بدء المرحلة الثانية من عملية تحرير الموصل.. ووزير عراقي يشارك في المعارك

مستشار وزارة الدفاع العراقية لـ«الشرق الأوسط» : تزامن العمليات مع معركة الفلوجة لن يؤثر

عربة مدرعة عراقية متجهة لإحدى ضواحي الفلوجة أمس حيث المعارك الضارية مع تنظيم "داعش" المتطرف (أ.ف.ب)
عربة مدرعة عراقية متجهة لإحدى ضواحي الفلوجة أمس حيث المعارك الضارية مع تنظيم "داعش" المتطرف (أ.ف.ب)
TT

بدء المرحلة الثانية من عملية تحرير الموصل.. ووزير عراقي يشارك في المعارك

عربة مدرعة عراقية متجهة لإحدى ضواحي الفلوجة أمس حيث المعارك الضارية مع تنظيم "داعش" المتطرف (أ.ف.ب)
عربة مدرعة عراقية متجهة لإحدى ضواحي الفلوجة أمس حيث المعارك الضارية مع تنظيم "داعش" المتطرف (أ.ف.ب)

قال وزير عراقي أمس إن المرحلة الثانية من عملية تحرير الموصل واستعادتها من تنظيم داعش الإرهابي بدأت فعليًا والمؤمل أن تحقق نتائج إيجابية، نافيًا أن يكون في فتح جبهة الموصل مجددًا أي إرباك لخطط الجيش العراقي وعملياته القائمة حاليًا في الفلوجة. وزير الزراعة والقيادي في كتلة «متحدون للإصلاح» فلاح الزيدان أكد أن العمليات منذ أيام تحقق تقدمًا كبيرًا. وكان الوزير العراقي أعلن مشاركته في القتال الميداني إلى جانب القوات المسلحة والحشد العشائري.
ومن جهة أخرى في شأن متصل، أعلن المستشار العسكري لوزارة الدفاع العراقية الفريق الركن محمد العسكري أن «معركة الموصل في صفحتها الأولى بدأت منذ أكثر من شهرين وما يجري الآن هو انطلاق الصفحة الثانية منها».
وردًا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» بشأن تزامن معركة الموصل مع معركة الفلوجة التي لم تنته بعد وما قد يسببه ذلك من تشتت في الجهد للقوات المسلحة، قال المستشار العسكري: «الأمر معكوس تمامًا بالنسبة لنا، إذ إن جهد تنظيم داعش المتطرف هو الذي سيتشتت لأننا نملك زخمًا بشريًا كبيرًا، ونستطيع المناورة بسهولة لأن جيشنا وقطعاتنا الساندة اليوم هي ليست تلك التي كانت عام 2014 حين احتل (داعش) الموصل، مما أدى بالجيش العراقي إلى أن يأتي من الموصل إلى بغداد عبر صلاح الدين من خلال ما حصل من انتكاسة معروفة، بل هو اليوم يتوجه من بغداد إلى الموصل وعبر صلاح الدين وبمعنويات عالية من أجل استعادتها».
وأوضح العسكري أن «فتح أكثر من جبهة لا سيما جبهة الموصل سوف يؤدي إلى قطع كل طرق الإمداد إلى (داعش) لأن الطريق الوحيد الذي لا يزال مفتوحًا هو الطريق المؤدي إلى الموصل عبر الصحراء، وبالتالي فإن بدء المعارك في الموصل وتحرير الأقضية والنواحي لا سيما الشرقاط والقيارة التي هي قاعدة عسكرية أيضًا سوف يقصم ظهر (داعش) في الفلوجة وفي الموصل معًا، وهو ما يعني أن هذه المعركة تحقق هدفين في آن واحد».
إلى ذلك أعلن وزير الزراعة فلاح الزيدان الذي ينتمي إلى قبيلة اللهيب في الموصل فضلاً على كونه قياديًا في تحالف القوى العراقية مشاركته في العمليات القتالية ميدانيًا. وقال الزيدان في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إنني «تركت موقعي في الحكومة وزيرًا للزراعة والتحقت بجبهة القتال في معركة الموصل ضمن قاطع مخمور للحشد الوطني الذي يتكون من عشائر الموصل». وأضاف الزيدان أن «استعادة الموصل من تنظيم داعش الذي احتلها في غفلة من الزمن باتت حلم كل العراقيين، واليوم حيث تحقق معركة الفلوجة تقدمًا جيدًا فإن معركة الموصل التي بدأت صفحتها الثانية سوف تؤدي إلى قصم ظهر هذا التنظيم»، موضحًا أن «أبناء الموصل من خلال الحشد الوطني العشائري الذي قاموا بتشكيله بموافقة الحكومة العراقية يلتفون حول قطعات الجيش العراقي التي تم إعدادها بشكل جيد لخوض هذه المعركة الفاصلة». وبشأن المناطق التي تم تحريرها حتى الآن قال الزيدان إن «المناطق التي تم تحريرها الآن هي المناطق التي تقع في الجانب الأيسر من القيارة، وهناك تقدم مهم سواء لجهة قدرة قواتنا على تحرير مزيد من المناطق أو لجهة انهيار معنويات العدو رغم أن القتال يجري بشراسة وهناك خسائر كبيرة في صفوف (داعش) مما يعني أنه يحاول الصمود في الموصل بعد أن وصل إلى قناعة أنه خسر معركة الموصل». من جهته أعلن قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الغني الأسدي أن «أيامًا قلائل تفصل القوات الأمنية عن تنفيذ عملية عسكرية لتحرير قضاء الشرقاط»، شمال محافظة صلاح الدين من عصابات «داعش» الإرهابية. وقال الأسدي في تصريح صحافي أمس الثلاثاء إن «القوات الأمنية أنهت كامل استعداداتها العسكرية لتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق لتحرير الشرقاط من (داعش)». ولفت إلى «جاهزية الخطط العسكرية، ومشاركة الطيران العراقي وطيران التحالف الدولي في العملية».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.