الإنجليز في مواجهة العنف الروسي.. من يعاقب «اليويفا»؟

90 ألف جندي مكلفون بالحماية الأمنية على امتداد فرنسا

معركة بين الجماهير الروسية والإنجليزية من دون فواصل أمنية (أ.ب)
معركة بين الجماهير الروسية والإنجليزية من دون فواصل أمنية (أ.ب)
TT

الإنجليز في مواجهة العنف الروسي.. من يعاقب «اليويفا»؟

معركة بين الجماهير الروسية والإنجليزية من دون فواصل أمنية (أ.ب)
معركة بين الجماهير الروسية والإنجليزية من دون فواصل أمنية (أ.ب)

اتخذ الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) إجراءات تأديبية بحق روسيا عقب أحداث العنف الأخيرة التي جرت في ملعب «استاد فيلدروم»، مساء السبت الماضي، ووجهت تحذيرا لإنجلترا بالطرد من البطولة حال تكررت مشاهد العنف والفوضى في ميناء مرسيليا القديم.
لكن من يعاقب «اليويفا»؟ لا يحتاج الأمر إلى الكثير من الحكمة لتشير بعد اللقاء أن مواجهة إنجلترا وروسيا في مرسيليا في أول مباريات المجموعة بالبطولة كانت فوضى، وأن عواقبها ستكون خيمة، خاصة في ظل الظروف التي تعيشها فرنسا ودفعتها لحافة الهاوية.
فبعد المباراة التي انتهت بالتعادل في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بعد شهر من هجمات باريس الإرهابية التي راح ضحيتها 130 شخصا، أدركت السلطات الفرنسية والبريطانية أن استعادة مشاهد المعارك التي دارت بين المشجعين الإنجليز والسكان المحللين أثناء بطولة كأس العالم عام 1998 ستكون صداعا لا يطاق.
الكل أدرك ذلك، وعلى الرغم من هذا لم يتخذ أي إجراء لمنعه، فعلى الرغم من تغير الحال في البطولات الحديثة وفي ظل ضخامة وتعقد طبيعة المسابقات، يأبى المنظمون تغيير سياستهم بشأن إعداد جداول المباريات بالتدخل في القرعة لتحديد أسماء بعض الفرق مقدما.
لم يترتب على ذلك أن وقعت إنجلترا في مواجهة روسيا في مرسيليا فحسب، بل أيضا رحل مشجعو الفريقين باتجاه شمال فرنسا في توقيت واحد، ولذلك سوف تتقابل روسيا مع سلوفاكيا بمدينة ليل الأربعاء القادم قبل لقاء إنجلترا وويلز في اليوم التالي مدينة لنس الصناعية على بعد 25 ميلا.
ليس هذا فحسب، لكن إنجلترا سوف تقابل ويلز بجماهير تفوق أعداد مشجعيها الذين توجهوا إلى مرسيليا؛ نظرا إلى قربها من مدينة كاليه التي تعد أصغر مدن البطولة.
وبناء عليه، فإن السلطات الفرنسية تنوي إغلاق منافذ المدينة، وحصر الدخول على حاملي التذاكر. وبدلا من ذلك، تلقى المشجعون الإنجليز نصائح من جهات رسمية بالتوجه إلى ليل؛ حيث المواجهة مع الروس مرة أخرى.
«إن لم تستطع الحصول على تذكرة، لا تتوجه إلى لنس، وتوجه إلى ليل بدلا منها؛ حيث ستجد قاعدة جماهير عريضة. نعلم أن البريطانيين سيصلون لأي مكان يمكن تخيله ما دام الأمر متعلق بمباريات كرة القدم، لكن لن يدخل أحد إلى المدرجات من دون تذكرة. وإذا لما يكن معك تذكرة، لا تسافر»، كانت تلك نصيحة مارك روبرتس، مساعد مدير الأمن والمسؤول الأول عن أمن مباريات الكرة في المملكة المتحدة، قبيل البطولة عقب اجتماع مع المنظمين المحليين.
في غضون ذلك، من المقرر أن تستضيف مدينة ليون، المدينة الأكبر ذات الملعب الجديد الذي يتسع لنحو 59 ألف متفرج، مباراة ألبانيا ورومانيا، ولن يكون من السهل الوصول للحقيقة بشأن الخمور السامة الذي تسببت في المشاهد المؤلمة في مرسيليا في ضوء الاتهامات المتبادلة.
هل هي الأقلية الإنجليزية التي سخرت من الشرطة؟ نعم، أم هم الأقلية الروسية المجهزة التي تسببت في كل تلك الإصابات والأذى في ميناء مرسيليا القديم وفي الملعب؟ أم هم السكان المحليون الذين رأوها فرصة لتكرار ما حدث عام 1988؟
المفارقة الكبرى هي أن تلك الفئة المسماة ألتراس الروسي والفرنسي الذين يرون الإنجليز أهدافا يفعلون ذلك بدافع من تاريخهم.
غير أن اللوم يجب أن يوجه للشرطة الفرنسية التي بدت مصممة على تفريق الجماهير من دون تمييز باستخدام الغاز المسيل للدموع، بدلا من السيطرة على الوضع بإلقاء القبض على بعض العناصر المثيرة للشغب ممن كانت وراء أعمال عنف مماثلة في بطولات سابقة.
أفاد كيفين ميلز، الرئيس التنفيذي لاتحاد مشجعي كرة القدم، أنه شاهد الشرطة تسمح لمجموعة من المشجعين الغوغائيين من الألتراس الروس أثناء إعداد أنفسهم للمشاحنات ثم بعد دخولهم للملعب قامت الشرطة بإخلاء المكان باستخدام الغاز المسيل للدموع.
في ضوء الاستعدادات لهذه البطولة التي أحاطتها المخاوف الأمنية من كل جانب، والحديث عن 90 ألف جندي مكلفين بالحماية الأمنية على امتداد فرنسا، أين كل هذا في استاد فيلدروم؟
إن مشهد المشجعين الإنجليز يديرون ظهورهم ويرفعون أيديهم مهرولين فوق المقاعد للهرب من الروس المتقدمين تجاههم لدليل إدانة للبطولة برمتها. كذلك جاء تقليل اليويفا لعدد التذاكر المقررة لاتحادات الكرة وزيادة التذاكر للمشجعين المحايدين والرعاة يشكل أحد الأسباب، ناهيك عن سوء التنظيم.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.