فرص متساوية للولايات المتحدة وباراغواي وكولومبيا وكوستاريكا

المجموعة الأولى من النسخة المئوية لبطولة كوبا أميركا تنذر بمنافسة شرسة

ميسي يتلقى المساعدة من الأطباء ليخرج من لقاء الأرجنتين وهندوراس (أ.ف.ب)
ميسي يتلقى المساعدة من الأطباء ليخرج من لقاء الأرجنتين وهندوراس (أ.ف.ب)
TT

فرص متساوية للولايات المتحدة وباراغواي وكولومبيا وكوستاريكا

ميسي يتلقى المساعدة من الأطباء ليخرج من لقاء الأرجنتين وهندوراس (أ.ف.ب)
ميسي يتلقى المساعدة من الأطباء ليخرج من لقاء الأرجنتين وهندوراس (أ.ف.ب)

تبدو مستويات المنتخبات في المجموعة الأولى من النسخة المئوية من بطولة كوبا أميركا لكرة القدم التي تحتضنها الولايات المتحدة من 3 إلى 26 يونيو (حزيران) المقبل، متقاربة في ظل وجود الولايات المتحدة المضيفة، وباراغواي حاملة اللقب مرتين، وكولومبيا حاملة اللقب مرة، وكوستاريكا القادمة من كونكاكاف.
وتقام نسخة 2016 بمناسبة مرور 100 عام على انطلاق المسابقة، وتقام لأول مرة خارج دول أميركا اللاتينية وبمشاركة 16 منتخبًا لأول مرة أيضًا (بدلاً من 12 في السابق).
ووزعت المنتخبات الـ16 على 4 مجموعات على النحو الآتي: الولايات المتحدة وكولومبيا وكوستاريكا وباراغواي (الأولى)، والبرازيل والإكوادور وهايتي وبيرو (الثانية)، والمكسيك وأوروغواي وجامايكا وفنزويلا (الثالثة)، والأرجنتين وتشيلي وبنما وبوليفيا (الرابعة).
ورغم انضوائها تحت لواء اتحاد كونكاكاف الضيف في هذه المسابقة، فإن الولايات المتحدة سترحب هذا الصيف بأبرز منتخبات القارة الأميركية في النسخة المئوية لكوبا أميركا.
تحت إشراف المدرب الألماني يورغن كلينزمان تبحث عن مشوار طويل في النهائيات في مجموعة تضم كولومبيا وكوستاريكا وباراغواي.
وتحلم الولايات المتحدة بتكرار إنجازها في نسخة 1995 عندما بلغت نصف النهائي قبل أن تحل رابعة، بعد أن شاركت ثلاث مرات في 1993 و1995 و2007، وحققت فوزين فقط في 12 مباراة كانا في نسخة أوروغواي 1995.
تشارك الولايات المتحدة بانتظام في كأس العالم منذ عام 1990، وبلغت الدور الثاني في 1994 على أرضها و2010 و2014، وكانت أفضل نتائجها في هذه الفترة وصولها إلى ربع نهائي 2002.
واستعدت الولايات المتحدة، المصنفة 29 عالميًا راهنًا، بسلسلة من المباريات الودية للنهائيات، بدأتها بالفوز على بورتوريكو (3 - 1)، والإكوادور (1 - صفر) ثم تواجه بوليفيا (قبل فجر اليوم).
ويعول كلينزمان على حارس المرمى براد غوزان (آستون فيلا الإنجليزي) وتضم تشكيلته المخضرمين كلينت دمبسي (سياتل ساوندرز) ومايكل برادلي (تورونتو الكندي)، والشبان جون بروكس (هيرتا برلين الألماني) وبوبي وود (هامبورغ الألماني) ودي اندري يدلين (توتنهام الإنجليزي).
وقال كلينزمان بعد الإعلان عن تشكيلته: «أعتقد أن فريقنا قادر على تحقيق ما هو إيجابي في هذه البطولة. هدفنا التأهل من هذه المجموعة الصعبة. أعتقد أننا قادرون على تكرار ما حققناه في البرازيل قبل عامين عندما تأهلنا من مجموعة الموت (ألمانيا والبرتغال وغانا). بعد ذلك يجب أن نتعلم الفوز في المباريات الإقصائية. لذا هدفنا بلوغ الدور نصف النهائي».
وتضم تشكيلة كلينزمان 15 لاعبًا من الذين شاركوا في مونديال 2014، و18 من تصفيات كونكاكاف لمونديال روسيا 2018. وقد حققت بلاد العم سام بداية بطيئة في تصفيات مونديال 2018، قبل أن تعوض بحلولها ثانية وراء ترينيداد وتوباغو بعد 4 جولات على بداية الدور الرابع قبل الأخير.
تفتتح الولايات المتحدة مشوارها في 3 يونيو ضد كولومبيا في سانتا كلارا في ولاية كاليفورنيا، وبعد 4 أيام تواجه كوستاريكا خصمتها في كونكاكاف على ملعب سولدجر فيلد في شيكاغو، قبل أن تختتم مشوارها في الدور الأول أمام باراغواي في 11 يونيو على ملعب «لينكولن فايننشال فيلد» في فيلادلفيا.
