داير.. لاعب يؤدي مهمة الساتر الدفاعي وسط الملعب

ينفذ أحيانًا واجباته بمجرد التواجد فقط في المكان السليم

داير (17).. أدى مهامه الدفاعية أمام ويلز (رويترز) - داير بعد إحرازه هدف فوز إنجلترا أمام روسيا (أ.ف.ب)
داير (17).. أدى مهامه الدفاعية أمام ويلز (رويترز) - داير بعد إحرازه هدف فوز إنجلترا أمام روسيا (أ.ف.ب)
TT

داير.. لاعب يؤدي مهمة الساتر الدفاعي وسط الملعب

داير (17).. أدى مهامه الدفاعية أمام ويلز (رويترز) - داير بعد إحرازه هدف فوز إنجلترا أمام روسيا (أ.ف.ب)
داير (17).. أدى مهامه الدفاعية أمام ويلز (رويترز) - داير بعد إحرازه هدف فوز إنجلترا أمام روسيا (أ.ف.ب)

كان كايل ووكر رجل المباراة بالنسبة إلى إنجلترا في مباراتها التي انتهت بفوز صعب على ويلز في لانس، وكان هذا مكافأة لاعب يلعب بإخلاص حقيقي. برز ووكر على ملعب ستاد بولار - ديليس، وهذا يعود جزئيا إلى دفاعه شديد الكثافة، لكنه يعود كذلك إلى أدائه الهادئ وغير العصبي في مباراة عصيبة. هذا لاعب لا يقوم فقط بمجرد حراسة أو تمشيط جبهته، ولكن يركض من البداية إلى النهاية بسرعة هائلة وعينين مذعورتين، كرجل يطارده حصان في أروقة أحد الأسواق.
عند مشاهدة ووكر وهو يواصل تقديم أفضل ما عنده، لا يجد المرء مفرا من أن يتخوف قليلا في حال أصبحت خطوط الملعب غير واضحة أو تم ترك إحدى البوابات مفتوحة في المكان الخطأ، فربما بسبب سرعته الزائدة ينتهي به المطاف خارج الملعب متجاوزا محطات توقف الحافلات، والاستراحات، لكنه ما زال يحاول بشراسة إيجاد المساحات، وما زال جاهزا لتقديم المساعدة، وعمل التداخل مع الزملاء «أوفرلاب». تمثل تحركات وانطلاقات ووكر ورقة في غاية الأهمية، وكان في لانس لاعبا شديد التركيز والالتزام. لكن الرجل الذي اخترته أنا كأفضل لاعب في المباراة، كان إريك داير، الذي كان ممتازا حتى الآن في فرنسا وكان اختيار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا» في المباراة السابقة في مرسيليا. وداير الذي يمتاز بالسرعة والشخصية القوية، وفي بعض الأحيان يقوم بعمله بمجرد التواجد في الأماكن الصحيحة، يعتبر لاعبا من طراز غير عادي بحق في الكرة الإنجليزية، ولو أنه، بحس رياضي، ليس لاعب كرة قدم إنجليزي فعليا على الإطلاق. في البرتغال كانت فترة مراهقته. وكان تعليمه في مركز وسط الملعب الدفاعي أرجنتينيا. ولم يكن مفاجئا كثيرا أن يبزغ داير في هذه البطولة، ففي مرسيليا ولانس تولى مسؤولية خط وسط دفاعي ظل يعاني طويلا.
وإذا تألق داير في هذا، فربما لأنه اللاعب الوحيد ضمن اللاعبين الـ6 الأساسيين في الخط الأمامي، الذي لا خلاف على مركزه، ولا شك بأنه أفضل لاعب متاح لأداء هذه المهمة. وأي لاعب آخر يكون إلى حد ما اختيارا مؤقتا أو مناورة. أما داير فهو شيء آخر، ولاعب تحول إلى أداء مهمة الساتر الدفاعي في وسط الملعب، يعطيك الانطباع هذه الأيام بأنه متمرس على هذا الدور، وهو لاعب يبلغ 22 عاما وما زال يتحسن ويتمتع بالذكاء. ويتجه داير لأن يكون أول لاعب من هذا النوع الذي تنجبه إنجلترا منذ وفاة طريقة 4 - 4 - 2.
وقبل أن يقول أحد إن هذا الحديث ينطوي على مبالغة، أو أننا نضخم من حجمهم لنتسبب في سقوطهم بعد ذلك، فلنكن واضحين. لا أحد يقول إن من أفضل لاعبي العالم في هذا المكان، إنسان آلي بقدرات ماكيليلي، مع إضافات من مهارات بكنباور. لكنه لاعب مثير للاهتمام ولا شك في هذا. وهذا ناهيك عن كونه الأكثر ثقة والذي لا خلاف على دوره في هذا المنتخب الإنجليزي.
