«الإيسيسكو» تناشد المجتمع الدولي إنقاذ حلب «عاصمة الثقافة الإنسانية»

«الإيسيسكو» تناشد المجتمع الدولي إنقاذ حلب «عاصمة الثقافة الإنسانية»
TT

«الإيسيسكو» تناشد المجتمع الدولي إنقاذ حلب «عاصمة الثقافة الإنسانية»

«الإيسيسكو» تناشد المجتمع الدولي إنقاذ حلب «عاصمة الثقافة الإنسانية»

وجهت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) نداء عاجلاً إلى المجتمع الدولي للتحرك الفوري من أجل إنقاذ مدينة حلب السورية مما وصفته بـ«الدّمار الممنهج المتعمد والشامل». وقالت الإيسيسكو في ندائها، إن العالم لم يشهد مثيلاً لما تتعرض له مدينة حلب بصورة خاصة، من تدمير كاسح أتى على البشر والحجر، في كارثة إنسانية وبيئية ومعمارية غير مسبوقة في التاريخ المعاصر حتى في الحربين العالميتين الأولى والثانية.
وأوضحت الإيسيسكو أن مدينة حلب احتفل بها خلال سنة 2006 عاصمة للثقافة الإسلامية، لما تزخر به من معالم أثرية متنوعة، وتراث علمي وثقافي متعدد المصادر، ولما كان لها من إبداعات متميزة في حقول الثقافة الإسلامية والثقافات الإنسانية عمومًا، التي شاركت في إغنائها شعوب شتى كانت تتوارد على مدينة حلب باعتبارها المحطة الأكثر تميزًا على طريق الحرير عبر العصور التاريخية المتعاقبة.
وكانت الإيسيسكو قـد اختـارت ضمن برنامجها العشري لعواصم الثـقـافة الإسلامية (2005 - 2014) حلب عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2006 عن المنطقة العربية، وأصفهان عن المنطقة الآسيوية، وتمبكتو عن المنطقة الأفريقية. وشهدت حلب طيلة سنة كاملة، ندوات ومؤتمرات وحلقات دراسية ومهرجانات وعروضًا فنية وإصدارات علمية وثقافية وأدبية وتاريخية مثلت مكتبة متنوعة تشهد على المكانة الرفيعة لهذه المدينة التاريخية التي هي مع دمشق أقدم مدن العالم.
وحمَّـلت الإيسيسكو المسؤولية المباشرة عن تدمير حلب لقوات نظام بشار الأسد، وللسلاح الجوي الحربي الروسي الذي يدعمها، وللقوات الإيرانية ذات الأسماء المتعددة، وللميليشيات التابعة لها، ومنها ما يسمى «حزب الله» اللبناني. كما حملت الإيسيسكو المسؤولية في الخراب الذي لحق بحلب، لتنظيم داعش الإرهابي الذي قالت إنه «يساهم في تحقيق أهداف نظام دمشق حتى وإن بدا في ظاهر الأمر أنه يحاربه».
وأعربت الإيسيسكو عن استغرابها من موقف الصمت الذي يلوذ به المجتمع الدولي إزاء الكوارث المنقطعة النظير التي تغرق فيها سوريا، الدولة العضو المؤسس للأمم المتحدة، وللمنظمات الدولية التابعة لها، ولجامعة الدول العربية، ولمنظمة التعاون الإسلامي. ودعت الإيسيسكو دول العالم، ومنظمات حقوق الإنسان، والقيادات الدينية والثقافية والنخب الفكرية والإعلامية، إلى التعبير عن إدانتهم الصريحة للأطراف المشاركة في تدمير حلب عاصمة الثقافة الإنسانية بامتياز، والسعي في إطار جهود دولية مكثفة لوقف الحرب التدميرية الكاسحة التي تتعرض لها هذه المدينة التاريخية العريقة.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».