إبراهيموفيتش: مورينهو بارد الأعصاب.. وغوارديولا أشعرني بأني متطفل

نجم السويد الأكروباتي يؤكد عشقه لإنجلترا.. ويواصل رفضه تحديد وجهته

إبراهيموفيتش  مع طفلين يعرضان ماركة ملابسه الرياضية الجديدة (أ.ف.ب)
إبراهيموفيتش مع طفلين يعرضان ماركة ملابسه الرياضية الجديدة (أ.ف.ب)
TT

إبراهيموفيتش: مورينهو بارد الأعصاب.. وغوارديولا أشعرني بأني متطفل

إبراهيموفيتش  مع طفلين يعرضان ماركة ملابسه الرياضية الجديدة (أ.ف.ب)
إبراهيموفيتش مع طفلين يعرضان ماركة ملابسه الرياضية الجديدة (أ.ف.ب)

«أهلاً، أنا زلاتان»، هكذا أعلن عن حضوره زلاتان إبراهيموفيتش، لاعب كرة القدم الأول في السويد وصاحب السيرة الذاتية «أنا زلاتان»، التي كانت من بين أفضل الكتب مبيعًا. كان لقاؤنا به داخل «تياتر تريفيز» في باريس مطلع مايو (أيار). وقد اعتاد إبراهيموفيتش وصف هذه المدينة بأنها «وطنه» منذ أن وقع عقد انضمامه لنادي باريس سان جيرمان، قادمًا من إيه سي ميلان، عام 2012. وفي اليوم التالي، وبأسلوبه الصاخب الدعائي المعتاد، سيعلن زلاتان عن رحيله عن النادي، وقال: «جئت هنا كملك، وها أنا أرحل كأسطورة». تعد هذه أخبار بالغة الأهمية بالتأكيد، ومع ذلك فإنه أتى لهنا اليوم للإعلان عن خط جديد للملابس الرياضية تولى تصميمه، الأمر الذي شكل له استراحة قصيرة خلال الصيف من الضجة الكبيرة التي أحاطت بمسألة انتقاله لنادٍ جديد.
والملاحظ على امتداد مشوار زلاتان الكروي، أنه تنقل بين كثير من أشهر أندية كرة القدم على مستوى العالم - بينها أياكس أمستردام ويوفنتوس وإنترميلان وبرشلونة وإيه سي ميلان وباريس سان جيرمان - الأمر الذي جعله في لحظة ما أغلى لاعب على صعيد كرة القدم من حيث إجمالي مصاريف الانتقال من نادٍ لآخر (ومنذ ذلك الحين، تفوق عليه بفارق ضئيل على هذا الصعيد زميله السابق أنخيل دي ماريا). وحال ثبوت صحة التقارير الصحافية المنتشرة حاليًا، فإن إبراهيموفيتش يستعد لإضافة مانشستر يونايتيد إلى القائمة قريبًا. وبالنظر إلى الفترة الطويلة التي قضاها إبراهيموفيتش داخل اثنتين من كبريات عواصم الموضة الأوروبية، لا يبدو من المثير للدهشة تحول اهتمام النجم السويدي لهذا المجال. جدير بالذكر أن ماركة الملابس التي أطلقها الثلاثاء، والتي يطلق عليها «إيه زد»، تتميز بأذواقها البراقة، والأهم من ذلك أنها رخيصة إلى حد ما (حيث يبلغ سعر القميص 39 دولارًا، أو ما يعادل 31 جنيه إسترليني).
وإذا كنت قد سرحت بخيالك بعيدًا باتجاه انتقاء سترة رياضية أنيقة تحمل كلمة «زلاتان» مطبوعًا عليها، ننصحك بإعادة التفكير. في الواقع، تتألف المجموعة التي ينوي إبراهيموفيتش طرحها من مجموعة من الملابس الرياضية العادية وشديدة البساطة، على عكس التوجه السائد على صعيد الملابس الرياضية طيلة السنوات الخمس الماضية. وشرح إبراهيموفيتش أن فكرته الأساسية تدور حول توفير ملابس رياضية بأسعار معقولة، الأمر الذي لم يكن متاحًا أمامه هو نفسه عندما كان مجرد مراهق يمثل الجيل الثاني من أسرة مهاجرة ويلعب كرة القدم في تسعينات القرن الماضي في روزنغارد، وهي ضاحية متنوعة الأعراق بمدينة مالمو. وشرح إبراهيموفيتش بينما علت وجهه ابتسامة، أن «الملابس من الأمور الأساسية، فهي تخص الجميع من شتى الخلفيات. مثلما الحال معي، فأنا لن أنسى قط من أين جئت، ولن أنسى من قابلتهم خلال مشواري».
