قوات سوريا الديمقراطية تقطع جميع طرق إمدادات «داعش»

قافلة مساعدات تدخل داريا للمرة الأولى منذ بدء قوات النظام حصارها في 2012

قوات سوريا الديمقراطية تقطع جميع طرق إمدادات «داعش»
TT

قوات سوريا الديمقراطية تقطع جميع طرق إمدادات «داعش»

قوات سوريا الديمقراطية تقطع جميع طرق إمدادات «داعش»

قطعت قوات سوريا الديمقراطية طرق الإمداد الرئيسية لتنظيم «داعش» بين سوريا وتركيا، وباتت تطوق مدينة منبج في ريف حلب في شمال سوريا بالكامل اليوم (الجمعة)، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
من جانبه، أفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن وكالة الصحافة الفرنسية، بأنّ «قوات سوريا الديمقراطية (تحالف عربي كردي تدعمه واشنطن) قطعت الجمعة الطريق الأخير بين منبج والحدود التركية». موضحًا أنّ «قوات سوريا الديمقراطية تمكنت من تحقيق تقدم استراتيجي، ومحاصرة مدينة منبج بشكل كامل بعد سيطرتها ناريًا على طريق منبج - الغندورة شمال غربي المدينة».
ولا يزال التنظيم المتطرف يسيطر على شريط حدودي وطرق فرعية مؤدية إلى تركيا، لكنّها أكثر خطورة وصعوبة، حسب المرصد.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية التي تحظى بغطاء جوي من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، قد تمكنت في الأيام الأخيرة من قطع الطريق الذي يربط منبج بمعبر جرابلس (شمال) والمستخدم لعبور كثير والأسلحة والتمويل إلى تنظيم «داعش».
كما قطعت هذه القوات طريق منبج - الرقة (شرق)، أبرز معاقل التنظيم في سوريا.
وتابع عبد الرحمن: «ليتنقل المتطرفون بين الرقة والحدود التركية، بات عليهم سلوك طريق أكثر خطورة بالنسبة إليهم لأن قوات النظام السوري التي تدعمها روسيا، قريبة منه».
وبدأت قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن هجومًا منذ 31 مايو (أيار) الماضي، لاستعادة السيطرة على منبج، وتمكنت من السيطرة على أكثر من 79 قرية ومزرعة في محيط المدينة.
وتعد منبج إلى جانب الباب وجرابلس، أبرز معاقل التنظيم في محافظة حلب.
على صعيد آخر، تعيش نحو 20 مدينة وبلدة ومنطقة في سوريا حاليًا تحت حصار، معظمه تفرضه قوات النظام المتهمة باللجوء إلى هذا الأسلوب لإجبار الفصائل المعارضة على إلقاء السلاح.
ودخلت أمس، قافلة مساعدات تحمل مواد غذائية إلى مدينة داريا في ريف دمشق للمرة الأولى منذ بدء قوات النظام حصارها على المدينة في عام 2012، حسبما أعلن مسؤول في الهلال الأحمر السوري لوكالة الصحافة الفرنسية.
وكان المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أعلن في وقت سابق، أن النظام السوري أبلغ الأمم المتحدة بموافقته على دخول قوافل المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة كافة بنهاية يونيو (حزيران) الحالي.
وحسب الأمم المتحدة، يعيش نحو 600 ألف شخص في 19 منطقة محاصرة في البلاد التي دمرها النزاع، 452 ألفًا و700 شخص منهم تحاصرهم قوات النظام السوري، خصوصًا في ريف دمشق، و110 آلاف محاصرون من تنظيم «داعش» في دير الزور (شرق)، و20 ألفًا من جبهة النصرة وفصائل مقاتلة أخرى في محافظة إدلب (شمال غرب)، وعشرة آلاف من قوات موالية للنظام وجماعات مسلحة في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.