7 أسماء تترشح لخلافة رئيس الحكومة التونسية

إعلان حظر التجول في الجنوب بعد اشتباكات خلفت قتيلين

7 أسماء تترشح لخلافة رئيس الحكومة التونسية
TT

7 أسماء تترشح لخلافة رئيس الحكومة التونسية

7 أسماء تترشح لخلافة رئيس الحكومة التونسية

عقدت معظم أحزاب الائتلاف الحاكم في تونس اجتماعات عاجلة لمناقشة المقترح الرئاسي المتعلق بتشكيل حكومة وحدة وطنية على أنقاض حكومة الحبيب الصيد. وسعت معظم الأحزاب، سواء الممثلة منها في الائتلاف الحكومي أو المعارضة لاتخاذ مواقف من مقترح الباجي، وانقسمت إلى عدة تيارات، بعضها يدعم المبادرة على غرار حزب نداء تونس وحزب المبادرة، الذي يرأسه كمال مرجان، وقسم آخر يدعو إلى التريث للتفكير فيما ستحدثه هذه الدعوة داخل المشهد السياسي، على غرار حزب آفاق تونس، وحزب الاتحاد الوطني الحر، وأحزاب أخرى عارضت هذه الفكرة من أساسها على غرار تحالف الجبهة الشعبية بزعامة حمة الهمامي، على الرغم من إقرارها بفشل حكومة الحبيب الصيد في إخراج البلاد من مآزقها السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
أما حركة النهضة، فقد أعلنت على لسان رئيسها راشد الغنوشي أنها تثمن مبادرة تشكيل حكومة وحدة وطنية، وتعتبرها امتدادا لخيار التوافق الوطني، ومنسجمة مع المنهجية التشاركية مع مختلف الأطراف السياسية والاجتماعية، موضحة أنها دعت منذ مدة إلى حكومة وحدة يشارك فيها أهم الفاعلين السياسيين والاجتماعيين في الساحة الوطنية. كما دعت إلى إدارة حوار حول المبادرة لبلورة تفاصيل مبادرة الباجي، بما يساهم في الحفاظ على الاستقرار السياسي والاجتماعي ويجنب تونس «الانتظار ويسمح بالتفرغ لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها».
ووفق تسريبات غير رسمية، فإن عدة أسماء مرشحة لترؤس حكومة الوحدة الوطنية، التي دعا لها رئيس الجمهورية، التي كانت بمثابة إعلان انطلاق المشاورات في الكواليس. وقدمت عدة أسماء واعتبرت مرشحة بقوة لهذا المنصب، ومن بينها ناجي جلول وسليم شاكر وسعيد العايدي (قيادات من حركة نداء تونس)، ومستشارو رئيس الجمهورية رضا شلغوم وسليم العزابي ويوسف الشاهد، وزير التنمية المحلية الحالي.
ومن جانب آخر، ذكرت مصادر مقربة من حركة النهضة أنها قد تضع ثقتها في أحمد نجيب الشابي، الرئيس السابق للحزب الديمقراطي التقدمي، وقالت إنه يحظى بدعمها وأنها ستقدمه مرشحا لرئاسة الحكومة.
وكان حزب الشابي من بين مكونات هيئة 18 أكتوبر (تشرين الأول) 2005، وعمل جنبا إلى جنب مع حركة النهضة ودعم وجودها السياسي.
وكان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي قد اقترح تشكيل حكومة وحدة وطنية تجمع كلا من الائتلاف الحاكم الحالي والاتحاد التونسي للشغل (نقابة العمال) ونقابة رجال الأعمال، مع تطعيمها ببعض الأحزاب المعارضة وعدد من الوجوه السياسية المستقلة.
على صعيد آخر، أعلنت الداخلية التونسية بداية من ليلة أمس، قانون حظر التجول بكامل منطقتي دوز الجنوبية ودوز الشمالية من ولاية (محافظة) قبلي (500 كلم جنوب العاصمة)، من الساعة الثامنة مساء إلى الساعة الخامسة صباحا، وذلك بعد تواصل الاشتباكات لليوم الثالث على التوالي بين طائفتين من منطقة القلعة ومعتمدية دوز سكان، مما خلف مقتل شابين أصيبا برصاص بنادق صيد استعملت في المواجهات.
وكانت اشتباكات قد وقعت بين عدد من أهالي معتمدية دوز وعمادة القلعة من ولاية قبلي، بعد خلاف بين شباب المنطقتين إثر حادث طريق تعرض خلاله شاب من معتمدية دوز إلى الاعتداء بالعنف الشديد استوجب نقله إلى المستشفى ووفاته. وقد تكررت الاشتباكات خلال ساعات الليل على الرغم من تمركز الوحدات الأمنية والعسكرية في المنطقة ومساهمتها إلى حد كبير في التقليل من حدة المواجهات.
وإثر دفن الشاب تجددت الاشتباكات بصورة أكثر ضراوة، مما نجم عنه وفاة شاب ثان وتسجيل عشرات الإصابات.
وخلفت تلك الاشتباكات، منذ انطلاقها قبل ثلاثة أيام، إصابة سبعة من رجال الأمن، من بينهم عسكري، وتسجيل 11 إصابة في صفوف أهالي مدينة دوز، تم نقل عدد منهم إلى المستشفى الجهوي بمدينة قبلي، في حين غادر البقية المستشفى المحلي بدوز إثر تلقي الإسعافات الضرورية. كما سجلت السلطات الأمنية ثماني إصابات في صفوف شباب مدينة القلعة، وتم تأمين وحدة للطب الاستعجالي المتنقل لإسعافهم على عين المكان، ونقل الحالات التي تتطلب تدخلات جراحية صعبة إلى المستشفى الجهوي بقبلي.



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.