قال أمس الدكتور عبد الرؤوف شداني، طبيب الأعصاب ورئيس المركز الإسلامي في فورت بيرس (ولاية فلوريدا)، بلدة عمر صديقي متين الذي قتل 49 شخصا يوم الأحد قبل الماضي في نادي في أورلاندو (ولاية فلوريدا) القريبة، إن خوف المسلمين هناك زاد عما كان عليه قبل الحادث، وإن مسجد المدينة، الذي رمم مؤخرا، ليست به لافتة عنه. وأضاف: «هذه نعمة مقنعة. من دون أن يعرف الآخرون أن هذا مسجد، لا بأس أن يجتمع المسلمون فيه، ويفطرون إفطار رمضان، ويصلون، من دون مضايقات. يجعلهم هذا يحسون بأنهم في أمان. أمان الشخص غير المشهور». وقال عمر صالح، محام في المدينة، ويمثل مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير)، أكبر منظمات اللوبي الإسلامي في الولايات المتحدة، في سلسلة مقابلات أجرتها صحيفة «واشنطن بوست» في المدينة، إن شرطة من مكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي) زارت المدينة، وقابلت عددا من المسلمين فيها.
وقال إن المسلمين يشكلون نسبة واحد في المائة من جملة السكان الذين يبلغ عددهم 44.000 شخص تقريبا. وأن نسبة كبيرة من هؤلاء هم الجيل الجديد الذي ولد، أو تربى، في الولايات المتحدة. وقال بدر باخت، صاحب مطعم في المدينة، وتبرع بإعداد وجبات رمضان للصائمين في المركز الإسلامي: «نحتاج هنا لتواصل بين المسلمين وغير المسلمين. علينا، نحن المسلمين، أن نقدم أنفسنا إلى الناس. وأن نقول لهم: انظروا، نحن ناس عاديون، نشاهد الأفلام، ونسمع الموسيقى».
قال إنه كان يطهي إفطار رمضان في مطبخ المسجد. لكنه يفعل ذلك الآن في منزله ليتجنب كاميرات التلفزيون وفضول الصحافيين.
وصفت ليندا هدسون، عمدة المدينة، المسلمين فيها، واستعملت الكلمات نفسها التي يستخدمها غيرها: «غير مرئيين تقريبا». وقالت إنها كانت تعرف أمين مكتبة المدينة الذي كان مسلما. لكنها الآن لا تعرف أي مسلم معرفة شخصية.
رد عليها كثير من المسلمين في المدينة، وقالوا إنهم «غير مرئيين» لأنهم صاروا جزءا من نسيج المجتمع.
لكن، قالت ماريا مارتينيز (37 عاما)، وهي أم لأربعة أولاد وبنات، وتعيش في الشارع نفسه الذي كان يسكن فيه متين، إنها ستصوت لمرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب. وإنها لا تحب كل شيء عنه، لكن «السبب الوحيد هو أنني أعتقد أنه أكثر صرامة ضد الإرهاب». وأضافت: «نعم، اتفق معه في تجميد دخول المسلمين إلى وطننا».
وقال رجل مسن يرفع العلم الأميركي فوق منزله، وطلب عدم نشر اسمه: «عندما يكون هذا المسجد الصغير محور أكبر مذبحة في تاريخ الولايات المتحدة، حان التأكد من الذين يأتون إلى وطننا». لكنها لم تقل إن متين ولد في الولايات المتحدة.
وقالت صحيفة «واشنطن بوست» إن سمعة المدينة لم تكن طيبة في موضوع الإرهاب حتى قبل ما فعل متين. وأشارت الصحيفة إلى منير محمد أبو صالحا الذي سافر إلى سوريا، وانضم إلى «داعش».
مسجد بلدة متين يسعى لتجنب فضول الإعلاميين
في فورت بيرس بلد مرتكب مذبحة أورلاندو
مسجد بلدة متين يسعى لتجنب فضول الإعلاميين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة