ماغي بوغصن: مسلسل «يا ريت» بمثابة تحد كسبت فيه الرهان

وصفت الانتقادات التي تشكك في نجوميتها بأنها إثبات لموهبتها التمثيلية

ماغي بوغصن
ماغي بوغصن
TT

ماغي بوغصن: مسلسل «يا ريت» بمثابة تحد كسبت فيه الرهان

ماغي بوغصن
ماغي بوغصن

قالت الممثلة اللبنانية ماغي بوغصن إن الانتقادات التي تلاحقها إثر كل عمل درامي تقوم به، هو بمثابة إثبات لموهبتها التمثيلية فتشد أكثر وأكثر من عزيمتها.
وأضافت بطلة مسلسل «يا ريت» الذي يُعرض في موسم رمضان الحالي على قناة «إم تي في»: «لا تزعجني هذه الانتقادات لأنها برأيي صادرة عن سابق تصور وتصميم حينًا وعن رأي حر أحيانًا أخرى. فجميعنا معرضون للانتقاد في أي عمل نقوم به وليس هناك من كمال تام في هذه الدنيا. هناك أشخاص يزيدون جرعة انتقادهم بشكل نافر ولكنها تقويني وتدفعني إلى تقديم الأفضل»، وأضافت في سياق حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «إنهم يعيروني بزواجي من المنتج جمال سنان، وبأنه السبب في نجوميتي، ولكني أرد عليهم بالقول المعروف: (إذا صادقت صادق أميرا.. وإذا عيرت فليحرز التعيير) وبنظري زوجي أمير واستأهل أن أُعير به، لأنه إنسان رائع».
ولكن ألا يمسك الأمر ويزعجك عندما يمس قدرتك التمثيلية وموهبتك الفنية؟ ترد: «لا يمكننا أن نُرضِي جميع الناس، وآخذ بعين الاعتبار الملاحظات البناءة إذا ما وصلت إلي، وإلا فكيف أطور موهبتي؟ أما الانتقادات العادية التي تنبع وتصب في موضوع زواجي فهي لا تهمني بتاتا، بل أعتبرها ثناء يوجه لي بطريقة غير مباشرة. فأن لا يكون لدى هؤلاء ملاحظات على أدائي لهو أمر ممتاز، وكل الباقي المتعلق بموقع زوجي كمنتج وانعكاسه علي فلا يهمني».
وعما إذا كانت راضية عن مشوارها الفني الذي بدأته في أدوار ثانوية وإطلالات قصيرة تقول: «جاهدت حتى وصلت إلى ما أنا عليه اليوم، فأنا أعمل في هذا المجال منذ نحو خمسة وعشرين عاما، وتعبت وناضلت ودرست وتطورت مع الوقت. لذلك أنا راضية كل الرضا عن موقعي الذي بنيته خطوة.. خطوة. صحيح أن أحلامي كثيرة وأنه ما زال لدي الكثير لأتعلمه في مهنتي لأنني أشبهها بمهنة الطب التي تتطلب مواكبة دائمة لكل جديد، إلا أنني فخورة بمشواري».
وكيف تصفين مسلسل «يا ريت»؟ «هو تحد جديد قمت به وأنا على يقين بأنه يحملني مسؤولية أكبر من غيره. فالدور الذي ألعبه فيه جديد علي، هادئ وسلس نعم، لكنه صعب في الوقت نفسه، لأنه يتطلب أداء مغايرًا، يرتكز على إظهار المشاعر أكثر من أي عنصر تمثيلي آخر. أما النص ففيه الكثير من النضوج الذي انعكس إيجابا على أدائي. لقد كسبت الرهان في هذا العمل وحسب الأصداء التي أتلقاها حوله، فأنا راضية كل الرضا عنه، خصوصًا أننا كفريق عمل مؤلف من الكاتبة كلوديا مرشيليان والممثلين الرائعين مكسيم خليل وقيس الشيخ نجيب وغيرهما، إضافة إلى المخرج فيليب أسمر الذي يوقع أعماله وكأنه يحك الذهب، فكنا بمثابة توليفة متناسقة لعمل توقعنا له النجاح».
