مسؤول بريطاني: نقف مع الرياض.. وننسق مع قوات التحالف

مرور 100 عام على العلاقات التاريخية.. والمملكتان تدخلان القرن الثاني باستراتيجية متناغمة

مسؤول بريطاني: نقف مع الرياض.. وننسق مع قوات التحالف
TT

مسؤول بريطاني: نقف مع الرياض.. وننسق مع قوات التحالف

مسؤول بريطاني: نقف مع الرياض.. وننسق مع قوات التحالف

قال سايمون كوليس، السفير البريطاني لدى السعودية، إن بلاده تقف بقوة إلى جانب السعودية وإلى جانب قوات التحالف العربي من أجل استعادة الشرعية في اليمن، مبينا أن هناك تنسيقا بين الرياض ولندن لتوفير فرص تدريب للقوات تمكنهم من العمل على حفظ الحقوق الإنسانية وفق ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، في معرض تعليقه على مدى التحامل الذي تضمنه بيان الأمم المتحدة في تقريرها الذي أصدرته أخيرا بوضع قوات التحالف العربي في القائمة السوداء، واتهامها لها بانتهاك حقوق الطفل في اليمن.
وأضاف السفير البريطاني: «كنا قد أصدرنا بيانا أكدنا خلاله دعمنا الكامل لقوات التحالف العربي في عملياته في اليمن، دفاعا عن الشرعية لاستعادة عرش الرئيس والحكومة الشرعية اليمنية، ورحبنا ونشجع انطلاق المفاوضات السياسية في الكويت بين طرفي الأزمة اليمنية، وسنواصل في توفير هذا الدعم، وكنا وما زلنا نعمل منذ أشهر من بداية عمليات قوات التحالف العربي، في العمل على التنسيق بين القوات السعودية والقوات البريطانية، من أجل توفير فرص التدريب لتحسين القدرات لإدارة العمليات مع كل الاحترام للقوانين والحقوق الإنسانية وفق الميثاق الدولي».
جاء ذلك في تصريحات صحافية، للسفير البريطاني سايمون كوليس على هامش افتتاح معرض الصور الخاص بمرور 100 عام على العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وبريطانيا، أمس في الرياض؛ حيث قال: «مضى قرن على العلاقات التاريخية بين السعودية وبريطانيا، ونفكر في إطلاق شراكات جديدة تدعم الشراكات القائمة في مختلف المجالات، وذلك في سبيل تعزيز هذه العلاقة بشكل أعمق وأكبر».
ولفت إلى أن فيليب هاموند، وزير خارجية بلاده، بحث في جدة قبل أسبوع مع الجانب السعودي، سبل البناء على الماضي لتقوية الحاضر والاستعداد لاستشراف المستقبل برؤى وأفكار جديدة، تساهم في تحقيق «الرؤية السعودية 2030»، منبها إلى أنه في الوقت نفسه وضعت بريطانيا خطة استراتيجية لتعميق العلاقات البريطانية الخليجية بشكل عام، مشيرا إلى أن هاتين الفكرتين تتناسقان مع بعضهما البعض، مبينا أن وزير الخارجية البريطاني بحث مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد وولي ولي العهد كيفية المضي قدما في تعظيم الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، من أجل تحقيق «الرؤية 2030».
وأوضح كوليس أن هناك توقيع مذكرة تفاهم سعودية - بريطانية في مجال القطاع السكني، منبها إلى أن عددا كبيرا من الشركات البريطانية تعمل في مجال الخدمات المهنية في السعودية، والخدمات الاستشارية في قطاع البنى التحتية، والإسكان، مؤكدا أن حكومتي البلدين، تسعيان دوما، إلى تشجيع القطاع الخاص للاستثمار وتعظيم الشراكات في قطاع الإسكان، مشيرا إلى أن الشركات البريطانية تتمتع بخبرات كبيرة ومزودة بخدمات تقنية عالية المعايير.
وأوضح السفير البريطاني أن الزيارة الأخيرة التي نفذها وفد سعودي من وزارة الإسكان إلى بريطانيا، أتاحت الفرصة للوفد التعرف على إمكانية الاستفادة من القدرات البريطانية في السعودية في قطاع الإسكان، منبها إلى أن القطاع الخاص في البلدين حققا حزمة من الشراكات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية المهمة، مشيرا إلى أن حجم الصادرات البريطانية إلى السعودية، بلغ نحو 10 مليارات دولار سنويا.
يشار إلى أن سايمون كوليس، السفير البريطاني لدى السعودية، دشن أمس في الرياض، فعاليات الاحتفال بمرور قرن على العلاقات الدبلوماسية بين المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية؛ حيث أقيم خلاله المعرض المصاحب الذي يمتد بين يومي 5 و6 يونيو (حزيران) 2016، ومن المؤمل أن تتواصل الفعاليات الاحتفائية في وقت لاحق في كل من مواقع مختلفة خلال شهر رمضان المبارك.
وقال السفير بهذه المناسبة: «قامت الحكومة البريطانية بهذه المناسبة بتصميم نسخة خاصة من (الكتاب المصور) الذي يحكي تاريخ هذه العلاقة، وتم تقديمه إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز من قبل وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند خلال زيارته الأخيرة إلى جدة».
وأضاف السفير البريطاني: «إن هذا المعرض يحكي قصة العلاقات السعودية والبريطانية من خلال مجموعة من الصور التي تبين الأسس التي بنيت عليها هذه العلاقات والمستقبل العظيم الذي ينتظر المملكتين؛ حيث قرن من الزمان منذ توقيع اتفاقية دارين في 26 ديسمبر (كانون الأول) 1915 والتصديق عليها في يوليو (تموز) 1916؛ إذ يضم المعرض 40 صورة سيتم عرضها في عدة مناطق في الرياض وجدة والخبر».
ونبه إلى أن هناك صورا لأفراد من العائلتين المالكتين في المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية تعود إلى عام 1938، فضلا عن مجموعة صور ترجع إلى زيارة الملكة إليزابيث إلى السعودية، وصور توضح الشراكة الثقافية والتجارية بين المملكتين ودول أخرى، مثمنا الشركاء الذين ساهموا في إخراج هذا الكتاب إلى النور.



