فيلم تسجيلي ينفض الغبار عن سيرة مخرج هوليوود برايان دي بالما

يرفع التحية لمخرج قديم

من فيلم «الشرفاء» من بطولة كيفين كوستنر وشون كونري - «مهمة مستحيلة» حيث تعاون دي بالما مع النجم توم كروز - دي بالما وسط المخرجين نووا بومباك وجايك بولترو
من فيلم «الشرفاء» من بطولة كيفين كوستنر وشون كونري - «مهمة مستحيلة» حيث تعاون دي بالما مع النجم توم كروز - دي بالما وسط المخرجين نووا بومباك وجايك بولترو
TT

فيلم تسجيلي ينفض الغبار عن سيرة مخرج هوليوود برايان دي بالما

من فيلم «الشرفاء» من بطولة كيفين كوستنر وشون كونري - «مهمة مستحيلة» حيث تعاون دي بالما مع النجم توم كروز - دي بالما وسط المخرجين نووا بومباك وجايك بولترو
من فيلم «الشرفاء» من بطولة كيفين كوستنر وشون كونري - «مهمة مستحيلة» حيث تعاون دي بالما مع النجم توم كروز - دي بالما وسط المخرجين نووا بومباك وجايك بولترو

في الفيلم التسجيلي الجديد «دي بالما» يفتح المخرجان نووا بومباك وجايك بولترو صفحات من حياة ومهنة المخرج برايان دي بالما.. ذلك السينمائي الذي رصع السبعينات وما بعدها بأفلام كانت صوت المشاهد المثقف، سواء انتمت إلى المدرسة المستقلة أو إلى المؤسسة الهوليوودية. ‬
مثله في ذلك مثل فرنسيس فورد كوبولا ومارتن سكورسيزي وكلينت إيستوود ووودي ألن وجون كاربنتر من المخرجين الذين ظهروا في أواخر الستينات ولمعوا في السبعينات، وأكدوا ملكيّتهم بوصفهم سينمائيين أميركيين ذوي منحى فني خاص فيما بعد. يختلف عنهم أنه كان أكثر انتقالاً، خلال عقود سينمائيته، بين المدرسة المستقلة وتلك التابعة للمؤسسة الهوليوودية، لكنه - ومثل كوبولا في هذا الصدد - عامل المدرستين المعاملة الفنية ذاتها، تاركًا بصمته الخاصّة عليهما بالتساوي. ‬
هو مرتاح في غمار أعماله التي لم ترعها، مباشرة على الأقل، شركات كبرى، كما هي الحال في فيلميه «شبح الأوبرا» (1974) و«كاري» (1976)، كما في أفلامه المنتمية مباشرة إلى جمهور السينما السائدة مثل «الشرفاء» (The Untouchables)، و«ذو الوجه المشطوب» (Scarface)، و«مهمّة: مستحيلة» (Mission: Impossible). هذا الأخير كان الأساس الذي بنيت عليه الحلقات السينمائية المتوالية كلها، وهو، لليوم، أفضلها في أكثر من جانب واعتبار.‬
* شقيقتان وجريمة‬
الفيلم الجديد «دي بالما» يؤكد هذه الاستنتاجات، ومعها حقيقة أن المخرج إذ انطلق من سينما الرعب (ولو أن أفلامه التجريبية الأولى لم تكن كذلك) لوّن اتجاهاته الفنية بين التشويق والحربي والأكشن والخيال العلمي والتحري وتعامل جيّدًا مع أبطاله رجالاً كانوا أم نساءً.‬
وُلد دي بالما في الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) سنة 1940. والده كان جرّاحًا وإلى أي مدى ارتبطت سكين الجراحة ونصلها الحاد والنحيف بأفلام الابن التشويقية، الأولى أمر غير معروف، لكن المؤكد أن دي بالما مال إلى السينما منذ سن مبكرة، ولو أنه كان يدرس العلوم الفيزيائية آنذاك. في سن العشرين أخرج فيلمه الأول بعنوان «Icarus». ذلك كان الأول في سلسلة أفلام قصيرة حققها تباعًا حتى عام 1968، عندما أتيحت له فرصة إخراج فيلمه الروائي الطويل الأول تحت عنوان «جريمة على الموضة» Murder à la Mod. ‬
في ذلك الفيلم، كما في أفلامه اللاحقة في تلك الحقبة، مال دي بالما للجمع بين حدث يتعلق بجريمة قتل ومواقف كوميدية وأسلوب عرض لا يخلو من بذور السينما التجريبية. هذا واضح في «تحيات» و«حفلة العرس» و«هاي موم» على وجه التحديد (من أصل خمسة أفلام حققها ما بين 1968 و1972). ‬
