«الهوليغانز».. العدو القديم يسفر عن وجهه القبيح مجددًا

الصدام بين المشجعين الروس والإنجليز يلطخ منافسات يورو 2016

صدام المشجعين الروس والإنجليز انتقل من المدرجات إلى شوارع مرسيليا (أ.ب)  -  معركة في المدرجات بين المشجعين الروس والإنجليز بعد مباراتهم الافتتاحية في يورو 2016 (أ.ب)
صدام المشجعين الروس والإنجليز انتقل من المدرجات إلى شوارع مرسيليا (أ.ب) - معركة في المدرجات بين المشجعين الروس والإنجليز بعد مباراتهم الافتتاحية في يورو 2016 (أ.ب)
TT

«الهوليغانز».. العدو القديم يسفر عن وجهه القبيح مجددًا

صدام المشجعين الروس والإنجليز انتقل من المدرجات إلى شوارع مرسيليا (أ.ب)  -  معركة في المدرجات بين المشجعين الروس والإنجليز بعد مباراتهم الافتتاحية في يورو 2016 (أ.ب)
صدام المشجعين الروس والإنجليز انتقل من المدرجات إلى شوارع مرسيليا (أ.ب) - معركة في المدرجات بين المشجعين الروس والإنجليز بعد مباراتهم الافتتاحية في يورو 2016 (أ.ب)

