الميليشيات تقطع الكهرباء والماء عن الحديدة.. والسكان ينزحون عنها

مركز الملك سلمان يختتم توزيع 13 ألف سلة غذائية في تعز

يمني يبيع الحطب الذي أصبح مادة أساسية للطبخ في صنعاء بعد نفاد المحروقات وانقطاع التيار الكهربائي (إ.ب.أ)
يمني يبيع الحطب الذي أصبح مادة أساسية للطبخ في صنعاء بعد نفاد المحروقات وانقطاع التيار الكهربائي (إ.ب.أ)
TT

الميليشيات تقطع الكهرباء والماء عن الحديدة.. والسكان ينزحون عنها

يمني يبيع الحطب الذي أصبح مادة أساسية للطبخ في صنعاء بعد نفاد المحروقات وانقطاع التيار الكهربائي (إ.ب.أ)
يمني يبيع الحطب الذي أصبح مادة أساسية للطبخ في صنعاء بعد نفاد المحروقات وانقطاع التيار الكهربائي (إ.ب.أ)

تواصل الميليشيات الانقلابية في محافظة الحديدة الساحلية، غرب اليمن، عرقلة تفعيل التيار الكهربائي رغم توفر مادة المازوت. وقال التكتل المدني لإقليم تهامة، في بلاغ صحافي له، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «الميليشيات الانقلابية تواصل تعذيب المواطنين في محافظة الحديدة وتعرقل إعادة تفعيل التيار الكهربائي رغم توافر مادة المازوت».
وأكدت في بلاغها الموجه إلى أبناء محافظة الحديدة والشعب اليمني بأسرة والرأي العام المحلي والعالمي، أنه من خلال تواصلهم مع الحكومة الشرعية والتحالف العربي وبعد الحملة الإعلامية التي قادها ناشطون إعلاميون للدعوة لإنقاذ أبناء الحديدة ورفع معاناتهم بسبب ارتفاع درجة الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي، تأكد أن «مادة الديزل الخاص بتوليد الطاقة الكهربائية لمحافظة الحديدة تم توفيرها وبكميات كافية، غير أن الميليشيات الانقلابية تعرقل أو تؤجل إعادة تفعيل التيار الكهربائي لسكان المحافظة على الرغم من ارتفاع درجة الحرارة إلى 47 درجة مئوية».
وطالب وفد الشرعية في مباحثات الكويت أن يقوم بالضغط على الانقلابيين لسرعة إعادة الكهرباء للمحافظة المنكوبة. كما دعت المنظمات الإنسانية والدولية وكل الإعلاميين والناشطين في الداخل والخارج ممارسة الضغط على الميليشيات الانقلابية لإنقاذ سكان هذه المحافظة.
وشهدت المحافظة مع بداية شهر رمضان موجة نزوح كبيرة إلى العاصمة صنعاء جراء الحر الشديد الذي تشهده المحافظة الساحلية مع قدوم الصيف وانعدام الكهرباء والماء على عدد من الأحياء السكنية وقرى وأرياف المحافظة، حيث باتت شوارع المحافظة شبه خالية خاصة في فترة الظهر.
وفي الجانب الميداني تواصل الميليشيات الانقلابية ارتكاب جرائمها الإنسانية ضد أهالي محافظة تعز، جنوب العاصمة صنعاء، من خلال القصف المستمر بمختلف أنواع الأسلحة على الأحياء السكنية المكتظة بالسكان والأسواق، وتدفع بتحشيدات وتعزيزات عسكرية كبيرة إلى المناطق التي لا تزال خاضعة لسيطرتها في محيط المدينة.
وواجهت الأحياء السكنية شرق وشمال المدينة قصفًا عنيفًا سقط على إثره قتلى وجرحى من المدنيين بينهم نساء وأطفال. كما تعرضت قرى حِميَر مقبنة، غرب تعز، لقصف مدفعي من قبل الميليشيات التي تواصل حشد تعزيزاتها العسكرية إلى المنطقة، والتي رافقها اشتباكات عنيفة مع قوات الشرعية، من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
كما هاجمت الميليشيات الانقلابية مواقع المقاومة الشعبية في وادي الزنوج شمال مدينة تعز، والوازعية والضباب ومقر اللواء 35 مدرع في المطار القديم ومحيط السجن المركزي، غربًا، الأمر الذي كبد الميليشيات الانقلابية الخسائر الكبيرة في الأرواح والعتاد وجعلهم يردون بقصف أحياء وادي القاضي.
وقال باسم، الحكيمي محلل سياسي وعضو مؤتمر الحوار الوطني الشامل وعضو مؤتمر الرياض، في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» إن «ما يحصل في تعز من قبل ميليشيات الحوثي ليس خرقًا للهدنة بل حربًا.. وسقط على إثرها العشرات من المدنيين ما بين (شهيد) وقتيل بسبب القصف العشوائي على المدينة».
