انتعاش سوق العقار في برمودا ومشروعات واعدة

الأجانب يعاودون الإقبال على الشراء وصمود في أسعار المنازل الفاخرة

منزل من القرن الماضي بالقرب من «ريديلز باي غولف» في أبرشية وارويك في برمودا
منزل من القرن الماضي بالقرب من «ريديلز باي غولف» في أبرشية وارويك في برمودا
TT

انتعاش سوق العقار في برمودا ومشروعات واعدة

منزل من القرن الماضي بالقرب من «ريديلز باي غولف» في أبرشية وارويك في برمودا
منزل من القرن الماضي بالقرب من «ريديلز باي غولف» في أبرشية وارويك في برمودا

يقع هذا المنزل الذي يعود تاريخ إنشائه إلى منتصف القرن الماضي على امتداد طريق متعرج يؤدي إلى ملعب «ريديلز باي غولف» في أبراشية وارويك في برمودا. وجرى بناء المنزل بقوالب خراسانية وأخرى يطلق عليها اسم حجر برمودا، ويطل على «غريت ساوند»، وكذلك الممرات الخامسة والسادسة والسابعة. يعرف المنزل باسم «هيرون هيل»، ويتميز بلونه الأبيض الجيري، مع سقف إردوازي تقليدي مصنوع من حجر برمودا الجيري.
ويقع المنزل، المعروض للبيع مقابل 5.56 مليون دولار، على مسافة فدان ونصف الفدان تقريبًا، حسبما أوضحت كارين إتش سنكلير، من شركة «سنكلير ريالتي» التي تمثل السمسار العقاري المسؤول عن المنزل، والتي تعد فرع شركة «كريستيز إنترناشونال ريال استيت» داخل برمودا. كما تضم الأرض المحيطة بالمنزل كوخين صغيرين يضم كل منهما غرفة نوم واحدة.
يحيط بالمنزل وما حوله من أرض بوابات دخول سوداء من الحديد المليف، ويؤدي طريق للسيارات دائري الشكل إلى المنزل الرئيس القائم على مساحة 3800 قدم مربع، مع أربع غرف نوم وثلاث حمامات كبيرة وآخر صغير. وقد جرى تجديد المنزل في تسعينات القرن الماضي.
ويوصل رواق إلى أبواب فرنسية الطراز. أما غرفة الاستقبال فتبلغ مساحتها 38 قدمًا في 10 أقدام، وتتميز بأرضية من القرميد وصورة جدارية من إبداع جوي بلاكبرن، وهو فنان هولندي يعيش في برمودا.
كما توصل ردهة إلى غرفة المعيشة التي تتميز بمدفأة مرتفعة عن الأرض تعمل بالخشب، وسقف مقسم إلى مستويين، ونوافذ مصنوعة من خشب الأرز تمتد من الأرض إلى السقف، إضافة إلى مجموعتين من الأبواب الفرنسية الطراز. ويؤدي زوج من الأبواب إلى غرفة الطعام ومكتبة مجاورة لها، بينما يفتح زوج آخر من الأبواب على شرفة مغطاة تستخدم كغرفة معيشة خارجية.
من المكتبة، يؤدي ممر خفي وسلالم دائرية الشكل إلى ما تطلق عليه سنكلير «جناح البرج»، الذي يضم غرفة جلوس بها شرفة وغرفة علوية. وتتشارك غرفتا النوم في الجناح في حمام واحد يتميز بقرميد مزخرف ومساحة مفتوحة للاستحمام.
من ناحية أخرى، توجد غرفة مخصصة لتناول الإفطار تتميز بسقف من القرميد في منتصف المسافة بين غرفة تناول الطعام والمطبخ، وغرفة أخرى يمكن استخدامها كغرفة جلوس أو مكتبة. أما المطبخ الذي يغمره الضوء، فيتميز بطاولة كبيرة في المنتصف تضم سطحًا للطهي ومساحة تسمح بالجلوس لتناول الإفطار. كما تتميز بعض الخزانات ذات اللون الأزرق المائل إلى الرمادي بواجهات زجاجية. وتؤدي سلالم دائرية إلى القبو ومرأب للسيارات. كما توجد غرفة للغسل خلف المطبخ، بينما يضم المكتب غرفة جانبية صغيرة.