جدير بالذكر أن إبراهيموفيتش نشأ في مدينة روزنغارد السويدية في كنف والده البوسني المسلم ووالدته الكرواتية المسيحية الكاثوليكية. وعن ذكريات صباه، قال: «في المرة الأولى التي ذهبت فيها إلى المدينة، كنت في الـ17. ولم أكن أعلم شيئًا خارج حدود المنطقة التي نشأت بها. وكنت أرتدي دومًا ملابس أهداها إليّ آخرون. ومع هذا، لم أجد ما يضير في هذا الأمر. لقد كانت روزنغارد بالنسبة لي جنة، لأنها كانت كل ما أعرفه من العالم». خلال فترة المراهقة، بدأ إبراهيموفيتش في اللعب لحساب نادي مالمو، قبل أن ينطلق عام 2011 (في سن الـ19) في رحلته الكبرى بأوروبا. وقال: «عندما أعود إلى روزنغارد اليوم، أرى الناس لا يزالون يرتدون ملابس رياضية، وما من أحد منهم يرتدي بزة».
يبلغ إبراهيموفيتش الآن 34 عامًا، وتضمن له قصته المثيرة من الفقر الشديد إلى الثراء الفاحش، غياب عنصر المخاطرة عن مغامرته التجارية الجديد بصورة نسبية. ويعود هذا لأمرين؛ أولهما: أن الناس سيشترون الملابس التي يطرحها إبراهيموفيتش لكونها تحمل توقيعه. ثانيًا: فإنه كما قال: «حتى لو توقفت عن اللعب الآن، سيبقى لدي ما يكفيني من طعام.. اليوم، وإلى الأبد. لذلك، لا أفعل هذا لأسباب تجارية». ومع ذلك، فإن هذا الزواج بين كرة القدم والموضة لا يخلو من إشكالية، ولا ننسى هنا كريستيانو رونالدو ومشروعه لخط «سي آر 7» الكارثي. من جهته، قال إبراهيموفيتش: «عندما نتحدث عن الموضة، فإن الشخص الوحيد الذي يطرأ على الأذهان بيكام. ماذا عن الباقين؟ أنت تتركهم. هؤلاء الأشخاص ينظرون إلى الدمية الموجودة بنافذة العرض ويشترون الملابس ذاتها التي ترتديها الدمية، ثم يخرجون من المحل معتقدين أنهم بهذا أصبحوا أيقونة للموضة».
بعد ذلك، مال بجسده للأمام وقال: «أنا لا أسير خلف الموضة. إذا أعجبتني موضة ما، أشتريها. ولا أشغل بالي بأي قميص يتوافق مع أي بنطال. بالنسبة لي، أنت إما تركز في كرة القدم أو تركز في الموضة. وعليك القيام بأي منهما بنسبة 100 في المائة أو 200 في المائة، وليس 10 في المائة. وليست هناك حاجة تستدعي منك التظاهر بأنك مثالي».
هذا هو إبراهيموفيتش النموذجي، فهو يصف عمله بعبارات دقيقة يمكن أن تقتبس منها، ويمكن أن تطلق على ذلك زلاتنيزمز، مثل عبارة «كأس العام من دوني لن تستحق المشاهدة». كتب محرر صحيفة «الغارديان» بارني روناي ذات مرة أنه «هو اللاعب القادر على أداء مهارات وبراعة جسدية بشكل تفوق قدرات أي إنسان آخر على كوكب الأرض». هو عبقري ومهووس بالكرة، عشوائي وأكروباتي، ما يؤديه هو المستحيل بعينه. رأيناه يراوغ ستة مدافعين ليسجل هدفًا مع نادي أياكس، وهناك الهدف الشهير الذي بدل فيه بقدميه في الهواء أمام المنتخب الإنجليزي منذ ثلاث سنوات في تسديدة أكروباتية. عندما يلعب تراه يجسد أروع المشاهد، وعلى المستوى الشخصي تراه مبتسما ومنفتحا. وعند الحديث عن الموضة، تراه عصبيا إلى حد ما. «بالتأكيد لستُ كاملاً، ولا أزال أرتكب الأخطاء»، كان ردي: «لكنك لا ترتكب أخطاء، فقال: تايغر وودز أدعى الكمال، لكن ماذا حدث بعدها؟ نحن نتعلم من الأخطاء، فأنا واقعي ودائمًا أقول ذلك»، سكت قليلا قبل أن يضيف: «لكنني من يقرر إن كان هناك خطأ أم لا»، قالها ثم انفجر ضاحكًا.
