طعم اللاعب حسين عبد الغني سيرته الشخصية المنقوشة بماء الذهب في تاريخ الكرة السعودية, بلقب الدوري السعودي على مستوى الفريق الأول، بعد أن عجز عن ذلك في ناديه الأصلي (الأهلي)، الذي مثله قرابة 25 عاما، بدأها من درجة البراعم مرورا بالشباب وحتى الفريق الأول.
وتمكن ابن الـ37 عاما من بلوغ حلمه مع النصر، بعد تحقيق لقب الدوري باقتناصه لنقطة ثمينة أمام الشباب رفعت رصيده إلى 64 نقطة، مجيّرة اللقب للنصر قبل ختام منافسات دوري عبد اللطيف جميل للمحترفين بجولة واحدة فقط.
الإنجاز الذي حققه عبد الغني (أحد أكبر لاعبي الدوري السعودي سنا) يعطي مؤشرا على أن الإصرار والتضحية من المواصفات التي تميز بها الفتى الذهبي، وتشهد بها العديد من المواقف التي مر بها طيلة مشواره الرياضي من نزاعات وخلافات كان خصومه بها متنوعين ما بين جهات إعلامية ومسؤولي أندية وبعض من زملائه اللاعبين.
لم تقف تلك العقبات عائقا أمام عبد الغني في إثبات أن لديه الكثير مما يستطيع تقديمه، وهو ما برهن عليه بقيادته الميدانية للنصر طيلة الخمس سنوات الماضية ليعكس خبرته التي استقاها من مشواره الطويل مع الكرة.
أحد الأسلحة التي ضمنت استمرارية عبد الغني في الملاعب, هي الانضباطية التي عاشها اللاعب، فيما يتعلق بتنظيم مواعيده وواجباته الغذائية والتزامه بأداء التدريبات قائدا فريقه نحو تحقيق لقب بطولة الدوري لنادي النصر بعد غياب الـ19 عاما.
وعلى الرغم من أن عبد الغني كان أحد أسباب حرمان النصر من تحقيق لقب بطولة الدوري للمرة الثالثة في تاريخه موسم 1996 إبان مشاركته مع فريق السابق الأهلي، بعد مساهمة في إخراجه من دور ربع النهائي بعد صناعة هدف الفريق، قبل أن يعود الأهلي ويخسر النهائي أمام الهلال في العام ذاته. عاد هذا الموسم ليتوج معه بطلا للدوري مع النصر لأول مرة في مشواره الرياضي مع الفريقين.
وكانت رحلة عبد الغني بالبحث عن لقب الدوري مع الفريق الأول امتدت قرابة الـ18 عاما منذ بداية مشاركته مع الفريق الأول بنادي الأهلي عام 1996م، قبل انتقاله لنادي نيوشاتل السويسري 2008 وعودته للدوري السعودي عبر البوابة النصراوية.
وكانت الصدفة هي محرك انتقال عبد الغني إلى النصر بعد أن جمعه لقاء عابر بالمطار بنائب رئيس نادي النصر آنذاك عامر السلهام، وعرض عليه الانتقال لصفوف الفريق الأصفر، الأمر الذي رحب به عبد الغني، سارع معها السلهام لإنهاء الصفقة، لينتقل صاحب القميص 24 إلى النصر في الثالث من يوليو (تموز) 2009، بعد أن حطت رحلته بالعاصمة السعودية الرياض قادما من نيوشاتل السويسرية ليوقع عقدا احترافيا مع النصر امتد لثلاث سنوات، وسط تحفظ على الإعلان عن القيمة المالية.
