تطبيق «شارك بوجبة» لإطعام الأطفال السوريين بلبنان في رمضان

النسخة الإنجليزية العام الماضي حققت 5.6 مليون وجبة

تطبيق «شارك بوجبة» لإطعام الأطفال السوريين بلبنان في رمضان
TT

تطبيق «شارك بوجبة» لإطعام الأطفال السوريين بلبنان في رمضان

تطبيق «شارك بوجبة» لإطعام الأطفال السوريين بلبنان في رمضان

أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أمس، عن إطلاق تطبيق جديد بالعربية يهدف لإطعام الأطفال السوريين اللاجئين خلال شهر رمضان الكريم.
ويمكن لمستخدمي الهواتف الذكية في العالم العربي المساعدة في توفير الغذاء للأطفال اللاجئين السوريين في لبنان عن طريق نقرة واحدة فقط على هواتفهم الجوالة، من خلال التطبيق المبتكر ShareTheMeal أو «شارك بوجبة».
وقال البرنامج الأممي في بيان صحافي إن إطلاق التطبيق في 26 مايو (أيار) يتزامن مع قرب حلول شهر رمضان المبارك الذي يحتفل به المسلمون في جميع أنحاء العالم للمساعدة في إطعام الأطفال اللاجئين السوريين في لبنان.
ومن خلال تطبيق «شارك بوجبة»، يمكن للمستخدمين التبرع وقتما يشاءون وأينما كانوا. فمن خلال تبرع بسيط قدره 50 سنتًا أميركيًا، يمكن للبرنامج تزويد طفل واحد بالطعام المغذي لمدة يوم كامل.
وقال مدير برنامج الأغذية العالمي في لبنان، دومينيك هاينريتش، في البيان: «تُعلمنا كل التقاليد الثقافية والدينية في العالم الاهتمام بالأقل حظًا ومشاركة ما نملكه معهم»، مضيفًا أن «إطلاق التطبيق باللغة العربية يمنح الناطقين بها في العالم العربي فرصة مثالية لفعل الخير والمشاركة بوجبات الطعام خلال شهر رمضان المعظم، شهر الكرم والعطاء».
ومنذ إطلاق النسخة الإنجليزية من التطبيق العام الماضي، تبرع أكثر من نصف مليون مستخدم في جميع أنحاء العالم بما يعادل أكثر من 5.6 مليون وجبة غذائية يومية لأشد الناس فقرًا وجوعًا في جميع أنحاء العالم.
وتحصل أسر اللاجئين السوريين في لبنان على مساعدات غذائية من خلال القسائم أو «البطاقات الإلكترونية»، وقال البيان الأممي إنه «سوف تغطي الأموال التي يتم جمعها من خلال الهدف التمويلي الحالي للتطبيق، الحصص الغذائية التي تكفي مدة عام كامل لنحو 1400 من الأطفال السوريين ممن تتراوح أعمارهم بين 3 و4 سنوات ويعيشون في بيروت»، كما سيتلقى آباء الأطفال الأموال المحولة إلى البطاقات الإلكترونية التي حصلوا عليها من البرنامج، مما يتيح لهم شراء الأطعمة التي يرغبون فيها من المتاجر المحلية، التي تدعم أيضًا المجتمعات المضيفة والاقتصاد المحلي.
وحول الخطة المستقبلة قال البيان إن برنامج الأغذية العالمي يعتزم زيادة وتنويع فرص الحصول على التطبيق من خلال الدخول في أسواق جديدة. كما يعزز البرنامج جهوده لتسريع الوصول إلى «مستقبل بلا جوع» من خلال إشراك أكبر عدد ممكن من مستخدمي الهواتف الذكية مع إطلاقه في الدول الناطقة بالعربية.
ويبلغ عدد الذين يحملون الهواتف الذكية في العالم العربي 117 مليون مستخدم، سوف يمكنهم تحميل التطبيق والتبرع لإطعام الأطفال الجياع. وقال مصمم التطبيق سيباستيان ستريكر: «يستخدم المزيد من الناس في العالم العربي الهواتف الذكية، وتشير التقديرات إلى أنه سيكون هناك أكثر من 300 مليون مستخدم بحلول عام 2020». وأضاف: «لقد حرصنا على أن يكون التطبيق جاهزًا قبل شهر رمضان المبارك، وهو الوقت الذي يبحث فيه المسلمون عن سبل لمساعدة المحتاجين مثل الأطفال اللاجئين السوريين».



الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)

كثّفت الجماعة الحوثية استهدافها مدرسي الجامعات والأكاديميين المقيمين في مناطق سيطرتها بحملات جديدة، وألزمتهم بحضور دورات تعبوية وزيارات أضرحة القتلى من قادتها، والمشاركة في وقفات تنظمها ضد الغرب وإسرائيل، بالتزامن مع الكشف عن انتهاكات خطيرة طالتهم خلال فترة الانقلاب والحرب، ومساعٍ حثيثة لكثير منهم إلى الهجرة.

وذكرت مصادر أكاديمية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن مدرسي الجامعات العامة والخاصة والموظفين في تلك الجامعات يخضعون خلال الأسابيع الماضية لممارسات متنوعة؛ يُجبرون خلالها على المشاركة في أنشطة خاصة بالجماعة على حساب مهامهم الأكاديمية والتدريس، وتحت مبرر مواجهة ما تسميه «العدوان الغربي والإسرائيلي»، ومناصرة فلسطينيي غزة.

وتُلوّح الجماعة بمعاقبة مَن يتهرّب أو يتخلّف من الأكاديميين في الجامعات العمومية، عن المشاركة في تلك الفعاليات بالفصل من وظائفهم، وإيقاف مستحقاتهم المالية، في حين يتم تهديد الجامعات الخاصة بإجراءات عقابية مختلفة، منها الغرامات والإغلاق، في حال عدم مشاركة مدرسيها وموظفيها في تلك الفعاليات.

أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

وتأتي هذه الإجراءات متزامنة مع إجراءات شبيهة يتعرّض لها الطلاب الذين يجبرون على حضور دورات تدريبية قتالية، والمشاركة في عروض عسكرية ضمن مساعي الجماعة لاستغلال الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد مقاتلين تابعين لها.

انتهاكات مروّعة

وكان تقرير حقوقي قد كشف عن «انتهاكات خطيرة» طالت عشرات الأكاديميين والمعلمين اليمنيين خلال الأعوام العشرة الماضية.

وأوضح التقرير الذي أصدرته «بوابة التقاضي الاستراتيجي»، التابعة للمجلس العربي، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، قبل أسبوع تقريباً، وغطّي الفترة من مايو (أيار) 2015، وحتى أغسطس (آب) الماضي، أن 1304 وقائع انتهاك طالت الأكاديميين والمعلمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية التي اتهمها باختطافهم وتعقبهم، ضمن ما سمّاها بـ«سياسة تستهدف القضاء على الفئات المؤثرة في المجتمع اليمني وتعطيل العملية التعليمية».

أنشطة الجماعة الحوثية في الجامعات طغت على الأنشطة الأكاديمية والعلمية (إكس)

ووثّق التقرير حالتي وفاة تحت التعذيب في سجون الجماعة، وأكثر من 20 حالة إخفاء قسري، منوهاً بأن من بين المستهدفين وزراء ومستشارين حكوميين ونقابيين ورؤساء جامعات، ومرجعيات علمية وثقافية ذات تأثير كبير في المجتمع اليمني.

وتضمن التقرير تحليلاً قانونياً لمجموعة من الوثائق، بما في ذلك تفاصيل جلسات التحقيق ووقائع التعذيب.

ووفق تصنيف التقرير للانتهاكات، فإن الجماعة الحوثية نفّذت 1046 حالة اختطاف بحق مؤثرين، وعرضت 124 منهم للتعذيب، وأخضعت اثنين من الأكاديميين و26 من المعلمين لمحاكمات سياسية.

وتشمل الانتهاكات التي رصدها التقرير، الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي والمحاكمات الصورية وأحكام الإعدام.