تظل هي الصفة السيئة في الحمض النووي لكرة القدم الإنجليزية. هيمن على الاستعدادات لبطولة يورو 2016 حنين إلى بطولة يورو 96، وهي اللحظة التي عادت فيها كرة القدم إلى إنجلترا، وتجملت وتحولت إلى أسلوب الحياة اللامع اليوم.
لكن في صور شرطة مكافحة الشغب، والوجوه الدامية، والزجاجات المتطايرة، ومجموعات المشجعين الذين ينقضون كالكلاب على خصومهم المطروحين أرضًا، كانت كصدى للمشاهد التي شهدتها تشارلروا في عام 2000، ومرسيليا في 1998، بعد عامين على ما كان يفترض أن يكون نقطة فارقة في 1996.
منذ ذلك الحين، كان قد تم تجنب أعمال فوضى خطيرة إلى حد بعيد عن طريق الأداء الشرطي الحذر، وأوامر المنع وتغيير في ديمغرافيا أولئك الذين يسافرون مع المنتخب للتشجيع. لكن ظروف عودتهم لم تختف بالكامل أبدًا.
من بين الـ20 ألفًا أو نحو ذلك من المشجعين الإنجليز الذين تجمعوا في المدينة، والذين هم جزء مما يقرب من نصف مليون مشجع من المتوقع سفرهم من المملكة المتحدة، وغالبيتهم العظمى سيكون لديهم أرضية مشتركة مع أولئك الذين خلقوا أجواء طيبة إلى حد بعيد في البطولات الأخيرة.
قام هؤلاء في أماكن أخرى من المدينة، بالأكل والشرب وأخذ حمامات الشمس. لكن الميناء الفرنسي القديم هو المكان الذي وثقت فيه الكاميرات المشاهد السوداء التي ستطمس كل شيء آخر، وهناك مخاوف من أن تلقي بظلالها على مسيرة إنجلترا في البطولة.
والحق أن أجهزة الشرطة في كل من فرنسا والمملكة المتحدة لطالما كانت لديها مخاوف من أن تكون مباراة إنجلترا الافتتاحية بمثابة عود الثقاب. ما زالت الذاكرة تحتفظ بقوة بمشاهد 1998، عندما كانت هناك معركة بالزجاجات بين المشجعين المحليين والمشجعين الإنجليز وشرطة مكافحة شغب سريعة الهياج مستعدة جدًا لأن تضرب أولاً ثم تطرح الأسئلة لاحقا.
وقد كان من المتوقع أن تمثل الظروف الفريدة في مرسيليا عامل صعوبة، بالنظر إلى الأجواء المسممة في أوساط شريحة كبيرة من المشجعين الإنجليز (معظمهم مسالمون، وحفنة تميل إلى العنف وبعضهم متأرجح بين الاثنين، اعتمادًا على نوع المشروبات ومستوى الاستفزاز)، وأبناء المدينة الذين كانوا مسؤولين عن مواجهتهم، ومجموعة قوية من الهوليغانز الروس المنظمين.
خلال إيجاز صحافي للشرطة البريطانية قبل البطولة، أثير موضوع. في حين كان الهدف في البطولات السابقة، وبالتأكيد منذ كأس العالم 2006 في ألمانيا، هو إقناع الشرطة والسكان المحليين بأن المشجعين الإنجليز تغيروا، وتثقيفهم بأن الصخب لا يعني بالضرورة خروجًا على القانون، ففي هذه المرة كان المشجعون هم من عليهم أن يغيروا من سلوكياتهم.
مع انتشار أكثر من 90 ألفًا من أفراد الشرطة والجيش والأمن في أنحاء بلد لا يزال على حافة التوتر والترقب في أعقاب الهجمات الإرهابية في باريس قبل أقل من 7 أشهر، أقر ضباط الاتصالات في المملكة المتحدة بأن المشجعين عليهم أن يتعاملوا بطريقة مختلفة.
لكن هذا لم يحدث في مرسيليا. وأضف لذلك الشرطة العسكرية التي تعتبر عقليتها أبعد ما يكون الاستماع لنصيحة المملكة المتحدة بشأن احتواء المواقف المتقلبة بهدوء، بدلاً من إخلاء الأماكن بالغاز المسيل للدموع، فضلاً عن التهديد الذي يمثله الهوليغانز الروس المنظمون والمشجعون المحليون، وهكذا اكتملت أركان المشهد القاتم.
سيقول بعض المراقبين غير المتخصصين إن هذا يؤكد أن شيئًا لم يتغير منذ الأيام الحالكة في الماضي.
وواقع الحال، أن إدخال خطة عضوية المشجعين الإنجليز قد غيرت بشكل كبير الأجواء خلال مسيرة التصفيات العادية، إضافة إلى أوامر الحظر التي منعت سفر مثيري الشغب والمشكلات.
لدى الكثير من مشجعي إنجلترا المخلصين الذين يرافقون الفريق في الداخل والخارج تصميم شديد على عدم العودة إلى الأيام التي كانوا يتعرضون فيها للشيطنة أينما حلوا، وقد عمل كثير منهم بجد على بناء جسور التواصل.
لكن بدلاً من هذا، ما زالت الصور التي كانت تبث في أنحاء بلد لا يزال غير واثق ما إذا كان يملك إذنًا بالبدء بالاستمتاع بهذه البطولة بالنظر إلى الغطاء الأمني الموجود، هذه الصور كانت مقبلة من مجزرة في مرسيليا. ربما كان هناك الكثير من الاستعجال في الاعتقاد بأن المشكلة قد تم حلها، أو على الأقل احتوائها. وليس هنالك وجه للمقارنة بين الوضع الحالي والبطولات الأخيرة.
كانت بطولة يورو 2012 في بولندا وأوكرانيا صعبة من الناحية اللوجيستية، في حين أن المجموعات المسافرة إلى بطولتي كأس العالم في جنوب أفريقيا والبرازيل، كانت تشعر في كثير من الأحيان بأنها متشابهة في كثير من الأحيان مع الجمهور الأكبر سنًا، والأقوى ماليًا، الذي قد يذهب في جولة خاصة بلعبة الرجبي أو الكريكيت.
وعلى النقيض من هذا، سيتدفق مئات الآلاف من المشجعين على فرنسا، وكثير منهم لا يحملون التذاكر. قد يقول اتحاد الكرة والسلطات البريطانية إن بمقدورهم عمل الكثير من الأشياء. وإضافة لهذا، فقد تبين قبل البطولة أن عدد أوامر المنع من السفر تراجع بأكثر من 1,000 ليصل إلى 1,919 منذ كأس العالم الأخير.
ولا بد من الاعتراف بأن أسوأ ما كان في أعمال العنف التي وقعت السبت، حصل عندما تسبب مجموعة من 200 من المشجعين الروس شديدي التنظيم بإحداث فوضى شديدة عندما اقتحموا مكان المشجعين الإنجليز في الميناء القديم، فأحدثوا الكثير من الإصابات في صفوفهم، وأحدهم حالته خطيرة.
ومع هذا، يبدو أن المشجعين الإنجليز أبعد ما يكونون عن كونهم بريئين مما حصل. لقد أدى مزيد من تناول المشروبات الكحولية طوال اليوم، مجموعة من كبيرة من المشجعين الهائجين صغار السن – وبعضهم ربما كان يسافر مع إنجلترا للمرة الأولى – وأقلية لا يمكن إنكارها من مثيري المشكلات، كل هذا أدى لهذه الأجواء المسممة.
سيكون هناك تردد مفهوم في توجيه اللوم إلى حين معرفة الحقائق الكاملة. سيلوم البعض تكتيكات اليد القوية التي تستعملها الشرطة، فيما سيلوم آخرون الاستفزاز الروسي. وسيتساءل البعض الآخر عن سبب اختيار مرسيليا بالأساس لهذه المباراة التي تحيط بها المشكلات بالفعل.
لكن ربما آن الوقت كذلك للشريحة الأوسع نطاقًا من المشجعين الإنجليز لأن تصارح نفسها بحقيقة أن استعمار مكان في وسط المدينة، وإحاطته بأعلام إنجلترا وترديد هتافات عدوانية من قبيل «لا استسلام للجيش الجمهوري الآيرلندي»، «10 قاذفات ألمانية»، و«لولا الإنجليز لكنتم كروات الآن»، و«اللعنة على أوروبا، نحن جميعًا نؤيد المغادرة»، بالإضافة إلى حمل زجاجات الجعة، كل هذا كان عدوانًا في حد ذاته.
وكما حدث في 1998، فإن مسيرة إنجلترا في البطولة تأخذ المشجعين من الجنوب إلى لانس في الشمال – في مباراة ضد ويلز. وقبل يوم، ستواجه روسيا سلوفاكيا، في ليل القريبة. ويبدو من المحتوم أن يخيم على هذه المباراة التوتر والمشاعر العدائية، وبينما يأمل المنظمون القلقون بالفعل بحدوث الأفضل إلا أنهم يخشون وقوع الأسوأ.
وفي نفس الوقت، فإن أي مزاعم يرددها المشجعون الإنجليز بالالتزام بمعايير أخلاقية رفيعة، ضاعت وسط الزجاجات المكسورة، والشوارع الملطخة بالدم وعبوات الغاز المسيل للدموع في مرسيليا.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».