ها هي الزلاتيزمية (تحدث عن نفسه بصيغة المفرد الغائب بصدق مطلق)، لكن اتضح بعدها أن ما كان يقوله كان لمنفعتي الخاصة، فقد كان ينتظر أن أهمزه بكلمة ثم يرد بقفشات سويدية عميقة. هل يوافق على أن أكثر الناس مسايرة للموضة في كرة القدم ليسوا كذلك في أرض المعلب؟ «هذا صحيح بالنسبة للمدرب، فهو يتحمل المسؤولية وعليه أن يكون القائد». «أحب المدرب السابق لنادي باريس سان جيرمان كارلو أنشيلوتي. جوزيه مورينهو الذي كان مدربه السابق في إنتر، وربما مدربه الجديد في مانشستر يونايتد يتمتع ببرودة الأعصاب. فكلما تقدم المدرب في العمر كان أكثر برودة في الأعصاب. علاقتي جيدة معهم جميعا باستثناء واحد فقط». «هل هو جوسيب؟». رد: «بالضبط». قال في السابق إنه عندما كان في برشلونة جعله المدرب جوسيب غراديولا (سيدرب مانشستر سيتي قريبا) يشعر بالغربة أو أنه زائر من كوكب آخر أو متطفل، لكنه اليوم يبدو مولعا بالتأمل، يهز كتفيه عند سماع مدربه القديم ويقول: «لا أريد طاقة سلبية».
الاثنين المقبل، في تمام الخامسة مساء، سوف يقود إبراهيموفيتش فريق بلاده في أولى مباريات يورو 2016 أمام جمهورية آيرلندا. لم يعش إبراهيموفيتش في السويد منذ سن المراهقة، لكنه يمتلك منزلا هناك. «أشعر أنني سويدي، وإن لم أعش هناك، وما زلت أحاول أن أمثل السويد». هل هو بطل قومي في بلاده؟ «لا أعرف»، قالها بينما يهز كتفيه. «أنا أجيد ما أفعله أعتقد أنني أمثل السويد الجديدة والجيل الجديد بسبب كل تلك الخلفيات. أشعر بالفخر بما فعلناه، وبالمهاجرين الجدد الذين استقروا في السويد». ماذا يعنى أن تكون وجها للسويد، هل يعني التعدد الثقافي؟ «أعتقد أنني فتحت الكثير من الأبواب لناس في الوضع نفسه وأدافع عن ذلك، وأحتاج إلى أن أخترق كثيرًا من الأبواب كي أصل إلى هنا».
يبدو متحفظًا عندما يتحدث عن غيره من اللاعبين باستثناء ديفيد بيكام. «بيكام رجل لطيف، فأنا أنظر إليه دوما بإعجاب، وليس من السهل أن تصبح مثله. لديه أسرة لكنه خارج الأسرة يتحول إلى ماكينة». إبراهيموفيتش متزوج من سيدة سويدية، ولهما ابنان. قال: «أفضل أن أبعدهما عن هذا الجو ولا أريد لهما أن يعيشا حياتي، ولا أريد أن يعيشا في ظلي، أتمنى أن يصبحا أفضل منى». ألا يلعبان؟ «هما يتمرنان، لكن تقييمي دوما صعب، وأهتم بالنظام والاحترام، هما في حاجة إلى تعلم المبادئ. أتمنى أن يصبحا اثنين من سلاحف النينجا».
علاقة إبراهيموفيتش بوالديه جرى توثيقها، فقد انفصلا عن بعضهما، وفي الوقت الذي كان يعيش فيه مع أبيه وأمه، كان يقضي وقتا أطول برفقه أبيه. «أبي كان جافا معي، فكان يعمل كثيرا، لم يكن يوجد بالبيت طوال اليوم، فكان يصطحبني للتمرين لأنه كان المسؤول عن إحضار أطباق الطعام للطاولة، تلك هي عقلية البلقان. حضروا قبل الحرب، لا كهاربين، لكن لأن حال الاقتصاد لم يكن جيدا. ذهبت بمفردي للمدرسة ولممارسة الرياضة، وكانت البداية مليئة بالإرشادات والتعليمات، ولم أطلب العون من أحد، فثقتك في نفسك تنمو بهذا الشكل. من أين أتى؟ لا تسأل هذا السؤال كان صاحب لمسة رائعة أيضًا في سرقة الدراجات في سن المراهقة».
لا أحد يطلب الإذن قبل التقاط الصورة عندما يعود إلى مالمو، فقط يلتقطون الصورة. لا يطلبون الاحترام، بل يأخذونه.
كان هناك الشهر الماضي ولذلك اصطحب أطفاله. كان يصور إعلانا تجاريا، وسرعان ما تجمع الناس حوله «كان صوتهم مرتفعًا، وكانوا عدوانيين، لكنني كنت أريد لأولادي أن يروا ذلك». هل التواضع مهم له؟ «نحن أسرة بسيطة».
