بان كي مون يطالب مجلس الأمن بتوسيع مكتب ممثله لليمن

اقترح نقل بعثة السلام من نيويورك إلى عمان

بان كي مون يطالب مجلس الأمن بتوسيع مكتب ممثله لليمن
TT

بان كي مون يطالب مجلس الأمن بتوسيع مكتب ممثله لليمن

بان كي مون يطالب مجلس الأمن بتوسيع مكتب ممثله لليمن

قال رئيس مجلس الأمن الدولي لهذا الشهر، المندوب المصري، عمرو أبو العطا، إن مجلس الأمن ناقش مقترحات للأمين العام بشأن توسيع مكتب ممثله لليمن، إسماعيل ولد الشيخ وإن أعضاء المجلس وافقوا على ذلك وإنهم (أي الأعضاء) يدعمون بشكل كامل جهود الأمين العام بان كي مون ومبعوثه الخاص بخصوص العملية السلمية في اليمن. وأضاف أبو العطا، في تصريحات للصحافيين بعد الجلسة الليلة الماضية أن المفاوضات في الكويت تسير في الطريق الصحيح وأن هناك أخبارا سارة قادمة من تلك المفوضات قريبا. واستمع المجلس، في جلسة مغلقة، إلى المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد (عبر الفيديو) عن المفاوضات في الكويت وآخر التطورات بهذا الصدد.
وكان كي مون قد ذكر في رسالة بعث بها إلى رئيس مجلس الأمن لهذا الشهر، المندوب المصري، عمرو أبو العطا أنه «في حين يلتزم الجانبان التوصل إلى اتفاقيات في الكويت، لا تزال هناك خلافات عميقة بين الجانبين يجب التغلب عليها من أجل الوصول إلى نتيجة ناجحة». ويصاحب التفاؤل في مجلس الأمن، حسب ما وصفه المصري، أبو العطا، باحتمال سماع بعض الأخبار السارة قريبا، إمكانية انفراج حول الخلافات الجوهرية بين الطرفين ومنها ترتيبات الحكم الانتقالية وتوقيت انسحاب الجماعات المسلحة ونزع السلاح. ومن شأن الانفراج أن يغطي الجوانب الخمسة لخريطة الطريق التي أشار إليها البيان الرئاسي الأخير لمجلس الأمن والتي دعا فيها الجانبين للعمل على تطوير: الترتيبات الأمنية المؤقتة؛ الانسحاب وتسليم الأسلحة، واستعادة مؤسسات الدولة، والاستعداد لاستئناف العملية السياسية. أما بالنسبة للأسرى والمعتقلين، فقد أعلن ولد الشيخ، يوم 15 مايو (أيار) التوصل إلى اتفاق «من حيث المبدأ» بالإفراج عن نصف الأسرى والمعتقلين قبل بداية شهر رمضان المبارك. واقترح كي مون في الرسالة أيضا «زيادة عدد موظفي بعثة السلام الأممية في اليمن ونقلها من نيويورك إلى عمان لتكثيف جهود الوساطة» وموضحا أن «الفريق الموسع سيقدم الخبرة الفنية للأطراف اليمنية حول كثير من القضايا وخصوصا سبل تعزيز وقف إطلاق النار المطبق منذ 10 أبريل (نيسان) والذي أدى إلى خفض الهجمات من دون أن يضع حدا لها». وتأتي رسالة كي مون للمجلس، كجواب على استفسار للمجلس، حول كيفية مواصلة مكتب المبعوث الخاص تقديم الدعم للأطراف اليمنية، حيث طلب (أي المجلس) من كي مون في 25 نيسان (أبريل) أن يضع بعض التصورات لمثل تلك الخطة في غضون 30 يوما.
ويقترح كي مون في خطته نقل مقر المكتب حاليا في نيويورك إلى العاصمة الأردنية، عمان، مع إمكانية إقامة وجود في اليمن في وقت لاحق. ومن غير المعروف إن كان كي مون يرغب في إشعار المجلس بضرورة إنشاء بعثة لحفظ السلام في اليمن بعد أن يتم التوصل إلى اتفاق سلمي بين الأطراف اليمنية.
ومن المواضيع التي تم نقاشها في الجلسة المغلقة، حسب تقارير مسربة، وقف إطلاق النار والتهديدات الإرهابية التي تشكلها «القاعدة» وتنظيم داعش، بالإضافة إلى الدعم الدولي المطلوب لآلية التفتيش التي تتخذ من جيبوتي مقرا لها، بالإضافة إلى دعم البنك المركزي اليمني واستقراره.
وفي هذا الصدد، كانت الحكومة اليمنية قد أعلنت مؤخرا أن البنك المركزي قد استنفذ تقريبا كل احتياطياته. وهناك تقارير تشير أيضا إلى انخفاض قيمة العملة بشكل مفاجئ مما أثر على قدرة المدنيين على شراء السلع الأساسية.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.