ميليشيا الحشد الشعبي بين مواصلة الانتهاكات والتزامها بأوامر الحكومة العراقية

ميليشيا الحشد الشعبي بين مواصلة الانتهاكات والتزامها بأوامر الحكومة العراقية
TT

ميليشيا الحشد الشعبي بين مواصلة الانتهاكات والتزامها بأوامر الحكومة العراقية

ميليشيا الحشد الشعبي بين مواصلة الانتهاكات والتزامها بأوامر الحكومة العراقية

طالما كان دور ميليشيا الحشد الشعبي في العراق مثار جدل واسع، خاصة عندما يتعلق هذا الدور بعمليات استعادة المدن التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" المتطرف والتي تسكنها غالبية من أهل السنة، مثل ما يجري حاليا في عمليات استعادة الفلوجة؛ حيث يتردد أن دور هذه الميليشيا محصور في محيط وأطراف المدينة فقط.
فالواقع المشاهد على الأرض ان هذه الميليشيا تشارك في معارك الفلوجة التي بدأت في 22-23 مايو (أيار) وبينها أكثر الجماعات عنفا وقوة مثل بدر وكتائب حزب الله وعصائب أهل الحق، التي ترتبط ارتباطا مباشرا بإيران، لكن مجموعات شيعية أخرى لا ترتبط بإيران مشاركة ايضا، وبينها عدد من الفصائل التي تعتبر مقربة من المرجعية الشيعية في البلاد، فيما يقاتل رجال العشائر السنية كذلك تحت مظلة الحكومة العراقية منضوين تحت ما يسمى " الحشد الشعبي".
وقدر المتحدث باسم "الحشد الشعبي" عدد المقاتلين الذين شاركوا في العمليات الأولى لمعركة الفلوجة بنحو 30 ألف مقاتل.
وقد نشرت هذه الميليشيات آلاف المقاتلين ولعبت دورا رئيسيا في المرحلة الاولى من الهجوم على معقل تنظيم "داعش" وتمكنت من السيطرة على المناطق المحيطة بالفلوجة وقطع خطوط الامداد وتطويق المدينة، كما حدث في المناطق المحيطة بالفلوجة مثل الكرمة والصقلاوية. فيما يتردد ان هذه الميليشيا بدأت بتسليم المناطق الى قوات الجيش والشرطة.
واتهمت ميليشيا الحشد الشعبي بارتكاب أعمال عنف طائفية ضد المدنيين السنة خلال عمليات عسكرية سابقة، وكان يخشى من أن تؤدي مشاركتها في الهجوم ضد واحد من أكبر معاقل التنظيم في محافظة الانبار ذات الغالبية السنية الى خلق واقع متفجر، في حين تجنب قادة هذه الميليشيا الخطب النارية، وسرى الاعتقاد بأن القتال في مناطق الفلوجة يعتبر فرصة للانتقام من التفجيرات الاخيرة التي ضربت بغداد.
ويتجاوز أفراد ميليشيا الحشد الشعبي المسجلون منهم رسميا 60 ألف مقاتل.
وسجل بعض الميليشيات في مجال حقوق الانسان وارتباطها بايران ومشاركتها في القتال ضد القوات الاميركية في الماضي، يجعلها شريكا غير مقبول للتحالف الدولي تحت قيادة واشطن والذي يقدم دعما جويا حاسما للقوات البرية.
وقد اتهم عدد من السياسيين السنة من محافظة الانبار حيث تقع مدينة الفلوجة، ميليشيا الحشد الشعبي بإساءة معاملة المدنيين خلال العمليات.
بدوره، استجاب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي للقلق الذي أبدته الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان، وتعهد بالتحقيق بأي انتهاكات وإحالتها للقضاء.
فالحكومة العراقية بينت بشكل واضح أن دور هذه الميليشيا دور مساند في المرحلة الثانية من هجوم الفلوجة ولن تشارك في اقتحام مركز المدينة التي لايزال عشرات الآلاف من المدنيين عالقين داخلها، بيد أنه لا توجد ضمانات بالتزام هذه الميليشيا بأوامر الحكومة، لا سيما أن ابو مهدي المهندس وهو أرفع مسؤول في ميليشيا الحشد أكد أول من أمس (الاحد) ان قواته ستشارك في اقتحام وسط الفلوجة في حال تباطؤ وتيرة العمليات.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.