البرلمان المصري يقر تعيين رئيس جديد لأهم جهاز رقابي في البلاد

المستشار هشام بدوي جاء خلفًا لجنينة «المقال»

البرلمان المصري يقر تعيين رئيس جديد لأهم جهاز رقابي في البلاد
TT

البرلمان المصري يقر تعيين رئيس جديد لأهم جهاز رقابي في البلاد

البرلمان المصري يقر تعيين رئيس جديد لأهم جهاز رقابي في البلاد

وافق مجلس النواب المصري (البرلمان) أمس على تعيين المستشار هشام عبد السلام حسن بدوي رئيسا جديدا للجهاز المركزي للمحاسبات، أهم جهاز رقابي في البلاد، وذلك خلفا للمستشار هشام جنينة، الذي أقيل من منصبه، ويحاكم حاليا بتهمة تشويه صورة مصر عبر نشر أخبار كاذبة عن حجم الفساد في البلاد.
وحصل بدوي على أصوات (329) من أعضاء مجلس النواب من إجمالي 596 نائبا، ليحصل بذلك على الأغلبية. وتلا الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، الرسالة التي وردت إلى المجلس من الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يطلب فيها الموافقة على تعيين المستشار بدوي وفقا لأحكام الدستور. وأعرب عبد العال عن تمنياته للمستشار بدوي بالتوفيق في أداء مهام منصبه.
وكان السيسي قد أصدر أواخر مارس (آذار) الماضي، قرارا جمهوريا بإعفاء جنينة من منصبه رئيسا للجهاز المركزي للمحاسبات، وتكليف المستشار بدوي، الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الجهاز، بمباشرة اختصاصاته لحين تعيين رئيس جديد، على خلفية تصريحات أدلى بها جنينة عن حجم الفساد في الجهاز الإداري للدولة.
وبعد أسبوع على قرار العزل، قالت الجريدة الرسمية إن «العزل استند إلى بيان نيابة أمن الدولة العليا بشأن تحقيقاتها في تصريحات جنينة، حول إعلانه أن 600 مليار جنيه هي تكلفة الفساد في مصر، والذي حمل بيانات خاطئة». ومثل جنينة للمحاكمة الجنائية أمام محكمة للجنح الثلاثاء الماضي بتهمة «الاشتراك في نشر أخبار وبيانات وإشاعات كاذبة بسوء قصد من شأنها الإضرار بالمصلحة العامة».
وكانت صحيفة محلية نسبت لجنينة قوله «إن حجم الفساد في مصر بلغ 600 مليار جنيه في عام 2015 وحده»، لكنه قال لاحقا إنه أبلغ الصحيفة أن المبلغ يمثل حجم الفساد منذ تعيينه رئيسا للجهاز في عهد الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين عام 2012.
وكذبت لجنة تقصي حقائق شكّلها السيسي، برئاسة رئيس هيئة الرقابة الإدارية، تصريحات جنينة حول وقائع الفساد المذكورة، وقالت إن «هناك تضليلا وتضخيما في حجم وقيمة الوقائع المذكورة».
وقال منتقدون لجنينة إنه ينتمي بصورة غير معلنة إلى جماعة الإخوان التي حظرتها مصر بعد عزل مرسي عام 2013، لكنه نفى ذلك. وعُين جنينة بقرار من مرسي في سبتمبر (أيلول) 2012 لمدة أربع سنوات غير قابلة للعزل وفقا للقانون قبل أن يصدر السيسي قرارا في يوليو (تموز) الماضي، أجاز له إعفاء رؤساء وأعضاء الهيئات المستقلة والأجهزة الرقابية من مناصبهم في حالات معينة، من بينها «فقدانه الثقة».
وجنينة قاض بارز سابق وكان من قادة تيار دعا خلال حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك إلى مزيد من استقلال القضاء عن السلطة التنفيذية.
ووفقا لموقع الجهاز المركزي للمحاسبات على الإنترنت، يعتبر الجهاز هيئة مستقلة ذات اعتبارية عامة تتبع رئيس الجمهورية. ويهدف الجهاز إلى «تحقيق الرقابة الفعالة على أموال الدولة وأموال الشخصيات العامة، وغيرهم من الأشخاص المنصوص عليهم في القانون».
وسبق لبدوي، الرئيس الجديد للجهاز، أن تولى مناصب عدة، من بينها عمله مساعدا لوزير العدل لمكافحة الفساد، ورئيسا لنيابة أمن الدولة قبل أن يصبح محاميا عاما أول بها.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.