الحوثيون يعدون بسداد ديون صغار المودعين خلال 17 عاماً

الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)
الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)
TT

الحوثيون يعدون بسداد ديون صغار المودعين خلال 17 عاماً

الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)
الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)

أطلقت الجماعة الحوثية التي تختطف العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظات أخرى في شمال البلاد، وعداً بسداد جزء من الدين الداخلي لصغار المودعين على أن يتم دفع هذه المبالغ خلال مدة زمنية قد تصل إلى نحو 17 عاماً، وذلك بعد أن صادرت الأرباح التي تكونت خلال 20 عاماً، وقامت بتحويل تلك الودائع إلى حسابات جارية.

وتضمنت رسالة موجهة من فواز قاسم البناء، وكيل قطاع الرقابة والإشراف على المؤسسات المالية في فرع البنك المركزي بصنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة، ما أسماه آلية تسديد الدين العام المحلي لصغار المودعين فقط.

وحددت الرسالة المستحقين لذلك بأنهم من استثمروا أموالهم في أذون الخزانة، ولا تتجاوز ودائع أو استثمارات أي منهم ما يعادل مبلغ عشرين مليون ريال يمني (40 ألف دولار)، بحسب أرصدتهم الظاهرة بتاريخ 30 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

عاملة في البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

وسيتم الصرف - بحسب الرسالة - لمن تقدم من صغار المودعين بطلب استعادة أمواله بالعملة المحلية، وبما لا يتجاوز مبلغ نحو 200 دولار شهرياً للمودع الواحد، وهو ما يعني أن السداد سوف يستغرق 16 عاماً وثمانية أشهر، مع أن الجماعة سبق أن اتخذت قراراً بتصفير أرباح أذون الخزانة قبل أن تعود وتصدر قراراً بتحويل تلك الودائع إلى حسابات جارية، ما يعني حرمان المودعين من الأرباح.