وأضاف أن «كل الجرائم التي ترتكبها الميليشيات الانقلابية في تعز يقابلها صمت دولي مريع، كما أن ميليشيات الحوثي مستمرة بالتحشيد وبالدفع بتعزيزات عسكرية إلى جبهات القتال..كل هذه السلوكيات الإجرامية مؤشر على أن إمكانية التوصل إلى حلول سياسية مع هذه الجماعة أمر مستحيل». وأكد الحكيمي أنه «لا جدوى لها في ظل هذا الحصار على مدينة تعز من المشاركة في المفاوضات.. الحسم العسكري هو الخيار الاستراتيجي الذي سيجبر ميليشيات الحوثي على تقديم تنازلات حقيقية».
إلى ذلك، أطلقت مستشفى الثورة في تعز نداء الاستغاثة، في الوقت الذي أعلن مركز الكلية الصناعية في المستشفى غلق أبوابه، مما ينذر العشرات من مرضى الفشل الكلوي بالوفاة. وأعلنت المستشفى توقف مركز الطوارئ الباطني والمختبر والكشافة جراء توقف الكهرباء علاوة على استمرار تساقط قذائف الميليشيات الانقلابية على المستشفى.
في المقابل، دعا المركز العربي لحقوق الإنسان ومناهضة الإرهاب (آشا)، منظمة مجتمع مدني غير حكومي، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ودول التحالف، بإيقاف نزيف الدم في محافظة تعز جراء المجازر التي ترتكب في صفوف المدنيين بصورة بشعة من قبل ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح.
وقال المركز في بيان له، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «تلك الجرائم ستغير بشكل جذري الأمور في المحافظة وسينتج عنه انتقام هستيري وسيعمل على إنشاء جماعات مسلحة سيتضرر منها الجميع»، مشيرًا إلى أن هناك دولاً تريد أن تصنع إرهابيين وإرهاب في محافظة تعز عن طريق تلك المجازر لإخراج جماعات إرهابية في المدينة». واعتبر المركز بأن تلك الجرائم ترقى إلى جرائم حرب.
وأكد بأنه «لزم على الحكومة اليمنية أن تعلن جماعة الحوثي جماعة إرهابية لتحرج المجتمع الدولي، لكن ما دام تلك الجماعة لم يتم تصنيفها حتى شعبيًا فكيف ينتظر اليمنيون أن تصنف تلك الجماعة دوليًا بأنها جماعة إرهابية».
وذكر المركز بأن جميع المحافظات اليمنية وخصوصًا المناطق الحارة تعيش حالة يرثى لها منذ سيطرة جماعة الحوثي على مفاصل الدولة.
وعلى الجانب الإنساني، وبينما تواصل الميليشيات الانقلابية حصارها منذ أكثر من عشرة أشهر، لتمنع بذلك دخول المواد الغذائية والطبية والدوائية والإغاثية وجميع المستلزمات الضرورية لأهالي تعز، اختتم ائتلاف الإغاثة الإنسانية توزيع 13500 سلة غذائية عاجلة، و27 طن من التمور للمتضررين في مديرية المسراخ، جنوب مدينة تعز، مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
ووزع الائتلاف المساعدات الغذائية للمتضررين في عزل وهجر مديرية المسراخ والبالغ عددها 12 عزلة، وذلك من خلال مؤسسة الرياحين وجمعيتي المحداد والوفاء.
وقال رئيس ائتلاف الإغاثة الإنسانية بتعز، الدكتور عبد الكريم شمسان، في تصريح صحافي له، أن «المشروع يأتي ضمن مشروع 100 ألف سلة غذائية وهي المرحلة الثانية والمقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وتستهدف المتضررين في 6 مديريات محاصرة في محافظة تعز».
وعبر الدكتور شمسان عن شكره لمركز الملك سلمان للإغاثة والقائمين عليه على دعمهم المتواصل لإغاثة المتضررين والمنكوبين في تعز، في مجال الغذاء والدواء والمستلزمات الطبية.
وكان ائتلاف الإغاثة الإنسانية قد دشن في الأول من يونيو (حزيران) الحالي مشروع 100 ألف سلة غذائية (المرحلة الثانية) و200 طن من التمور، والمقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، للمديريات المحاصرة والأشد تضررًا.