ويضم الجناح الرئيسي الكائن بالطابق الأول مدفأة تعمل بالخشب، وأرضية مصنوعة من القرميد الداكن المائل للحمرة، ومساحة صغيرة مخصصة للقراءة، وأبوابًا فرنسية تفتح على حوض للسباحة وحدائق. وبالنسبة لدورة المياه الرئيسية داخل الجناح، فإنها تضم حاجبًا واقيًا يابانيًا، وحوضًا مرتفعًا للجاكوزي، ومساحة مفتوحة للاستحمام، وخزانة يمكن السير بداخلها مصنوعة من خشب شجر الأرز. وتوجد غرفة نوم أخرى خارج الردهة الرئيسية.
أما على الأرض المحيطة بالمنزل الرئيسي، فيوجد كوخان صغيران يضم كل منهما غرفة نوم واحدة، يضم كل منها مطبخًا صغيرًا وحمامًا، ويشترك الكوخان في شرفة واحدة. على الجانب الآخر، يوجد على امتداد حوض «غريناواي ديب» المطل على «غريت ساوند» مرفأ بحاجة للتجديد، وحوض يتميز بمياهه الصافية فيروزية اللون، التي يمكن رؤية الأسماك من خلالها.
من ناحية أخرى، يؤدي ممر منفصل عن الممر الرئيسي إلى شرفة مفتوحة في الهواء الطلق لتناول الطعام، تزدان بمصابيح معلقة ودرابزين مصنوع من خشب شجر الأرز.
يذكر أن المنزل يقع داخل جيب يشكل منطقة سكنية تحيط بملعب الغولف في «ريديلز باي غولف» و«كانتري كلوب» داخل أبراشية وارويك. ويعتبر ملعب الغولف هذا الأقدم داخل برمودا، حيث يعود تاريخ افتتاحه إلى عام 1922.
باستخدام القارب، يقع المنزل على بعد بضعة دقائق من المطاعم والمتاجر والمعارض في هاميلتون، عاصمة برمودا الرائعة. أما بالسيارة، فإن الرحلة تستغرق نصف الساعة. وبالنسبة لشواطئ «ساوث شور» الرملية و«سبايسلاندز رايدينغ سنتر»، فإنها تقع على مسافة تتراوح بين 5 و15 دقيقة بالسيارة.
* نظرة عامة على السوق العقارية:
تنقسم سوق برمودا العقارية إلى عقارات تقتصر إمكانية شرائها على أبناء برمودا والمقيمين بصورة دائمة بها فحسب، وأخرى يمكن لمشترين دوليين شراؤها، حسبما شرحت سنكلير.
من ناحيتها، شرحت ساليان سميث ستراتون، رئيسة شركة «بروبرتي غروب»، أن معظم مبيعات المنازل لمشترين من الخارج تتراوح أسعارها بين 3 إلى 12 مليون دولار. وبالنسبة للشقق الخاصة، فإن غالبية المشتريات التي ينفذها أشخاص من خارج برمودا تتراوح بين مليون واحد و3 ملايين دولار.
أما سنكلير، فأعربت عن اعتقادها بأنه خلال أي وقت من العام، فإن ما يتراوح بين 25 و30 منزلاً من المطروحة في السوق العقارية تكون متاحة أمام الأفراد من خارج برمودا.
وأضافت أنه على امتداد السنوات الأربع الماضية، تضمنت الكثير من الصفقات رفيعة المستوى عقارات جرى بناؤها محل منازل قديمة كانت قائمة بالفعل وجرى هدمها، وقد جرى بناء المنازل الجديدة من قبل المشترين.
وأوضحت ستراتون أنه منذ عام 2008، تراجعت الأسعار بنسبة تتراوح بين 15 في المائة و30 في المائة، مع صمود العقارات الفاخرة على نحو أفضل عن الأخرى الأقل مستوى.
وقالت: «لقد بدأنا نعاين انتعاشًا»، مشيرة إلى أن بطولة كأس أميركا لسباقات اليخوت المقرر عقدها في برمودا في يونيو (حزيران) من العام المقبل «أنعشت السوق العقارية في برمودا ولاقت استقبالاً إيجابيًا للغاية».
