سفير السعودية لدى الأمم المتحدة لـ «الشرق الأوسط»: لم نمارس ضغوطًا على بان كي مون

مجلس الأمن سيناقش التقرير المتعلق بالأطفال في الحروب خلال أغسطس المقبل

سفير السعودية لدى الأمم المتحدة لـ «الشرق الأوسط»: لم نمارس ضغوطًا على بان كي مون
TT

سفير السعودية لدى الأمم المتحدة لـ «الشرق الأوسط»: لم نمارس ضغوطًا على بان كي مون

سفير السعودية لدى الأمم المتحدة لـ «الشرق الأوسط»: لم نمارس ضغوطًا على بان كي مون

قال السفير السعودي لدى الأمم المتحدة، عبد الله المعلمي لـ«الشرق الأوسط»، إن إزالة اسم التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن من التقرير المسيء، الذي أعدته ممثلة الأمين العام بشأن الأطفال والنزاعات المسلحة ليلى زروقي. وأكد في اتصال هاتفي أمس أن السعودية تتعامل مع الهيئة العامة وأمينها بان كي مون بصفته الرسمية، ولا تلتفت لما يقال عن جماعات ضغط وتخرصات حتى تتبين الحقائق.
وعن تقارير نشرت في الصحافة الغربية عن أن السعودية استخدمت التهديد وأنها ستوقف تمويل بعض المراكز التابعة للأمم المتحدة المتعلقة بمكافحة الإرهاب وغيرها، قال المعلمي: «نحن لا نستخدم هذا الأسلوب ولا نرتضي أن يستخدمه أحد معنا، نحن نتعامل بمبدأ إيضاح الحقائق، وهذا ما حدث، أوضحنا الحقائق للأمانة العامة بشأن تجنيد الانقلابيين في اليمن للأطفال وإزالة الصورة الضبابية لديهم التي بناء عليها أزيل اسم التحالف العربي من القائمة السوداء ومن التقرير المسيء». مضيفًا أن إزالة الاسم بصورة نهائية لا مؤقتة كما أشار لها البعض.
وكانت السعودية والدول الأعضاء في التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن قدموا احتجاجًا للأمين العام بان كي مون على عملية الإدراج في التقرير، الذي وافق على اقتراح الرياض باستعراض الحالات والأرقام المذكورة في نص التقرير معًا.
وحسب معلومات، حصلت عليها «الشرق الأوسط» من مصادر أمس، فإن التحالف العربي سيقدم المعلومات الدقيقة والأرقام قبل نهاية هذا الشهر، لتمكين الأمم المتحدة من مراجعتها وتضمينها قبل مناقشة مجلس الأمن للتقرير المكون من 40 صفحة والمتوقع أن يناقشه في أغسطس (آب) المقبل. وقال مصدر في الأمانة العامة، أمس، إن الأمين العام استجاب لطلب التحالف بحذف اسمه من التقرير، وتقديم بيانات ومعلومات ستتم مراجعتها بالتعاون مع التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن مع تدقيق أكثر.
وكانت دورية «فورين بوليسي» الأميركية نشرت أن الخارجية السعودية هددت الأمم المتحدة بقطع المساعدات الإنسانية المقدرة بمئات الملايين من الدولارات ووقف التعاون فيما يتعلق بمركز مكافحة الإرهاب التابع للأمم المتحدة، وهو ما علق عليه سفير السعودية لدى الأمم المتحدة المعلمي بقوله: «هذا كلام غير صحيح، كل ما فعلناه أوضحنا الحقائق ولم يعرف عنا استخدام هذا الأسلوب».



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.