قتال عنيف في منبج... وتوتر في حمص والساحل

رجال موقوفون في إطار حملة على خلايا موالية للنظام السابق في حمص الجمعة (أ.ب)
رجال موقوفون في إطار حملة على خلايا موالية للنظام السابق في حمص الجمعة (أ.ب)
TT

قتال عنيف في منبج... وتوتر في حمص والساحل

رجال موقوفون في إطار حملة على خلايا موالية للنظام السابق في حمص الجمعة (أ.ب)
رجال موقوفون في إطار حملة على خلايا موالية للنظام السابق في حمص الجمعة (أ.ب)

بينما واصلت السلطات السورية الجديدة حملاتها لملاحقة خلايا تتبع النظام السابق في أحياء علوية بمدينة حمص وفي الساحل السوري، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الجمعة، بأن قتالاً عنيفاً يدور بين الفصائل المدعومة من تركيا وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي يقودها الأكراد في منطقة منبج شمال سوريا.

وأشار «المرصد السوري» الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له، إلى مقتل ما لا يقل عن 28 عنصراً من الفصائل الموالية لتركيا في الاشتباكات في محيط مدينة منبج. وذكر «المرصد» أيضاً أن الجيش التركي قصف بعنف مناطق تسيطر عليها «قسد».

وجاء ذلك في وقت قالت فيه «قوات سوريا الديمقراطية» إن القوات الموالية لتركيا شنّت هجوماً واسع النطاق على عدة قرى جنوب منبج وشرقها، مؤكدة أنها نجحت في التصدي للمهاجمين الذين يحاولون منذ أيام السيطرة على المنطقة المحيطة بسد تشرين على نهر الفرات.

جانب من تشييع مقاتلَيْن كرديين قُتلا في معارك منبج ودُفنا في القامشلي بشمال شرقي سوريا يوم الخميس (أ.ف.ب)

وتريد تركيا طرد «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تشكّل عماد «قوات سوريا الديمقراطية» من المنطقة؛ بحجة أنها فرع سوري لـ«حزب العمال الكردستاني» المصنّف إرهابياً.

إلى ذلك، في حين كان التوتر يتصاعد في الأحياء ذات الغالبية العلوية في حمص خلال عمليات دهم بحثاً عن عناصر من النظام السابق وتصل ارتداداته إلى الساحل السوري، اجتمع نحو خمسين شخصية من المجتمع الأهلي بصفتهم ممثلين عن طوائف دينية وشرائح اجتماعية في محافظة طرطوس مع ممثلين سياسيين من إدارة العمليات العسكرية (التي تولت السلطة في البلاد الآن بعد إطاحة نظام الرئيس السابق بشار الأسد). وعلى مدى أربع ساعات، طرح المشاركون بصراحة مخاوف المناطق الساحلية؛ حيث تتركز الغالبية الموالية للنظام السابق، وتم التركيز على السلم الأهلي والتماسك المجتمعي في سوريا عموماً والساحل السوري خصوصاً، بعد تقديم إحاطة سياسية حول الوضع في الداخل السوري والوضع الدولي، والتطورات الحالية وتأثيرها في الواقع السوري.

قوات أمنية خلال عمليات التمشيط في حمص الجمعة (أ.ب)

قالت ميسّرة الجلسة الصحافية، لارا عيزوقي، لـ«الشرق الأوسط»، إن المشاركين في الجلسة التي نظّمتها «وحدة دعم الاستقرار» (s.s.u) مثّلوا أطيافاً واسعة من المجتمع المحلي، من مختلف الطوائف الدينية، والشرائح الاجتماعية، بالإضافة إلى مشاركة ممثلين سياسيين من إدارة العمليات. وأكدت لارا عيزوقي أن أبرز مطلب للوفد الأهلي كان ضرورة إرساء الأمن، مشيرة إلى تقديم اقتراح بتفعيل لجان حماية محلية؛ بحيث تتولى كل منطقة حماية نفسها في المرحلة الراهنة لمنع الفوضى، مع الاستعداد لتسليم المطلوبين، على أن تُمنح ضمانات فعلية لمنع الانتقامات.

معتقلون يُشتبه بأنهم من النظام السابق في حمص الجمعة (أ.ب)

وتابعت لارا عيزوقي أن الافتقار إلى الأمن، وحالة الانفلات على الطرقات، أديا إلى إحجام كثير من الأهالي عن إرسال أولادهم إلى المدارس والجامعات، وبالتالي حرمانهم من التعليم. وأشارت إلى أن الجلسة الحوارية تضمّنت مطالبات بالإفراج عن المجندين الإلزاميين الذين كانوا في جيش النظام السابق رغماً عنهم، وجرى اعتقالهم من قِبل إدارة العمليات.