واستطردت أنه على مدار الاثني عشر شهرًا الماضية، زادت وتيرة النشاط بالسوق الخارجية «مع بيع منزلين أخيرا لمشترين من خارج برمودا مقابل 10 و16 مليون دولار»، جدير بالذكر أن تكرز تاون تعد المنطقة الأكثر جذبًا للمشترين من خارج برمودا.
وقالت ستراتون إنه على الطرف الغربي من الجزيرة، المعروف باسم مورغانز بوينت، وهي قاعدة بحرية أميركية سابقة، تجري جهود لإعادة رسم ملامح المنطقة عبر مشروع تطوير عقاري يتضمن بناء فندق فخم يضم 84 غرفة، وحوض سفن يضم 77 مكانًا، وملعب غولف و149 مسكنًا.
أما سنكلير فذكرت أن ثمة مشروعات تطوير عقاري جديدة لفنادق وأخرى سكنية من المقرر تنفيذها داخل منتجع «أرييل ساندس» في ديفونشير، وكذلك منطقة «إيست إند» بمدينة سانت جورج التاريخية.
* فئات المشترين في برمودا
تأتي غالبية المشترين الأجانب من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وجنوب أفريقيا وفرنسا وسويسرا وإيطاليا والنمسا وأستراليا، حسبما ذكر عدد من سماسرة العقارات. بالنسبة للأميركيين تحديدًا، فإن معظمهم ينتمون إلى الساحل الشرقي، خصوصًا منطقة نيويورك المتروبوليتانية، التي تبعد عن برمودا بالطائرة مسافة ساعتين.
* معلومات أساسية عن الشراء
تحتفظ حكومة برمودا بمعظم أراضي البلاد لأبناء برمودا، تبعًا لما أفاد به دارين دونيثورن، محام لدى شركة «مارشال ديل آند ميرز» للمحاماة في هاميلتون.
وأضاف أنه بغية تشجيع الاستثمار الأجنبي، قلصت الحكومة العام الماضي من الحد الأدنى لقيمة المنازل التي يمكن لغير أبناء برمودا شراؤها، لتبدأ بتلك التي تملك قيمة إيجارية سنوية تبلغ 153 ألف دولار، حسبما أوضح دونيثورن. وقالت ستراتون إن هذا يترجم إلى أسعار مبدئية بقيم تتراوح بين 2.5 و3 ملايين دولار.
وقال دونيثورن إن المشترين بحاجة للاستعانة بمحامي، مضيفًا أنه «ليس هناك تأمين عقاري في برمودا. ويعتمد المشتري على المحامي الذي يستعين به من أبناء برمودا» للتأكد من سلامة جميع الإجراءات.
ويحق للمشترين الأجانب شراء عقارين بحد أقصى داخل برمودا، لكن ليس باستطاعتهم شراء أرضٍ لم تخضع لتطوير عقاري، حسبما أفاد دونيثورن.
وذكر الكثير من الوكلاء العقاريين أن معظم المشترين الأجانب يفضلون الدفع نقدًا.
وهناك الكثير من المواقع الإلكترونية المفيدة للمستثمرين العقاريين، على غرار الموقع الإلكتروني لحكومة برمودا gov.bm، والموقع الرسمي لوزارة السياحة في برمودا gotobermuda.com.
وتعد الإنجليزية هي اللغة الرسمية في برمودا، وعملتها الرسمية هي دولار برمودا، ويوازي دولارا أميركيا واحدا.
* الضرائب والرسوم
تبلغ الضريبة العقارية في «هيرون هيل» 35.556 دولار أميركي سنويًا. ويدفع البائعون 1.546 مقابل رخصة الأرض.
وتبلغ قيمة رسم رخصة الأرض 8 في المائة من قيمة المنزل، ومن المقرر أن ترتفع مارس (آذار) المقبل إلى 12.5 في المائة، تبعًا لما ذكره دونيثورن.
أما الرسوم القانونية التي تعتمد على قيمة العقار، فيتقاسمها البائع والمشتري، وكذلك الحال بالنسبة لرسم الطابع. ويترتب على الرهن العقاري رسوم إضافية.

