راباتس: أصحاب النفوذ في اتحاد الكرة يعرقلون برامج الإصلاح

المديرة المستقلة داخل الكيان الإنجليزي تفكر في الاستقالة بعد إصابتها بالإحباط وخيبة الأمل

هيذر راباتس المديرة المستقلة لدى اتحاد كرة القدم الإنجليزي  -  الرئيس المنتهية ولايته غريغ ديك طالب بالتغيير («الشرق الأوسط»)
هيذر راباتس المديرة المستقلة لدى اتحاد كرة القدم الإنجليزي - الرئيس المنتهية ولايته غريغ ديك طالب بالتغيير («الشرق الأوسط»)
TT

راباتس: أصحاب النفوذ في اتحاد الكرة يعرقلون برامج الإصلاح

هيذر راباتس المديرة المستقلة لدى اتحاد كرة القدم الإنجليزي  -  الرئيس المنتهية ولايته غريغ ديك طالب بالتغيير («الشرق الأوسط»)
هيذر راباتس المديرة المستقلة لدى اتحاد كرة القدم الإنجليزي - الرئيس المنتهية ولايته غريغ ديك طالب بالتغيير («الشرق الأوسط»)

تدرس المديرة المستقلة لدى اتحاد كرة القدم الإنجليزي، هيذر راباتس، موقفها الراهن بعد أن تملكها شعور بـ«الإحباط الشديد» و«خيبة الأمل الثقيلة» في خضم آخر المحاولات الفاشلة لإصلاح الكيان الحاكم والمنظم لكرة القدم الإنجليزية.
كان الرئيس المنتهية فترة ولايته، غريغ ديك، قد أعرب عن أمله في دفع الإصلاحات قدمًا لضمان قدر أكبر من التنوع والشفافية والمساءلة بالنسبة لمجلس اتحاد كرة القدم وهيئته التنفيذية قبل أن يغادر منصبه بعد نهائيات بطولة أمم أوروبا. ومع هذا، لم تطرح مقترحاته حتى لمجرد التصويت، بعد أن وقف في طريقها ممثلون لما يطلق عليه «اللعبة الوطنية داخل الهيئة التنفيذية لاتحاد كرة القدم»، والذين خشوا من تراجع نفوذهم.
وتعتبر راباتس - السيدة الوحيدة والممثلة الوحيدة المنتمية لأقلية عرقية داخل مجلس إدارة اتحاد الكرة الإنجليزي (ولدت في جامايكا) - واحدة من مديرين اثنين مستقلين مشاركين في مجلس إدارة اتحاد الكرة. وقالت راباتس، التي لا يزال أمامها عامان من الفترة الثانية لها: «إنه أمر مثير للإحباط والشعور بخيبة الأمل للغاية، ويدفعك للتساؤل حول ما يمكنك فعله لتغييره. فيما يخص الدمج والتنوع، يمكنك تحقيق أمور لأنك تشرك آخرين معك. وعندما تشعر أنه ليس باستطاعتك إحراز تقدم على أي صعيد آخر، يصبح الأمر شاقًا للغاية». وفي الوقت الذي قالت فيه إنها سعيدة للغاية بالتقدم الذي أحرزته فيما يتعلق بقضايا الدمج والتنوع، نوهت بأن هيكل مجلس إدارة اتحاد كرة القدم ومجلس الاتحاد يجعلان من العسير للغاية تمرير حتى أبسط التغييرات في أسلوب الإدارة بهدف دفع الاتحاد برمته نحو العصر الحديث للإدارة.
جدير بالذكر أن مجلس إدارة اتحاد كرة القدم يتألف من 4 ممثلين للعبة الوطنية و4 ممثلين لكرة القدم للمحترفين، علاوة على اثنين غير تنفيذيين (راباتس وروجر ديفلين)، بجانب الرئيس مارتن غلين.
وقالت راباتس: «في نهاية الأمر، لا نشكل سوى 3 أصوات. وإذا أخفقت في إقناع الآخرين بالانضمام إليك لن يكون بإمكانك تحقيق ما تصبو إليه. ولا أدري ما الحل. وهذا الوضع يستدعي التفكير المتعمق، خصوصًا أن طريق إصلاح أسلوب الإدارة يعج بأناس حاولوا من قبل وأخفقوا». في النهاية، جرى التخفيف من قوة المقترحات لدرجة جعلت طرحها على التصويت لا يحمل معنى حقيقيًا، وقد تنحى القضية برمتها جانبًا، حسبما ذكرت راباتس. جدير بالذكر أنه منذ عامين، استقال لورد أوسلي، مدير منظمة «انبذوها» المناهضة للتمييز العنصري في كرة القدم، من مجلس اتحاد كرة القدم، بسبب شعوره بالإحباط إزاء غياب الإصلاح. ومنذ إجراء لورد بيرنز مراجعة مستقلة منذ أكثر من عقد وتوصيته بإقرار هيكل يحمل مستوى أكبر من التمثيل داخل مجلس اتحاد كرة القدم بحيث يعكس على نحو أفضل كرة القدم في صورتها الحديثة، حاول رؤساء اتحاد كرة القدم ووزراء الرياضة المتعاقبون إحداث هذا التغيير المنشود وأخفقوا.
