الجبير: الرياض وموسكو لم تتمكنا من تجاوز الخلافات حول الأسد

لافروف يصف وفد المعارضة السورية الذي تشكل في الرياض بـ«واسع التمثيل»

عادل الجبير وسيرغي لافروف بعد نهاية المؤتمر الصحافي الذي عقد على هامش الاجتماع الوزاري الخليجي - الروسي في موسكو أمس (أ.ف.ب)
عادل الجبير وسيرغي لافروف بعد نهاية المؤتمر الصحافي الذي عقد على هامش الاجتماع الوزاري الخليجي - الروسي في موسكو أمس (أ.ف.ب)
TT

الجبير: الرياض وموسكو لم تتمكنا من تجاوز الخلافات حول الأسد

عادل الجبير وسيرغي لافروف بعد نهاية المؤتمر الصحافي الذي عقد على هامش الاجتماع الوزاري الخليجي - الروسي في موسكو أمس (أ.ف.ب)
عادل الجبير وسيرغي لافروف بعد نهاية المؤتمر الصحافي الذي عقد على هامش الاجتماع الوزاري الخليجي - الروسي في موسكو أمس (أ.ف.ب)

قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إن اجتماع وزراء الخارجية الخليجيين مع نظيرهم الروسي «أمر مهم جدًا ويخدم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم».
وشدد الجبير على أهمية تجاوز التباينات حيال بعض الملفات، مؤكدا يقينه بضرورة «التشاور والتنسيق حتى في القضايا الخلافية للوصول إلى حلول تخدم مصالح الطرفين».
جاء ذلك، في مؤتمر صحافي عقده الجبير مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو أمس، بعد انعقاد مجلس الحوار الخليجي - الروسي الاستراتيجي الرابع على مستوى وزراء الخارجية.
وعدّ الجبير حل الأزمة السورية يتطلب التركيز على ثلاثة محاور رئيسية: «أولا: التزام نظام الأسد بإيقاف العمليات العسكرية وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى كل مناطق البلاد، ثانيًا: استئناف المفاوضات بين الأطراف بشكل جاد على أساس بيان جنيف وقرارات الأمم المتحدة 2254. ثالثا: تكثيف التنسيق في إطار المجموعة الدولية لدعم سوريا من أجل دفع عملية السلام في سوريا إلى الأمام»، معربا عن قناعته بأن روسيا يمكنها لعب دور كبير في هذا الأمر، وأن الجانب العربي على علم بما تقوم به روسيا.
وبرز تطابق في المواقف بين الوزيرين حول الأرضية العامة لتسوية الأزمة السورية على أساس بيان جنيف وقرارات المجموعة الدولية لدعم سوريا وقرار مجلس الأمن 2254.
ولفت لافروف إلى بذل السعودية والوزير عادل الجبير كثيرا من الجهد، وقال: «قدما كثيرا لتشكيل وفد للمعارضة (السورية)»، ووصف وفد المعارضة بـ«واسع التمثيل». وأضاف: «إن الطريق الوحيد للحل هو تطبيق القرارات الدولية والالتزام بقرارات مجموعة الدعم الدولية».
وفي رده على سؤال حول مصير الأسد، أكد وزير الخارجية السعودي أن الرياض وموسكو لم تتمكنا من تجاوز الخلافات حول الأسد.
وأوضح أن «موقف المملكة هو أنه وبموجب بيان جنيف تقوم الهيئة الانتقالية بتسلم السلطة في سوريا من الأسد».
واستطرد: «النقطة الخلافية الثانية مع موسكو تتعلق بوفد الهيئة العليا للمفاوضات، إذ ترى المملكة ومعها عدد من الدول في المجموعة الدولية لدعم سوريا أن الهيئة العليا هي المجموعة الوحيدة التي تستطيع التفاوض باسم الشعب السوري، بينما تعتقد روسيا أنه قد يكون هناك مجموعات أخرى يمكنها التفاوض مع النظام، إلا أن هذه الخلافات لا تمنع من التنسيق والتشاور مع روسيا لدفع العملية السياسية إلى الأمام».
وأعرب الجبير عن قناعته بضرورة «أن يكون هناك في هذه المرحلة الحساسة تنسيق مكثف مع روسيا في الشأن السوري ومع بقية الدول الأعضاء في دول مجموعة فيينا لدفع العملية السلمية إلى الأمام».
في المقابل، جاءت إجابة لافروف على سؤال الخلافات بشأن مصير الأسد، تكرارا لموقف بلاده، أن «الجميع متفق على أن الشعب السوري وحده صاحب الحق في تقرير مصيره بنفسه».
وكان لافتًا أن وزير الخارجية الروسي استخدم في حديثه عن هيئة الحكم الانتقالي، كما ورد ذكرها في بيان جنيف والقرار 2254، عبارة جديدة حين سماها «آلية تنفيذية»، تاركًا مهامها غير محددة، وذلك في معرض شرحه الحل كما تراه روسيا. وقال في هذا الصدد «للبدء بتطبيق الحل كما وضعته المجموعة الدولية لدعم سوريا يجب أن يجلس السوريون ويحاولون الاتفاق حول الشخصيات التي ستتكون منها تلك الآلية، ووظائفها».
كما وصف العملية السياسية في سوريا بأنها «إصلاحات سياسية»، وذلك حين أكد «تمسك موسكو بالحل الشامل للأزمة السورية على أساس قرارات الشرعية الدولية بما في ذلك الالتزام بالجدول الزمني للإصلاحات السياسية».
وأعرب لافروف عن قناعته بأن «الأصدقاء في دول مجلس التعاون الخليجي وفي المملكة العربية السعودية مهتمون باستئناف المفاوضات في جنيف في أقرب وقت وبتسريع عملية المفاوضات السورية».
وبالعودة إلى الاجتماع الخليجي - الروسي، أكد وزير الخارجية السعودي أن دول مجلس التعاون الخليجي «تعد روسيا دولة ترتبط معها بروابط تاريخية ودينية، فضلا عن المصالح المشتركة»، معربًا عن تقدير موقف روسيا من احترام سيادة الدول ومبدأ عدم التدخل بشؤون الآخرين وسياستها في حسن الجوار.
ووصف الجبير الاجتماع بـ«البناء والمثمر»، موضحًا أن وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي والجانب الروسي بحثوا خلاله «أهمية تطوير التجارة والاستثمارات بين الجانبين، وتكثيف التشاور والتنسيق في مجالات الطاقة والتعليم والفضاء والمجال الدفاعي، فضلا عن تكثيف الجهود في محاربة الإرهاب، وتكثيف التشاور فيما يتعلق بالتحديات في المنطقة وفي العالم».
كما أعرب وزير الخارجية السعودي عن تقدير دول المجلس موقف روسيا الداعم للقضية الفلسطينية، لافتًا إلى أن المجتعين بحثوا كذلك الأوضاع في سوريا والعراق واليمن ليبيا ومناطق أخرى، حيث برز تطابق في وجهات النظر حيال تلك القضايا. وأضاف وزير الخارجية السعودي أن «الحديث دار خلال الاجتماع أيضًا حول إيران وقلق دول المجلس من تدخلها بشؤون المنطقة وغيرها من أعمال سلبية تقوم بها»، معربًا عن «ترحيب دول المجلس بأي جهود قد تؤدي إلى تغيير في سياسة إيران».
ولما كان الهدف الرئيسي من تشكيل مجلس الحوار الاستراتيجي بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجي يركز على بحث قضايا الاهتمام المشترك وسبل تعزيز العلاقات الثنائية، فقد أكد وزير الخارجية السعودي رغبة لدى دول الخليج في العمل مع روسيا في التحديات التي تواجه المنطقة.
وأشار إلى أن «روسيا تلعب دورًا إيجابيًا إن كان في العراق أو ليبيا، وهناك فرص لخدمة مصالح الطرفين إن كان في التجارة أو الاستثمارات»، واصفًا روسيا بأنها «من الدول العظمى التي تلعب دورا كبيرا على الساحة الدولية ويمكن العمل معها لحل كثير من الخلافات في المنطقة».
من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي أن الحوار في إطار «مجلس التعاون الخليجي - روسيا» أكد فاعليته، وقال في مستهل الاجتماع إن «الحوار أثبت خلال السنوات الأخيرة فاعليته بشأن القضايا الإقليمية والعالمية»، مشيرا إلى إجراء موسكو، منذ الجولة الأخيرة من هذا الحوار في عام 2014، كثيرا من الاتصالات واللقاءات على أعلى المستويات مع الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي.
وأشار إلى أن المجتمعين رحبوا بالتحالف الإسلامي الذي شكلته السعودية ضد الإرهاب. وفي إجابته على سؤال حول الدور الذي يمكن أن تلعبه روسيا بشأن السياسات الإيرانية في المنطقة كلها وخلافاتها مع دول الجوار، عد وزير الخارجية الروسي أنه من حق الدول تثبيت نفوذها في محيطها الجغرافي، مشددًا في الوقت ذاته على أهمية أن يجري هذا الأمر «على أساس الشرعية الدولية وبشكل شفاف ودون أي أجندة خفية ودون محاولات للتدخل في شؤون الدول الأخرى».
وقال لافروف: «روسيا تريد وتسعى إلى تقديم المساعدة لتجاوز كل تلك المشكلات، ولدينا علاقات جيدة مع مجلس التعاون الخليجي، ونحن مستعدون للاستفادة من تلك العلاقات للمساعدة في حل جميع المشكلات بين الجانبين».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.