جامعة قرطبة الوطنية.. عراقة التعليم العالي في الأرجنتين

نافذة على جامعة

جامعة قرطبة الوطنية.. عراقة التعليم العالي في الأرجنتين
TT

جامعة قرطبة الوطنية.. عراقة التعليم العالي في الأرجنتين

جامعة قرطبة الوطنية.. عراقة التعليم العالي في الأرجنتين

في عام 1613، أسّس المعهد الذي أصبح لاحقًا إحدى أهم جامعات العالم، ولا سيما الدول الناطقة باللغة الإسبانية، وذلك في المنطقة التي باتت تعرف لاحقًا بجمهورية الأرجنتين، ثاني كبرى دول أميركا الجنوبية.
ذلك المعهد هو اليوم جامعة كوردوبا (قرطبة) الوطنية، أقدم جامعة في الأرجنتين، ورابع أقدم جامعة في أميركا الجنوبية، وسادس أقدم جامعة في أميركا اللاتينية. وهي منذ مطلع القرن العشرين ثاني كبرى جامعات الأرجنتين بعد جامعة بوينس آيرس، في العاصمة بوينس آيرس، من حيث عدد الطلبة والأساتذة والمناهج التخصّصية.
المعهد الأصلي أسسه اليسوعيون (الجيزويت) تحت اسم «كوليجيوم مكسيموم» وحصرت الدراسة فيه على طلبة الرهبنة اليسوعية، ومنذ البداية تميز بالتميز والتفوق الأكاديمي، وفيما بعد غيّر الاسم ليصبح «كوليجيو مكسيمو دي كوردوبا» مع أنه ظل معهدًا لا يحق له منح درجات أكاديمية.
ولكن في أغسطس (آب) 1621 منحه البابا غريغوريوس الخامس عشر الشرعة التي سمحت له بإعطائها، ووصلت الشرعة عام 1622 فبدأ عهد جديد يعتبره كثيرون التاريخ الفعلي لتأسيس الجامعة.
عبر القرون والعقود، حدثت تطويرات وتغييرات كثيرة، منها تحوّلها إلى جامعة حكومية (عام 1886) تمتد أبنيتها داخل مدينة كوردوبا على مساحة 1115 هكتارًا (2760 فدانًا) ومنها أبنية جميلة وعتيقة من طرز مختلفة بجانب الأبنية العصرية الحديثة. أكاديميًا، تضم الجامعة نحو 112 ألف طالب وطالبة، بينهم نحو 105 آلاف في المرحلة الجامعة الأولى، والباقون في مرحلة الدراسات المتقدمة العليا، ويتولى التدريس فيها هيئة تدريس يزيد عدد أفرادها على 8200 أستاذ ومحاضر ومدرّس.
وبالنسبة للكليات التخصصية تضم الجامعة حاليًا، الكليات التالية: الحقوق والعلوم الاجتماعية، والعمارة والدراسات المدنية والتصميم، والعلوم البحتة والفيزيائية والطبيعية، والاقتصاد، والكيمياء، والزراعة، والطب، وطب الأسنان، والفلسفة والإنسانيات، والرياضيات والفلك والفيزياء، واللغات، وعلم النفس، والفنون. وتلحق بها المرافق التالية: المرصد الفلكي في كوردوبا، والمركز الطبي الوطني، ومركز التوليد والقبالة الوطنية، ومستوصف طب الأسنان، ومختبر الدم، ومتحف الأحافير (الباليونتولجيا) وعلم الإنسان، وأكاديمية العلوم، ومركز الدراسات المتقدمة، ومعهد علم الفلك النظري الاختباري. حجم الوقفية المالية للجامعة يتجاوز اليوم 175 مليونا و550 ألف دولار أميركي، وبين أبرز خريجيها: خوان خوسيه كاستيللي السياسي الثوري الذي كان من قادة ثورة مايو (أيار) 1810 التي مهّدت للاستقلال، ودالماشيو فيليز سارسفيلد (1800 - 1875) «أبو القانون المدني الأرجنتيني» والسياسي البارز الذي كان أصغر من تولى رئاسة مجلس النواب، كما شغل عددًا من الحقائب الوزارية، ورئيس الجمهورية فرناندو ديلا روا، والكاتب والعالم والطبيب ألبرتو غرانادو صديق إرنستو تشي غيفارا، والاقتصادي البارز دومينغو كافالو وزير الاقتصاد والخارجية ورئيس البنك المركزي الأرجنتيني السابق.



