القوات النظامية تدفع بتعزيزات إلى ريف دمشق.. والمعارضة تتقدم بدير الزور

مقاتل من الجيش الحر يطلق قذيفة باتجاه قوات النظام في الرقة امس (رويترز)
مقاتل من الجيش الحر يطلق قذيفة باتجاه قوات النظام في الرقة امس (رويترز)
TT

القوات النظامية تدفع بتعزيزات إلى ريف دمشق.. والمعارضة تتقدم بدير الزور

مقاتل من الجيش الحر يطلق قذيفة باتجاه قوات النظام في الرقة امس (رويترز)
مقاتل من الجيش الحر يطلق قذيفة باتجاه قوات النظام في الرقة امس (رويترز)

أعلنت مصادر معارضة سورية في دير الزور إحراز الجيش السوري الحر تقدما كبيرا في مركز المحافظة، منذ بدء عملياته العسكرية مطلع الأسبوع، وسط إعلان «جبهة النصرة» مسؤوليتها عن اغتيال رئيس فرع المخابرات العسكرية بدير الزور اللواء جامع جامع وسيطرتها على حي الرشيدية.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس تقدم القوات المعارضة إثر معارك عنيفة ليلا مع القوات النظامية، وتخللها «إعدام» جبهة النصرة عشرة جنود نظاميين أسروا خلال الاشتباكات في حي الرشيدية.
وأشار المرصد إلى «معلومات أولية عن سيطرة مقاتلي الكتائب على كلية الآداب القريبة من حي الرشيدية»، والتي كانت خاضعة لسيطرة القوات النظامية.
وجاءت هذه التطورات غداة اغتيال اللواء جامع جامع في دير الزور.
وأكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» أن جبهة النصرة اغتالت جامع الذي قتل في حي الرشيدية. وأضاف: «وحدهم مقاتلو النصرة يقاتلون في الرشيدية، إلى جانب لواء (الفاتحون من أرض الشام) الذي يبايع الجبهة»، مشددا على أن «أي تبن آخر للعملية يدخل في مجال المزايدة».
وأكدت جبهة النصرة، أمس هذه المعلومات، إذ أعلنت مسؤوليتها عن اغتياله، كما عن عملياتها في حي الرشيدية.
وقالت الجبهة، في بيان، إنه «منذ عدة أسابيع كان الإخوة في جبهة النصرة يعدون لغزوة ضخمة في مدينة دير الزور وكان الهدف حي الرشيدية الملاصق لحي الحويقة المحرر حيث يعتبر حي الرشيدية من أهم المواقع الاستراتيجية للمرتدين في مدينة دير الزور لوجود أبراج مرتفعة فيه تطل على كامل المدينة وكذلك الأحياء المحررة وهو بوابة المربع الأمني الذي يعد بمثابة الحصن المنيع للنظام في المدينة».
وأشارت الجبهة إلى أن اللواء جامع «قاد تقدما إلى الحي بعد انهيار معنويات جنوده بالكامل»، لافتة إلى أنه «جرت العادة أن يتفقد جنوده»، مرجحة أنه «قتل بقذيفة هاون أثناء تمشيط المواقع الخلفية للقوات النظامية لقتل الضباط الكبار الذين يشرفون على المعركة».
وتواصلت المعارك في أحياء أخرى من مدينة دير الزور، حيث تسعى قوات المعارضة إلى «السيطرة على الأحياء الأخرى من المدينة، كما تقاتل للسيطرة على مطار دير الزور العسكري»، بحسب عبد الرحمن.
وتسيطر قوات المعارضة على قسم كبير من ريف دير الزور، أهمه الريف الشرقي. وقالت مصادر معارضة في المدينة لـ«الشرق الأوسط» إن القوات النظامية «فقدت السيطرة على الريف الشرقي الممتد من مدينة دير الزور وصولا إلى مدينة البوكمال على الحدود السورية - العراقية، بطول 160 كيلومترا». وأكدت أن المعركة داخل المدينة التي تسيطر المعارضة على نصف مساحتها «توقفت مع انتهاء معركة الرشيدية، وبعد سيطرة مقاتلي الجيش الحر وجبهة النصرة على أبراج الحي». وقالت إن المعركة المقبلة للمعارضة «ستكون باتجاه أحياء الجورة والوادي والقصور، نظرا لسيطرة القوات النظامية على تلك الأحياء»، رغم تواصل المعارك في منطقة العمال وحي الجبيلة.
ويعد حي الجورة من أكثر أحياء المدينة اكتظاظا بالمدنيين، كونه يستقطب معظم النازحين من أحياء الرشيدية والصناعة والحميدية المجاورة.
وفيما تشتعل جبهة دير الزور التي تعرضت أمس لغارات جوية، تواصلت الاشتباكات العنيفة في محيط السجن المركزي في حلب، بين حركة «أحرار الشام» الإسلامية و«جبهة النصرة» من جهة، والقوات النظامية من طرف آخر، كما اندلعت الاشتباكات في المنطقة الواقعة بين حيي الصاخور وسليمان.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 20 جنديا من القوات النظامية السورية، إثر اقتحام عدة كتائب مقاتلة كتيبة دفاع جوي نظامية قرب بلدتي حجيرة وعبيدة في المنطقة الواقعة بين بلدة خناصر ومعامل الدفاع.
وقال المرصد إن 12 مواطنا كرديا بينهم 6 أطفال قتلوا، وأصيب ما لا يقل عن 11 شخصا آخرين بجراح، وذلك إثر قصف للقوات النظامية على مناطق في بلدة تلعرن، مشيرا إلى أن المعارضة اتهمت القوات النظامية بقتلهم.
في غضون ذلك، أفاد ناشطون بدفع الجيش النظامي بتعزيزات كبيرة على الجبهة الشمالية لمعضمية الشام في محاولة لاقتحامها، ويأتي ذلك تزامنا مع سقوط عدة قذائف على حي المزة 86 في العاصمة السورية.
وقالت مصادر المعارضة لـ«الشرق الأوسط» إن الوضع العسكري جنوب دمشق تطور أمس، مع وصول تعزيزات لاقتحام داريا والمعضمية المحاذية لمطار المزة العسكري، مؤكدة أن الوضع الإنساني في المعضمية «لا يزال على حاله في ظل الحصار المطبق على المدينة».
بدورها، ذكرت لجان التنسيق المحلية أن الجيش الحر استهدف بقذيفتي هاون إحدى ثكنات الفرقة الرابعة على جبال المعضمية بريف دمشق، في ظل تجدد القصف أمس على مخيم اليرموك.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.