ماذا عن المصطلح الإسكندنافي «جانليجان» (كلمة تعني أن الكل سواء)؟ «لا أنا أتبع قانوني الخاص»، قالها ضاحكا، إلى أي مدى تصل شهرته؟ «أحاول ألا أتعرض لضغط، فأنا وأسرتي نتبع قانوننا الخاص. نحن تقليديون ولنا مبادئنا، عليك أن تكون كذلك خارج العمل». من الواضح أنه أصبح فاقدًا للحس أمام معجبي المشاهير، فهو لا يبالي بما يعتقده الناس، مما يعني أن إبراهيموفيتش لا يزال غامضًا. يقال إنه يمتلك سيارة من الذهب ولكنه أيضًا يحب صيد السمك في البحيرة، ونشر لنفسه أخيرا صوره على «فيسبوك» ممسكا بسمكة على قارب صغير عليه شعار فريق بلاك فلاج الموسيقي، الذي قال إنه يفضله. قال أيضًا إنه لا يبالي بهيئته، لكن ماذا عن الشعر الطويل، الذي لا يقصه أبدًا والذي يشبهه بشعر شمشون؟ يتمنى أن يعرف إن كانت صحيفة «التايمز» قد تنصتت على مكالماته الهاتفية.
إبراهيموفيتش على وشك مغادرة باريس. «باريس جميلة وبها كل شيء، هي أجمل مدينة، فهي مليئة بالممثلين والمطربين، لكنى أشعر بالوحدة»، ماذا عن إيطاليا؟ «إيطاليا سهلة للاعب كرة القدم، لكن باريس عظيمة»، قالها بغموض. هل الموضة جيدة هنا؟ بالتأكيد.. «إنجلترا رائعة في الموضة، ولذلك قررت الحضور». هل ستحضر لقضاء الأجازة؟، أجاب: «حسنا ماذا تتمنى لي؟!. أقترح ليفربول، ماذا عن ليستر؟ ليستر أخذ وقته». هل ستعيد النجاح ثانية؟ ليس من السهل»، شرحت كيف فشلت صديقة في أن تضع رهانا 20 جنيهًا إسترلينيًا على فريق ليستر بداية هذا الموسم وترشيحه للفوز ببطولة الدوري للموسم الحالي. لو فعلت ربما لكانت فازت الآن بمبلغ 100 ألف جنيه إسترليني. ماذا عن الآرسنال؟ أوك، أو مانشستر؟ قلت له إن الموضة رائعة في مانشستر وإنه يمكن ألا يكون مشهورا في إنجلترا، أو على الأقل غير معروف مثل زلاتان. دعنا نرَ ماذا سيحدث، قالها بابتسامة.
ورفض إبراهيموفيتش الذي قرر ترك باريس سان جيرمان بطل الدوري الفرنسي، مجددا كشف وجهته المستقبلية خلال إطلاق علامته التجارية للألبسة الرياضية. وكان إبراهيموفيتش رفض الكشف عن اسم ناديه الجديد بعد فوز منتخب السويد على نظيره الويلزي الأحد 3 - صفر مفضلا إعلان ذلك مع الكشف عن علامته التجارية الجديدة الثلاثاء لكنه لم يفعل أيضا. واكتفى إبراهيموفيتش بالقول: «لو أردت (البقاء مع سان جيرمان) لبقيت 5 سنوات أخرى. تصادف لحظة يشعر فيها الإنسان أن لا شيء لديه للقيام بعمله أي أن مهمته استكملت».
وأضاف: «لقد كتبت فيه (سان جيرمان) تاريخي وسيبقى حيًا على الدوام، الآن هناك تحدٍ آخر»، مشيرا إلى أنه «لن يعود إلى باريس سان جيرمان كلاعب». وأكد إبراهيموفيتش أيضًا: «لدي علاقات طيبة معهم. عشت 4 سنوات رائعة في باريس سان جيرمان، ليس فقط داخل الملاعب وإنما خارجها أيضًا». ورفض إبراهيموفيتش التي تشير الصحافة البريطانية إلى قرب انتقاله إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي، مرة جديد تحديد وجهته، وقال «مستقبلي هو (من A إلى Z)» وهي ماركة الملابس التي أطلقها الثلاثاء.وأضاف: «مانشستر يونايتد؟ هم أيضًا سيرتدون ألبسة (A إلى Z)، ستصل إليهم. يجب الاستمرار والصبر»، طالبًا من الصحافة أن «تواصل كتابة القصص» حوله.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».