وتؤكد ماغي بوغصن أن «يا ريت» يتألف من مجموعة أبطال فلا يقتصر الأمر عليها وحدها، وأن كلوديا مرشيليان وفي أسلوبها المعروف في الكتابة تفرد لكل قصة في المسلسل أبطالها الخاصين بها، مما يجعل الأمر لا يقتصر على الأبطال الأربعة الأساسيين فقط. «أنا أرفع القبعة مثلاً للممثل وسام حنا الذي بعد كل إطلالة له في المسلسل تشتعل وسائل التواصل الاجتماعي مثنية على أدائه، كما أنني فخورة بمشاركة القديرة منى واصف وكل من جوزف بونصار صاحب الحضور الفذ ونهلة داود الممثلة المحترفة».
وعن مشهد الخيانة الذي كشفت فيه عن علاقة حبيبها بأخرى تقول: «أعتقد أنه لامس النساء عامة، حتى إن المذيعة ريما نجيم أدرجته في برنامجها الإذاعي (يا ريما) بالصوت فقط لشدة وقعه الإيجابي على المشاهد عامة».
ورأت الممثلة اللبنانية أنها ناقدة قاسية لنفسها، فهي تعلق على تفاصيل صغيرة في أدائها لتتخلص منها في عمل آخر، وهذا ما حصل مثلا في مسلسل «24 قيراط» الذي تعلمت من أخطائها فيه، فبدت في هذا الأخير أكثر نضوجا في الأداء «حتى الأخطاء العابرة لا يجب الاستسهال فيها بل تطويعها وإلغاؤها تمامًا، فهي قد تتراكم مع الوقت إذا لم نعطها الاهتمام الكافي».
تحيط بماغي بوغصن عيون ثاقبة كثيرة كما تقول، فتصغي إلى ملاحظاتها بتأن وتعلق: «زوجي هو أول من ينتقدني، فلديه خبرة كبيرة في مجال الدراما والأفلام العربية والأجنبية، ولذلك ترينني أستمع إلى انتقاداته لي وأنتظرها لأقيِّم أدائي، وكذلك الأمر بالنسبة لوالدتي التي تعرف كيف تضع النقاط على الحروف، وتكتشف بسرعة أي نقاط ضعف تشوب المسلسل».
وعن كيفية تطور شخصية «جنا» التي تؤديها في مسلسل «يا ريت»، تقول: «سيتفاجأ المشاهد برد فعلها في الحلقات المقبلة، فهي بركان يتأجج من داخله، وستصل اللحظة التي ينفجر فيها. فهي رسالة أحملها إلى كل امرأة تتعرض للخيانة من أي نوع كانت، بحيث يجب ألا تتقوقع في زاوية منزلها تنتظر الفرج، بل أن تقاوم وتثبت حقها مقابل سكين غدر بها، إن من صديق أو حبيب أو قريب».
وعن الأعمال الدرامية في موسم رمضان تقول: «هي في غالبيتها رائعة وتتميز بالعنصر اللبناني الذي أصبح حاجة ملحَّة في أعمال دراما مختلطة، وهنا أغتنم الفرصة لأقول مبروك لجميع الممثلين الذين أحاول قدر الإمكان متابعة مقتطفات من أعمالهم، أمثال نادين نسيب نجيم (نصف يوم) ونادين الراسي (جريمة شغف) ويوسف الخال (خاتون وسمرقند) وكارين رزق الله (مش أنا) وجويل داغر (وين كنتي) وورد الخال، التي ستطل في الجزء الثاني من (خاتون)، فلقد أضاءوا الشاشة الصغيرة بأدائهم المحترف».
وعن أعمالها المقبلة قالت: «إنني أستعد لتصوير فيلم سينمائي من كتابة كلود صليبا وإخراج إيلي حبيب، وكذلك لأداء دور جديد في مسلسل من كتابة كلوديا مرشيليان سيرى النور في موسم الشتاء»، وعن الدور الذي تتمنى أن تلعبه في المستقبل، لا سيما أنها أدت أدوارًا مختلفة، وبينها المرأة المعنَّفَة والمظلومة، وتلك التي يخونها زوجها فتقول: «أنوي أداء دور جديد أقدم فيه على تعنيف الرجل، فأقلب الآية وأضع أصبعي على الجرح، فلعل الرجل بذلك يتعرف إلى حجم الأذية التي يمارسها على المرأة عند تعنيفه لها لمجرد أنه ذكر».



