حمل أعضاء في البرلمان العراقي رئيس الوزراء حيدر العبادي مسؤولية ما يحصل لأهالي مدينة الفلوجة ومناطق الصقلاوية والكرمة من عمليات خطف وانتهاكات وتعذيب مارستها عناصر تابعة لميليشيا الحشد الشعبي. وقال النائب في البرلمان العراقي، أحمد السلماني لـ«الشرق الأوسط»، إنه قد تأكد مقتل أكثر من 17 شخصا من أهالي ناحية الصقلاوية من الذين سبق أن فروا من قبضة تنظيم داعش. فيما تم خطف أكثر من 75 آخرين واحتجاز 600 مدني وتعذيبهم. وأضاف السلماني أن ذلك «يدل على وجود مخطط مسبق لاستهداف أبناء تلك المناطق بمنهجية وليست تصرفات فردية».
ولا يزال ثلث أعداد المدنيين الذين تمكنوا من الفرار من «داعش» محتجزين لدى فصائل مسلحة تابعة للميليشيات.
ميدانيا، أعلنت قيادة العمليات المشتركة عن مواصلة القوات العراقية تقدمها نحو مركز مدينة الفلوجة، وأشارت إلى اندلاع معارك عنيفة مع عناصر تنظيم داعش جنوبي المدينة.
وقال المتحدث الرسمي باسم قيادة العمليات المشتركة العميد، رسول الزبيدي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن القوات الأمنية واصلت تقدمها في منطقة جبيل جنوب مدينة الفلوجة، وتمكنت من الوصول إلى حي الأطباء. وأضاف الزبيدي أن المشهد الحالي لمعارك تحرير الفلوجة يسير في جميع المحاور.
ففي المحور الجنوبي تقوم القوات التابعة لجهاز مكافحة الإرهاب والفوج التكنيكي التابع لمديرية شرطة محافظة الأنبار بالتقدم نحو مركز المدينة بشكل بطيء، وحذر من كثرة العبوات الناسفة والألغام التي زرعها تنظيم داعش. وتمكنت القطعات العسكرية من تحرير حي الشهداء، ومن ثم التقدم إلى منطقة الشهداء الثانية. ويفصل شارع واحد عن تحرير الحي كافة. أما عند المحور الغربي للفلوجة، فقد بدأت قطعات تابعة للجيش العراقي، وبمشاركة مقاتلي عشائر الأنبار، بتحرير مناطق مهمة في هذا المحور وتمكنت من استعادة السيطرة على مناطق غرب الفلاحات والحلابسة ومنطقة البوعيفان وإحدى المناطق التابعة لمنطقة الحصى. وتعد عملية تحرير هذه المناطق ذات أهمية استراتيجية كبيرة نظرا لأنها ستكشف الجهة الغربية للفلوجة أمام القوات العراقية مما يساعدها في فتح جبهات جديدة في قتالها لـ«داعش». كما ستسهل عملية خروج العائلات المحاصرة داخل المدينة التي يمنعها التنظيم المتشدد من الخروج.
أما في القاطع الشمالي وعند منطقة الأزركية والمناطق الأثرية، فتقوم القطعات المسلحة بعمليات تمشيط للأماكن التي ينشط فيها مسلحو تنظيم داعش. وأشار الزبيدي إلى أن «طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية قامت بسلسلة من الطلعات الجوية، وأصبحت تجمعات مسلحي تنظيم داعش داخل مدينة الفلوجة صيدًا سهلاً لها وتمكنت من تدمير عدد من التجمعات والمراكز التي يتحصن بها عناصر التنظيم الإرهابي».
وقال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار، فالح العيساوي، في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «الوضع في منطقة عامرية الفلوجة كارثي، حيث لم نتمكن من توفير الخيم والمواد الغذائية والطبية لآلاف الأسر التي تمكنت من الهروب من قبضة تنظيم داعش الإرهابي. ويفترش الآلاف من الأهالي الأرض تحت أشعة الشمس اللاهبة، فيما لم نتمكن من توفير حتى المياه الصالحة للشرب لهم». وأضاف العيساوي: «لا بد من تحرك دولي سريع لإغاثة أكثر من 2500 عائلة وصلت إلى هنا فيما تتواصل عمليات النزوح مما ينذر بكارثة إنسانية إذا ما استمر الحال كما هي عليه».
من جانبه، دعا وزير الهجرة والمهجرين رئيس اللجنة العليا لإغاثة وإيواء النازحين، جاسم محمد، المجتمع الدولي إلى توفير الأموال اللازمة للمنظمات الدولية العاملة في العراق، وذلك لتمكينها من إغاثة النازحين عن المناطق التي تشهد عمليات عسكرية ضد مناطق سيطرة تنظيم داعش.
وقال محمد، في تصريح صحافي، أثناء لقائه بمنسق العمليات الإنسانية للأمم المتحدة بالعراق السيدة ليز جراندي، إن «الوزارة تسعى بكل جهدها لتوفير المساعدات اللازمة وتأمين الاحتياجات الضرورية للأسر النازحة في معارك التحرير الجارية بمحافظتي الأنبار ونينوى وباقي المناطق العراقية. وإن مسألة توفير الأموال إلى المنظمات الدولية العاملة في البلاد من قبل المجتمع الدولي سيسهم في تمكينها من إغاثة النازحين بشكل كبير».
كارثة إنسانية تهدد المدنيين الهاربين من «داعش» بالفلوجة
كارثة إنسانية تهدد المدنيين الهاربين من «داعش» بالفلوجة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة