«جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن» يؤيدان تشكيل «الجيش الواحد» في الغوطة الشرقية

مقاتلو المعارضة يصدون هجومًا لقوات الأسد على جبهة داريا الجنوبية

«جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن» يؤيدان تشكيل «الجيش الواحد» في الغوطة الشرقية
TT

«جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن» يؤيدان تشكيل «الجيش الواحد» في الغوطة الشرقية

«جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن» يؤيدان تشكيل «الجيش الواحد» في الغوطة الشرقية

أعلن «فيلق الرحمن» استعداده لتشكيل «الجيش الواحد» في الغوطة الشرقية وذلك «تلبية لنداءات أهالي الغوطة وما آلت إليه حال المنطقة». ودعا، في بيان له، جميع الفصائل العسكرية المتواجدة في الغوطة إلى تشكيل هذا الجيش. مؤكدًا «التزامه بوثيقة المبادئ الستة التي تم التوقيع عليها مع جيش الإسلام». أما «جيش الإسلام» فأبدى استعداده للمشاركة في هذا المشروع، مشيرا إلى «ضرورة مراعاة بعض الأمور، كإعادة الحقوق وتدعيم الجبهات، وتنفيذ الاتفاق المتفق عليه مع فصائل الغوطة». في وقت اعتبرت مصادر في المعارضة أن «مسألة تشكيل (الجيش الواحد) ما زالت مجرّد أفكار، وهي تحتاج إلى درس من قبل الطرفين، ولقاءات بناء الثقة بعد الخلافات والمعارك التي دارت بينهما في الأشهر الأخيرة».
واستهجن «جيش الإسلام» في بيان له «إقحامه بوصفه طرفا فيما حصل مؤخرًا في الغوطة الشرقية»، مشيرا إلى أنه «لم يكن طرفًا إنما هو من اعتدى عليه فيما حدث»، في إشارة إلى الاقتتال الأخير الذي حصل بينه من جهة، وبين «فيلق الرحمن» و«جيش الفسطاط» من جهة أخرى، داعيًا الإعلاميين إلى «تحمُّل مسؤولياتهم الإعلامية فيما يحصل في المنطقة الجنوبية».
وكانت «رابطة الإعلاميين» في الغوطة الشرقية، طالبت الفصائل الثورية بـ«التوحد وتشكيل جيش موحد في ظل التقدم الذي أحرزه نظام الأسد وميليشياته في القطاع الجنوبي».
في هذا الوقت، أوضح الناشط المعارض في الغوطة الشرقية أبو بكر عقاب، أن «الرغبة في إنشاء (الجيش الواحد) متوقفة على (فيلق الرحمن) و(جيش الإسلام)، لكن نجاح هذه الفكرة يحتاج إلى موافقة الفصائل الأخرى المتواجدة في الغوطة الشرقية، مثل (جبهة النصرة) و(أحرار الشام) و(جيش الأمة)، الذين لم يعطوا رأيهم أو موافقتهم على هذا الطرح».
وأكد عقاب، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «إعلان الفصيلين المذكورين عن رغبتهما في تشكيل جيش موحد، يأتي نزولاً عند رغبة فاعليات الغوطة الشرقية والمدنيين، الذين آلمتهم جولات الاقتتال التي دارت بين الطرفين، ومكّنت النظام من السيطرة على نقاط استراتيجية في القطاع الجنوبي للغوطة الشرقية». وقال إن «نجاح هذا المشروع يحتاج إلى إعادة بناء الثقة بين (جيش الإسلام) و(فيلق الرحمن)، لأن الخلافات لا تزال قائمة بين الطرفين»، لافتًا إلى أن الأخير «قام قبل يومين باعتقال مقاتلين من (جيش الإسلام) على جبهة زملكا، وخيّرهم بين الانضمام إلى صفوفه، أو الانتقال نهائيًا إلى دوما».
الناشط المعارض، اعتبر أن «تشكيلاً من هذا النوع قد ينجح، لكنه يحتاج إلى الكثير، من دون أن يعني أن الفصائل المؤيدة له، ستصبح تحت راية واحدة، بل يمكن أن تكون شبيهة بـ(الجبهة الإسلامية) التي ضمّت في وقت سابق خليطًا من الكتائب الثورية». وأضاف عقاب: «إن مسألة توحد (جيش الإسلام) و(فيلق الرحمن) كانت متاحة في الفترة السابقة، وكان الفيلق على وشك الانضمام إلى (جيش الإسلام) قبل استشهاد زهران علوش، لكن الفتنة التي نشأت بينهما وارتفاع منسوب الاحتقان جعل هذه الفرضية صعبة للغاية».
ميدانيا، أشار مصدر عسكري معارض في داريا، إلى أن «النظام لا يزال يحاول منذ أسابيع الوصول إلى مداخل داريا عبر أكثر من محور، خصوصًا من المحور الجنوبي الغربي». وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «النظام استقدم أول من أمس تعزيزات كبيرة وحاول إحداث اختراق من الجهة الجنوبية، لكن مقاتلي (ثوار شهداء الإسلام)، تصدوا لهذا الهجوم وأوقفوا تقدمه».
أما أسباب تركيز النظام على جبهة داريا في الفترة الأخيرة، فعزاها المصدر العسكري إلى أن «داريا لا تزال شوكة في خاصرة النظام، بسبب قربها من مطار المزة العسكري، وتعدّ أخطر نقطة لقربها من العاصمة وبعدها 5 كيلومترات عن القصر الجمهوري أي مقر بشار الأسد، فالنظام يحاول التقدم، وقضمها نقطة نقطة، بهدف تأمين أوسع نقطة آمنة في محيط العاصمة والقصر الرئاسي، لكنه حتى الآن لم يحقق أي تقدم».
في هذا الوقت، أفاد موقع «الدرر الشامية» المعارض، أن قوات الأسد تكبدت مساء الأربعاء خسائر في صفوف عناصرها على أطراف مدينة داريا خلال استهداف الفصائل لهم على الجبهة الغربية. ونقل الموقع عن المكتب الإعلامي لـ«لواء شهداء الإسلام» أنه «تم قتل عشرة عناصر وإصابة آخرين من قوات الأسد، التي تحاول التقدم نحو الجبهة الغربية للمدينة، عقب استهدافهم بالأسلحة الثقيلة»، مشيرًا إلى أن مدينة داريا «تعرضت لقصف مدفعي عنيف وقصف جوي بالبراميل المتفجرة، ما أسفر عن تدمير واندلاع حرائق في الأبنية السكنية ومسجد المصطفى دون ورود أنباء عن وقوع إصابات بين المدنيين».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.