جملة شروط

حدد الحوثيون في رسالتهم التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط» موعد تقديم طلب الاستعاضة بدءاً من شهر فبراير (شباط) المقبل، وبشرط الالتزام بالتعليمات، وإرفاق المودع البيانات والتقارير المطلوبة، وضرورة أن يتضمن الطلب التزام البنوك الكامل بتنفيذ التعليمات الصادرة من إدارة فرع البنك المركزي.

وهددت الجماعة بإيقاف الاستعاضة في حال المخالفة، وحمّلوا أي بنك يخالف تعليماتهم كامل المسؤولية والنتائج والآثار المترتبة على عدم الالتزام.

صورة ضوئية لتوجيهات الحوثيين بشأن تعويض صغار المودعين

ووفق الشروط التي وضعتها الجماعة، سيتم فتح حساب خاص للخزينة في الإدارة العامة للبنك لتقييد المبالغ المستلمة من الحساب، ويكون حساب الخزينة منفصلاً عن حسابات الخزينة العامة الأخرى، كما سيتم فتح حسابات خزائن فرعية مماثلة لها في الفروع، على أن تتم تغذيتها من الحساب الخاص للخزينة في الإدارة العامة.

ومنعت الجماعة الحوثية قيد أي عملية دائنة بأرصدة غير نقدية إلى حسابات العملاء بعد تاريخ 30 نوفمبر، إلا بموافقة خطية مسبقة من قبل فرع البنك المركزي بصنعاء.

ويشترط البنك الخاضع للحوثيين تسليمه التقارير والبيانات اللازمة شهرياً أو عند الطلب، بما في ذلك التغيرات في أرصدة العملاء والمركز المالي، وأي بيانات أخرى يطلبها قطاع الرقابة، خلال فترة لا تتجاوز خمسة أيام عمل من بداية كل شهر أو من تاريخ الطلب، مع استمرار الفصل الكامل بين أرصدة العملاء غير النقدية والأرصدة النقدية، وعدم صرف الإيداعات النقدية للعملاء لسداد أرصدة غير نقدية.

ومع ذلك، استثنى قرار التعويض صغار المودعين المدينين للبنك أو الذين عليهم أي التزامات أخرى له.

1.2 مليون مودع

وفق مصادر اقتصادية، يبلغ إجمالي المودعين مليوناً ومئتي ألف مودع لدى البنوك في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية، في حين تقدر عائداتهم بثلاثة مليارات دولار، وهي فوائد الدين الداخلي، لكن الجماعة الحوثية تصر على مصادرة هذه الأرباح بحجة منع الربا في المعاملات التجارية والقروض.

الحوثيون حولوا مقر البنك المركزي في صنعاء إلى موقع للفعاليات الطائفية (إعلام حوثي)

وبحسب المصادر، فإن هذه الخطوة تأتي محاولةً من الجماعة الحوثية للتخفيف من آثار قرارهم بمصادرة أرباح المودعين بحجة محاربة الربا، حيث يعيش القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين حالة شلل تام بسبب التنفيذ القسري لقانون منع التعاملات الربوية، والذي قضى على مصداقية وثقة البنوك تجاه المودعين والمقترضين، كما ألغى العوائد المتراكمة لودائع المدخرين لدى البنوك، وعلى الفوائد المتراكمة لدى المقترضين من البنوك.

وأدى قرار الحوثيين بشطب الفوائد المتراكمة على أذون الخزانة والسندات الحكومية إلى تفاقم مشكلة ندرة السيولة في القطاع المصرفي؛ إذ تقدر قيمة أذون الخزانة والسندات الحكومية والفوائد المتراكمة عليها لأكثر من 20 سنة بأكثر من 5 تريليونات ريال يمني، وهو ما يعادل نحو 9 مليارات دولار، حيث تفرض الجماعة سعراً للدولار في مناطق سيطرتها يساوي 535 ريالاً.

كما جعل ذلك القرار البنوك في تلك المناطق غير قادرة على استرداد قروضها لدى المستثمرين، والتي تقدر بنحو تريليوني ريال يمني، والتي كانت تحصل على عوائد منها بما يقارب مليار دولار، والتي تبخرت بسبب قانون منع التعاملات الربوية.