في سنة 1973 وقف فعلاً على قدميه بوصفه مخرجا ملتزما بنص محدد هو نص الفيلم الجامع بين التشويق والرعب. فيلمه الأول في هذا الاتجاه هو «شقيقتان»:‬ الممثلة مارغوت كيدر (لاحقًا الصحافية في فيلمي «سوبرمان» الأوليين) تؤدي دور شقيقتين توأم واحدة عاقلة والأخرى مجنونة كانت أودعت، حسب رواية الأولى، في مصح. شاب يتعرّف على دانيال العاقلة وتدعوه إلى شقتها وتخبره هناك أن المصحة ستفرج عن شقيقتها دومونيك ليوم واحد غدًا بمناسبة عيد ميلادها. الشاب فيليب يقرر شراء قالب حلوى كبير للمناسبة. دومونيك تدخل وتتناول السكين الكبير وتطعن فيليب عدة مرّات وتقتله.
راقبت المشهد صحافية اسمها غرايس (جنيفر سولت) من شقتها المقابلة. اتصلت بالبوليس والبوليس أتى وفتش ولم يجد جثّة ذلك، لأن دانيال اتصلت بزوجها السابق (ويليام فينلي)، وأخبرته ما حدث ومعًا قاما بتنظيف الشقة. ما يحدث بعد ذلك هو توجيه المشاهد لبحر من اللايقين: هل هما شقيقتان فعلاً أو أنهما شخص واحد مصاب بالانفصام؟ هل تستطيع الصحافية إثبات شيء ما أو ستنتهي مجنونة؟ ماذا عن التحري الخاص (الراحل تشارلز دارنينغ) الذي تابع القضية؟
كتب الموسيقى برنارد هرمان، الذي وضع موسيقى عدة أفلام لألفريد هيتشكوك، لكن الرابط الهيتشكوكي لا ينتهي هنا: هناك لمحة من «سايكو» متمثلة بالشخص المصاب بالشيزوفرينيا الحادة ومنوال ازدواجية الشخصية بين الخير والشر، وهناك فعل البصبصة من شقّة إلى أخرى كما في «نافذة خلفية». حتى في التفاصيل: حين تسأل دانيال شقيقتها (غير الموجودة معها) وقد اكتشفت الجريمة الأولى «ماذا فعلت؟» يتردد الصدى وصولاً أنطوني هوبكنز وهو يركض صوب جانيت لي المقتولة ويسأل أمّه (الوهمية) السؤال ذاته: «ماذا فعلت؟». هذا لن يكون الفيلم الوحيد الذي عبّر فيه دي بالما عن حبّه العميق لأسطورة ألفريد هيتشكوك. ستتجلى هيتشكوكية دي بالما في أكثر من فيلم لاحق. يمكن أن نجدها في «هوس»، حيث كليف روبرتسون مهووس بامرأة (جنيفييف بوجولد) تشبه زوجته الراحلة (تنويعة على «فرتيغو» لهيتشكوك مصحوبة أيضًا بموسيقى من هرمان). سنرى تماثلات وتأثرات أخرى في «كاري» (1978)، و«انفجار» (1981)، خصوصًا في «جاهز للقتل» (1980)، حيث عاد إلى منوال القاتل ذي الشخصية المزدوجة، كما أداها مايكل كاين متخفيًا في زي امرأة حين يقتل.
* الفترة الهوليوودية
ومع أن دي بالما قام سنة 1983 بالخروج كليًا من هذا المدار بتحقيقه أول فيلم كبير له، وهو «الوجه المشطوب»، إلا أنه عاد إليه مرّة أخرى في العام التالي عبر فيلم «جسم مزدوج». لكن الانحراف نحو سينما خاصّة به بدأ فعلاً في «الوجه المشطوب» الذي قام آل باتشينو ببطولته (أمام ميشيل فايفر) لاعبًا شخصية مهاجر لاتيني ترعرع في عالم المخدرات والجريمة ومات بهما. الفيلم كان عرضًا تقدّمت به شركة «يونيفرسال»، فحواه إعادة صنع فيلم بالعنوان نفسه قام هوارد هوكس بإخراجه سنة 1932.
بناء على نجاح هذا الفيلم طلبته باراماونت لتحقيق «الشرفاء» (The Untouchables) سنة 1987 المقتبس عن تلك الحلقات البوليسية التلفزيونية بالعنوان ذاته التي قاد بطولتها روبرت ستاك (في دور تحري الـ«إف بي آي» العنيد إليوت نس) في الستينات. دي بالما صنع فيلمًا جميلاً من بطولة كيفن كوستنر وشون كونيري مليئا بالمشاهد الكلاسيكية مثل مشهد المطاردة فوق السطوح بين نس (كوستنر) وعدوّه الشرس وقاتل صديقه فرنك نيتي (قام به بيلي دراغو)، ومثل مشهد مقتل شون كونيري قبل ذلك، والمشهد المأخوذ بنفس جديد من «المدرّعة بوتمكين»، حيث عربة أطفال تتدحرج على سلم محطة القطار العريض في وسط معركة مسدسات. في فيلم «آيزنشتاين» هناك قتل السلطات للمتظاهرين ومحاولة أم التقاط العربة التي أفلتت من يدها خوفًا على طفلها.
مع نجاحه الثاني هذا تدافعت العروض الكبيرة: «خسائر حرب» لـ«كولومبيا» (1989)، «شعلة الغرور» لـ«باراماونت»، ثم «طريقة كاريلتو» (من بطولة باتشينو أيضًا) لـ«يونيفرسال» (1993) وبعده «مهمة: مستحيلة» لـ«باراماونت» (1996)، ثم «رحلة إلى المريخ» لـ«ديزني».
