بريطانيا: حبس ضابط شرطة لإدانته بتحذير كاذب عن تهديد إرهابي

السلطات تفتح تحقيقًا حول المحاكم الإسلامية غير الرسمية في إطار مكافحة التطرف

رجلا أمن أمام مبنى البرلمان البريطاني في إطار تشديد الإجراءات الأمنية في لندن بعد اعتداءات باريس وبروكسل (أ.ف.ب)
رجلا أمن أمام مبنى البرلمان البريطاني في إطار تشديد الإجراءات الأمنية في لندن بعد اعتداءات باريس وبروكسل (أ.ف.ب)
TT

بريطانيا: حبس ضابط شرطة لإدانته بتحذير كاذب عن تهديد إرهابي

رجلا أمن أمام مبنى البرلمان البريطاني في إطار تشديد الإجراءات الأمنية في لندن بعد اعتداءات باريس وبروكسل (أ.ف.ب)
رجلا أمن أمام مبنى البرلمان البريطاني في إطار تشديد الإجراءات الأمنية في لندن بعد اعتداءات باريس وبروكسل (أ.ف.ب)

قضت محكمة بريطانية بالسجن سبع سنوات بحق ضابط شرطة، أمس الجمعة؛ لإدانته بالتسبب في إعلان حالة تأهب واسعة النطاق ضد الإرهاب، وذلك عن طريق إجراء اتصال هاتفي يتضمن تحذيرا كاذبا لقوة الشرطة التي يعمل ضمنها.
وقالت شرطة وست ميدلاندز: إن عمار صادق حسين، البالغ من العمر 29 عاما أثار «حالة تأهب أمني وطني واسعة النطاق» في عام 2014 عن طريق اتصال هاتفي من مجهول بخدمة الطوارئ، ادعى فيه أن إرهابيين كانوا على وشك اختطاف ضابط شرطة مسلم.
وأوضحت الشرطة، أن هذا الأمر «أثار استجابة ضخمة من الشرطة، وتحقيقا لاحقا أدى إلى اعتقال مشتبه به خلال 24 ساعة من قبل محققي مكافحة الإرهاب».
وتم الحكم على اثنين من شركائه، هما عادل بشير (26 عاما)، ومحمد علي شيخ (31عاما) بالسجن لمدة ثلاث سنوات؛ لدورهما في التحذير الزائف، ودِين الرجال الثلاثة بالتآمر لعرقلة سير العدالة.
وذكرت القوة الشرطية، أن المؤامرة كانت جزءا من محاولة من جانب الثلاثي لتشويه سمعة زملاء من منظمة للطائفة الإسلامية، كانوا جميعا أعضاء بها، حيث قال مساعد قائد الشرطة، ماركوس بيل: إن «الحكم اليوم (أمس) يعكس شدة ما فعله حسين»، مضيفا: «إنه لم يخذل فقط شرطة وست ميدلاندز، بل خذل أيضا المنظمة السلمية، المنظمة غير السياسية، التي كان عضوا بها».
وأشار بيل إلى أن «تأثير التهديد كان غير مسبوق على الضباط والموظفين، وبالتالي على أحبائهم». من جهة ثانية، أعلنت الحكومة البريطانية، مساء أول من أمس، أنها فتحت تحقيقا مستقلا حول تعرض نساء لممارسات تمييزية في محاكم إسلامية غير رسمية في إنجلترا وويلز.
وجاء في بيان صادر عن وزيرة الداخلية تيريزا ماي «إن نساء قد يكن تعرضن لقرارات تمييزية من قبل مجالس دينية تطبق الشريعة، الأمر الذي يثير قلقا كبيرا»، وتابعت الوزيرة موضحة: أنه «لا يوجد سوى دولة قانون واحدة في بلادنا تعطي الحقوق والضمانات لكل مواطن».
وترغب الحكومة في معرفة ما إذا كانت بعض المحاكم الإسلامية تسعى إلى إعطاء صبغة شرعية على زيجات تمت قسرا، كما تصدر أحكام طلاق بشكل يهضم حقوق النساء.
ويأتي هذا التحقيق في إطار الاستراتيجية الجديدة ضد التطرف التي أطلقتها الحكومة البريطانية العام الماضي.
وتعمل نحو ثلاثين محكمة إسلامية في بريطانيا للنظر خصوصا في خلافات عائلية، من دون اعتراف رسمي بها.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.