زياد غسان صليبا لـ«الشرق الأوسط»: والدي فنان عالمي

إلى جانب الغناء والتلحين يتمتع زياد بموهبة التمثيل (زياد صليبا)
إلى جانب الغناء والتلحين يتمتع زياد بموهبة التمثيل (زياد صليبا)
TT

زياد غسان صليبا لـ«الشرق الأوسط»: والدي فنان عالمي

إلى جانب الغناء والتلحين يتمتع زياد بموهبة التمثيل (زياد صليبا)
إلى جانب الغناء والتلحين يتمتع زياد بموهبة التمثيل (زياد صليبا)

يعدّ زياد الابن الأصغر للفنان غسان صليبا. وهو مثل شقيقه وسام جذبه عالم الفن بكل أبعاده، فمشى على خطى والده المغني وأخيه الممثل وسام صليبا. يجمع زياد بين مواهب كثيرة، يغني ويعزف ويلحّن ويمثّل ويؤلف كلمات الأغاني. أمضى عدة سنوات دراسية في لوس أنجليس مع شقيقه فتأثر بفنون الغرب وقواعد التمثيل والغناء.

سبق لزياد وأن أصدر 5 أغنيات بالأجنبية. ولكنه اليوم قرر أن يقلب الصفحة وينطلق نحو الأغنية العربية. استهلّ مشواره الجديد هذا، مع أغنية «كان يا ما كان» من تأليفه وتلحينه، يقدّمها زياد بأسلوب بسيط قريب إلى الأغاني الغربية. ورغم كلامها ولحنها المطبوعين بالعربية، فإنها تأخذ منحى العمل الغربي.

أغنية {كان يا ما كان} من تأليفه وتلحينه يقدّمها بأسلوب قريب إلى الأغاني الغربية (زياد صليبا)

ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «تمسكت بأسلوبي الغربي كي أقدمها على طريقتي. وأتوقع أن أبقى محافظاً على هذا الإيقاع في أعمالي المقبلة. فهذا المزيج بين العربية والغربية إن في الموسيقى أو في طريقة الغناء، يزود العمل بنكهة فنية خاصة».

يتناول زياد في أغنيته «كان يا ما كان» كل ما يتعلق بالحنين إلى الوطن. فصوّر لبنان جنّة كانت تعيش بسلام وأمان، ويطلّ على طبيعة لبنان وبحره وجبله. كما يتذكّر الأماكن والمطارح التي تعني له الكثير. ومن خلال مكانة لبنان في أحلام الناس وأهله يترجم اشتياقه له.

يوضح زياد في سياق حديثه: «إنها بمثابة جردة حنين لوطن السلام، ومدى تأثرنا جميعاً برسالته هذه عبر الزمن. بلدي يعني لي الكثير، وارتأيت تكريمه في أغنية تترجم حبّي لصورة حفظتها عنه».

يطور نفسه بالغناء على الصعيدين الأجنبي والمحلي (زياد صليبا)

وكون زياد يتحدّر من عائلة فنية، تراوده دائماً فكرة الغناء بالعربية. «تأثرنا كثيراً أخي وسام وأنا، بفن والدي غسّان. صحيح أننا درسنا في الخارج، ولكننا تربينا على مسرح الرحابنة. والدي كان أحد أبطاله بشكل متكرر. وكذلك تربينا على الأغاني الوطنية المعروف بها، التي لا تزال تتردد من جيل إلى آخر. فهو برأيي يختلف عن غيره من الفنانين بأسلوب تفكيره وغنائه. ويتّسم بالتطور الدائم، إذ لا يتعب من البحث عن الأفضل. وبنظري هو فنان عالمي أفتخر بمسيرته وأعتزّ بها».

هناك جزء لا يتجزأ مني يسكنه الفن الغربي

زياد غسان صليبا

لطالما لاقى زياد التشجيع من قبل أفراد عائلته لغناء العربية. «الفكرة كانت تخطر على بالي دائماً. فأنا أنتمي لعائلة فنية لبنانية بامتياز. قررت أن أقوم بهذه التجربة فحزمت أمري وانطلقت».

