يشهد الوسط المالي في لندن الواقع إلى شرقها ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار العقارات، وصل إلى نسبة 7 في المائة، مقارنة مع انخفاض ملموس في جنوبها وتحديدًا في منطقة نايتسبريدج وسلوان سكوير وكينزينغتون المرغوبة عادة من العرب. وتعتبر لندن العاصمة الوحيدة في العالم التي تشهد ظاهرة معكوسة، إذ إن أسعار العقارات في المنطقة المالية أرخص بكثير من تلك التي تجدها في وسطها، ومن هذا المنطلق قررت شركة «رينوود» التايلاندية للاستثمار أن تحول مبنى «10 ترينيتي سكوير» التاريخي إلى واحد من أهم عناوين الإقامة في المدينة.
وحولت الشركة المبنى التاريخي إلى شقق وفندق فاخر، مقدمة قطعة من التاريخ للمستثمرين، كون المبنى كان في الماضي المقر الرئيسي لـ«هيئة لندن للموانئ»، وأبرز أيقونات معالم مدينة لندن، ولطالما شكل هذا المعلم المصنف «درجة ثانية» رمزًا لموقع لندن في قلب التجارة والصناعة عالميًا، لقرابة القرن. وإلى جانب الشقق السكنية فيه، سيستضيف المشروع أيضًا فندق «فور سيزونز» وناديًا خاصًا للأعضاء، إلى جانب التسهيلات والخدمات للأعمال.
يقع «10 ترينيتي سكوير» في الجنوب الشرقي لساحة «لندن مايل»، عند الطرف الشرقي المزدهر من مدينة لندن، في حدائق «ترينيتي سكوير». ويطلّ هذا الموقع على برج لندن، مع مناظر على امتداد نهر التيمز وجسر Tower Bridge، ويبعد أقل من 30 دقيقة بالسيارة عن مطار «لندن سيتي»، و20 دقيقة من كلٍّ من «ويست إند» والحي المالي الرئيسي في لندن «كاناري وورف».
وفي مقابلة أجرتها «الشرق الأوسط» مع سونغهوا ني، رئيس «مجموعة رينوود»، ونائب رئيس «مجموعة رينوود ريفورم»، أوضح أن عملية ترميم المبنى امتدت على مدى 7 سنوات، ولم يكن العمل سهلاً أبدًا نسبة للصعوبات التي واجهت المهندسين الذين قاموا بعمل جبار من خلال المحافظة على نمط المبنى التراثي والنمط الحديث، فأخذت جميع المفردات في الحسبان بما فيها اختيار الإنارة المناسبة والتدفئة التي تتناغم مع حجم الغرف وعلو السقوفية، وأضاف أن هذا المشروع يهم رجال الأعمال.
وعن تكلفة المشروع، قال ني إنها وصلت إلى 500 مليون جنيه إسترليني، وتم التعامل مع أهم المهندسين ومهندسي الديكور العالميين، ومن المنتظر أن يتم الافتتاح الأولي للمشروع في الثامن عشر من ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وجرى بناء «ترينيتي سكوير» كمركز لهيئة لندن للموانئ، وقام بتصميمه السير إدوين كوبر. تم افتتاح هذا المبنى في عام 1922، برعاية رئيس الوزراء يومها دايفيد لويد جورج. والواضح أن الهندسة المعمارية الباريسية، بفنونها الرائعة، والتصميم الداخلي الذي تولاه السير إدوين، يعكسان الثقة بلندن، حينما كان فيها أوسع ميناء في العالم، وأحد أكبر مراكز التجارة والمال العالمية. وفي عام 1946، استضافت «تن ترينيتي سكوير» حفل الاستقبال الخاص بالجلسة الافتتاحية للجمعية العامة للأمم المتحدة.
«10 ترينيتي سكوير».. مشروع بـ500 مليون جنيه إسترليني
شركة تايلاندية تعيد «هيئة موانئ لندن» إلى الحياة وتحولها إلى شقق فاخرة
«10 ترينيتي سكوير».. مشروع بـ500 مليون جنيه إسترليني
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة