تاريخ كأس أوروبا (6): ألمانيا الغربية تثأر من التشيك وتنتزع لقبها الثاني

هدف الدقيقة الأخيرة يحول المغمور روبيش إلى نجم كأس أوروبا السادسة

روبيش نجم نهائي 1980 يرفع كأس البطولة (غيتي)
روبيش نجم نهائي 1980 يرفع كأس البطولة (غيتي)
TT

تاريخ كأس أوروبا (6): ألمانيا الغربية تثأر من التشيك وتنتزع لقبها الثاني

روبيش نجم نهائي 1980 يرفع كأس البطولة (غيتي)
روبيش نجم نهائي 1980 يرفع كأس البطولة (غيتي)

حتّى قبل أن تحظى دول «عظمى» كرويًا بفرصة استضافتها لمرّة أولى، كإنجلترا وألمانيا الغربية وهولندا، حطّت البطولة الأوروبيّة لكرة القدم رحالها في إيطاليا للمرّة الثانية في يونيو (حزيران) عام 1980، وبعد 12 عامًا فقط على الاستضافة الأولى، التي توّجت بفوز الطليان بلقبهم الأوروبي الوحيد حتى اليوم.
ولعلّ قرب الطليان من «صانعي القرار» في القارّة كان عاملاً حاسمًا في منحهم هذه الاستضافة، فبعد 10 سنوات من تلك البطولة، ستصبح إيطاليا أول دولة أوروبية تستضيف كأس العالم مرّتين أيضًا.
يذكر أن اختيار الدولة المضيفة للنهائيّات بات يتم قبل إجراء التصفيات التمهيدية، وهو تم في الواقع يوم 12 نوفمبر (تشرين الثاني) 1977، كما لم تعد الدولة التي يحالفها حظ «الاستضافة» تشارك في التصفيات، بل تتأهلّ إلى النهائيّات تلقائيًا، بعكس ما كانت عليه الحال في البطولات الخمس الأولى.
وقد أتى هذا التغيير نتيجةً منطقية لتطوّر آخر شهدته البطولة الأوروبية، وهو رفع عدد الفرق المتأهّلة للنهائيّات إلى ثمانية، مع اعتماد نظام الدوري من مجموعتين بدلاً من خروج المغلوب، وتأهل بطلي المجموعتين إلى المباراة النهائيّة والوصيفين إلى مباراة تحديد صاحب المركز الثالث. وقد ارتفع بذلك عدد المباريات في النهائيّات إلى 14 مباراة، بدلا من 4 مباريات فقط.
مرحلة التصفيات للبطولة جمعت 31 فريقًا توزّعت على 7 مجموعات، على أن ينضمّ أبطالها السبعة إلى إيطاليا في النهائيّات. وقد أجريت قرعة التصفيات في العاصمة الإيطالية روما يوم 30 نوفمبر 1977 وأقيمت المباريات بين مايو (أيار) 1978 وفبراير (شباط) 1980.
وتأهّلت عن المجموعات السبع للتصفيات منتخبات إنجلترا (المجموعة الأولى) وبلجيكا (الثانية) وإسبانيا (الثالثة)، التي ضمّتها المجموعة الثانية في النهائيّات إلى جانب إيطاليا، إضافة إلى هولندا (المجموعة الرابعة) وتشيكوسلوفاكيا (الخامسة) واليونان (السادسة) وألمانيا الغربية (السابعة)، التي تألّفت منها المجموعة الأولى في النهائيّات، علمًا بأنّ اليونان كانت الضيف الجديد الوحيد على النهائيّات، بينما كانت تشيكوسلوفاكيا وألمانيا الغربية وهولندا المنتخبات التي احتلت على التوالي صدارة البطولة السابقة عام 1976.

«ثأر» ألماني

للمرّة الأولى والوحيدة حتى الآن في النهائيّات، خاض المباراة الافتتاحية للبطولة المنتخبان اللذان خاضا المباراة النهائيّة للبطولة السابقة، وهما ألمانيا الغربية وتشيكوسلوفاكيا، وهذا اللقاء كان الأول أيضًا بين منتخبين سبق لهما الفوز بلقب البطولة.
جرت المباراة الافتتاحية على الملعب الأولمبي في روما يوم 11 يونيو، واستطاع فيها الألمان أن يثأروا من التشيك بهدف وحيد سجّله نجمهم كارل هاينز رومينيغه برأسيّة نادرة، مستغلاً كرة رفعها من الجهة اليسرى هانز مولر، «السفير» الجديد للعائلة الكروية الألمانية الشهيرة.
مساء اليوم نفسه، فازت هولندا بصعوبة على اليونان وبهدف وحيد أيضًا سجّله كيس كيست من ركلة جزاء، لتشارك ألمانيا الغربية صدارتها للمجموعة وتجعل من مباراتهما في المرحلة الثانية قمّة مبكرة.
وفي لقاء شهد ثاني «هاتريك» في النهائيّات، بعد الأول عام 1976 للمنتخب نفسه، تألّق الألماني كلاوس ألوفس بتسجيله ثلاثة أهداف في مرمى هولندا بالدقائق 20 و60 و65، وأسهم في صنع كل منها زميله المتألّق أيضًا بيرند شوستر.
بعد هدف الألمان الثالث بنحو 8 دقائق، أشرك مدرّبهم يوب درفال اللاعب لوثر ماتيوس البالغ من العمر 19 عامًا و85 يومًا، فأصبح أصغر لاعب يشارك في النهائيّات، بدلاً من المجري زولتان فارغا (19 عامًا و171 يومًا).
إلى ذلك، بدأ ماتيوس في هذه المباراة مسيرتين قياسيتين؛ الأولى ترتكز على مدّة مشاركته في نهائيّات البطولة الأوروبية، التي ستمتدّ 20 عامًا، بينما ترتكز الثانية على عدد مبارياته الدولية مع المنتخب الألماني، الذي سيبلغ 144 مباراة بعد نحو 20 عامًا أيضًا (23 فبراير 2000 تحديدًا)، ما شكّل رقمًا قياسيًا عالميًا آنذاك، قبل أن يصل لاحقًا إلى 150 مباراة دولية في نهائيّات البطولة الأوروبية كذلك.
ولعلّ خبرة ماتيوس المحدودة في المنافسات الكبرى هي التي دفعته لارتكاب خطأ كادت تكون تكلفته باهظة، وذلك بعد 6 دقائق فقط من نزوله إلى الملعب؛ فقد أعاق الهولندي بيني فاينستيكرز على حدود منطقة الجزاء الألمانية في الدقيقة 79، ليتمكّن جوني ريب من تسجيل ركلة الجزاء وإعادة فريقه إلى المباراة، حيث استطاع أيضًا فيلي فان دي كيركهوف تسجيل هدف ثانٍ في الدقيقة 85، لكنّ الألمان الذين صمدوا شوطًا كاملاً بعد تقدّمهم بهدف أمام الهولنديّين في نهائي كأس العالم 1974، لم تكن مهمّتهم على القدر نفسه من الصعوبة في الدقائق الخمس المتبقّية في المباراة، فأنهوها بنتيجة 3 - 2 وحجزوا مكانهم في المباراة النهائيّة بنسبة كبيرة.
في المباراة الأخرى بالجولة الثانية، فازت تشيكوسلوفاكيا على اليونان بنتيجة 3 - 1، وسجّل بطل ركلات الجزاء في عام 1976 أنطونين بانينكا هدفها الأول في الدقيقة السادسة من ركلة حرّة مباشرة، ليعادل بذلك أسرع هدف في نهائيّات البطولة الأوروبية الذي كان الإسباني بيريدا قد سجّله في نهائي عام 1964.
بعد فوزين متتاليين، خاضت ألمانيا الغربية آخر مبارياتها في المجموعة أمام اليونان، التي كانت خسرت مباراتيها الأوليين، فأراح درفال قائد الفريق بيرنارد ديتس إضافة إلى شوستر وألوفس صانعي الفوز على هولندا، وذلك لأن كلاً من اللاعبين الثلاثة كانت لديه بطاقة صفراء.
ورغم بعض الفرص الخطرة لليونان، فإن المباراة انتهت من دون أهداف، فتأكد وصول الألمان إلى المباراة النهائيّة، للمرّة الثالثة على التوالي، وهو رقم قياسي، فيما خرجت اليونان من المنافسة لتغيب بعدها عن النهائيّات طيلة 24 عامًا قبل أن تفجّر عند عودتها إحدى كبرى مفاجآت البطولة الأوروبية.
أمّا منتخب تشيكوسلوفاكيا حامل اللقب، فتواجه مع نظيره الهولندي في مباراة ثأريّة للأخير، الذي كان قد خسر أمام التشيك في نصف نهائي البطولة السابقة. لكنّ اللقاء انتهى بالتعادل 1 - 1، فاستطاع التشيك التأهّل إلى مباراة المركز الثالث بفارق الأهداف عن منتخب الطواحين، الذي خرج من البطولة خالي الوفاض.

الحصان الأسود للبطولة

منافسات المجموعة الثانية انطلقت بتعادلين؛ الأول سلبي بين منتخبي إيطاليا المضيف وبطل عام 1968، وإسبانيا بطل عام 1964، والآخر بنتيجة 1 - 1 بين إنجلترا الفائزة ببرونزية عام 1968 وبلجيكا الفائزة ببرونزية عام 1972.
وبعد يوم واحد فقط من مباراة ألمانيا الغربية وتشيكوسلوفاكيا، باتت هذه ثاني مباراة في نهائيّات البطولة تجمع منتخبين سبق لهما الفوز باللقب.
وكما في المجموعة الأولى، بدت مباراتا المرحلة الثانية مؤشرًا قويًّا على من سيتأهّل عن المجموعة الثانية إلى المباراة النهائيّة ومباراة المركز الثالث؛ فقد فازت إنجلترا على إيطاليا بهدف وحيد أحرزه ماركو تارديلّي في الدقيقة 79، وبلجيكا على إسبانيا بنتيجة 2 - 1، لتتصدّر المجموعة بفارق الأهداف عن إيطاليا.
وخاض الفريق المضيف مباراته الثالثة مع المتصدّر على أمل الفوز ولا شيء غيره للوصول إلى النهائي، بينما كان التعادل يكفي منتخب بلجيكا، الحصان الأسود للبطولة.
وفي مواجهة أفضل فريق دفاعي في العالم، توجّب على البلجيك ابتكار طريقة ما ليتقنوا هم الدور الدفاعي هذه المرّة، فكان لهم ما أرادوا بفضل حنكة مدرّبهم غي تايس.. فقد بدأ تايس اللقاء بخط وسط معزّز، ولم يشرك المهاجم الصريح إيرفن فاندنبيرغ، كما وجد في «مصيدة التسلّل» أفضل حل لإيقاف الطليان، فأوقعهم فيها مرّات ومرّات، خصوصًا مع نجاح مدافعيه في تنفيذها بشكل مثالي. وبهذا التعادل، تأهّلت بلجيكا إلى النهائي بفارق الأهداف، بينما اكتفى الطليان بالوصول إلى مباراة المركز الثالث.
فوز إنجلترا على إسبانيا بنتيجة 2 - 1 لم يجدِ نفعًا، فقد خرج المنتخبان من المنافسة يدًا بيد.
وتمحورت أهمّ مجريات المباراة حول المهاجم الإسباني داني (دانيال رويز)، الذي أحرز هدف التعادل لإسبانيا من ركلة جزاء بعد دقيقتين فقط من دخوله الملعب بديلاً في بداية الشوط الثاني. وفي غضون خمس دقائق من الهدف، سجّل داني هدفًا ثانيًا من ركلة جزاء أخرى، غير أن الحكم ألغى الهدف وطلب من داني إعادة تسديد الركلة، فتمكّن الحارس الإنجليزي راي كليمنس من التصدّي لها بنجاح، قبل أن تحرز إنجلترا هدف الفوز.
هذا وبات داني بذلك أول لاعب في تاريخ البطولة الأوروبية يتصدّى لركلتي جزاء، وهو الوحيد حتى اليوم الذي تصدّى لركلتي جزاء في المباراة نفسها، والوحيد أيضًا الذي سجّل ركلة جزاء وأهدر ركلة أخرى.

معاناة الطليان مستمرة

للمرّة الرابعة في ست بطولات، وجد الفريق المضيف نفسه يخوض مباراة المركز الثالث بدلاً من المباراة النهائيّة، وهذه كانت مباراة «البرونزية» الأخيرة في البطولة الأوروبية، حيث تمّ إلغاؤها ابتداءً من البطولة السابعة، كما كانت الوحيدة التي تجمع الفريق المضيف مع حامل اللقب.
سيطر الطليان على مجريات المباراة، لكنّ تألق الحارس التشيكي ياروسلاف نيتوليتشكا حال دون حسمهم النتيجة، حتى إنّ تشيكوسلوفاكيا استطاعت التقدّم في النتيجة بهدف أحرزه المدافع لاديسلاف يوركيميك في الدقيقة 54 من تسديدة صاروخيّة بعيدة بعدما وصلت إليه كرة جانبيّة من ركلة ركنيّة نفذها بانينكا.
وسجّل فرنشيسكو غراتسياني هدف التعادل للطليان في الدقيقة 73، لكنّ التشيك كادوا يتقدّمون من جديد قبيل نهاية المباراة عبر زدينيك نيهودا، غير أن براعة حارس إيطاليا المخضرم دينو زوف حالت دون ذلك.
وللمرة الأولى والوحيدة في تاريخ البطولات الكروية الرسمية، احتكم الفريقان إلى ركلات الجزاء مباشرةً، ومن دون خوض وقت إضافي، اختصارًا للوقت ولمعاناة الفريقين في منافسة «هامشيّة».
لكنّ تلك الركلات جاءت ماراثونيّة أيضًا، حيث سجّل كل من الفريقين ركلاته الثماني الأولى، ولم تحسم المباراة إلا بعد أن صدّ الحارس التشيكي الركلة رقم 17 التي سدّدها فولفيو كولوفاتي، بينما استطاع يوزيف بارموش تسجيل الركلة رقم 18 وتأكيد علوّ كعب تشيكوسلوفاكيا في تنفيذ ركلات الجزاء للبطولة الثانية على التوالي.
وتمكّنت تشيكوسلوفاكيا بذلك من إحراز الميداليّات البرونزية الأخيرة للبطولة الأوروبية، علمًا بأنّها كانت قد أحرزت كذلك الميداليات البرونزيّة الأولى في بطولة عام 1960، أمّا إيطاليا، فسوف تتمكّن من التعويض في البطولة الكبرى التالية، وهي كأس عالم 1982، بإشراف المدرّب نفسه إنزو بيرزوت والقائد نفسه دينو زوف.
يذكر أنّ زوف بات في هذه المباراة أكبر لاعب يشارك في النهائيّات؛ إذ بلغ من العمر 38 عامًا و114 يومًا، وسوف يبقى كذلك طيلة 8 سنوات.
وبفضل تألّق زوف ومدافعيه، نالت إيطاليا لقب أفضل دفاع في البطولة؛ إذ لم يدخل مرماها في المباريات الأربع سوى هدف واحد، وهو رصيد قياسي سيعادله فريقان لاحقًا، لكن ما من فريق سيكسره.

