السعوديون والإماراتيون والمصريون يرفعون سقف إنفاقهم خلال الشهر الفضيل

التمر والحلويات ومنتجات الألبان أكثر السلع شعبية لدى الصائمين

السعوديون والإماراتيون والمصريون يرفعون سقف إنفاقهم خلال الشهر الفضيل
TT

السعوديون والإماراتيون والمصريون يرفعون سقف إنفاقهم خلال الشهر الفضيل

السعوديون والإماراتيون والمصريون يرفعون سقف إنفاقهم خلال الشهر الفضيل

مع حلول ثالث أيام الشهر الفضيل، اهتمّت مراكز دراسات بتغير الأنماط الاستهلاكية في بلدان العالم العربي، في محاولة لتحديد المجالات التي تعرف إقبالا خلال رمضان وتقدير نسب ارتفاع الإنفاق وانخفاضه.
وأظهر بحث أجرته مؤسسة «يوغوف» البريطانية البحثية عن توقعات مستويات الاستهلاك خلال شهر رمضان هذا العام، أن ما يصل إلى 53 في المائة من المستهلكين في الإمارات والسعودية ومصر يعتزمون رفع سقف إنفاقهم خلال الشهر، وتوقّع 93 في المائة منهم زيادة إنفاقهم على احتياجات البيت من الطعام والشراب ومستلزمات البقالة. ومن المتوقع أن ينفق نحو 59 في المائة من المصريين أكثر من المعتاد خلال شهر رمضان، ويأتي بعدهم 56 في المائة من المستهلكين في السعودية، و46 في المائة في الإمارات. ويتوقع أغلب المستهلكين في الدول الثلاث (68 في المائة) أن يستقطعوا النفقات الإضافية من دخولهم الثابتة، في حين يتوقع 29 في المائة اللجوء إلى مدخراتهم.
وعلى غرار دراسات أخرى، مثل تلك التي قامت بها مؤسسة «نيلسن» البحثية العام الماضي، ربطت دراسة «يوغوف» بين الزيادة في الإنفاق وارتفاع استهلاك الطعام والشراب. وأوضحت الدراسة، التي بنت نتائجها على آراء 1523 شخصا، منهم 505 في الإمارات، و507 في السعودية، و511 في مصر، أن المستجوبين يفضلون شراء المواد الغذائية بشكل منتظم، ولا يلجأون لشراء كميات كبيرة رغم العروض المغرية بسبب قابلية تلك السلع للتلف. ولذلك، فإن العروض التي تقدم تخفيضات على المنتجات هي أكثر ما يروق لـ78 في المائة من المستهلكين في الدول الثلاث، في حين أن العروض لشراء كميات كبيرة تتلاءم أكثر مع منتجات العناية الشخصية ومستلزمات البيت.
وكما قد يكون متوقعا، فإن التمر يأتي في مقدّمة السلع الغذائية التي تشهد زيادة في الاستهلاك بنسبة 73 في المائة، متبوعا بالحليب بنسبة 62 في المائة، والزبادي (61 في المائة)، والمشروبات الباردة، والمرطبات والمنبهات مثل الشاي والقهوة بنسبة 53 في المائة. وأضافت دراسة مؤسسة «نيلسن» إلى قائمة المواد الغذائية التي تعرف ازدهارا خلال الشهر الكريم الحلويات التقليدية والشوكولاته التي غالبا ما تقدّم كهدايا.
ولم تقتصر الدراسة على أنماط الاستهلاك الغذائي، بل شملت كذلك خطط السفر خلال شهر رمضان وعيد الفطر. ووجدت الدراسة أن 72 في المائة من المستجوبين ليس لديهم أي خطط للسفر، وأفاد 63 في المائة منهم بأن السبب يرجع إلى رغبتهم في قضاء شهر رمضان في بلدهم. كما أوضح 69 في المائة ممن شملهم البحث في مصر، و66 في المائة من السعودية، بأنهم يفضلون البقاء في بلادهم أغلب الوقت، مقارنة بـ52 في المائة من الإماراتيين.



أجواء احتفالية في مصر ابتهاجاً بعيد الفطر

زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
TT

أجواء احتفالية في مصر ابتهاجاً بعيد الفطر

زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)

سادت أجواء البهجة منذ الساعات الأولى من صباح أول أيام عيد الفطر في مصر، حيث احتشد المصلون من مختلف الأعمار في ساحات المساجد، وسط تكبيرات العيد التي ترددت أصداؤها في المحافظات المختلفة.
وشهدت ساحات المساجد زحاماً لافتاً، مما أدى إلى تكدس المرور في كثير من الميادين، والمناطق المحيطة بالمساجد الكبرى بالقاهرة مثل مسجد الإمام الحسين، ومسجد عمرو بن العاص، ومسجد السيدة نفيسة، ومسجد السيدة زينب، وكذلك شهدت ميادين عدد من المحافظات الأخرى زحاماً لافتاً مع صباح يوم العيد مثل ساحة مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية.
وتبدأ مع صلاة العيد أولى مباهج الاحتفالات عبر «إسعاد الأطفال»، وفق ما تقول ياسمين مدحت (32 عاماً) من سكان محافظة الجيزة (غرب القاهرة). مضيفةً أن «صلاة العيد في حد ذاتها تعد احتفالاً يشارك الأهالي في صناعة بهجته، وفي كل عام تزداد مساحة مشاركة المصلين بشكل تطوعي في توزيع البالونات على الأطفال، وكذلك توزيع أكياس صغيرة تضم قطع حلوى أو عيدية رمزية تعادل خمسة جنيهات، وهي تفاصيل كانت منتشرة في صلاة العيد هذا العام بشكل لافت»، كما تقول في حديثها مع «الشرق الأوسط».

بالونات ومشاهد احتفالية في صباح عيد الفطر (وزارة الأوقاف المصرية) 
ويتحدث أحمد عبد المحسن (36 عاماً) من محافظة القاهرة، عن تمرير الميكروفون في صلاة العيد بين المُصلين والأطفال لترديد تكبيرات العيد، في طقس يصفه بـ«المبهج»، ويقول في حديثه مع «الشرق الأوسط» إن «الزحام والأعداد الغفيرة من المصلين امتدت إلى الشوارع الجانبية حول مسجد أبو بكر الصديق بمنطقة (مصر الجديدة)، ورغم أن الزحام الشديد أعاق البعض عند مغادرة الساحة بعد الصلاة بشكل كبير، فإن أجواء العيد لها بهجتها الخاصة التي افتقدناها في السنوات الأخيرة لا سيما في سنوات (كورونا)».
ولم تغب المزارات المعتادة عن قائمة اهتمام المصريين خلال العيد، إذ استقطبت الحدائق العامة، ولعل أبرزها حديقة الحيوان بالجيزة (الأكبر في البلاد)، التي وصل عدد الزائرين بها خلال الساعات الأولى من صباح أول أيام العيد إلى ما يتجاوز 20 ألف زائر، حسبما أفاد، محمد رجائي رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان، في تصريحات صحافية.
ويبلغ سعر تذكرة حديقة الحيوان خمسة جنيهات، وهو مبلغ رمزي يجعل منها نزهة ميسورة لعدد كبير من العائلات في مصر. ومن المنتظر أن ترتفع قيمة التذكرة مع الانتهاء من عملية التطوير التي ستشهدها الحديقة خلال الفترة المقبلة، التي يعود تأسيسها إلى عام 1891، وتعد من بين أكبر حدائق الحيوان في منطقة الشرق الأوسط من حيث المساحة، حيث تقع على نحو 80 فداناً.