انتصارات جديدة للمقاومة الجنوبية في بيحان والوازعية وباب المندب

إعلان بيحان مديرية منكوبة مع انتشار حمى الضنك وارتفاع الحالات إلى 930 إصابة

قيادات من الجيش الوطني لدى وصولها إلى مواقع الساق والمجبجب بعد ساعات من تحريرها من قبضة الميليشيات («الشرق الأوسط»)
قيادات من الجيش الوطني لدى وصولها إلى مواقع الساق والمجبجب بعد ساعات من تحريرها من قبضة الميليشيات («الشرق الأوسط»)
TT

انتصارات جديدة للمقاومة الجنوبية في بيحان والوازعية وباب المندب

قيادات من الجيش الوطني لدى وصولها إلى مواقع الساق والمجبجب بعد ساعات من تحريرها من قبضة الميليشيات («الشرق الأوسط»)
قيادات من الجيش الوطني لدى وصولها إلى مواقع الساق والمجبجب بعد ساعات من تحريرها من قبضة الميليشيات («الشرق الأوسط»)

قالت مصادر محلية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»: «إن قوات المقاومة الجنوبية بمديرية المضاربة الحدودية شمال لحج، تمكنت، أمس الخميس، من السيطرة على جبل الصيبارة جنوب مديرية الوازعية، التابعة لمحافظة تعز، التي تسيطر عليها الميليشيات منذ أسابيع، وكبدتها خسائر فادحة في العتاد والأرواح».
وأشارت المصادر إلى أن معارك ضارية شهدتها المناطق الحدودية بين محافظتي لحج الجنوبية وتعز الشمالية، حققت فيها المقاومة الجنوبية انتصارات جديدة، وأحرزت تقدما في مناطق وجبال الوازعية كانت تحت سيطرة الميليشيات حتى وقت سابق، وسقط فيها العشرات من عناصر ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح بين قتلى وجرحى وأسرى.
وفي جبهات باب المندب تواصل قوات الجيش الوطني والمقاومة تقدمها؛ حيث تمكنت، أول من أمس، من التوغل ناحية الخط الساحلي المؤدي إلى ميناء المخا بإسناد طيران التحالف العربي والأباتشي، وما زالت المواجهات مستمرة مع الميليشيات في أكثر من جبهة بالمناطق الساحلية.
إلى ذلك كشفت مصادر قبلية في البيضاء لـ«الشرق الأوسط» مصرع قيادي حوثي كبير يدعى أبو هلال الحوثي وسقوط عدد من مرافقيه بين قتلى وجرحى، أول من أمس، في كمين محكم للمقاومة الشعبية بمديرية ذي ناعم بمحافظة البيضاء جنوب شرقي صنعاء.
فيما تواصل المقاومة الجنوبية والجيش الوطني في بيحان بمحافظة شبوة انتصاراتها وتقدمها على الأرض، بعد يومين من تحريرها مواقع المجبجب والساق على خط حريب الرابط بين شبوة ومحافظتي مأرب والبيضاء، التي كانت بيد ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح منذ أكثر من عام.
وكانت معارك، هي الأعنف، قد شهدتها جبهات المجبجب ونقطة الساق في بيحان ومناطق محاذية من عسيلان وجميعها مناطق تربط بين شبوة ومحافظتي البيضاء ومأرب خلال الـ48 ساعة الماضية استخدمت فيها المدفعية والأسلحة الثقيلة وسقط خلالها العشرات من عناصر الميليشيات بين قتيل وجريح، وسط انتصارات متتالية للمقاومة الجنوبية بعد عمليات التفاف ناجحة وسريعة.
وتأتي تلك الانتصارات بحسب القيادي بالمقاومة الجنوبية بجبهة المجبجب الحسن العقيلي بعد شروع الميلشيات خلال اليومين الفائتين بشن قصف عشوائي عنيف على المناطق التي تقع تحت سيطرة المقاومة في المجبجب وتنفيذ عمليات التفاف عليها، لكن محاولاتها منيت بالفشل وانقلبت إلى هزائم لها.