عشرات الأكاديميين لجأوا إلى طلب الهجرة بسبب سياسات الإقصاء الحوثية وقطع الرواتب (إكس)

وسبق أن كشف تقرير تحليلي لأوضاع الأكاديميين اليمنيين عن زيادة في طلبات العلماء والباحثين الجامعيين للهجرة خارج البلاد، بعد تدهور الظروف المعيشية، واستمرار توقف رواتبهم، والانتهاكات التي تطال الحرية الأكاديمية.

وطبقاً للتقرير الصادر عن معهد التعليم الدولي، ارتفعت أعداد الطلبات المقدمة من باحثين وأكاديميين يمنيين لصندوق إنقاذ العلماء، في حين تجري محاولات لاستكشاف الطرق التي يمكن لقطاع التعليم الدولي من خلالها مساعدة وتغيير حياة من تبقى منهم في البلاد إلى الأفضل.

إقبال على الهجرة

يؤكد المعهد الدولي أن اليمن كان مصدر غالبية الطلبات التي تلقّاها صندوق إنقاذ العلماء في السنوات الخمس الماضية، وتم دعم أكثر من ثلثي العلماء اليمنيين داخل المنطقة العربية وفي الدول المجاورة، بمنحة قدرها 25 ألف دولار لتسهيل وظائف مؤقتة.

قادة حوثيون يتجولون في جامعة صنعاء (إعلام حوثي)

لكن تحديات التنقل المتعلقة بالتأشيرات وتكلفة المعيشة والاختلافات اللغوية الأكاديمية والثقافية تحد من منح الفرص للأكاديميين اليمنيين في أميركا الشمالية وأوروبا، مقابل توفر هذه الفرص في مصر والأردن وشمال العراق، وهو ما يفضله كثير منهم؛ لأن ذلك يسمح لهم بالبقاء قريباً من عائلاتهم وأقاربهم.

وخلص التقرير إلى أن العمل الأكاديمي والبحثي داخل البلاد «يواجه عراقيل سياسية وتقييداً للحريات ونقصاً في الوصول إلى الإنترنت، ما يجعلهم يعيشون فيما يُشبه العزلة».

وأبدى أكاديمي في جامعة صنعاء رغبته في البحث عن منافذ أخرى قائمة ومستمرة، خصوصاً مع انقطاع الرواتب وضآلة ما يتلقاه الأستاذ الجامعي من مبالغ، منها أجور ساعات تدريس محاضرات لا تفي بالاحتياجات الأساسية، فضلاً عن ارتفاع الإيجارات.

إجبار الأكاديميين اليمنيين على المشاركة في الأنشطة الحوثية تسبب في تراجع العملية التعليمية (إكس)

وقال الأكاديمي الذي طلب من «الشرق الأوسط» التحفظ على بياناته خوفاً على سلامته، إن الهجرة ليست غاية بقدر ما هي بحث عن وظيفة أكاديمية بديلة للوضع المأساوي المعاش.

ويقدر الأكاديمي أن تأثير هذه الأوضاع أدّى إلى تدهور العملية التعليمية في الجامعات اليمنية بنسبة تتجاوز نصف الأداء في بعض الأقسام العلمية، وثلثه في أقسام أخرى، ما أتاح المجال لإحلال كوادر غير مؤهلة تأهيلاً عالياً، وتتبع الجماعة الحوثية التي لم تتوقف مساعيها الحثيثة للهيمنة على الجامعات ومصادرة قرارها، وصياغة محتوى مناهجها وفقاً لرؤية أحادية، خصوصاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية.

وفي حين فقدت جامعة صنعاء -على سبيل المثال- دورها التنويري في المجتمع، ومكانتها بصفتها مؤسسة تعليمية، تُشجع على النقد والتفكير العقلاني، تحسّر الأكاديمي اليمني لغياب مساعي المنظمات الدولية في تبني حلول لأعضاء هيئة التدريس، سواء في استيعابهم في مجالات أو مشروعات علمية، متمنياً ألا يكون تخصيص المساعدات لمواجهة المتطلبات الحياتية للأكاديميين غير مشروط أو مجاني، وبما لا يمس كرامتهم.