بيليغريني: مستقبل مورينهو مع مانشستر يونايتد غير مضمون

مدرب مانشستر سيتي السابق يؤكد أن الإعلان عن مجيء غوارديولا أضر بمسيرة الفريق

مهمة تبدو شاقة لمورينهو في يونايتد («الشرق الأوسط»)
مهمة تبدو شاقة لمورينهو في يونايتد («الشرق الأوسط»)
TT

بيليغريني: مستقبل مورينهو مع مانشستر يونايتد غير مضمون

مهمة تبدو شاقة لمورينهو في يونايتد («الشرق الأوسط»)
مهمة تبدو شاقة لمورينهو في يونايتد («الشرق الأوسط»)

تعلو وجه مانويل بيليغريني ابتسامة عريضة، ويصافح باليد ويرحب ويشير بالجلوس إلى إحدى الطاولات في مكتبه في مبنى الفريق الأول لمانشستر سيتي. يتمتع مركز التحكم الذي قام من خلاله التشيلي بالتخطيط لمواسم سيتي الثلاثة الماضية، بتصميمات حديثة، مع نوافذ واسعة. ومن خلال جهاز «إل ماك بوك إير»، الذي أمامه سيقوم بيليغريني لاحقًا بطباعة الإحصائيات ليبين إلى أي مدى كان سيتي مهيمنًا في عهده. على الحائط خلف المدرب صاحب الـ62 عامًا، يبرز مجسم صغير يظهر أسماء الشخصيات اللافتة التي ترمز إلى فريقه، يتصدرها سيرجيو أغويرو، ويلفريد بوني، وكيليتشي إهياناتشو.
وقد عاد بيليغريني لتوه من عطلة في اسكوتلندا مع زوجته. قد يكون من قبيل المفاجأة بالنسبة إلى البعض أن تجرى هذه المقابلة الأولى منذ انتهاء ولايته فعليا مع سيتي - ينتهي عقده في 30 يونيو (حزيران) - من داخل سيتي، بالنظر إلى أن النادي سيخضع لقيادة بيب غوارديولا قريبًا. ومع هذا، فإجراء المقابلة هنا يتفق مع سلوك بيليغريني الذي يتسم بالسلاسة، كما هو الحال مع عدم وجود مسؤول إعلامي لسيتي. يعيش بيليغريني حالة مزاجية منفتحة وصادقة. يتحدث بصراحة للمرة الأولى عن قرار الكشف عن تعيين غوارديولا خليفة له قبل 4 أشهر على نهاية الموسم. كان قراره ويعترف بيليغريني بأنه لو عاد به الزمن إلى الوراء لكان اتخذ قرارًا مختلفًا. في يناير (كانون الثاني)، قال غوارديولا: «أريد أن أدرب في الدوري الإنجليزي الممتاز (البريميرليغ)».
دفع هذا التصريح بيليغريني إلى الإعلان عن وجهة الإسباني القادمة، وهو يقول بوضوح إن تصريحات المدرب صاحب الـ45 عامًا قد جانبها التوفيق. ويوضح: «نعم، كان ذلك قراري. بعد أن قال غوارديولا إنه قادم إلى إنجلترا كان قراري لأن كل وسائل الإعلام كانت تتحدث عن غوارديولا هنا، غوارديولا في آرسنال، غوارديولا في مانشستر يونايتد. ولم يكن هذا منصفًا لكل المدربين - عندما يعرف كل واحد أن غوارديولا قادم إلى هنا».
الآن تأتي الشهادة الحاسمة. يقول بيليغريني متنهدًا: «هل كنت أقدم على نفس القرار مرة أخرى لو عاد بي الزمن إلى الوراء.. لدي بعض الشكوك». وهو صادق في هذا. يضيف: «نعم. أنا منتقد جدًا لذاتي بشأن ما أفعله دائما. لا أريد أن أستخدم هذا عذرًا لكن كان من الصعوبة بمكان أن أعمل بعد هذا. ليس بالنسبة لي، بل بالنسبة للاعبين». ويوضح بيليغريني أنه لم يكن مضطرًا لإقناع النادي بإعلان تعيين الإسباني. ويقول: «لا، كان قراري. من المستحيل أن تعرف ما إذا كان هذا هو القرار السليم. لكن عندما ترى عواقب خسارة 3 مباريات متتالية على الفور، في وقت حققت فيه الفوز في آخر 5 مباريات أو نحو هذا، فقد انكسر شيء في هذه اللحظة، ومن ثم أقول، إن الرؤية غابت تمامًا». يضرب بيليغريني بيده على سطح مكتبه للتأكيد، مضيفًا: «بعد ذلك، عليك أن تعيد ترتيب الأمور».