وأوضح العقيلي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن المقاومة الجنوبية تصدت لمحاولات تقدم الميليشيات ونفذت عمليات التفاف استباقية عليهم من اتجاه الرمال وتم دحرهم، ومن خلال ذلك سيطرت المقاومة على مواقع جديدة كانت مع ميليشيات الحوثيين وقوات المخلوع صالح بالقرب من مركز الساق.
القيادي بالمقاومة الجنوبية الحسن العقيلي أكد أن قوات المقاومة والجيش الجنوبي تفرض سيطرتها الكاملة على المواقع التي تم تحريرها من الميلشيات، وأن معنويات المقاومة عالية وقد حضر اليوم إلى الجبهة نائب رئيس الأركان الدكتور ناصر الطاهري والعقيد الكليبي أركان لواء 19.
وكان الدكتور ناصر الطاهري، نائب رئيس الأركان، برفقة أركان حرب اللواء 19 ميكا وعدد من القيادات العسكرية قاموا أول من أمس بزيارة إلى مواقع الساق وجبهات المجبجب بعد تحريرها من سيطرة ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح؛ للاطلاع على تطورات المعارك على المناطق الحدودية بين محافظة شبوة الجنوبية ومحافظتي مأرب والبيضاء الشماليتين.
وعلى صعيد الوضع الإنساني تشهد مدن ومناطق مديريات بيحان حالة ذعر بين السكان المحليين جراء انتشار حمى الضنك بشكل مرعب، لدرجة أنه وصل الأمر إلى استقبال المشفى 4 حالات كل ساعة، وسط مناشدات للمنظمات الدولية للتدخل العاجل لإنقاذ بيحان من كارثة إنسانية وشيكة.
أعلن مدير مكتب الصحة العامة والسكان بمحافظة شبوة علي ناصر المرزقي رسميا، أمس الخميس، بيحان مديرية منكوبة جراء تفشي وباء حمى الضنك الفتاك ووصول عدد المصابين إلى 930 حالة بينها 28 حالة نزفية، وتسجيل 10 حالات وفاة.
ولفت الدكتور عبد الله ناصر سليمان إلى الانعدام شبه الكلي للأدوية وبالذات السوائل الوريدية، مضيفا أن بيحان تعيش وضعا صحيا وإنسانيا صعبا؛ حيث أعلنت حالة الطوارئ في المدينة ونحن عاكفون ومعنا كل الخيرين من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من السكان المحليين.
وأوضح أن المشفى الحكومي الوحيد يفتقر إلى جهاز ترسيب صفائح الدم في ظل الحصار الخانق الذي تفرضه ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح على المديرية، مضيفا خلال 4 ساعات وصلتنا أكثر من 12حالة، وطاقة المستشفى لا تتسع لهذا الكم الكبير من المرضى.
وتفرض ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح حصارا خانقا على السكان المحليين في بيحان، ومنعت دخول الأدوية والمواد الغذائية، وسط حملات اعتقالات للمواطنين. ومنعت عمليات التنقل بين المدن والقرى، في ظل غياب المنظمات الإغاثية والإنسانية، نتيجة لاشتداد المواجهات في المناطق الصحراوية الحدودية مع محافظتي مأرب والبيضاء.
بدوره قال مدير مستشفى الشهيد الدفيعة في بيحان شبوة الدكتور صلاح السيد: «إن وباء حمى الضنك الفتاك اجتاح مديريات بيحان بشكل مفاجئ منذ منتصف مارس (آذار) الماضي». وقال السيد في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «إن تزايد حالات الإصابة والوفاة بسبب الانتشار الواسع لوباء حمى الضنك الفتاك يأتي نتيجة للحصار الخانق الذي تشنه ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح على بيحان». وأوضح أن الطاقة الاستيعابية للمستشفى لم تعد قادرة على استقبال حالات أخرى، لافتا إلى أنه يتم ترقيد كثير من مصابي الضنك في المنازل، وهناك لجان عمل طبية للإشراف على علاجاهم.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.