«داعش» يُهدد الموصليين بالقتل وقطع الأرجل إذا حاولوا الهرب من المدينة

التنظيم يفجر باب الشمس أحد أبواب سور الموصل التاريخي

«داعش» يُهدد الموصليين بالقتل وقطع الأرجل إذا حاولوا الهرب من المدينة
TT

«داعش» يُهدد الموصليين بالقتل وقطع الأرجل إذا حاولوا الهرب من المدينة

«داعش» يُهدد الموصليين بالقتل وقطع الأرجل إذا حاولوا الهرب من المدينة

مع الاقتراب من الذكرى السنوية الثانية لسيطرة تنظيم داعش على مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، بعد انهيار الجيش العراقي وتركه كميات كبرى من الأسلحة والعتاد المتطور، تزداد أوضاع المدينة سوءا يوما بعد يوم، ويزداد معها هروب المواطنين في اتجاه المناطق الخاضعة لسيطرة قوات البيشمركة واتجاه الأراضي السورية أيضا، في هذه الأثناء هدد التنظيم الموصليين بالقتل وقطع الأرجل فيما إذا حاولوا مغادرة المدينة.
وقال مسؤول إعلام مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في الموصل، غياث سورجي، لـ«الشرق الأوسط»، إن تنظيم داعش أصدر أمس قرارا يقضي بقتل أو قطع أرجل كل من يحاول مغادرة مدينة الموصل، وعلق قراره الجديد على جدران مساجد المدينة، ويأتي قرار التنظيم هذا بعد ازدياد عدد المواطنين الهاربين، لسوء الأوضاع في ظل سيطرة التنظيم.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن عدد المواطنين الموجودين في مركز مدينة الموصل وفي القرى والبلدات الخاضعة لسيطرة التنظيم في أطراف المدينة يصل إلى أكثر من مليوني مواطن، ورغم خطورة الطرق المؤدية إلى خارج الموصل إثر العبوات الناسفة والكمائن التي ينصبها التنظيم فإن عددا كبيرا من العائلات تهرب يوميا من المدينة باتجاه جبهات قوات البيشمركة التي تستقبلهم وتنقلهم إلى مخيمات النازحين الواقعة في حدود ناحية ديبكة التابعة لقضاء مخمور جنوب غربي أربيل.
في المقابل، تزداد عمليات استهداف قادة «داعش» داخل المدينة من قبل المجموعات المسلحة المناهضة له وطيران التحالف الدولي، وفي هذا السياق بين سورجي بالقول، إن مسلحين مجهولين أطلقوا صباح أمس النار على سيارة القيادي في تنظيم داعش في ولاية الجزيرة، مروان إبراهيم صالح، وأردوه قتيلا مع ثلاثة من أفراد حمايته في حي الصحة الواقع في الجانب الأيمن من مدينة الموصل، مضيفا أن طيران التحالف الدولي قصف موقعا لتنظيم داعش في ناحية نمرود شرق الموصل، وأسفر القصف عن مقتل ثمانية مسلحين من التنظيم بينهم القيادي البارز في «داعش»، محمد مهدي سلطان. بينما أصيب خمسة آخرون بجروح.
في غضون ذلك، فجر تنظيم داعش أمس باب الشمس أحد أبواب سور الموصل التاريخي، وكشف مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني في الموصل، سعيد مموزيني، لـ«الشرق الأوسط»، أن التنظيم فجر باب الشمس التاريخي الذي يعود بناؤه إلى عهد الآشوريين، أي قبل نحو ثلاثة آلاف عام، ويقع شرق مدينة الموصل، وهو جزء من سور الموصل، الذي سماه الميديون بـ«باب النار».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.