في الأول من فبراير (شباط) أكد سيتي أن غوارديولا سيخلف بيليغريني. كان الفريق يملك 47 نقطة، بفارق 3 نقاط عن ليستر سيتي، وكان يحتل المركز الثاني. لم يكن سيتي خسر سوى مباراة واحدة في الدوري منذ الخامس من ديسمبر (كانون الأول) . وفي 2 فبراير، هزم سندرلاند 1 - 0 على ملعبه. بعد ذلك تراجعت النتائج، حيث أخفق سيتي في تحقيق أي فوز آخر في الدوري لما يزيد على شهر. خسر الفريق مبارياته الـ3 على التوالي بعد ذلك، بما في ذلك الهزيمة 5 - 1 من تشيلسي في كأس الاتحاد الإنجليزي، وإن كان سيتي عانى من الغيابات في صفوفه في تلك المباراة. بعد ذلك وبحلول الأول من أبريل (نيسان)، وبعد شهرين على إعلان التعاقد مع غوارديولا، لم يكن الفريق قد حقق سوى فوز وحيد في الدوري، وخسر 4 - 0 مرة أخرى أمام أستون فيلا، أضعف فرق المسابقة. وعندئذ أصبح بحوزة ليستر سيتي 66 نقطة، بينما مانشستر سيتي 51 نقطة، حيث أضاف 4 نقاط فقط إلى رصيده منذ إعلان غوارديولا. تبددت آمال النادي في الفوز بالدوري وأصبح الفريق في معركة على المركز الرابع.
قلت له إن نخبة لاعبي كرة القدم يملكون دوافع ذاتية، ومن ثم فما كان ينبغي لذلك أن يؤثر على أغويرو ورفاقه، لكن بيليغريني قدم ردًا بسيطًا: «نعم، لكن لا بد أن تقوم بكل هذا بشكل جماعي - ولأسباب مختلفة، عندما لا تربط بين كل للاعبين فعندئذ.. انظر إلى ما حدث مع تشيلسي». يتحدث ضاحكًا وهو يتذكر كيف انفجر الفريق الذي كان يدربه آنذاك مدرب مانشستر يونايتد الجديد، جوزيه مورينهو. ويضيف: «نفس المدرب، ونفس اللاعبين - هذه هي كرة القدم. لهذا هي اللعبة الشعبية الأولى في العالم».
أنهى سيتي الموسم بـ66 نقطة، بعد أن تفوق على يونايتد واحتل المركز الرابع بفارق الأهداف. كما حصد لقب كأس رابطة الأندية المحترفة للمرة الثانية تحت قيادة بيليغريني، الذي قاد سيتي كذلك إلى نصف نهائي دوري الأبطال للمرة الأولى في تاريخه. ومع هذا، يعتبر بيليغريني هذا الموسم أقل مواسمه نجاحًا - رغم أنه أنجز مع الفريق هذا الموسم أكثر مما أنجزه الموسم الماضي، عندما لم يفز سيتي بأي شيء، وأنهى الموسم في المركز الثاني في الدوري، وخرج من دور الـ16 لدوري الأبطال للمرة الثانية على يد برشلونة.
والسبب في هذا هو أسلوب اللعبة والطريقة الباهتة التي خرج بها سيتي من دوري الأبطال. يقول: «نصف النهائي مع ريال مدريد: يمكنهم إخراجك لكن ليس بهذه الطريقة. قبل مواجهتنا مع الريال كانت أذهاننا مشغولة بأشياء أخرى - خسرنا من ساوثهامبتون 4 - 2، وتعادلنا مع آرسنال، وتعادلنا مع سوانزي. لم نحقق سوى نقطتين من 8. لو كنا أنهينا الموسم بشكل طبيعي بالفوز بهذه المباريات لوصلنا إلى المركز الثاني. لو سألتني أي المواسم لست راضيًا عنه: سأقول هذا الموسم». يشير بيليغريني إلى كيف أن الإصابات التي لحقت بديفيد سيلفا وسمير نصري أثرت على القوة الإبداعية للفريق. لكنه يرفض وصفه بأنه مدرب محدود من الناحية التكتيكية لا يعتمد سوى فلسفة هجومية واحدة، وفقًا للرؤية الشائعة عنه.
