العبادي يعفي مديري الجهاز المصرفي تمهيدًا لقرض الـ15 مليار دولار

رئيس الوزراء العراقي يقيل مدير المخابرات ورئيس شبكة الإعلام

العبادي يعفي مديري الجهاز المصرفي تمهيدًا لقرض الـ15 مليار دولار
TT

العبادي يعفي مديري الجهاز المصرفي تمهيدًا لقرض الـ15 مليار دولار

العبادي يعفي مديري الجهاز المصرفي تمهيدًا لقرض الـ15 مليار دولار

أعلنت الحكومة العراقية، أمس، موافقتها على السياسات الاقتصادية والمالية التي تم التوصل إليها مع صندوق النقد الدولي مؤخرا، وذلك عبر المفاوضات التي قادها في العاصمة الأردنية عمان وزير المالية هوشيار زيباري مع مستشارين كبار في مكتب العبادي.
ويأتي هذا الإجراء الذي اتخذه مجلس الوزراء العراقي خلال جلسته، أمس، التي شارك فيها الوزراء الأكراد بعد قطيعة لنحو شهر تمهيدا للبدء بتلقي الدفعات الأولى من القرض الذي حصل عليه العراق من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والبالغ 15 مليار دولار، التي ستتسلم بغداد أولى دفعاتها بمقدار 600 مليون دولار. وفي هذا السياق أعفى مجلس الوزراء مديري أهم المصارف في العراق، وهي مصارف الرافدين، والرشيد، والتجاري، والصناعي، والزراعي، والعقاري. وفيما أكد البيان الصادر عن مكتب رئيس الوزراء أن هذا الإجراء الذي تم اتخاذه يأتي في إطار خطة الإصلاح التي شرع العبادي بتنفيذها منذ شهرب أغسطس (آب) 2015، التي لاقت احتجاجات جماهيرية كبيرة كانت ذروتها سلسلة اقتحامات المنطقة الخضراء نتيجة لتلكئها وعدم اتخاذ العبادي قرارات جريئة بإحالة كبار الفاسدين إلى المحاكم فإن عددا من نواب البرلمان العراقي عدوها «خطوة ناقصة»؛ بسبب ضبابية مفهوم الإصلاح لدى العبادي.
وقال عضو البرلمان العراقي عن جبهة الإصلاح كامل الزيدي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «إن الخطوة التي أقدم عليها العبادي صحيحة من حيث المبدأ، لكنها تبقى خطوة ناقصة ما لم يتم اختيار بدلاء قادرين على تلبية متطلبات الإصلاح»، مشيرا إلى أن «أهم ما ينبغي تأكيده هو أن يكون البدلاء من غير المنتمين إلى «أحزاب وقوى تؤمن بالطائفية والاصطفافات التي كانت أحد الأسباب الرئيسية فيما حل بالبلاد من مشكلات على كل المستويات». وفي السياق نفسه أكد عضو البرلمان العراقي عن تحالف القوى العراقية صلاح الجبوري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «إذا كان الهدف من وراء هذه التغييرات هو الإصلاح، فإننا حتى لا نعود إلى المربع الأول في هذه القضية لا بد أن نعرف الأسباب التي أدت إلى إقالتهم والآلية التي يتم بموجبها اختيار البدلاء». وأضاف الجبوري أن «مشكلة مشروع الإصلاح في العراق إنه لايستند إلى مشروع حقيقي وهو مايستدعي تغيير نهج مؤسسات الدولة بما يضمن تقديم أفضل الخدمات للمواطنين».
من جهته أكد الخبير الاقتصادي باسم جميل بطرس في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «التغييرات التي حصلت لم تأت من فراغ بل هي نتيجة لدراسة طويلة وتقييم أداء شمل كل المؤسسات الصناعية ـ الزراعية ـ الصناعية حيث وجدت اللجان أن الإشكالية هي أن القطاع الصناعي والزراعي بات على وشك الإفلاس وبالتالي لا بد من معالجات جادة للخروج من هذا المأزق وما يتطلبه ذلك من إجراءات بهدف إنتشاله من واقعه الراهن».الإصلاحات المصرفية جاء معها إقالة مدير المخابرات العراقية زهير الغرباوي، ومدير عام المصرف العراقي للتجارة خمدية الجاف، ورئيس شبكة الإعلام العراقي محمد شبوط، كما شمل الإعفاء المديرين العامين لمصارف الرافدين والرشيد والعقاري والصناعي.
وجاء في وثيقة منشورة عن مكتب العبادي أنه كلف فيصل ريكان بإدارة شبكة الإعلام العراقي لحين اختيار رئيس ثابت.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.