مهاجم مغمور بطلاً للنهائي

بعدما جاءت المباراة الافتتاحية لهذه البطولة بمثابة إعادة لنهائي البطولة الخامسة بين ألمانيا الغربية وتشيكوسلوفاكيا، جاءت المباراة النهائيّة بين ألمانيا الغربية وبلجيكا بمثابة إعادة للمباراة الافتتاحية للبطولة الرابعة، التي استضافتها الأخيرة عام 1972.
وأقيمت المباراة على الملعب الأولمبي في العاصمة روما، الذي بات أول ملعب يستضيف نهائي بطولتين، ناهيك بأنّه استضاف المباراة النهائيّة المعادة لأولى هاتين المباراتين.
هذا، وكان الألمان قد سجّلوا في مرمى البلجيك خلال المباراة الافتتاحية للبطولة الرابعة بعد مرور 23 دقيقة، لكنّهم لم يتأخروا هذه المرّة أكثر من 10 دقائق.. فقد اندفع شوستر، نجم الفوز على هولندا، داخل النصف البلجيكي من الملعب متبادلاً الكرة مع ألوفس قبل أن يرفعها إلى هورست روبيش داخل الصندوق، فتلقّفها الأخير على صدره وسدّدها أرضيّة زاحفة في قلب شباك جان ماري بفاف، ليسجّل أول أهدافه الدولية مع الـ«مانشافت».
يذكر أنّ روبيش البالغ من العمر 29 عامًا، لم يكن ضمن الفريق الألماني المشارك في النهائيّات حتى أصيب نجم الهجوم الألماني كلاوس فيشر قبيل انطلاق البطولة، وهو في الواقع لم يشارك ضمن التشكيلة الأساسية في المباراة الافتتاحيّة ضدّ تشيكوسلوفاكيا.
ولم يطرأ تعديل على النتيجة حتى قبل نهاية المباراة بربع ساعة، حيث حصلت بلجيكا على ركلة جزاء، بعد إعاقة أوليه شتيليكه لفرنسوا فان در إلست، سجّل منها رينيه فاندرايكن هدف التعادل.
وإذ بدأ الوقت الإضافي يلوح في الأفق، احتسب الحكم ركلة ركنية للألمان قبل دقيقتين من صافرة النهاية تصدّى لها «الاختصاصي» رومينيغه ورفعها عالية في قلب منطقة المرمى، لتقابلها ضربة رأس قويّة من الاختصاصي أيضًا روبيش في الشباك البلجيكية بمحاذاة القائم.
أسقط في يد البلجيك، فما تبقّى من الوقت لم يكن كافيًا للتعويض، فتوّج الألمان بذلك أبطالاً لمرّة ثانية قياسيّة، مستعيدين اللقب الذي كان التشيك قد جرّدوهم منه في البطولة السابقة.
يذكر أن مفارقة تمثلت في أنّ أهداف البطولة السادسة بدأت برأس ألمانية، عبر هدف رومينيغه في مرمى التشيك، وانتهت بالطريقة نفسها عبر هدف روبيش الثاني. أمّا لقب الهدّاف، فناله ألماني آخر هو كلاوس ألوفس، صاحب الهاتريك في المرمى الهولندي، وذلك للبطولة الثالثة على التوالي بعد مواطنيه غيرد مولر عام 1972، وديتر مولر عام 1976. ونظرًا لأدائهما في هذه البطولة بشكل أساسي، فاز رومينيغه في نهاية عام 1980 بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب أوروبي، وجاء مواطنه شوستر وصيفًا.
تبقى الإشارة إلى أن هذه البطولة باتت الوحيدة التي تقام من دون دور نصف نهائي، حيث إن هذا الدور سيعود إلى نظام البطولة ابتداءً من عام 1984، وبالتزامن مع إلغاء مباراة المركز الثالث.

هدّافو بطولة 1980

كلاوس ألوفس ألمانيا الغربية 3 أهداف
كيس كيست هولندا هدفان
هورست روبيش ألمانيا الغربية هدفان
زدينيك نيهودا تشيكوسلوفاكيا هدفان



انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

نجحت المنتخبات العربية في اجتياز اختبار البداية خلال مباريات الجولة الأولى من دور المجموعات في بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حالياً في المغرب، مؤكدة منذ الظهور الأول أنها تدخل المنافسة بعقلية واضحة وطموح يتجاوز حسابات العبور إلى أدوار متقدمة.

