الجزائر: رئيس أركان الجيش يدعو إلى اليقظة تحسبًا لعمليات إرهابية محتملة

لمح إلى وجود يد أجنبية وراء تسلل متطرفين عبر الحدود

الجزائر: رئيس أركان الجيش يدعو إلى اليقظة تحسبًا لعمليات إرهابية محتملة
TT

الجزائر: رئيس أركان الجيش يدعو إلى اليقظة تحسبًا لعمليات إرهابية محتملة

الجزائر: رئيس أركان الجيش يدعو إلى اليقظة تحسبًا لعمليات إرهابية محتملة

حث أحمد قايد صالح، رئيس أركان الجيش الجزائري، الضباط والجنود في أكبر منطقة عسكرية بالبلاد على مضاعفة اليقظة تحسبا لرد فعل تنظيمات متطرفة على قتل نحو 60 من أعضائها في الأشهر الماضية في كمائن للجيش. ومن أخطر التنظيمات التي تخشى السلطات «يقظتها» بعد أن تلقت خسائر كبيرة، هي «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي».
وقال صالح في اجتماع مع أطر الجيش بـ«الناحية العسكرية الأولى» (50 كلم جنوب العاصمة)، أول من أمس، إن «النتائج الكبرى المحققة في الميدان في مجال مكافحة الإرهاب، عبر كل النواحي العسكرية، المشفوعة بالتصدي الصارم لكل محاولات تسليحه وتموينه وتمويله، إلى جانب ضرب شبكات دعمه وإسناده من تجار المخدرات ورؤوس الجريمة المنظمة، هي نتائج تشهد جميعها على حجم الجهود المضنية والمخلصة لله والشعب والوطن»، في إشارة إلى نشاط لافت للآليات العسكرية بالحدود مع مالي وليبيا، واعتقال عدد كبير من المتطرفين ومهربي السلاح، وإحباط محاولات إدخال أسلحة حربية.
وذكر صالح، وهو في الوقت نفسه نائب وزير الدفاع، أن «الذاكرة الجماعية الإنسانية ستحفظ للجزائريين مساهمتهم القوية والعازمة في تقويض ظاهرة الإرهاب، وحماية وطنهم من هذه الآفة الخبيثة».
وأفاد بيان لوزارة الدفاع أن زيارة صالح للناحية العسكرية الأولى «تدخل في إطار الحرص الذي توليه القيادة العليا للجيش للجانب التحسيسي والتوجيهي، وتهدف إلى الاطلاع على الوضع الأمني العام للناحية، كما تهدف إلى تكريس أسلوب التواصل الدائم والمستمر مع الأفراد والاستماع إلى انشغالاتهم».
وأضاف صالح أن «استتباب الأمن في بلادنا والتصدي الصارم وبكل قوة لبقايا الإرهاب، يستلزم بالضرورة التحلي باليقظة المستمرة وبذل مزيد من الجهد، لاجتثاث هذه الآفة الخبيثة من بلادنا». ولمح الضابط الكبير إلى وجود يد أجنبية وراء محاولات تسلل إرهابيين وتسريب السلاح عبر الحدود، بقوله إن «الحصن المنيع الذي صان الجزائر اليوم وحصنها من ويلات هذه المخططات الاستعمارية في ثوبها الجديد، هو نفسه الذي تحصن به شعبكم بالأمس، وتحرر بفضله من هيمنة الاستعمار الفرنسي الغاشم والبغيض»، علما أن هذه ليست المرة الأولى التي تتحدث فيها السلطات الجزائرية عن «مؤامرة أجنبية» تستهدف أمنها.
وأضاف رئيس أركان الجيش موضحا: «لن يصيب الجزائر أي سوء ولا أذى ما دام أبناؤها يتمسكون بقيم ثورتهم التحريرية العظيمة التي كانت مثالا عالميا يقتدى به في الحرية والكرامة، ويكفيها فخرا أنها هي من قوضت الظاهرة الاستعمارية وغيرت مجرى التاريخ، وفتحت عهدا جديدا أمام الشعوب المقهورة والمغلوبة على أمرها، وتلكم مآثر خالدة سيبقى التاريخ يحتفظ بها في سجله الإنساني»، موضحا أن «جهود الجيش في محاربة الإرهاب يشهد عليها الحس المهني الرفيع واليقظ والمسؤول الذي أصبح يميز، أكثر فأكثر، أعمال كل المعنيين بمكافحة هؤلاء المجرمين. وتشهد عليها تلك الروح الانضباطية سواء في مجال التقيد بصلب العمل الميداني ضد الإرهاب، وسرعة التكيف مع ما يجري على الأرض، أو في مجال الإصرار القوي والشديد على تطهير أرض الجزائر من هذه الزمرة الفاسدة والمفسدة، وتعميم نعمة الأمن والأمان على جميع ربوع الوطن، حتى يعيش شعبنا في كنف الراحة التامة والاطمئنان الكامل، وذلكم هو ما ينتظره الشعب من الجيش، وذلكم هو صلب الالتزام الصادق الذي أوجبه الجيش على نفسه».
ويحمل خطاب صالح حول تهديدات الإرهاب مخاوف كبيرة من احتمال تعرض أهداف معينة لعمليات إرهابية شبيهة بالهجوم الذي تعرضت له منشأة غازية بجنوب الجزائر، مطلع 2013، والذي خلف مقتل 39 رهينة أجنبيا.
وتتحدث السلطات منذ مدة عن «بقايا إرهاب» للدلالة على أنها كسرت شوكته بعد صراع مرير استمر 20 عاما. غير أن كلام قايد صالح يعكس أن خطر المتطرفين لا يزال قائما.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.