قوات الشرعية تباغت الميليشيات جنوب تعز وتجبرها على التراجع في «تبة الجزار»

«مركز الملك سلمان» يوزع 24 ألف سلة غذائية في مديرية القاهرة

أطفال تسلموا مساعدات قدمها «مركز الملك سلمان للإغاثة» في اليمن (واس)
أطفال تسلموا مساعدات قدمها «مركز الملك سلمان للإغاثة» في اليمن (واس)
TT

قوات الشرعية تباغت الميليشيات جنوب تعز وتجبرها على التراجع في «تبة الجزار»

أطفال تسلموا مساعدات قدمها «مركز الملك سلمان للإغاثة» في اليمن (واس)
أطفال تسلموا مساعدات قدمها «مركز الملك سلمان للإغاثة» في اليمن (واس)

قصفت ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح بقذائفها وصواريخها ومضادات الصواريخ عددا من الأحياء السكنية في مدينة تعز، وذلك من مواقع تمركزها، بما فيها أحياء ثعبات وقرى جبل صبر والضباب.
ورافق ذلك شن قوات الشرعية، الجيش الوطني، هجومها المباغت على مواقع الميليشيات الانقلابية في جبل كلبين في مديرية حيفان، جنوب مدينة تعز، الذي سقط فيه ما لا يقل عن 10 من الميليشيات الانقلابية بين قتيل وجريح، دون خسائر تذكر في صفوف قوات الشرعية.
وقال عنصر في قوات الشرعية، اكتفى بذكر اسمه الأول (أيمن)، لـ«الشرق الأوسط»: «إن جبهة الضباب، غرب مدينة تعز، شهدت اشتباكات عنيفة بين الجيش الوطني وميليشيات الحوثي والمخلوع، بعدما شنت الميليشيات المتمركزة في منطقتي الربيعي والمقهاية، في المدخل الغربي للضباب، هجومها على مواقع قوات الشرعية، كما شنت هجومها على تحصينات الجيش الوطني في ميلات وتبة الكربة وتبة الحرمين»، مضيفا: «انضم مقاتلو الشرعية لمواجهات تبة الجزار، وهو ما كبد الميليشيات الانقلابية خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، وأجبرهم على التراجع. وعلاوة على القصف المستمر الذي رافق المواجهات، استشهدت فتاة اسمها أشجان طاهر (14 عاما)، من قرية منبف حذران، بشظايا الكاتيوشا».
وأكد أيمن أن «جبهات حيفان (جنوب تعز)، شهدت تبادل إطلاق نار عنيفا بالأسلحة في جبهة بني علي وجبهة ظبي، بجبل الريامي والهتاري، وفي وجبل السويداء والجزب».
كما شهدت الجبهة الغربية اشتباكات متقطعة باستخدام الأسلحة المتوسطة والثقيلة، حيث احتدمت في حي السعيد ونجد عقاقه والسجن المركزي. وقد كثفت الميليشيات الانقلابية من قصفها على مواقع قوات الشرعية من جبل هان بسلاح «بي 10»، بعد أن تم تكبيدها الخسائر الكبيرة ودك مواقعها في عدد من الجبهات، حيث تستمر الميليشيات بقصفها قرى الضباب بصواريخ الكاتيوشا من مواقع تمركزها، وذلك بالتزامن مع تحليق لطيران التحالف العربي في سماء مدينة تعز دون غارات تذكر حتى اللحظه.
في المقابل، دشن ائتلاف الإغاثة الإنسانية – تعز، في مديرية القاهرة، توزيع 24 ألف سلة غذائية، و48 طنا من التمور، حصة المديرية من مشروع مائه ألف سلة و200 طن من التمور مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بالإضافة إلى 200 طن من التمور.
وجرى توزيع 3450 سلة غذائية لأحياء عصيفرة والجهوري وشعب سلمان وجبل جرّه والسلام والسلخانة وحي بدر وحيّي المجمع القضائي والمفتش، كما سيتم استكمال توزيع بقية السلال من حصة المديرية على الأحياء السكنية الواقعة في نطاقها الجغرافي خلال الأيام القادمة، في حين يستهدف الائتلاف يوميًا عددا من الأحياء السكنية في نطاق المديرية.
من جانبه، أشاد رئيس لجنة التوزيع في مديرية القاهرة، محمد الحميدي، بما يجود به مركز الملك سلمان لإغاثة مديريات محافظة تعز المحاصرة.
وأكد أن اللجنة مستمرة في توزيع حصة مديرية القاهرة على أحيائها السكنية بشكل يومي حتى يتم استيفاء الكمية المخصصة لها ولجميع المواطنين القاطنين فيها.



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».