خلال هذه الفترة النشطة، عاد دي بالما إلى أفلامه الخاصّة التي عكست أكثر من سواها في بعض الأحيان، وجهات نظره في الحياة والموت والرجل والمرأة. فأفلام دي بالما تتطرق دومًا إلى عصر معاش يتألّف من سمات بشرية وتكنولوجية تبدو الأخيرة أكثر سيطرة على منهج حياة الناس. وهذا معبّر عنه بأبسط قدر من المشاهد أحيانًا (الممثل تشارلز دارنينغ معلق ينتظر مخابرة لن تصل في «شقيقتان») وفي أعلى قدر من التعقيد أحيانًا أخرى (كما في «منقح» Redacted فيلمه الخاص بحرب العراق، 2007).
* ما وراء هيتشكوك
دي بالما مخرج يتعاطى والهويات. ولعل مضيه في بعض أفلامه بوضع الإنسان في شبكة العصر هو جزء من هذا البحث عن الهوية. لكنه ليس الجزء الوحيد. كل تلك الأفلام التي تدور حول ازدواجية الشخصيات في الأفلام الآنفة الذكر (وفوقها «المرأة الطاغية»، 2003 و«الداليا السوداء» 2006، ثم فيلمه الأخير حتى الآن «شغف» 2012) تتعامل وشخصيات مزدوجة كل منها بحاجة نفسية وعاطفية للآخر. في «كاري» (وحسب وصفة الروائي ستيفن كينغ) هناك الفتاة العادية التي تنقلب إلى مشعلة نار بمجرد النظر إلى ما تريد حرقه. قبل ذلك في «جاهز للقتل» هو الرجل (مايكل كين) الذي يحتاج إلى نصفه الأنثوي (كما احتاجه أنطوني بركينز في «سايكو») ليرتكب جريمته عبره. وفي «شقيقتان» تتناصف المرأتان شخصية واحدة كل منهما تحتاج إلى الأخرى لحد المشاركة في القتل.
هذا التعاضد نرى وميضًا منه في المشهد الذي تتبادل فيه أنجي ديكنسون في «جاهز للقتل» وقد قام كاين بقتلها وبدأت تشرف على الموت، النظر إلى الفتاة الأصغر منها (نانسي ألن) كما لو كانت تودعها روحها.
ما كان يزعج دي بالما، ولا يزال، هو الربط الدائم بينه وبين هيتشكوك، لدرجة أنه نبّه ذات مرّة أحد الصحافيين بصوت لا يخلو من الغضب بأن «فترة هيتشكوك مضت. هناك فترة ما بعد هيتشكوك وهذه هي الحاضرة.» دي بالما كان انتقل من الثمانينات وصاعدا متجاوزًا ذلك التأثير المباشر لهيتشكوك عليه، لكن العالق في أذهان كثيرين بقي ذلك التأثر البيّن في أعماله الأسبق. هذا الشأن ربما كان له تأثيره على عدم رغبة كثير من نقاد الغرب اعتبار دي بالما مخرجا أساسيا مثل باقي أترابه من الفترة ذاتها. وهذا بدوره أدّى إلى عدم إعطائه القدر الذي يستحقه من اهتمام وتقدير رغم أن كثيرا من أفلامه هي أكمل فنًا وأثرى أسلوبًا وتجارب بصرية من معظم العاملين في هوليوود خلال السنوات الخمسين الماضية.
فيلم ‫نووا بومباك وجايك بولترو‬ التسجيلي المعروض بنجاح في صالات متخصصة في الولايات المتحدة، يسهم في نفض الغبار عن المخرج وأعماله. الفكرة راودت المخرجين منذ سنوات، تعرفا خلالها على دي بالما من بعد أن خبرا أفلامه وأدركا قيمتها. وما لاحظاه هو ذلك الانتقال عبر ردهات العمل السينمائي من مخرج أفلام تجريبية قصيرة وطويلة إلى أفلام مستقلة ثم إلى أفلام كبيرة وفرت لها هوليوود إمكانياتها الكبيرة.
الحال أن دي بالما قدّم أفلاما جيدة في كل مرحلة من هذه المراحل. في الوقت ذاته، تستطيع أن تدرك تميّزه بمجرد مقارنته بأترابه: سكورسيزي وكوبولا وسبيلبرغ وإيستوود، إذ إن التفاوت شديد بين كل واحد من هؤلاء والآخر، وبالتالي بينه وبين الباقين من مخرجي الفترة ذاتها.
أقرب هؤلاء إلى دي بالما كان مارتن سكورسيزي، إذ إن كليهما انطلق بمجهوداته الصغيرة وحافظ عليها ردحًا طويلاً. كوبولا بدأ بهذا الحجم، لكن سريعًا ما استوى على هرم شاسع ولو إلى حين، في الوقت الذي استفاد فيه إيستوود من حجمه نجمًا سينمائيًا، وانطلق سبيلبرغ مباشرة صوب النظام الهوليوودي دون توقف.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».