كمين للقوات الشرعية في الضالع ردًا على مقتل «الصيادي»

كمين للقوات الشرعية في الضالع ردًا على مقتل «الصيادي»
TT

كمين للقوات الشرعية في الضالع ردًا على مقتل «الصيادي»

كمين للقوات الشرعية في الضالع ردًا على مقتل «الصيادي»

قالت مصادر في محافظة الضالع، جنوبي البلاد إن قتلى وجرحى سقطوا من الانقلابيين إثر عمليتين؛ الأولى كانت عبارة عن كمين للقوات الشرعية في جبهة حمك شمال الضالع والأخرى عملية هجوم نوعية في جبهة مريس شرق مدينة قعطبة.
وكشفت مصادر في القوات الشرعية بجبهتي حمك ومريس لـ«الشرق الأوسط» عن استهداف الكمين تعزيزات عسكرية لمسلحي الحوثي في جبهة وأوقع قتلى وجرحى، كما هاجم رجال المقاومة في جبهة مريس شمال شرقي الضالع، مواقع للميليشيات الحوثية وقوات الرئيس الأسبق صالح، نحو سبعة قتلى وجرح آخرين.
وأوضحت أن ميليشيات الحوثي وقوات صالح هاجمت مواقع متقدمة في جبهة حمك الواقعة جنوب محافظة إب، في محاولة من الميليشيات لإحراز نصر عسكري يعوضها خسارتها في محافظة شبوة شرق البلاد، إلا أن المقاومة الشعبية والجيش تصدوا للهجوم موقعين في صفوف الميليشيات قتلى وجرحى.
وأكدت المقاومة أنها اقتحمت أحد مواقع الميليشيات الانقلابية، كرد فعل منها على قتل المواطن الصيادي الذي تم خطفه من منزله وتصفيته في الشارع العام من قبل العصابات الانقلابية بنجد القرين في دمت.
وقالت إن العملية النوعية هي أول رد فعل حيال الجريمة الشنيعة المقترفة من مسلحي الحوثي نحو المواطن الصيادي الذي تم قتله بثلاثين طلقة رصاص وأمام أنظار عائلته والأهالي.
وأضافت مصادر في المقاومة لـ«الشرق الأوسط» أن أربعة من أبطال مقاومة مريس دمت اقتحموا ثكنة عسكرية لعناصر الميليشيات الانقلابية بنجد القرين وتمكنوا من قتل سبعة وجرح قرابة عشرة من مسلحي الميليشيات الحوثية.
وأشارت إلى مهاجمة رجال المقاومة والجيش لمواقع تسيطر عليها الميليشيات في جبهة مريس شمال شرقي الضالع، وتمكنت خلاله المقاومة والجيش من قتل سبعة من الميليشيات في عملية نوعية في نجد القرين شمال الضالع.
وأوضحت أن ميليشيات الحوثي وصالح واصلت قصفها لمواقع المقاومة والجيش الوطني بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة في جبهتي مريس وحمك ويعيس والزيلة، مشيرة لاستهداف القرى في هاتين الجبهتين الواقعتين إداريا ضمن مديرية قعطبة شمال الضالع.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.