أما منتخب باراغواي الذي أحرز لقب كوبا أميركا مرتين سابقًا، فإنه يريد العودة للأضواء، لأنه لم يتذوق طعم النجاح منذ 1979.
وكان منتخب باراغواي قريبًا من تحقيق حلمه في نسخة 2011، لكنه حل وصيفًا بخسارته أمام أوروغواي (صفر - 3) ثم حل رابعًا في تشيلي 2015، وذلك بعد بلوغه ربع النهائي 6 مرات بين 1991 و2007.
وتوج منتخب باراغواي الشهير بـ«البيروخا» مرتين، الأولى بنظام البطولة القديم في 1953 في بيرو، ثم في 1979 على حساب تشيلي.
ويعول المدرب الأرجنتيني رامون دياز على مجموعة من المحليين والمحترفين في المكسيك، بالإضافة إلى المهاجمين المخضرمين روكي سانتا كروز (ملقة الإسباني) ونلسون فالديز (سياتل ساوندرز الأميركي) والمدافع باولو دا سيلفا (تولوكا المكسيكي)، لكنه لم يستدع المخضرم لوكاس باريوس، 31 عامًا، مهاجم بالميراس البرازيلي الذي سجل هدفين في النسخة الأخيرة. وتحتل باراغواي مركزًا سابعًا مخيبًا في تصفيات مونديال روسيا 2018 في أميركا الجنوبية، إذ لم تفز سوى مرتين في 6 مباريات.
والطرف الثالث في المجموعة منتخب كولومبيا الذي سبق وودع النسخة الأخيرة في تشيلي 2015 من الدور ربع النهائي بعد خسارته أمام الأرجنتين بركلات الترجيح، ما زال يحظى باحترام شديد نتيجة مشواره الرائع في مونديال 2014، عندما خرج من ربع النهائي أيضًا وتألق في صفوفه لاعب وسط ريال مدريد خاميس رودريغيز.
ويعول المدرب الأرجنتيني خوسيه بيكرمان على رودريغيز والمهاجم كارلوس باكا (ميلان الإيطالي) ولاعبي الوسط خوان كوادرادو (يوفنتوس الإيطالي) وخيسون موريو (إنتر ميلان الإيطالي) والحارس ديفيد أوسبينا (آرسنال الإنجليزي) والمدافع كريستيان زاباتا (ميلان).
لكن بيكرمان صاحب الشعبية الجارفة في كولومبيا، استبعد المهاجم المعروف راداميل فالكاو، 30 عامًا، صاحب 25 هدفًا مع المنتخب الذي لم يمثل بلاده منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وشارك منتخب كولومبيا أول مرة في النهائيات عام 1945، وفي العصر الحديث من المسابقة حل وصيفًا في 1975، وثالثًا في 1987 و1993 و1995، قبل أن يحرز لقبه الوحيد على أرضه في 2001، عندما سجل له فيكتور اريستيزابال سداسية في النهائيات وتصدر ترتيب الهدافين.
وتحتل كولومبيا راهنًا المركز الرابع عالميًا في تصنيف الاتحاد الدولي وراء الأرجنتين وبلجيكا وتشيلي، لكنها حققت نتائج متوسطة في تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة إلى مونديال روسيا 2018، إذ تحتل المركز الخامس في المجموعة الموحدة بعد 6 جولات.
أما كوستاريكا التي خطفت أنظار العالم خلال مشوارها الرائع إلى ربع نهائي مونديال 2014، عندما خسرت بصعوبة أمام هولندا بركلات الترجيح، وتسببت بإقصاء إيطاليا وإنجلترا من الدور الأول، فسوف تكون منافسًا يحسب له ألف حساب.
وتشارك كوستاريكا للمرة الخامسة في كوبا أميركا بعد 1997 و2001 و2004 و2011، وقد بلغت ربع النهائي مرتين في 2001 عندما خسرت أمام أوروغواي (2 - 1) في الدقائق الأخيرة و2004 عندما أقصتها كولومبيا (2 – صفر).
وحققت كوستاريكا بداية طيبة في تصفيات مونديال روسيا ضمن منطقة كونكاكاف، إذ تتصدر مجموعتها بفارق ثلاث نقاط عن بنما.
وفضلاً عن الحارس المميز كيلور نافاس الذي يلعب لريال مدريد الإسباني، يعول فريق المدرب أوسكار راميريز على المدافع أوسكار دوارتي (إسبانيول الإسباني) لاعب الوسط المهاجم جويل كامبل (آرسنال الإنجليزي)، وبراين رويز (سبورتينغ لشبونة البرتغالي).



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».