لبنان: انتخابات البلدية تختتم بالشمال.. وعكار في معارك «تحديد الأحجام السياسية»

انتهت الانتخابات البلدية في لبنان أمس بالجولة الرابعة والأخيرة التي خاضتها محافظتا الشمال وعكار في أجواء هادئة إلى حد ما باستثناء بعض الأحداث المحدودة وبنسبة اقتراع لم تتجاوز الـ37.6 في المائة حتّى الساعة الخامسة من بعد الظهر.
وفي حين كان التنافس الإنمائي سيّد الموقف في عدد كبير من القرى والبلدات في انتخابات بلديات الشمال وعكار، إلا أن «المواجهة السياسية» أو ما وصفت بـ«معارك تحديد الأحجام السياسية»، أخذت حيزا أساسيا في هذا الاستحقاق في بعض المناطق، إذ وفي حين كانت «أم المعارك» في طرابلس بين أربع لوائح، امتدّت المعارك التي خاضها الثنائي المسيحي (حزب القوات والتيار الوطني الحر) في جولات الانتخابات السابقة إلى الشمال وعكار، وكان أكثرها حدّة في القبيات والبترون.
وكان التنافس في طرابلس، بين لائحة «لطرابلس» المدعومة بشكل أساسي من «تيار المستقبل» بالتوافق مع رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي والوزراء السابقين محمد الصفدي وفيصل كرامي وأحمد كرامي والنائبين محمد كبارة وروبير فاضل إضافة إلى «الجماعة الإسلامية» و«جمعية المشاريع»، ولائحة «قرار طرابلس» بشكل أساسي، المدعومة من وزير العدل السابق، أشرف ريفي إضافة إلى «لائحة طرابلس عاصمة» التي يرأسها النائب السابق مصباح الأحدب، ولائحة المجتمع المدني «طرابلس 2022».
وعن المعركة التي يخوضها في مواجهة تحالف القوى السياسية وهو الذي كان محسوبا على «تيار المستقبل» قبل أن يقدّم استقالته من الحكومة، قال ريفي «أواجه كل من يريد إعادة المحاصصة إلى المدينة، وأنا حالة حريرية مستقلة لا أتبع بشكل أعمى لأحد وسأبقى هكذا»، مضيفا: «خرجت من منطق المزرعة في طرابلس ونحن لسنا غنمًا وإذا خسرت اللائحة سنحترم النتائج».
من جهته اعتبر النائب السابق مصباح الأحدب «أنّ الطرف الآخر لا يقدم مشروعا وهناك من يريد حربًا داخلية». وفي حين كان لافتا نسبة المشاركة المنخفضة في طرابلس التي كانت مسرحا لمعارك دامية بين «باب التبانة» ذات الغالبية السنية و«جبل محسن» ذات الغالبية العلوية، لسنوات عدّة، الأمر الذي رأى فيه البعض «فقدان أمل الناس بالتغيير»، انتشرت معلومات عن عمليات تشطيب تطال المرشحين المسيحيين والعلويين. وهو ما حذّر منه السياسيون ورجال الدين في المنطقة وداعمو اللائحة التوافقية، واعتبر وزير الداخلية نهاد المشنوق «أن من يمارس الشطب على الأساس المذهبي والطائفي فهو يرتكب خطيئة».
وتشابهت معركة القبيات (الكورة) وتنورين (في البترون) مع معارك زحلة في البقاع ودير القمر وجونية في لبنان، لناحية الإطار العام لها، وذلك حيث تواجه في القبيات «الثنائي المسيحي» مع أبرز شخصيتين في المنطقة هما النائب في تيار المستقبل هادي حبيش والنائب السابق ميخائيل الضاهر إضافة إلى حزب الكتائب، وهو ما أدى إلى رفع نسبة المشاركة بشكل لافت حيث وصلت حتى ساعات بعد الظهر إلى 50 في المائة، في وقت رجّحت مصادر متابعة أن تكون النتائج متقاربة جدا بين الفريقين.
أما في تنورين، فقد واجه كذلك «القوات – التيار» في تنافس غير مسبوق منذ عشرات السنوات، لائحة مدعومة من وزير الاتصالات بطرس حرب ، وحزب الكتائب اللبنانية، وهو ما قد يؤدي إلى خرق أو نتائج متقاربة بحسب ما ترى مصادر متابعة.
أما في زغرتا، فبدت المعركة شبه محسومة في المدينة حيث توافق «المردة» مع «حركة الاستقلال» برئاسة ميشال معوض، فيما كانت المنافسة عائلية في معظم القرى.
وفي بشري التي تعتبر معقل «القوات»، تنافست لائحتان، الأولى حملت شعار «الإنماء والوفاء لبشري» مدعومة مباشرة من النائب ستريدا جعجع، والثانية شكّلها مستقلون، أشارت المعلومات إلى أنّ معظمهم «قواتيون سابقون» اتخذوا هذه الخطوة نتيجة ما قالوا «رفضا للفوقية التي تتعامل بها النائب جعجع معهم».
وفي جولة له على بعض المناطق خلال النهار، اعتبر وزير الداخلية نهاد المشنوق «أن نسبة الاقتراع، حتى الآن، (عند الظهر) عالية نسبيا، وأن العملية الانتخابية جيدة، والبطء الإداري محدود، والأمور تعالج، وما من شيء أساسي يعطل العملية الانتخابية»، وأعلن أن هناك ثلاث حالات رشى تم ضبطها وتم توقيف المعنيين بها».
وتوزّعت نسب المشاركة في الانتخابات بحسب وزارة الداخلية بين الأقضية حتى الساعة السادسة مساء كالتالي، قضاء طرابلس: 20 في المائة قضاء الكورة: 42.4 في المائة وقضاء البترون: 50.5 قضاء المنية – الضنية: 54.1 في المائة قضاء عكار: 49.9 في المائة قضاء بشري: 35.1 في المائة وقضاء زغرتا 34 في المائة قياسا على 580 ألف ناخب في الشمال و270 ألفا في محافظة عكار وحيث تنافس 5976 مرشحة ومرشحا في 273 بلدية و1553 مرشحا على 740 مركز مختار، بحسب وزارة الداخلية والبلديات.