* خدمة «نيويورك تايمز»



«المنازل الذكية»... طريق الحياة الجديدة باستخدام التقنية

المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
TT

«المنازل الذكية»... طريق الحياة الجديدة باستخدام التقنية

المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)
المنازل الذكية تستعد للانضمام إلى القطاعات التي يمكن التحكم بها عن طريق الأجهزة الذكية (الشرق الأوسط)

تبرز المنازل الذكية خياراً جديداً في أسلوب الحياة مع التسارع الذي تشهده التقنيات المنزلية؛ مما يعتقد أنها تجعل الحياة أسهل من خلال التحكم في مرافق المنازل عبر الهاتف المحمول، الأمر الذي يضم هذا الاستخدام ضمن استخدامات كثيرة عبر تلك الأجهزة المحمولة.
ويمكن الآن التحكم بكل شيء في المنزل وفق طرق سهلة، سواء كان ذلك تشغيل الإضاءة أو فتح الستائر، أو تشغيل الواي فاي، أو تعديل درجة الحرارة، وفتح وإغلاق قفل الباب الأمامي، وحتى إشعال وإطفاء الموقد، حيث يقضي معظم الأفراد أغلب أوقاته في المنزل أكثر من أي مكان آخر، ومع ذلك التفكير بالتكنولوجيا عندما التواجد في المنزل يكون أقل مقارنة بالخارج فيما عدا تقنية الواي فاي.
غدت الصورة عن المنزل التي تتمثل بأنه مكان خالٍ من التكنولوجيا على وشك التغيير، فحان وقت النظر إلى الأجهزة الكثيرة المتناثرة في أنحاء المنزل، سواء كان التلفزيون في غرفة المعيشة، أو الثلاجة في المطبخ، أو المكيّف في غرف النوم، أو حتى جهاز تسخين المياه في الحمامات. وأصبح الأفراد محاطين بالإلكترونيات التي يتم وصفها بالأجهزة الذكية بشكل متزايد كل يوم، فهي تملك أجهزة استشعار تمكّنها من تسجيل البيانات ومشاركتها عبر الإنترنت. ويوجد اليوم نحو 31 مليار جهاز متصل بالإنترنت، ومن المفترض أن يرتفع هذا العدد إلى 75.4 مليار بحلول عام 2025، وفقاً لتقديرات وكالة الأبحاث «ستسيتا».
ولا شك بأن السؤال الذي يسيطر في الوقت الحالي هو، متى ستصبح المنازل أكثر ذكاءً عبر وصل جميع هذه الأجهزة بمركز واحد، ليتم التمكن من القياس والتحكم بكل شيء داخل المنازل. وتتجاوز رؤية المنزل الذكي مفهوم الراحة، حيث ستكون التقنيات الجديدة ذات تأثير عميق وإيجابي على الصحة من خلال مراقبة النظام الغذائي وظروف البيئة المحيطة في الأشخاص ورفاهيتهم بشكل عام. وسيتمكن الأطباء بفضل التكنولوجيا من معرفة حالة الأشخاص بالوقت الفعلي كما سيكون تاريخهم الطبي في متناول اليد قبل حتى إخبار الأطباء به. وعلاوة على ذلك، ستمكن المنازل الذكية العاملين في الرعاية الصحية من علاج الأمراض بشكل استباقي.
وسيمتد تأثير التكنولوجيا أيضاً إلى طريقة التعليم والتعلُّم عند وصل أجهزة التعلم الخاصة بالأطفال بأجهزة معلميهم، لتعزيز التفاعل والتعليم المخصص، وسيزداد التركيز على التدريس عبر الوسائط المتعددة، حيث سنتمكن من تحقيق فكرة غرف الدراسة الافتراضية على أرض الواقع، وسيتمكن البالغون أيضاً من إكمال دراستهم من النقطة التي توقفوا عندها، وذلك عبر الدورات التي تم تطويرها للتعلّم المنزلي والتي يمكن بثها على شاشات الأجهزة.
وتعد البيئة المحرك الأهم لتقنيات المنزل الذكي، وخاصة بما يتعلق بتأثير الأشخاص عليها، حيث تستطيع الأتمتة المنزلية الذكية أن تخفّض استهلاك الطاقة والمياه في المباني إلى حد كبير. وصحيح بأن المستهلك سيستخدم المزيد من الأجهزة التي تعمل بالطاقة الكهربائية، إلا أن حلول المنزل الذكي المدعمة بالذكاء الصناعي تستطيع أن تتعرف على سلوك من يعيشون في المنزل وتشغيل الأجهزة أو إيقافها استناداً إلى الروتين اليومي للمستخدم. وسنتمكن مع هذه الحلول الذكية عبر نظرة واحدة على الهواتف المحمولة من معرفة مقدار الطاقة والمياه المستهلكة وتكلفتها. وبالنظر إلى ارتفاع تكلفتهما بشكل مستمر، سيضطر أصحاب المنازل والمرافق والحكومات إلى البحث عن طرق أفضل وأكثر فاعلية للحد من التلوث البيئي، وجعل الحياة أكثر استدامة.
وقد تبدو هذه الأفكار التقنية بعيدة التحقيق، إلا أنها حالياً في مراحل التصميم في مشاريع مثل «نيوم»، المبادرة التي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار، والتي تعد حجر الأساس في «رؤية السعودية 2030»، كما أنها وصفت كأضخم مشروع حضري في العالم اليوم. وستعيد هذه المبادرة تعريف طريقة العيش وستركز في جزء كبير منها على المنازل.
وقال نجيب النعيم، رئيس مجلس إدارة العمليات في «شنايدر إلكتريك» السعودية: «سيكون لمبادرة (نيوم) تأثير غير مباشر على المنطقة بشكل عام، وينبغي أن تصبح المنازل الذكية القاعدة السائدة في الشرق الأوسط بحلول عام 2030. ويبدو لنا أن المنازل الذكية ستستمر في النمو مستقبلاً؛ مما يعني أن طريقة عيشنا اليومية ستتغير بشكل كبير». وبدأت الشركة الاستثمار في أتمتة المنزل الذكي منذ عقود من الزمن، ويعتقد النعيم بأن طريقة عيشنا «ستكون مختلفة بشكل جذري في المستقبل».