«شمعة»... قاعدة بيانات مجانية للبحوث التربوية في 17 دولة عربية

لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»
لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»
TT

«شمعة»... قاعدة بيانات مجانية للبحوث التربوية في 17 دولة عربية

لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»
لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»

يقضي الباحثون في العالم العربي أوقاتاً من البحث المضني عن المراجع الإلكترونية التي تساعدهم في تحقيق أغراضهم البحثية. ويدرك هذه المشقة الباحثون الساعون للحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه، فإذا لم يكن لديه إمكانية الدخول إلى قواعد البيانات العلمية العالمية عبر إحدى المكتبات الكبرى، التي عادة لا تتاح كاملة أيضاً، فإن عملية البحث سوف تكلفه آلاف الدولارات لمتابعة والوصول لأحدث الأوراق العلمية المتصلة بمجال بحثه، أو أن مسح التراث العلمي سيتوقف لديه على المراجع الورقية.
بينما يحظى الباحثون في مجال البحوث التربوية بوجود «شمعة»، وهي شبكة المعلومات العربية التربوية (www.shamaa.org) التي توفر لهم أحدث البحوث والدوريات المحكمة من مختلف الجامعات العربية، وبثلاث لغات، هي: العربية، والفرنسية، والإنجليزية مجاناً.
تأسست «شمعة» عام 2007 في بيروت كقاعدة معلومات إلكترونية، لا تبغي الربح، توثق الدراسات التربوية الصادرة في البلدان العربية في مجمل ميادين التربية، من كتب ومقالات وتقارير ورسائل جامعية (الماجستير والدكتوراه) وتتيحها مجاناً للباحثين والمهتمين بالدراسات التربوية. تتميز «شمعة» بواجهة إلكترونية غاية في التنظيم والدقة، حيث يمكنك البحث عن مقال أو أطروحة أو كتاب أو فصل أو عدد أو تقرير. فضلاً عن تبويب وفهرسة رائعة، إذ تشتمل اليوم على أكثر من 36000 ألف دراسة، موزعة بنسبة 87 في المائة دراسات عربية، و11 في المائة دراسات بالإنجليزية و2 في المائة بالفرنسية، وهي دراسات عن العالم العربي من 135 جامعة حول العالم، فيما يخص الشأن التربوي والتعليم، إضافة لأقسام خاصة بتنفيذ مشاريع في التربية كورش تدريبية ومؤتمرات.
لا تتبع «شمعة» أي جهة حكومية، بل تخضع لإشراف مجلس أمناء عربي مؤلف من شخصيات عربية مرموقة من ميادين مختلفة، وبخاصة من الحقل التربوي. وهم: د. حسن علي الإبراهيم (رئيساً)، وسلوى السنيورة بعاصيري كرئيسة للجنة التنفيذية، وبسمة شباني (أمينة السر)، والدكتور عدنان الأمين (أمين الصندوق) مستشار التعليم العالي في مكتب اليونيسكو، وهو أول من أطلق فكرة إنشاء «شمعة» ورئيسها لمدة 9 سنوات.
تستمر «شمعة» بخدمة البحث التربوي بفضل كل من يدعمها من أفراد ومؤسّسات ومتطوعين، حيث تحتفل بالذكرى العاشرة لانطلاقتها (2007 - 2017)، وهي تعمل حاليا على إصدار كتيب يروي مسيرة العشر سنوات الأولى. وقد وصل عدد زائريها إلى نحو 35 ألف زائر شهرياً، بعد أن كانوا نحو ألفي زائر فقط في عام 2008.
تواصلت «الشرق الأوسط» مع المديرة التنفيذية لبوابة «شمعة» ببيروت د. ريتا معلوف، للوقوف على حجم مشاركات الباحثين العرب، وهل يقومون بمدّ البوابة بعدد جيّد من الأبحاث والدراسات، أم لا تزال المعدلات أقل من التوقعات؟ فأجابت: «تغطّي (شمعة) الدراسات التربوية الصّادرة في 17 دولة عربيّة بنسب متفاوتة. ولا شك أن حجم مشاركات الباحثين العرب بمد (شمعة) بالدراسات قد ارتفع مع الوقت، خصوصاً مع توّفر وسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي سهّلت لهم عملية المشاركة».
وحول طرق تزويد «شمعة» بالأبحاث والدراسات، أوضحت معلوف أن ذلك يتم من خلال عدّة طرق، وهي: «توقيع اتفاقات شراكة مع كليات التربية في الجامعات العربية والمجلات التربوية المحكمة ومراكز الأبحاث التي تعنى بالتربية والتعليم، كما تتيح اتفاقية تعاون مع مركز المعلومات للموارد التربوية (إريك) (ERIC) تزويد (شمعة) بالدراسات الصادرة باللغة الإنجليزية من الدول العربية أو من باحثين عرب. ونعتبر أن الشراكة مع (إريك) هي خطوة كبيرة ومن أهم الإنجازات كمؤسسة عربية، وأيضاً من خلال اشتراكات بالمجلات الورقية التربوية المحكمة العربية، أو عبر الدراسات المتاحة إلكترونياً على شبكة الإنترنت بالمجان أي عبر مصادر الوصول الحر للمعلومات (Open Access)».
وتضيف: «الجدير بالذكر أيضاً أن (شمعة) وقعت اتفاقية من مستوى عالمي مع شركة (EBSCO Discovery Service EDS) التي تعتبر من أهم موزعي قواعد المعلومات في العالم العربي والغربي».
وتوضح معلوف أنه «يمكن تزويد (شمعة) بالدراسات مباشرة من الباحث عبر استمارة متوافرة على موقع (شمعة)، حيث يقوم الفريق التقني من التأكد من توافقها مع معايير القبول في (شمعة) قبل إدراجها في قاعدة المعلومات».
وحول ما إذا كان الباحثون العرب لديهم ثقافة التعاون الأكاديمي، أم أن الخوف من السرقات العلمية يشكل حاجزاً أمام نمو المجتمع البحثي العلمي العربي، قالت د. ريتا معلوف: «رغم أن مشاركة نتائج الأبحاث مع الآخرين ما زالت تخيف بعض الباحثين العرب، إلا أنه نلمس تقدماً ملحوظاً في هذا الموضوع، خصوصاً أن عدد الدراسات المتوافرة إلكترونياً على شبكة الإنترنت في السنين الأخيرة ارتفع كثيراً مقارنة مع بدايات (شمعة) في 2007، إذ تبلغ حالياً نسبة الدراسات المتوافرة مع نصوصها الكاملة 61 في المائة في (شمعة). فكلما تدنّى مستوى الخوف لدى الباحثين، كلما ارتفعت نسبة الدراسات والأبحاث الإلكترونيّة. وكلما ارتفعت نسبة الدراسات الإلكترونية على شبكة الإنترنت، كلما انخفضت نسبة السرقة الأدبية. تحرص (شمعة) على نشر هذا الوعي من خلال البرامج التدريبية التي تطورّها وورش العمل التي تنظمها لطلاب الماستر والدكتوراه في كليات التربية، والتي تبيّن فيها أهمية مشاركة الأبحاث والدراسات العلمية مع الآخرين».
وحول أهداف «شمعة» في العشر سنوات المقبلة، تؤكد د. ريتا معلوف: «(شمعة) هي القاعدة المعلومات العربية التربوية الأولى المجانية التي توّثق الإنتاج الفكري التربوي في أو عن البلدان العربية. ومؤخراً بدأت (شمعة) تلعب دوراً مهماً في تحسين نوعية الأبحاث التربوية في العالم العربي من خلال النشاطات والمشاريع البحثية التي تنفذها. وبالتالي، لم تعدّ تكتفي بأن تكون فقط مرجعيّة يعتمدها الباحثون التربويون وكلّ من يهتمّ في المجال التربوي عبر تجميع الدراسات وإتاحتها لهم إلكترونيّاً؛ بل تتطلّع لتطوير الأبحاث التربوية العلمية، وذلك لبناء مجتمع تربوي عربي لا يقلّ أهمية عن المجتمعات الأجنبية».