ولفتت إلى أن الوفد الأهلي شدد أيضاً على ضرورة وضع حد لتجاوزات تحدث، مضيفة أنه جرت مناقشة مطولة لما جرى في قرية خربة معزة؛ حيث أقر الأهالي بخطأ حماية المطلوبين، وأن ذلك لا يبرر التجاوزات التي حصلت أثناء المداهمات.

يُشار إلى أن اشتباكات حصلت في طرطوس في 25 ديسمبر (كانون الأول) الماضي لدى ملاحقة قوى الأمن الضابط في جيش النظام السابق محمد حسن كنجو الملقب بـ«سفاح سجن صيدنايا»، وهو رئيس محكمة الميدان العسكري التي تُتهم بأنها السبب في مقتل آلاف المعتقلين.

ومما طرحه أهالي طرطوس، في الجلسة، مطلب صدور عفو عام، إذ إن هناك مئات من الشباب المتعلم اضطرهم الفقر إلى العمل في الأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة للنظام. ويريد ممثلو الأهالي بحث إمكانية ضم هؤلاء إلى وزارة الدفاع مجدداً، لتجنّب الانعكاسات السلبية لكونهم عاطلين عن العمل. وحسب لارا عيزوقي، كشف ممثل الإدارة الجديدة عن نية «إدارة العمليات» إصدار عفو عام يستثني المتورطين بشكل مباشر في جرائم النظام السابق.

مواطنون في حمص خلال قيام قوات أمن الحكم الجديد بعمليات دهم الجمعة بحثاً عن عناصر من النظام السابق (أ.ب)

ولفتت لارا عيزوقي إلى وجود ممثلين عن شباب بأعمار تتراوح بين 20 و30 سنة، وقالت إنهم يعتبرون أنفسهم ينتمون الى سوريا، لا إلى طائفة معينة ولا يريدون الهجرة ويتطلعون الى لعب دور في مستقبل سوريا، متسائلين عن كيف يمكن أن يحصل ذلك إذا تمّ تأطيرهم داخل مكوّن طائفي.

وحول تسريح الموظفين، عبّر مشاركون عن مخاوف من تسريح آلاف الموظفين لا سيما النساء من ذوي قتلى النظام واللواتي تعلن عائلاتهن -مع لفت النظر إلى اتساع رقعة الفقر وتعمّقها في الساحل خلال سنوات الحرب- حالة الإفقار الممنهجة التي طالت محافظة طرطوس بصفتها محافظة زراعية تدهورت زراعتها في السنوات الماضية.

أطفال في شاحنة بمدينة حمص الجمعة (أ.ب)

وشهدت مدينة طرطوس، بين مساء الخميس وصباح الجمعة، حالة توتر مع توارد أنباء عن جريمة قتل وقعت قرب «شاليهات الأحلام» حيث تستقر مجموعات من «فصائل إدارة العمليات». وحسب المعلومات، أقدم مجهولون على إطلاق نار على شخصين، مما أدى إلى مقتل أحدهما وإصابة الآخر. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الأهالي طالبوا «هيئة تحرير الشام» التي تقود إدارة العمليات العسكرية، «بوضع حد للاعتداءات والانتهاكات التي تُسهم في زعزعة الاستقرار وضرب السلم الأهلي الذي تعيشه المنطقة».

وأشار «المرصد» إلى أن ملثمين مسلحين أعدموا أحد أبناء حي الغمقة الشرقية في مدينة طرطوس، وهو شقيق شخص مطلوب بقضايا جنائية، وذلك خلال تفقد القتيل شاليهاً يملكه في منطقة «شاليهات الأحلام».

وتشهد مناطق تركز العلويين في محافظات حمص وطرطوس واللاذقية انفلاتاً أمنياً بسبب انتشار السلاح، وتحصّن مطلوبين من عناصر النظام السابق في أحياء وقرى، مما يثير مخاوف من تأجيج نزاع مناطقي.

يُشار إلى أن «إدارة العمليات العسكرية» استكملت، الجمعة، حملة التمشيط التي بدأتها في حمص يوم الخميس، وشملت أحياء العباسية والسبيل والزهراء والمهاجرين، بحثاً عن فلول ميليشيات النظام السابق. وأفيد باعتقال عشرات الأشخاص بينهم من أُفرج عنهم بعد ساعات فقط.