ويقول: «إذا كنت تملك 11 لاعبًا، فأنت قادر على ممارسة ضغط جيد. ومن دون هذا، لا يمكنك تغطية كل مناطق الملعب. ما أريده هو أن أستعيد الكرة من أقرب مكان ممكن لمنطقة الـ18 للفريق المنافس، وعندما نستحوذ على الكرة: أن نلعب. لم نتمكن من القيام بهذا في الموسم المنتهي لأننا لم نتوفر على 20 لاعبًا (جاهزين بما فيه الكفاية من الناحية البدنية). لم يكن سيلفا جاهزا بدنيا أغلب فترات الموسم. ولم يتمكن سمير نصري من اللعب طوال الموسم. لم يكن يايا توريه في أفضل حالاته هذا العام. إذن ماذا حدث؟ نحن نغير أسلوب لعبنا، ولهذا بعد 3 مواسم اضطررت لأن أغير طريقة لعبنا تماما».
يشير بيليغريني الآن إلى إحصائيات البريميرليغ: «كما ترى، خلال المواسم الثلاثة، حصلنا على 230 نقطة. نحن الأفضل. لعبنا 114 مباراة، فزنا في 70 وتعادلنا في 21 – أقل الفرق في تحقيق نتائج تنتهي بالتعادل. خسرنا 23 مباراة، وكان أفضل فريق هنا هو تشيلسي الذي خسر 21، ومن ثم نحن أكثر منه بمباراتين فقط. سجلنا 256 هدفًا وكان الدفاع سيئًا جدًا»، وعند الجملة الأخيرة يحرك لسانه بطريقة ساخرة، مشيرًا إلى ما يصفه البعض بنقطة ضعف الفريق. ويقول: «دخل مرمانا 116 هدفًا. وأقل فريق استقبل أهداف هو تشيلسي – 112».
في الصيف الماضي كانت أبرز الصفقات تشمل دي بروين مقابل 55 مليون جنيها من فولفسبورغ، وستيرلينغ مقابل 49 مليون جنيها من ليفربول. سجل دي بروين 16 هدفًا في 41 مباراة في موسم أصيب خلاله في الركبة، وهو ما أبعده من أواخر يناير وحتى مطلع أبريل، في حين سجل ستيرلينغ 11 هدفًا في 47 مباراة. بمقدور بيليغريني أن يعترف الآن بأن غياب دي بروين كان عاملاً أساسيًا تسبب في «قتل» موسم سيتي. ويقول: «كان عاملاً حاسمًا تمامًا. لكن كمدرب ما الذي يمكنك عمله؟ هل تقول إنك لا تستطيع أن تلعب من دون كيفين دي بروين؟ وما الذي سيفكر به كل اللاعبين الآخرين؟»
لا يخفي بيليغريني مخاوفه من أن مسيرة فينسنت كومباني، قائد الفريق، مهددة بسبب إصاباته المتكررة. لعب صاحب الـ30 عامًا 21 مباراة فقط في الموسم الماضي، وتعرض للإصابة في عضلات الفخذ للمرة الـ33 على مدار 8 سنوات في سيتي، خلال مباراة الإياب ضد ريال مدريد، وهي التي أنهت الموسم بالنسبة له. ويقول بيليغريني: «لا أعرف ما الذي سيفعله في المستقبل - يصعب معرفة هذا».
لكن التشيلي أكثر تفاؤلا بشأن سيلفا، الذي عانى إصابة في كاحل القدم خلال مباراة مع منتخب بلاده في الخريف، ولم يتعافَ بشكل كامل أبدًا. ولطالما كان بيليغريني يشير إلى سيلفا باعتباره صاحب التأثير الأكبر في سيتي، ويقول: «سيعود إلى مستواه الطبيعي - ديفيد ما زال في عامه الـ30 فقط».
ينحدر بيليغريني من أسرة لا تتمتع بأي خلفية في كرة القدم، لكنه كان يعلم إلى أين ستتجه مسيرة حياته عندما كان في عامه الـ17. يوضح: «أولا كنت سأصبح لاعب كرة قدم، ثم بعد ذلك أحاول دراسة الطب أو الهندسة. لكن كان من الصعب جدًا أن أدرس الطب، ومن ثم اتجهت إلى الهندسة». كان يصف نفسه بأنه مدافع يشبه «الكلب المسعور»، وأمضى مسيرته الكروية بالكامل في نادي يونيفرسيداد تشيلي. يقول عن مسيرته كلاعب كرة قدم محترف على مدار 15 عاما: «كان فريقه وفريق كولو - كولو (أكثر أندية البلاد نجاحًا) - في كل مباراة تجمع بينهما، يكون هناك ما بين 70 ألف إلى 80 ألف من المشجعين المتعصبين حاضرين في الملعب».
عندما أنهى مسيرته الكروية، كان هدفه توسيع شركة الهندسة التي كان يديرها وهو لا يزال لاعبًا. غير أنه عندما قرر أن يكون مدربًا، تخلى عن عقلية «الكلب المسعور». يقول إنه تخلى عن طريقة التفكير هذه «لأنني لو واصلت بشخصية قوية ستكون هناك دائما مشكلات بيني وبين اللاعبين. تغيرت كثيرًا لأنك لا تستطيع اتخاذ قرارات جيدة عندما لا تكون مسيطرًا على نفسك». يظهر هذا ذكاء عميقًا وتحليلاً للذات لا يتوفران لكل المدربين. ويمضي قائلا وعلى وجهه ابتسامة: «ربما، لكن عندما قررت أن أكون مدربًا، كان قرارًا صعبًا جدًا. كنت على معرفة بمدرب تشيلي مهم جدًا، هو فيرناندو ريرا. كان مدربًا للمنتخب الوطني في كأس العالم 1962 في تشيلي. عمل في بنفيكا مع إيزيبيو. بدأ بإقناعي. لذا عندما قررت، قررت أن أكون مدربًا مهمًا. والآن يمكني أن أقول هذا لأنني فعلت هذا. لكن في تلك اللحظة كان عمري 34 عامًا، وكنت أملك شركة الهندسة ومنزلا صغيرا. أردت أن أزيد من حجم شركتي، فمن خلال بناء المنازل كان بإمكاني أن أكسب 10 أضعاف ما جنيته منذ بدأت التدريب. لم تكن لدي أي مشكلة، تركت الأموال جانبا، وبدأت الكثير من الأشياء. تعلمت الإنجليزية، والفرنسية والإيطالية. جئت إلى هنا، وإلى إيطاليا وإلى فرنسا. وقررت: سأكون أفضل مدرب. سأحاول أن أصل إلى هذا الهدف. ما الذي أحتاجه لأكون الأفضل. هذا ليس سهلا عندما تكون في تشيلي، أليس كذلك؟»
بين 1988، و2003، تولى تدريب يونيفرسيداد، وباليستينو (3 مرات)، وأوهيغينز، وينفرسيداد كاتوليكا في تشيلي. بعد ذلك درب فريق إل دي يو كويتو الإكوادوري لـ3 سنوات، قبل أن يقضى 3 سنوات أخرى في الأرجنتين، مع سان لورينزو وريفر بلات. في 2004، وبعد أن فاز بالكؤوس في وطنه، والبطولات في الإكوادور والأرجنتين، انتقل إلى وجهة أحلامه: أوروبا. يقول عن السنوات الـ9 التالية التي قضى 5 منها مع فيا ريال، وعاما واحدا مع الريال، و3 أعوام مع ملقة، قبل أن يقود سيتي خلفا لروبرتو مانشيني: «كنت في الـ50، وهي سن جيدة. انتقلت إلى فيا ريال بأقل مما كنت أكسبه في المكسيك بـ30 في المائة. كانت لدي رؤية واضحة عن أين أريد أن أذهب إلى أوروبا، من دون شك».
مع وجود غوارديولا في سيتي ومورينهو في يونايتد، ستصبح مانشستر أهم بقعة ساخنة لكرة القدم. يقول بيليغريني: «سيكون البريميرليغ بالكامل مثيرًا جدًا. يمكن أن يحدث ما حدث هذا العام مع ليستر، لكنه ليس شيئا معتادا». تأتي اللحظة المثيرة عندما سألته عما إذا كانت «كارثة» مورينهو في تشيلسي، والتي تسببت في إقالته في ديسمبر، ستضر بفرصه في النجاح مع يونايتد. قال سريعا: «لا أعرف ما سيحدث مع مورينهو في المستقبل وإن كنت أعتقد أنه غير مضمون».
ماذا إذن بالنسبة إلى بيليغريني؟ يعتقد بأن إيفرتون مهتم بالحصول على خدماته، وهو يقول: «إذا لم يصلني عرض جدير بالاهتمام بشكل حقيقي، فسأتوقف عن التدريب إلى أن يصلني عرض من هذا النوع»، وقال: «إذا كان علي التوقف (تماما) فسأتوقف. يمكن أن يكون ذلك الآن.. (حتى) ديسمبر.. لمدة عام واحد أو للأبد. بالطبع سأفتقد التدريب. التحدي يبقيني على قيد الحياة». يضحك من جديد. بيليغريني سيعود إلى كرة القدم بأسرع ما يكون من دون شك.



ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)
TT

ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)

خفف تتويج المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية لمسابقة "الخماسي الحديث" للرجال، بجانب فضية اللاعبة سارة سمير في "رفع الأثقال" الضغط على البعثة الأولمبية المصرية في أولمبياد باريس بعد سلسلة من الاخفاقات المتتالية والتي عرضت البعثة إلى حالة من الهجوم العنيف من قبل الجمهور والنقاد المصريين.

حالة من "الارتياح النسبي" لدى البعثة المصرية الأولمبية وسط حالة من الهجوم وعدم الرضا عن النتائج التي حققتها، لاسيما أنها

احتفاء واسع في مصر بأحمد الجندي بعد فوزه بالميدالية الذهبية (أ.ب)

وفاز اللاعب المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية الوحيدة لمصر في "أولمبياد باريس" بمسابقة الخماسي الحديث للرجال، محطماً الرقم القياسي العالمي في المسابقة بعدما وصل إلى 1555 نقطة، فيما كان الرقم القديم 1482، فيما حققت المصرية سارة سمير الميدالية الفضية لبلادها في وزن 81 كيلوغراما في رفع الأثقال للسيدات.

وتداول مستخدمو مواقع "التواصل" صور البطلين، وسط موجة من الاحتفاء، والتأثر لاسيما بمقطع الفيديو الذي راج للاعبة المصرية سارة سمير وهي تبكي لعدم حصولها على الميدالية الذهبية، وسط دعم من البعثة المصرية وتهنئتها بـ"الفضية" بعد منافسة شرسة.

ووجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد، رسالة تهنئة، للثلاثي أحمد الجندي وسارة سمير ومحمد السيد، بعد تحقيقهم لثلاث ميداليات في دورة الألعاب الأوليمبية.

وأعلنت وزارة الشباب والرياضة، الأحد، إطلاق اسم سارة سمير صاحبة الميدالية الفضية على مركز "شباب الهوانيا" في محافظة الإسماعيلية (شرق القاهرة)، كما أعرب وزير الشباب والرياضة المصري أشرف صبحي عن سعادته بتحقيق أحمد الجندي للميدالية الذهبية في الخماسي الحديث، وقال صبحي في تصريحات إعلامية لقناة (بي إن سبورتس): " كنا ننتظر في باريس من ست إلى ثماني ميداليات، كان لدينا تقييم جيد لكل الألعاب ولم نضع كرة القدم أو كرة اليد في الحسابات ولكنها ظهرت بشكل جيد، وقمنا في الدورة السابقة بطوكيو بتحقيق ست ميداليات لوجود رياضة الكاراتيه التي نحن الأول على العالم في هذه الرياضة".

سارة سمير الفائزة بالميدالية الفضية (أ.ف.ب)

وواجهت البعثة المصرية الأكبر عربياً وأفريقياً بأولمبياد باريس انتقادات حادة لاسيما بعد خسارة منتخب كرة اليد المصري مباراته في ربع النهائي أمام إسبانيا بصورة مفاجئة، وهي الهزيمة التي تبعت خسائر جماعية أخرى في ألعاب مثل: الرماية والملاكمة والسلاح وتنس الطاولة والمصارعة والوثب العالي ورمي الرمح والسباحة التوقيعية والغطس، علاوة على عدم تحقيق لاعبين مصنفين دولياً في مراكز متقدمة أي ميدالية مثل زياد السيسي في لعبة سلاح الشيش، رغم التعويل عليه لتحقيق ميدالية لمصر إلا أنه أضاع فرصة الحصول على الميدالية البرونزية بعد تحقيقه المركز الرابع بعد خسارته أمام بطل إيطاليا، وكذلك لم ينجح كل من عزمي محيلبة في الرماية، وعبد اللطيف منيع في المصارعة الرومانية من إحراز ميداليات.

كما صدمت هزيمة منتخب مصر لكرة القدم أمام منتخب المغرب بنتيجة 6 أهداف مقابل لا شيء في المنافسة على الميدالية البرونزية الجمهور المصري.

منتخب مصر تعرض لهزيمة ثقيلة من المغرب (وزارة الشباب والرياضة المصرية)

وحسب البرلماني المصري عمرو السنباطي، عضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، فإن تقدير أداء البعثة الأولمبية المصرية يجب أن يستند إلى الخطة أو التوقعات التي كانت تستهدفها بالأساس، ويتساءل في حديثه مع "الشرق الأوسط": "هل كان طموحنا الوصول إلى ثلاث ميداليات في الأولمبياد رغم أنها تعتبر أكبر بعثة مصرية؟ الأمر يحتاج إعادة النظر في الاستراتيجيات على المدى القصير والطويل، والتركيز على الرياضيات الأولمبية، فالكاراتيه ليس لعبة أولمبية بالأساس، وتم إدراجها في طوكيو بشكل استثنائي".

ويضيف: "أحمد الجندي وسارة سمير حققا فوزا أولمبياً مُقدرا، لكنهما قد لا يشاركان في الدورة الأولمبية المقبلة، ما يطرح سؤالاً عن تجهيز الصف الثاني والثالت في الألعاب الأولمبية، وتأهيل أجيال منافسة، وهذا كلام نكرره منذ دورة طوكيو الماضية، رغم مضاعفة الإنفاقات على هذا القطاع".

الجندي بطل الخماسي الحديث (أ.ف.ب)

ويعتبر الناقد الرياضي أيمن أبو عايد، أن النتائج التي حققها كل من أحمد الجندي وسارة سمير "حفظاً لماء وجه البعثة الأولمبية"، ويضيف لـ"الشرق الأوسط": "النتائج التي وصلنا إليها تأتي وسط شكاوى من اللاعبين من التقصير في الإعداد والتأهيل والتدريب الخاص وسط ظروف رياضية ضاغطة، وقد مهدت لنا تصريحات البعثة أننا بصدد تحقيق من ست إلى تسع ميداليات، ويبدو أن تلك كانت مبالغة وإسراف في القول، حتى لو لم يحالفنا الحظ في بعض المرات كما حدث مع لاعب المبارزة زياد السيسي بعد إخفاقه في الحصول على البرونزية".

سارة سمير (رويترز)

يضيف أبو عايد: "نتائج البعثة لا تتخطى ما وصلنا إليه من قبل، رغم الوعود مع كل دورة أولمبية بنتائج أفضل، وصار هذا خطاب نسمعه كل أربعة أعوام، حيث تظل تقارير لجان التحقيق في نتائج البعثة الأوليمبية حبيسة الأدراج، فمن غير المنطقي أن تحصل دولة عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة على 3 ميداليات فقط".

الجندي خفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية (رويترز)

وأعلن المهندس ياسر إدريس، رئيس اللجنة الأولمبية المصرية بالتنسيق مع الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، الأحد، رفع قيمة مكافآت الفوز بالميداليات خلال أولمبياد باريس 2024 إلى 5 ملايين جنيه (الدولار يساوي 49.2 جنيه) للميدالية الذهبية، و4 ملايين جنيه للميدالية الفضية، و3 ملايين للبرونزية، بخلاف صرف مكافأة فورية لكل فائز ألف يورو وساعة يد قيمة.

وشاركت مصر بأكبر بعثة في تاريخها بأولمبياد باريس بـ149 لاعباً ولاعبة و16 لاعباً احتياطياً؛ 79 من الرجال و52 من السيدات، في 24 لعبة أوليمبية، منها 4 ألعاب جماعية، وهي كرة القدم، وكرة اليد، والكرة الطائرة، والكرة الطائرة الشاطئية سيدات.