صاحب انتقال عبد الغني كثير من الشائعات، بعد مطالبة جماهير الأهلي إدارة ناديها بالتعاقد مع حسين عبد الغني ليختم مشواره الكروي في النادي، وعلى الرغم من أن الرغبة من الطرفين بدت موجودة، وتصريح عبد الغني الشهير بأنه على استعداد للتوقيع مع «معشوقه» النادي الأهلي على بياض، قبل أن تتدخل وفق الأنباء التي تواترت حينها عن دخول أيدٍ خفيه رفضت عودة حسين للنادي فكانت ردة الفعل غضبا وخلافا كبيرا بين الجماهير، وهجوما جماهيريا كبيرا على إدارة نادي الأهلي، وباءت كل المحاولات من الجماهير العاشقة للإبقاء على عبد الغني في صفوف فريق الأهلي لينتقل إلى النصر، معلنا أن الذي منعه من ارتداء شعار الأهلي لن يمنعه من عشقه الأهلي.
وعلى النقيض قوبلت الصفقة برفض عدد كبير من جماهير نادي النصر ومحبيه بحجة كبر سن عبد الغني البالغ آنذاك 32 عاما، ليثبت مع مرور السنوات الخمس، أنه أحد أنجح الصفقات النصراوية في السنوات الأخيرة، بعد تتويج الفريق ببطولة الدوري وكأس ولي العهد في موسم واحد.
واستطاع عبد الغني المشاركة في منافسات الدوري في الخمس سنوات الماضية، بواقع 93 مباراة لعب أساسيا في 91 مباراة، بينما لعب بديلا في مباراتين، راكضا قرابة 8039 دقيقة، سجل خلالها أربعة أهداف، 22 هدفا كخامس أفضل لاعب صناعة للأهداف في السنوات الخمس الأخيرة، والأفضل في فريق النصر، حصل على 15 بطاقة صفراء، وبطاقة حمراء وحيدة، كانت هذا الموسم.
وطبقا لموقع إحصائيات الدوري السعودي فإن البداية الأولى لتحقيق حلم النصر وحسين كانت مع الاتفاق يوم 25 أغسطس (آب) 2009 في الدمام وبعد 36 دقيقة حدث ما لم يكن في الحسبان فسجل حسين هدفا في مرماه كان من الممكن أن يقتل مسيرة الحلم لولا أن حسين عبد الغني عاد بنفسه بعد 35 دقيقة فقط ليسجل هدف التعادل للنصر، الذي انتهت به المباراة، حاول مع النصر في موسمه الأول فانتهى به الحلم في الترتيب الثالث، ثم تراجع للخامس في موسم 2010 - 2011، وكان الحلم بدأ بالتلاشي في الموسم الثالث 2011 - 2012 حيث انتهى به في المركز السابع مع فريقه، وفي الموسم الماضي 2012 - 2013 عاد للرابع، وفي موسم الحلم 2013 - 2014 ردد يوم 28 مارس (آذار) 2014 مع جمهور فريقه «بطل لا تكلمني»، وتحقق حلم حسين عبد الغني بعد سنوات اقتربت من العقدين، حاول مع الأهلي وفشل ليعاود تحقيق حلمه مع فريقه النصر.
ويعد عبد الغني أحد أبرز اللاعبين في الكرة السعودية بمركز الظهير الأيسر، وشارك مع المنتخب الأول في عام 1996 محققا معه بطولة كأس آسيا في الإمارات، مساهما في تأهل المنتخب السعودي إلى الأولمبياد للمرة الثانية بعد إحرازه الهدف الذهبي في مرمى العراق ليقود السعودية إلى أولمبياد أتلانتا 1996 وشارك عبد الغني في ثلاث بطولات لكأس العالم أعوام 1998 و2002 و2006 كما لعب لمنتخب العالم لعامي 1998 و2000 قبل أن يعلن اعتزاله اللعب الدولي بعد فشل المنتخب السعودي في التأهل لكأس العالم 2010.
عبد الغني يهدي للنصر بطولة حرمه منها قبل 18 عاما بشعار الأهلي
القائد التاريخي طعم سيرته الذهبية ببطولة «الدوري» العصية
حسين عبد الغني محمولا على كتف زميله الحارس عبد الله العنزي (تصوير: عبد العزيز النومان)
عبد الغني يهدي للنصر بطولة حرمه منها قبل 18 عاما بشعار الأهلي
حسين عبد الغني محمولا على كتف زميله الحارس عبد الله العنزي (تصوير: عبد العزيز النومان)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة

