تركيا تصنف جماعة غولن «منظمة إرهابية» وتسعى لمحاصرتها في الخارج

إردوغان توعد بملاحقة أعضائها في الداخل والخارج

تركيا تصنف جماعة غولن «منظمة إرهابية» وتسعى لمحاصرتها في الخارج
TT

تركيا تصنف جماعة غولن «منظمة إرهابية» وتسعى لمحاصرتها في الخارج

تركيا تصنف جماعة غولن «منظمة إرهابية» وتسعى لمحاصرتها في الخارج

خطت الحكومة التركية، خطوة إضافية في مسعاها لمحاصرة جماعة «خدمة» التي يرأسها رجل الدين التركي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن، والتي شكلت تهديدًا جديًا لسلطة رجل تركيا القوي، رئيس الجمهورية رجب طيب إردوغان.
وصنفت الحكومة التركية الجماعة التي كانت في وقت من الأوقات تضم نحو 7 ملايين منتسب منظمة إرهابية، ما قد يساعد السلطات التركية على تجفيف منابع الدعم الداخلية والخارجية لها، بعد اتهامها بأنها شكلت «كيانًا موازيًا» داخل الدولة التركية. وتتهم السلطات التركية الجماعة التي تتميز ببنية تنظيمية عالية، بأنها أدخلت الآلاف من رجالها في أجهزة الدولة، وخصوصًا في القضاء والشرطة، مستفيدة من العلاقات الطيبة التي كانت تجمع زعيمها بإردوغان.
وقالت مصادر تركية إن حملة اعتقالات واسعة بدأت في مناطق مختلفة من تركيا، بحق ممولين لهذه الجماعة، في حملة جديدة من الحملات الكثيرة التي شنتها السلطات التركية عليهم منذ بداية العام 2015.
وظهر التباين بين الرجلين منذ نحو 4 سنوات لينفجر خلافا في ما بعد، عندما ضربت الجماعة ضربتها في ديسمبر (كانون الأول) 2013 بقيام الشرطة بحملة اعتقالات طالت أبناء وزراء محسوبين على إردوغان بتهمة الفساد، كما ظهرت مزاعم مماثلة بحق نجل إردوغان، بلال. كما قامت الشرطة في وقت لاحق بتوقيف شاحنات لجماعة الإغاثة الدولية المدعومة من الحكومة التركية بتهمة نقل أسلحة إلى جماعات مسلحة في سوريا، ثم تلاحق ظهور تسجيلات صوتية قيل إنها لإردوغان ونجله، توحي بتورطهما في قضايا فساد، قبيل الانتخابات الرئاسية التركية عام 2014.
غير أن هذه الحملات لم تؤثر على إردوغان الذي فاز بالرئاسة، ومن ثم بالانتخابات، مطلقًا حملة شعواء على أفراد الجماعة ومؤسساتها، مجردًا إياها من أنيابها الإعلامية بتوقيف مجموعة سمانيولو التلفزيونية، وصحيفة زمان، ووكالة جيهان للأنباء.
وقال الرئيس إردوغان إن حكومة بلاده وافقت على قرار بإطلاق وصف «جماعة غولن الإرهابية» على الحركة الدينية التي أسسها غولن، والتي تنتشر مدارسها في تركيا وأنحاء مختلفة من العالم. وأضاف إردوغان خلال كلمة لمؤيديه في مدينة إزمير الساحلية، أنه سيتعقب أعضاء الجماعة. وقال إردوغان: «لن ندع أولئك الذين يقسمون الأمة دون عقاب في هذا البلد». وأضاف: «سيحاسبون. البعض فر والبعض مسجون ويحاكم حاليا. هذه العملية ستستمر».
ويعتقد أن إردوغان سيحاول الاستفادة من هذا التصنيف للمزيد من التضييق على الجماعة، وإقفال مدارسها في الخارج، خصوصًا مع الدول التي تتمتع بعلاقات جيدة مع تركيا، كما ستسمح له بتجديد طلب تسليم غولن المقيم في الولايات المتحدة الأميركية التي لم تتعاط بإيجابية مع عدة طلبات سابقة للحكومة التركية بهذا الشأن.



قمة «كوب29» تتوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لتمويل المناخ

كان من المقرر اختتام قمة «كوب29» أمس الجمعة لكنها امتدت لوقت إضافي (رويترز)
كان من المقرر اختتام قمة «كوب29» أمس الجمعة لكنها امتدت لوقت إضافي (رويترز)
TT

قمة «كوب29» تتوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لتمويل المناخ

كان من المقرر اختتام قمة «كوب29» أمس الجمعة لكنها امتدت لوقت إضافي (رويترز)
كان من المقرر اختتام قمة «كوب29» أمس الجمعة لكنها امتدت لوقت إضافي (رويترز)

اتفقت دول العالم بعد أسبوعين من المفاوضات الشاقة، على هدف تمويل سنوي بقيمة 300 مليار دولار لمساعدة الدول الأكثر فقراً على مواجهة آثار تغير المناخ، وفقاً لاتفاق صعب تم التوصل إليه في قمة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمناخ (كوب29) في باكو بأذربيجان.

ومن المزمع أن يحل الهدف الجديد محل تعهدات سابقة من الدول المتقدمة بتقديم تمويل مناخي بقيمة 100 مليار دولار سنوياً للدول الفقيرة بحلول عام 2020. وتم تحقيق الهدف في 2022 بعد عامين من موعده وينتهي سريانه في 2025.

واتفقت الدول أيضاً على قواعد سوق عالمية لشراء وبيع أرصدة الكربون التي يقول المؤيدون إنها ستؤدي إلى استثمارات بمليارات الدولارات في مشروعات جديدة داعمة لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري.

وكان من المقرر اختتام القمة أمس الجمعة لكنها امتدت لوقت إضافي مع سعي مفاوضين من نحو 200 دولة للتوصل إلى اتفاق بشأن خطة التمويل المناخي العالمية في العقد القادم.

ورفضت الدول النامية أمس الجمعة اقتراحاً صاغته أذربيجان التي تستضيف المؤتمر لاتفاق ينص على تمويل قيمته 250 مليار دولار، ووصفته تلك الدول بأنه قليل بشكل مهين. وتعاني الدول النامية من خسائر مادية هائلة نتيجة العواصف والفيضانات والجفاف، وهي ظواهر ناجمة عن تغير المناخ.

وكشفت محادثات كوب29 عن الانقسامات بين الحكومات الغنية المقيدة بموازنات محلية صارمة وبين الدول النامية، كما جعلت الإخفاقات السابقة في الوفاء بالتزامات التمويل المناخي الدول النامية متشككة في الوعود الجديدة.

وبعد إعلان الاتفاق، أشاد المفوض الأوروبي فوبكه هوكسترا، بـ«بداية حقبة جديدة» للتمويل المناخي، وقال المفوض المسؤول عن مفاوضات المناخ «عملنا بجدّ معكم جميعا لضمان توفير مزيد من الأموال على الطاولة. نحن نضاعف هدف الـ100 مليار دولار ثلاث مرات، ونعتقد أن هذا الهدف طموح. إنه ضروري وواقعي وقابل للتحقيق».

من جهته، عبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن مشاعر متباينة حيال الاتفاق، حاضاً الدول على اعتباره «أساساً» يمكن البناء عليه.

وقال غوتيريش في بيان «كنت آمل في التوصل إلى نتيجة أكثر طموحاً... من أجل مواجهة التحدي الكبير الذي نواجهه»، داعياً «الحكومات إلى اعتبار هذا الاتفاق أساسا لمواصلة البناء عليه».