من ناحية أخرى، قال ديك هذا العام إنه سيستقيل بدلاً من الترشح لإعادة الانتخاب، وذلك في محاولة للتخلص من الطابع الشخصي للقضية. كان ديك قد سعى لفرض قيود على فترات العمل، وإقرار قدر أكبر من التمثيل داخل المجلس بحيث «يعكس على نحو أفضل التوازن القائم داخل كرة القدم الحديثة»، وتقليص أعداد اللجان مع تعزيز سلطاتها في الوقت ذاته، وتبسيط نظام التصويت السري. وقد جرى تصميم هذه التغييرات بهدف تحقيق قدر أكبر من التنوع بين الـ123 عضوًا الذين يغلب عليهم في الوقت الراهن الذكور البيض المتقدمين في العمر. من بين هذا العدد، يوجد 6 نساء، 4 منهن من أصحاب البشرة السمراء وأقليات عرقية أخرى، بجانب ممثل واحد عن اللاعبين وآخر عن المشجعين.
من جانبه، قال وزير الثقافة جون ويتينغديل أخيرًا، مثلما الحال مع بعض من سبقوه، إنه يدرس سحب الـ30 مليون جنيه إسترليني التي يتلقاها اتحاد كرة القدم على مدار 4 سنوات حال عدم إقرار إصلاحات في أسلوب الإدارة. من ناحيتها، أعربت راباتس التي سبق أن شاركت في إدارة «بي بي سي»، عن أملها في أن تحقق الضغوط الحكومية بعض التأثير، وأن يترك الجدال الأوسع الدائر حول أسلوب الإدارة على أصعدة رياضية أخرى تأثيرا إيجابيًا نهاية الأمر على اتحاد الكرة. وأضافت: «انظروا إلى (يويفا) و(فيفا) ورياضة كمال الأجسام وركوب الدراجات. لقد اتبعت كل من هذه الجهات أنظمة إدارية مغلقة على امتداد فترة طويلة. وعندما تترك أشخاصًا يجلسون حول هذه الطاولات لفترات تصل إلى 15 و20 و25 عامًا، فأنت بذلك تخلق مشكلة. ويجب تغيير هذا الوضع».
وقالت راباتس التي غالبًا ما تتميز بالصراحة، إنها لا تقصد من حديثها بالضرورة إلقاء اللوم على الجالسين حول طاولة مجلس إدارة اتحاد الكرة، الذين يمثلون الفئات المنتخبين عنها ببساطة - سواء فيما يخص كرة القدم للمحترفين أو المشجعين العاديين. إلا أنها استطردت بأنه من دون ضغوط خارجية، من غير المحتمل أن تختفي هذه المشكلة. وأوضحت أنه: «تكمن مشكلة في هذا التشكيل أنه يقوم على فكرة المساءلة أمام إما اللعبة الوطنية أو اللعبة المرتبطة بالمحترفين، وليس كليهما. كيف إذن نبني شيئًا يزيد المسافة بين اتحاد الكرة واللعبة ككل؟ هذا العيب الهيكلي يمثل المشكلة الجوهرية». وقالت راباتس إنها ستعقد محادثات مع رئيس اتحاد كرة القدم الجديد، الذي من المحتمل تعيينه بعد بطولة «يورو 2016»، قبل أن تتخذ قرارًا بخصوص ما إذا كانت ستكمل فترة عملها الثانية أم لا. وأكدت أنها لن تقدم على استكمال الفترة الثانية إلا إذا شعرت أن بمقدورها خلق اختلاف حقيقي.
إلا أنه بالنظر إلى اضطلاعها بهذا الدور في وقت كانت قضايا التنوع تهدد بتمزيق كرة القدم في أعقاب حادثتي جون تيري ولويس سواريز، أكدت راباتس فخرها بالتقدم الذي جرى إحرازه حتى الآن. وأصرت على أن ثمة تقدمًا جرى تحقيقه بالفعل عبر كثير من الأصعدة - بما في ذلك إقرار مدربين موجهين في هيكل التدريب داخل إنجلترا، ومدونة قواعد سلوك اختيارية لدوري الدرجة الأولى بما يوفر مزيدًا من الفرص أمام المدربين المنتمين للأقليات، ويكفل إطلاق مبادرات في إطار الدوري الممتاز لزيادة أعداد المدربين المنتمين لفئات الأقليات الذين يرقون لمستوى المؤهلات المهنية المطلوبة. وقالت: «أعتقد أن هناك حاليًا قدرًا كافيًا من المساءلة حول ما ينبغي فعله حتى لا تغفل عنه الأعين. إلا أننا نرغب جميعًا في أن يكون الزخم أسرع من ذلك. ورغم هذا، تبقى كرة القدم منظومة مغلقة للغاية، لذا نعكف على محاولة فتح أبواب الفرص».
على صعيد الإجراءات التأديبية، أوضحت راباتس أن عقوبة ارتكاب مخالفة عنصرية داخل أرض الملعب تتمثل في المنع من اللعب 5 مباريات حدًا أدنى، مع التعامل بصرامة مع المشجعين الذين يرتكبون إساءات عنصرية. وأضافت: «هذه التغييرات في طريقها لمزيد من التطور في المستقبل، لكنها تعني أن كرة القدم أقرت هذه التغييرات الثقافية ومن المأمول أن تحتضنها على نحو أكبر». ومع هذا، اعترفت بأن التغيير الثقافي الحقيقي داخل كرة القدم للمحترفين لا يزال «متقطعًا»، وأقرت بالحاجة لقدر أكبر بكثير من الجهود على هذا الصعيد. وأضافت أن هناك مشكلة أخرى تتعلق بتنمية مواهب تدريب وطنية من مختلف الخلفيات.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».