لا فرق كبيراً بين تجربتيه في الغناء الغربي والعربي. يتابع: «بالنسبة للتلحين والتوزيع، لا يوجد فرق شاسع. (كان يا ما كان) يحضر فيها النفس الغربي، وهو ما اعتدت عليه في أعمالي السابقة. ولكن من ناحية الصوت اختلفت النبرة ولكنه لم يشكّل لي تحدّياً كبيراً». يتمتع زياد بخامة صوتية لافتة لم يستخدمها في الأغنية. ونسأله عن سبب عدم استعمال قدرات أكبر في صوته. يردّ: «عندما انتهيت من تسجيل الأغنية لاحظت هذا الأمر وأدركت أنه كان بوسعي القيام بذلك. أتوقع في أغاني العربية المقبلة أن أستخدم صوتي بدرجات أعلى. ولكنني أعتبر هذه التجربة بمثابة جس نبض سأكتشف من خلالها أموراً كثيرة».

يحضر لأغنية عربية جديدة حماسية أكثر بإيقاع مغاير عن أغنيته الأولى (زياد صليبا)

كان والده يطالبه دائماً بتقديم أغنية بالعربية. «إنه يكرر ذلك على مسمعي منذ نحو 10 سنوات. كنت متردداً، وأقاوم الفكرة لأنني مرتاح في الغناء بالأجنبية. وعندما أنجزتها فرحت بردّ فعل والدي كما أفراد عائلتي. كانت بمثابة مفاجأة لهم أثنوا على إنجازها. ولم يتوقعوا أن أقوم بهذه الخطوة رغم تشجيعهم لي».

لا يرغب زياد في التخلّي تماماً عن الأسلوب الغنائي الغربي. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «هناك جزء لا يتجزأ مني يسكنه الفن الغربي وبما في ذلك الإنجليزية التي أتقنها لغة. أشعر أنني من خلالها أستطيع التعبير بصورة أفضل. ولكننا في النهاية لا نعرف الحياة إلى أين تؤدي بنا. وسأحاول العمل في المجالين، فأطور نفسي بالغناء على الصعيدين الأجنبي والمحلي».

يقول إن والده غسان صليبا عندما سمع الأغنية أعجب بها بسرعة. ويعلّق زياد: «أصررت على معرفة رأيه بالأغنية، فهو أمر يهمني كثيراً. ولأنه صاحب صوت عريض ويملك قدرات كبيرة في الأداء، كان يفضّل أن يتعرّف إلى مكامن صوتي بشكل أفضل. ولكنني أوضحت له أن نوع الأغنية يدور في فلك الحنان والشوق. وكان لا بد أن أغنيها بهذه الطريقة».

بلدي يعني لي الكثير وارتأيت تكريمه في أغنية تترجم حبّي لصورة حفظتها عنه

زياد غسان صليبا

يتمرّن زياد يومياً على الغناء، فيعزف البيانو أو الغيتار ليدرّب صوته ويصقله بالخبرة. «لقد اجتهدت كثيراً في هذا المجال، وحاولت اكتشاف قدرات صوتي بنفسي من خلال هذه التمارين. اليوم بتّ أدرك تماماً كيف أحسّنه وأطوره».

يشكّل الأخوان «زياد ووسام» ثنائياً ملتحماً فنياً وعملياً. يقول في هذا الموضوع: «لم نفترق يوماً. معاً درسنا في الخارج ورسمنا مشاريعنا وخططنا لها. وأستشيره باستمرار لأقف على رأيه، فهو أساسي بالنسبة لي».

إلى جانب الغناء والتلحين يتمتع زياد صليبا بموهبة التمثيل. سبق وشارك في أكثر من عمل درامي مثل «حبيبي اللدود» و«حادث قلب». «أحب التمثيل ومشواري فيه لا يزال في بداياته. الفن بشكل عام مهنة مضنية تتطلّب الكثير من التجارب كي نحرز النجاح فيها». وعما تعلّمه من والده بصفته فناناً، يردّ: «تعلمت منه الكثير. كنت أصغي إلى أغانيه باهتمام، وأتمعّن بقدراته الصوتية والتقنية التي يستخدمها. زوّدني والدي بصفاته الحسنة الكثيرة وبينها دفء مشاعره وطيبة قلبه وابتعاده عن القيل والقال. وأكثر ما تأثرت به هو شغفه بالفن. لم يحاول يوماً منعي وأخي من دخول هذا المجال. فهو على يقين بأن الشخص الشغوف بالفن لا يمكن لأحد أن يثنيه عنه».

يحضّر زياد لأغنية عربية جديدة تختلف عن «كان ياما كان». «ستكون حماسية أكثر بإيقاع مغاير عن أغنيتي الأولى. كما ألحن أغنية أجنبية لموهبة غنائية شابة تدعى أزميرالدا يونس، وأخرى لي».