الغالبية العظمى من جنوب الفلوجة اعقبها السيطرة على مركز المدينة الجمعة.
ودفعت المعارك التي تدور في الفلوجة بعشرات آلاف العائلات الى الفرار من المدينة بحثا عن ملاذ آمن.
تفاقم المعاناة الإنسانية لنازحي الفلوجة في ظل تصاعد الأعداد ونقص المستلزمات الضرورية
القوات العراقية تواصل تقدمها لإكمال السيطرة على المدينة
تفاقم المعاناة الإنسانية لنازحي الفلوجة في ظل تصاعد الأعداد ونقص المستلزمات الضرورية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة