روني: إنجلترا على موعد مع التاريخ في فرنسا

قائد المنتخب الإنجليزي يؤكد أن الفريق الحالي هو الأفضل منذ عقود

المنتخب الإنجليزي يتطلع لأول بطولة كبرى منذ 50 عامًا (إ.ب.أ)
المنتخب الإنجليزي يتطلع لأول بطولة كبرى منذ 50 عامًا (إ.ب.أ)
TT

روني: إنجلترا على موعد مع التاريخ في فرنسا

المنتخب الإنجليزي يتطلع لأول بطولة كبرى منذ 50 عامًا (إ.ب.أ)
المنتخب الإنجليزي يتطلع لأول بطولة كبرى منذ 50 عامًا (إ.ب.أ)

كان واين روني في العاشرة من العمر عندما استضافت إنجلترا بطولة يورو 96 وحصلت كل الأشياء المجنونة، بما في ذلك فوز إنجلترا بركلات الجزاء (على إسبانيا في دور الثمانية). وأصبحت صورة مدافع إنجلترا ستيورات بيرس وهو في حالة من الهياج عقب نجاحه في إحراز ركلة جزاء ضد إسبانيا في دور الثمانية محفورة في الوعي الوطني، إلى جانب لحظات مثل هدف بول غاسكوين في مرحلة المجموعات ضد اسكتلندا، الذي أعقبه احتفال آخر كان ما زال عالقًا بالذاكرة.
يقول روني: «كانت تلك لحظة أيقونية للكرة الإنجليزية، وخصوصًا لغاسكوين. أتذكر أنني كنت خارج أنفيلد مرتين (ملعب ليفربول.. حيث أقيمت 4 من مباريات البطولة) وأتذكر الأجواء، رغم أنني أعتقد أنني كنت لا أزال صغيرًا على أن أفهم ما كان يحدث. كانت أجواء جيدة». ما كان يحدث هو تعبير ثقافي هائل - كان كثيرون يطلقون عليه تحولاً - كما كان الأبطال يصنعون، فقد أضيف هذا إلى صيف من الإثارة وإمكانية تحقيق الأشياء.
وهناك دلالة كاملة كون «بي بي سي» اختارت، في العد التنازلي لبطولة فرنسا، أن تصنع فيلمًا وثائقيًا عن الأداء الرائع لإنجلترا في يورو 96، الذي أذيع مساء الأربعاء الماضي، وتضمن حديث آلان شيرار إلى مدرب إنجلترا آنذاك، تيري فينابلز، وعدد من زملائه القدامى في الفريق فيما بدا مزيجًا بين الحنين إلى الماضي والاحتفاء المشترك.
جدير بالذكر أن إنجلترا لم تفز في واقع الأمر بالبطولة على مدار تلك السنوات، فقد خسروا أمام ألمانيا في نصف النهائي، بركلات الجزاء طبعًا. هل كان بمقدور أي شخص أن يتخيل المشهد لو أنهم نجحوا في رفع الكأس؟ يبدو الأمر كما لو أنهم فازو بيورو 96، بالنظر إلى طريقة تذكرهم وحديثهم عنها. إذن، تخيل لو أننا مضينا خطوة أفضل وفزنا بها. يقول روني: «كنت بالفعل أفكر في هذا. كنت أتحدث عن البرنامج مع ميشال فارر، الذي عمل في اتحاد الكرة لسنوات، وقد ذكرت هذا بالفعل. يبدو الأمر كما لو أنهم فازوا بالبطولة، من طريقة تذكرهم لها. إذن، تخيل لو أننا قطعنا خطوة أفضل وفزنا بها. سيتذكرنا الناس. إنه تحدٍ بالنسبة لنا، بالطبع وأتمنى أن نتمكن من عمل هذا». وهذا أمر يتوق إليه روني بشدة. كان تأهل إنجلترا للنهائيات مثاليًا، وأخيرًا جدًا، فاز الفريق بكل مبارياته التجريبية الثلاثة استعدادًا للبطولة (ضد تركيا وأستراليا والبرتغال). لكن كما يعرف روني أفضل من أي أحد آخر، فإن أجواء البطولة أمر يختلف تمامًا عن المباريات الودية، وستكون الضغوط هائلة في مرسيليا يوم السبت، عندما تبدأ إنجلترا مشوارها في دور المجموعات ضد روسيا.
يمكن لروني، وهو في الـ30 من العمر الآن، والقائد المحنك لفريق روي هودغسون الشاب، بما يحمل من خبرة 111 مباراة دولية، أن يبحث في 5 تجارب سابقة مع البطولات الأوروبية. كانت الموضوعات بالنسبة إلى قائد المنتخب تدور حول إصابات في مشط القدم، وخيبة أمل بعد خسارة بركلات الجزاء، وعدم انضباط، لكن يمكن لكل هذا أن يندرج في إطار الندم، حتى نهائيات يورو 2004، التي كانت بمثابة الانطلاقة له، عندما سجل وهو لا يزال في عامه الـ18، 4 أهداف وكان يلعب بثقة طاغية. يقول روني: «كانت بطولة إيجابية بوضوح بالنسبة لي، على الصعيد الشخصي، لكنها انتهت بكارثة». في دور الثمانية ضد البرتغال، ومع تقدم إنجلترا (1 - 0)، تعرض لإصابة في مشط قدمه، وغادر الملعب في تغيير اضطراري بعد 27 دقيقة. خسرت إنجلترا بركلات الترجيح بعد أن انتهى الوقت الأصلي بالتعادل (2 - 2).
تعرض روني لإصابة أخرى في مشط القدم قبل كأس العالم 2006، أثرت على فاعليته، وتعرض للطرد في مباراة دور الثمانية، وهي مباراة أخرى انتهت بالخسارة بركلات الجزاء الترجيحية ضد البرتغال، في حين أنه كان موقوفًا في أول مباراتين في يورو بسبب طرده في التصفيات أمام الجبل الأسود 2012. وكلما قل الحديث عن كأسي العالم 2012 و2014 كان أفضل. إذن، هل كانت البطولة دائمًا مصدرًا لخيبة الأمل؟ يقول روني: «بالطبع، إذا لم تفز بها».
يشير روني إلى كيف أنه بحلول الشهر المقبل سيكون قد مر 50 عامًا على فوز إنجلترا بكأس العالم - وهو لقبهم الكبير الوحيد - وهو ليس بحاجة على الإطلاق، ليضيف: «بالطبع، بالنسبة إلى الكرة القدم، هذا وقت طويل». لكن حياة احترافية تحت أشد الأضواء والضغوط أكسبت روني صلابة وهو لا يقبل بحديث التعاطف. وهو يعطي الانطباع بأن الأول هو الملك، والثاني لا وجود له. ويقول: «هل من المزعج أن إنجلترا لم تظهر إلى أي مدى نحن جيدون؟ أعتقد أننا لم نكن جيدين، مرورًا بالمنتخبات التي كنا نمتلكها، وهذه هي كرة القدم، أعتقد ذلك. نحن نعرف أننا نملك الآن منتخبًا جيدًا، لكن علينا أن نؤدي بالشكل المناسب. لا يمكن أن نتوقع أن نذهب إلى فرنسا بمنتخب يضم لاعبين جيدين ثم ننتظر أن تكون كل الظروف مهيأة، وأن يتم تسليمنا الكأس. نحن نعرف أن الفرق سوف تحاول إيقافنا وسيكون الأمر صعبًا».
جعلت البرتغال الأمر صعبًا على إنجلترا في ويمبلي مساء الخميس الماضي، حتى رغم أنها لعبت بـ10 لاعبين، بعد طرد برونو ألفيس في الدقيقة 35. كانت طريقة لعب «الماسة» في وسط الملعب، مع وجود روني على الحافة في معظم فترات المباراة، عقيمة وتقييدية، في حين أنها أحدثت شرخًا بين المهاجمين، هاري كين وجيمي فاردي، اللذين كانا يكافحان من أجل الحصول على الكرات والاختراق. كان إيقاع الفريق غير متنوع، ورغم هدف الفوز الذي سجله كريس سمولينغ قبل نهاية المباراة، فإن هذه المواجهة كانت بمثابة كشف حساب واقعي، وهو أمر قد لا يكون سيئًا.
يشعر روني بالتفاؤل وهو يعتقد أن عددًا من لاعبي المنتخب الذين يشاركون في البطولة لأول مرة قادرون على استغلال اللحظة، كما فعل في 2004. ويقول: «أثق بأن عددًا من هؤلاء اللاعبين سيكون له نوع من التأثير على هذه البطولة، وأتمنى أن يكون هناك عددهم أكثر من مجرد لاعب أو اثنين». يضم منتخب إنجلترا 11 لاعبًا يشاركون في اليورو لأول مرة في تاريخهم، كان 6 منهم ضمن التشكيل الأساسي الذي خاض مباراة البرتغال، وهم كين وفاردي وكايل ووكر وداني روز وإريك داير وديلي إلي.
يمكن أن يكون الشباب المتحرر من الخوف سلاحًا. «يمكن أن يكون»، على حد قول روني، الذي يضيف: «كما يمكن أن يكون تأثيره عكسيًا. نحن لا نضع كثيرًا من الضغوط على اللاعبين، وبالتأكيد اللاعبون صغار السن. نعرف أن وجودهم قد يكون عاملاً إيجابيًا حقيقيًا، وقد يكون عاملاً عكسيًا، ويمكن للاعبين تشجيعهم، ومحاولة السماح لهم بالتعبير عن أنفسهم». وتابع: «لم يخض كثير من اللاعبين على الإطلاق تجربة التجمع معًا في فريق واحد خارج البلاد لأسبوع أو أسبوعين، ومن الواضح، عندما نذهب إلى هناك، أننا سنقضي 5 أسابيع بالخارج. يتعلق الأمر بكيفية إدارة وقتك بشكل حقيقي وأن تحافظ على نفسك بحيث تكون مستعدًا دائمًا للتدريب، لأن هناك كثيرًا من أماكن الجلوس حول الفندق».
ويمضي بالقول: «كل ما هنالك هو أن يحاول كل واحد أن يبقي زميله نشطًا. يحتاج بعضنا بعضًا إلى القيام بهذا ثم، في المباريات، نحاول أن نخرج أفضل ما فينا. عندما يتاح لنا الوقت، يمكننا كذلك أن نستخدم كل التكنولوجيا المتاحة هذه الأيام لضمان قدرتنا على القيام بهذا – تحليل الفرق وتحليل أنفسنا». كانت من المظاهر اللافتة في مباراة البرتغال، إلى جانب طرد ألفيس، كيف رد كين على تعرضه لركلة في الرأس من قبل أحد المدافعين. قفز مباشرة تمامًا محاولاً الانطلاق بالكرة التي كانت في المتناول، وربما كان بإمكانه أن يصب لعناته على الحكم ماركو غيدا، الذي لم يسمح بإتاحة الفرصة. ولو أن كين دهس بحذائه قدم المدافع وكان الضحية، وليكن، بيبي، مدافع ريال مدريد الذي غاب عن هذا اللقاء بسبب الإجهاد بعد مشاركته في نهائي دوري الأبطال، لكان من الممكن أن يتمرغ هذا المدافع على أرضية الميدان. تطرق روني للحديث عن «الفنون السوداء» في عالم الكرة، لكنه ألمح إلى أنها ليست جديرة بالاهتمام.
وقال: «أنا لا أقول أي شيء سيئ عن اللاعبين الأجانب، لكنهم يقومون بهذا بشكل أفضل بالفطرة، فيما يتعلق بالبقاء على الأرض لوقت أطول وتقريبًا دفع الحكم إلى اتخاذ قرارات لصالحهم. نحن لم نترب على عمل هذا. وإذا كنا سنعتمد على هذا لنفوز أو نتقدم لخطوات أبعد في البطولة، فأعتقد أننا سنعاني. والهامش الذي يمكنك الاستفادة منه هنا هو هامش صغير، لكن الأشياء الأخرى التي نفعلها ونخطط لها أهم من هذا بكثير». يهيمن على روني إحساس مألوف بشأن التوقعات. يقول: «المباراة الأولى قوية وهي مهمة لأن نحصل على بداية مظفرة ضد روسيا. الجميع يقولون إن عليك ألا تخسر المباراة الأولى، لكن لو حققت الفوز فإن الفارق سيكون هائلاً. يملك هذا الفريق إمكانية أن يكون أفضل مجموعة لعبت معها في صفوف المنتخب، وأعتقد أن المستقبل مشرق جدًا للمنتخب الإنجليزي. يمكن أن تكون على موعد مع بداية مشهودة هذا الصيف».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».