التطورات في تقنيات المنزل الذكي
تتطور التكنولوجيا اليوم بوتيرة متسارعة وتقنيات المنزل الذكي ليست استثناءً، والتساؤل يتمحور في معنى هذا التطور من حيث الأداء العملي، وكيف يمكن أن تؤثر البيوت الذكية على الحياة.
الذكاء الصناعي: سيكون الذكاء الصناعي في صميم التقنيات في المنازل المستقبلية، وستتمكن المنازل الذكية من تتبع موقع الأشخاص داخل المنزل، إما عن طريق جهاز استشعار إلكتروني يتم تركيبه على الملابس أو أجهزة استشعار إلكترونية داخل المنزل. وسيمتلك المنزل القدرة على تحديد هوية الأشخاص وأماكنهم، وسيستخدم هذه المعلومات لتلبية الاحتياجات وتوقعها أيضاً. وسيكون المنزل قادراً على ضبط كل شيء بدءاً من التدفئة والتبريد إلى الموسيقى والإضاءة، وكل ذلك حسب احتياجات الشخص الذي سيدخل من باب المنزل.
الإضاءة الذكية: ستُحدث الإضاءة الذكية ثورة في طريقة إضاءة المنازل، فهي تعمل على ضبط نفسها تلقائياً من خلال الكشف عن وجود الأشخاص في الغرفة، وحال خروجهم من هناك، تصبح الأنوار خافتة أو يتم إطفاؤها تماماً. كما يمكن أن تطبق الإضاءة الذكية على نشاطات الأشخاص؛ فعلى سبيل المثال، يمكن لأجهزة استشعار الضغط إطفاء الأنوار عند الاستلقاء في السرير بعد وقت معين، وستكتشف المستشعرات استيقاظ الأفراد لاستخدام الحمام وتقوم بتشغيل الإنارة. وتضبط الإضاءة درجة سطوعها تلقائياً وفقاً لفترات اليوم، وسيتذكر المنزل الذكي الروتين الخاص بالمستخدم ليتمكن من تخصيص كل جهاز في منزلك حسب الرغبة.
الأقفال الذكية: يمكن أيضاً برمجة الأقفال الذكية وفقاً لاحتياجات الأفراد، فيمكن السماح للزوار بالدخول أو منعهم بناءً على سمات تعريفية محددة. كما يمكنك السماح بالدخول لشخص ما، مثل حامل البريد عن بُعد. ويمكن إرسال رموز فتح الأقفال الافتراضية عبر تطبيق إلكتروني وفتح الباب عبر استخدام الهاتف المحمول.
مراقبة المنزل: تستطيع الأنظمة الأمنية الذكية مراقبة المنزل بشكل مستقل، والإبلاغ عن أي حوادث غير مسبوقة لمالك المنزل، وإبلاغ خدمات الطوارئ إذا لزم الأمر. وتستطيع المنازل الذكية أيضاً مراقبة كبار السن الذين يعيشون بمفردهم، فتقدم لهم يد المساعدة كتذكيرهم بتناول أدويتهم وضمان إتمامهم للمهام اليومية بنجاح وأمان. وفي حالات الطوارئ كالسقوط أو الحوادث، سيتمكن نظام المنزل الذكي من إخطار خدمات الطوارئ والسماح لهم بالدخول تلقائياً.