وجاءت هذه الانطلاقة مدعومة بأداء منضبط، وحسم في اللحظات المفصلية، وهما عنصران غالباً ما يصنعان الفارق في البطولات القارية.

أسود الأطلس

في المباراة الافتتاحية للبطولة وأولى مباريات المجموعة، تجاوز المنتخب المغربي نظيره منتخب جزر القمر بنتيجة هدفين دون مقابل، في لقاء اتسم بالصبر التكتيكي، قبل أن يحسمه أصحاب الأرض في الشوط الثاني.

وبعد شوط أول طغى عليه الحذر والتنظيم الدفاعي للمنافس، انتظر «أسود الأطلس» حتى الدقيقة 55 لافتتاح التسجيل عبر إبراهيم دياز، الذي أنهى هجمة منظمة بلمسة فنية عكست الفارق في الجودة.

المنتخب المغربي (أسوشيتد برس)

ومع تقدُّم الدقائق وازدياد المساحات، عزَّز المغرب تفوقه بهدف ثانٍ حمل توقيع أيوب الكعبي في الدقيقة 74، بعدما ترجم سيطرة المنتخب إلى هدف من مقصّية أكَّد به أفضلية الأرض والجمهور.

الفوز جاء هادئاً ومدروساً، ومنح المنتخب المغربي انطلاقة تعكس نضجاً في التعامل مع ضغط الافتتاح ومتطلبات البطولة الطويلة.

الفراعنة

وفي أول ظهور لها ضمن المجموعة، حققت مصر فوزاً ثميناً على منتخب زيمبابوي بنتيجة 2 – 1، في مباراة عكست طبيعة اللقاءات الافتتاحية من حيث الندية والتعقيد. وبعد شوط أول متوازن، نجح المنتخب المصري في كسر التعادل عند الدقيقة 64 عبر عمر مرموش، الذي استثمر إحدى الفرص ليمنح «الفراعنة» التقدُّم.

المنتخب المصري (أسوشيتد برس)

ورغم محاولات زيمبابوي العودة في اللقاء، فإن المنتخب المصري حافظ على توازنه حتى جاءت الدقيقة 91، حيث حسم محمد صلاح المواجهة بهدف ثانٍ وضع به بصمته المعتادة في اللحظات الحاسمة، مؤكداً أن الخبرة والهدوء يبقيان سلاح مصر الأبرز في البطولات القارية.

نسور قرطاج

أما تونس، فقد قدّمت واحدة من أقوى البدايات العربية، بعدما تفوقت على منتخب أوغندا بنتيجة 3 – 1 في أولى مباريات المجموعة. وافتتح «نسور قرطاج» التسجيل مبكراً عند الدقيقة 10، عبر إلياس السخيري، في هدف منح المنتخب أفضلية نفسية وسهّل مهمته في السيطرة على مجريات اللقاء.

المنتخب التونسي (رويترز)

وتواصل التفوق التونسي مع تألق لافت لإلياس العاشوري، الذي سجل هدفين متتاليين في الدقيقتين 40 و64، مؤكداً الفاعلية الهجومية والقدرة على تنويع الحلول. ورغم تلقي هدف، فإن الصورة العامة عكست منتخباً يعرف كيف يبدأ البطولات بقوة، ويملك شخصية واضحة داخل الملعب.

ثعالب الصحراء

أكد منتخب الجزائر تفوقه في أولى مبارياته ضمن دور المجموعات، بعدما تغلّب على منتخب السودان بنتيجة 3 – 0، في لقاء جمع بين الحسم والواقعية، وبرز فيه القائد رياض محرز كأحد أبرز مفاتيح اللعب.

وجاءت بداية المباراة سريعة؛ إذ لم ينتظر المنتخب الجزائري سوى الدقيقة الثانية لافتتاح التسجيل عبر محرز، مستثمراً تركيزاً عالياً مع صافرة البداية.

ورغم الهدف المبكر، أظهر السودان تنظيماً جيداً وقدرة على استيعاب الضغط، ونجح في مجاراة الإيقاع خلال فترات من اللقاء، قبل أن تتأثر مجريات المباراة بحالة طرد اللاعب السوداني صلاح عادل، التي فرضت واقعاً جديداً على المواجهة.

منتخب الجزائر (أسوشيتد برس)

ومع بداية الشوط الثاني، واصل المنتخب الجزائري ضغطه، ليعود محرز ويُعزّز التقدم بهدف ثانٍ في الدقيقة 61، مؤكّداً حضوره القيادي وتأثيره في المواعيد الكبرى. ورغم النقص العددي، واصل المنتخب السوداني اللعب بروح تنافسية عالية، محافظاً على انضباطه ومحاولاً الحد من المساحات.

وفي الدقيقة 85، تُوّج التفوق الجزائري بهدف ثالث حمل توقيع إبراهيم مازة، الذي استثمر إحدى الهجمات ليضع بصمته ويختتم ثلاثية ثعالب الصحراء، في هدف عكس عمق الخيارات وتنوع الحلول داخل المنتخب الجزائري.

صقور الجديان

في المقابل، ورغم النقص العددي، أظهر المنتخب السوداني روحاً تنافسية عالية، وأكد أن الفارق في النتيجة لا يعكس بالضرورة الفارق في الأداء أو الالتزام داخل الملعب.

منتخب السودان (أسوشيتد برس)

ورغم أفضلية النتيجة للجزائر، فإن الأداء السوداني ترك انطباعاً إيجابياً، وأكد أن المباراة الافتتاحية للمجموعة لم تكن من طرف واحد، بل حملت مؤشرات على منتخب قادر على إزعاج منافسيه إذا واصل اللعب بالروح نفسها في الجولات المقبلة.

ومع هذه الانطلاقة الإيجابية، يفرض الحضور العربي نفسه كأحد أبرز ملامح النسخة المغربية من كأس الأمم الأفريقية، في ظل نتائج مشجعة وأداء يعكس ارتفاع سقف الطموحات، ما يمنح البطولة زخماً إضافياً ويؤكد أن المنافسة هذا العام ستكون أكثر تقارباً وثراءً.


بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
TT

بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)

قال إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، إن كول بالمر وويسلي فوفانا سيكونان متاحين للمشاركة مع الفريق عندما يستضيف إيفرتون، السبت، في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، لكن ليام ديلاب سيغيب لفترة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع بسبب إصابة في الكتف.

ويسعى تشيلسي، الذي يبحث عن فوزه الأول في الدوري منذ مباراته خارج ملعبه أمام بيرنلي، للتعافي من خسارته، منتصف الأسبوع، في دوري أبطال أوروبا أمام أتلانتا، إذ اضطر قلب الدفاع فوفانا إلى الخروج بسبب إصابة في العين.

واستُبعد لاعب خط الوسط الهجومي بالمر، الذي عاد مؤخراً من غياب دام لستة أسابيع بسبب مشكلات في الفخذ وكسر في إصبع القدم، من رحلة أتلانتا كجزء من عملية التعافي.

وقال ماريسكا الجمعة: «(بالمر) بخير. حالته أفضل. وهو متاح حالياً... أنهى أمس الجلسة التدريبية بشعور متباين، لكن بشكل عام هو على ما يرام. ويسلي بخير. أنهى الحصة التدريبية أمس».

وقال ماريسكا إن المهاجم ديلاب، الذي أصيب في كتفه خلال التعادل السلبي أمام بورنموث، يوم السبت الماضي، يحتاج إلى مزيد من الوقت للتعافي.

وأضاف: «قد يستغرق الأمر أسبوعين أو ثلاثة أو أربعة أسابيع. لا نعرف بالضبط عدد الأيام التي يحتاجها».

ويكافح تشيلسي، الذي لم يحقق أي فوز في آخر أربع مباريات، لاستعادة مستواه السابق هذا الموسم، حين فاز في تسع من أصل 11 مباراة في جميع المسابقات بين أواخر سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني)، بما في ذلك الفوز 3-صفر على برشلونة.


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.