لا تأخذ كلامي كشيء كأمر مسلم به فحسب. خلال كتابة هذا المقال، كان داير رقم 8 على مقياس «باروميتر اللاعبي»، وهو نوع من القياس لتحديد أفضل منتخب في البطولة، كما وكان الثاني بعد نغولو كانتي مباشرة، في مركزه. سجل ذلك الهدف الرائع من ضربة ثابتة ضد روسيا، ومرة أخرى، وبفضل محرك البحث «غوغل» يتبين أنه نسخة كربونية من أول أهدافه مع سبورتينغ لشبونة. كانت تمريراته محكمة عند قاعدة وسط الملعب، ولم تكن هذه التمريرات غير خطيرة دائما، بل كانت في بعض الأوقات تحرك الفريق وتقوده إلى الأمام.
لكن الأفضل في كل هذا كان اختياره للأماكن التي يتواجد فيها. لا يتدخل داير كثيرا جدا لاستخلاص الكرة عن طريق الزحلقة. يتحرك عرضيا، ويقوم بالتغطية، ويملأ الملعب بتحركاته ونشاطه. وهو الوحيد في تشكيل إنجلترا الأساسي الذي لم يرتكب بعد أي خطأ في هذه البطولة، وهو عمل رائع من لاعب دوره توفير التغطية الدفاعية. وهذا على رغم حقيقة أن إحدى الهدايا الحقيقية لهذا الفريق هي قوته البدنية المطمئنة إلى حد بعيد، وقدرته على الفوز بالمواقف الدفاعية المباشرة من دون أن يستنفد ذلك من طاقته، ومن حاجة لارتكاب خطأ، وهو دليل إضافي على أن أهمية شبه التداخل تطغى على أهمية استخدام قوة الجزء العلوي من الجسد.
كما وكان داير اللاعب الإنجليزي الذي يميل إلى احتلال المساحات التي يجيد فيها غاريث بيل، وتعطيل انطلاقاته، ومجاراته في المواجهات التي يبدأ منها بيل انطلاقاته السريعة، عبر تخطي أقرب مدافع له. وربما جاءت أفضل لحظات داير في الشوط الأول عندما أبعد الكرة برقبته بعيدا عن بيل قرب المرمى، ثم تدخله السليم ضد أرون رامزي، وفي لحظة من لحظات المدرسة القديمة، ولكن في حالات الطوارئ القصوى فقط.
ربما كان هذا أفضل ما قدمه داير. فهو يكون جيدا أيضا عندما لا يفعل شيئا، ولا يقوم بأي شيء سوى التواجد في المكان السليم. وقد تكون السنوات التي قضاها بعيدا عن أسلوب مطاردة المنافسين كما يتعلم ناشئو كرة القدم الإنجليزية، قد تكون ساعدته، بجانب ثقته في التدريبات التفصيلية لماوريسيو بوكيتينو مع توتنهام، والخاصة بالتواجد في المساحات. وعلى أي حال، فإن داير يملك قوة رائعة على الوقوف ساكنا، وهو أمر مختلف تماما عن الفكرة المجهدة للاعب الذي يسعى دائما وراء الكرة ويتوقع كل الاحتمالات.
إن أفضل اللاعبين من أصحاب الرقم 10. يخلقون المساحات في كثير من الأحيان بالوقوف ساكنين. كان أليساندرو ديل بييرو خبيرا في التوقف الذي له معنى. وبنفس الطريقة، فإن أفضل لاعب يحمل القميص رقم 4. يمكن أن يقوم بالتغطية بمجرد الوقوف، وغلق المساحات وعدم القيام بأي تحركات عصبية من شأنها أن تفتح ثغرات لهجمات مرتدة. مرة أخرى يبدو داير كشيء جديد هنا. لقد قدمت كرة القدم الإنجليزية في أحيان كثيرة لاعبين من طراز رفيع يتمتعون بطبيعة بدنية قوية، مثل ديفيد باتي، وهو لاعب كان يصول في الملعب، وهو هادئ لكنه فعال بشكل مثير، كما لو كان حارسا ضخما في ملهى ليلي، يحتفظ بسكاكين تقطيع اللحم وكيسا من الأسنان البشرية في صندوق سيارته.
وكان بول إنس يؤدي بشكل جيد لفترة من الفترات عندما بدأ يلعب كلاعب وسط على مستوى متميز في الدفاع والهجوم معا. كما أدى ستيفن جيرارد هذا الدور عندما كانت تراجعت قدرته على الجري، ونفس الحال مع جيمس ميلنر، الذي كان لاعب كرة قدم رائع وذكي، لكنه بالنسبة إلى المدربين الإنجليز المتلاحقين كان خيارا مضمونا. في المقابل، فإن داير يتدرب على القيام بهذا ولا شيء غيره، على يد مدرب النادي الذي يدرك أن وسط الملعب الدفاعي غاية مهمة في حد ذاته في عصر الأجنحة المتبدلة، والمهاجمين المتأخرين وحتى الكثافة العددية الأكبر في المساحات.



بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.