نظام التكييف: يعد التكييف من الضروريات الأساسية في دول الخليج، وعلى الرغم من ذلك لن يتغير قريباً، فإن الحلول المنزلية الذكية يمكن أن تقلل استهلاك الطاقة التي نستخدمها لتشغيل أنظمة التبريد لدينا في الصيف وأنظمة التدفئة في الشتاء بشكل كبير. فمن خلال التعلم الذاتي لسلوك واحتياجات الأسرة بالنسبة لتدفئة وتبريد المنزل مع مرور الوقت وإقران تلك المعلومات مع درجة الحرارة داخل المنزل وخارجه، يستطيع منظم الحرارة الذكي تقليص قيمة فواتير استهلاك الطاقة بنسبة 15 في المائة أو أكثر؛ مما سيختصر على الوالدين تأنيب الأطفال للتوقف عن العبث بمفتاح الطاقة.
طريقة دمج الأجهزة الذكية بنظام المنزل الذكي: يملك كل واحد منا الكثير من الأجهزة الذكية في المنزل والتي يمكن وصلها بشبكة الإنترنت. وما يحتاج إليه معظم الأشخاص هو وسيلة بسيطة بأسعار معقولة لإيصال جميع هذه الأجهزة بنظام واحد. ويؤمن نجيب النعيم من شركة «شنايدر إلكتريك» بأن تطبيق ويزر الذي أطلقته الشركة ومفهوم المنزل المتصل المتطور (سكوير دي) ربما يكون الحل المثالي لمن يبحثون عن تقنية المنزل الذكي الرائدة اليوم.
وقال النعيم «سيتطلب تحقيق ذلك شركة ذات خبرة بالطاقة والكهرباء والخدمات الرقمية والأجهزة والبرامج لتنشئ جهاز تحكم المنزل الذكي الذي نحتاج إليه جميعاً. ويعمل تطبيق (ويزر) من جهاز واحد نحمله بيدنا دائماً هو الهاتف المتحرك. ومن خلال وصل كل جهاز لدينا في المنزل بالإنترنت والتحكم به عبر (ويزر) سنتمكن من مراقبة كافة أجهزتنا والتحكم بها بطريقة آمنة ومن جهاز واحد».
وتهدف «شنايدر» على المدى الطويل إلى إضافة مستشعرات في جميع المعدات الكهربائية في المنزل لتتيح قياس استهلاك الطاقة والتحكم بالأجهزة، إما مباشرة أو من خلال الذكاء الصناعي، ومساعدة أصحاب المنازل والمباني على إنشاء «شبكات كهربائية صغيرة» من خلال دمج البطاريات وأجهزة الطاقة المتجددة مثل الألواح الشمسية. وبهذا قد تصبح الأسلاك الكهربائية والمقابس والقواطع الخاصة بك العمود الفقري الذكي لمنزلك المستقبلي.
«شنايدر» هي من المشاركين في مبادرة «موطن الابتكار» التابعة لشركة «سابك»، وهي مشروع يهدف إلى إنشاء منزل تجريبي متكامل بأثاثه لتوفير تجربة عيش حديثة ومريحة ومستدامة، وإلى رفد السعودية بالمشاريع المستدامة. ويعرض مشروع «موطن الابتكار» ما يمكن تحقيقه عندما تتعاون الشركات العالمية مع رواد الأبحاث مثل «سابك» لابتكار أفكار جديدة من شأنها أن تثير اهتمام السعوديين وتُطلعهم على ما ستبدو عليه منازلهم في المستقبل.
وقال النعيم: «لم تتغير منازلنا كثيراً على الرغم من كمية التقنيات المحيطة بنا. وأصبح ذلك على وشك التغيير، فسنستذكر مستقبلاً الماضي بعد عقد من الزمن، ونتساءل لماذا لم نختر مفهوم المنزل الذكي في وقت أبكر. وسيحدث ذلك ثورة في طريقة راحتنا وعملنا ولعبنا. وأعتقد أن السعودية ستقود مسيرة التطور التقني في المنازل الذكية بفضل مشاريعها الرائدة مثل (نيوم)».