تاريخ كأس أوروبا (1): تألّق ياشين يمنح السوفيات لقبهم الوحيد

كأس الأمم الأوروبية الأولى «فرنسا 1960» من دون ألمانيا الغربية وإيطاليا وإنجلترا

ياشين حارس مرمى الاتحاد السوفياتي الأسطوري  مع كأس أمم أوروبا الأولى  وياشين العملاق قاد الاتحاد السوفياتي للتتويج باللقب الاول (غيتي)
ياشين حارس مرمى الاتحاد السوفياتي الأسطوري مع كأس أمم أوروبا الأولى وياشين العملاق قاد الاتحاد السوفياتي للتتويج باللقب الاول (غيتي)
TT

تاريخ كأس أوروبا (1): تألّق ياشين يمنح السوفيات لقبهم الوحيد

ياشين حارس مرمى الاتحاد السوفياتي الأسطوري  مع كأس أمم أوروبا الأولى  وياشين العملاق قاد الاتحاد السوفياتي للتتويج باللقب الاول (غيتي)
ياشين حارس مرمى الاتحاد السوفياتي الأسطوري مع كأس أمم أوروبا الأولى وياشين العملاق قاد الاتحاد السوفياتي للتتويج باللقب الاول (غيتي)

مسار تنظيم بطولة كأس الأمم الأوروبية تميّز عن ذاك الذي أدّى إلى ولادة «كأس العالم لكرة القدم»، على الأقلّ بالنسبة للفرنسيين، الذين كانت لهم المساهمة الأساسيّة في إنشاء البطولتين.
فالجهود الفرنسية لإقامة بطولة أوروبية، التي كان رائدها هنري ديلوني، توّجت بمنح حقّ استضافة البطولة الأولى لفرنسا، في حين أنّ جول ريميه، الذي ابتدع فكرة كأس العالم، كان قد انتظر ثماني سنوات منذ انطلاق المونديال كي يشاهد منافساته تجرى في بلده الأمّ.
وكانت قد ساورت الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) مخاوف من ضعف المشاركة في البطولة الأولى، لكنّ التحاق بعض المنتخبات في «الدقيقة» الأخيرة أزال تلك المخاوف، حيث وصل عدد الفرق التي أكّدت مشاركتها في التصفيات التمهيديّة إلى 17 فريقًا، أي نصف عدد الدول الأعضاء في «يويفا» آنذاك. غير أنّ أقوى ثلاثة منتخبات أوروبية، وهي ألمانيا الغربية وإيطاليا وإنجلترا، لم تكن بينها.

100 فرنك للمشاركة

فرض الاتحاد الأوروبي رسمًا على كل فريق مشارك في تصفيات البطولة الأولى لم يصل إلى 100 فرنك سويسري. وعلى سبيل المقارنة، حصل منتخب إسبانيا الفائز ببطولة يورو 2008 على جائزة نقديّة قدرها 30 مليون فرنك سويسري!.
هذا وأجريت القرعة لاختيار اثنين من بين الـ17 فريقًا كي يلعبا مباراة تصفية أولية ينضمّ الفائز فيها إلى سائر المنتخبات لخوض دور الـ16، وهو العدد المطلوب لنظام خروج المغلوب الذي تصل بنهايته أربعة منتخبات إلى النهائيّات. وقد وقعت القرعة على منتخبي جمهورية آيرلندا وتشيكوسلوفاكيا، غير أنّهما لم يلعبا مباراتيهما في التصفية الأولية إلا بعد نحو سبعة أشهر من بدء سائر المنتخبات خوض مبارياتها!
وبذلك، فإنّ أول مباراة في تاريخ بطولة الأمم الأوروبية كانت في الواقع تلك التي جمعت الاتحاد السوفياتي والمجر يوم 28 سبتمبر (أيلول) 1958 في موسكو، والتي فاز فيها الفريق المضيف بنتيجة 3 – 1، وسجّل أناتولي إليين الهدف الأول للسوفيات بعد أربع دقائق من صافرة البداية، فكان أول أهداف البطولة رسميًا.
وبعد 22 شهرًا من التصفيات، تأهّلت منتخبات الاتحاد السوفياتي ويوغوسلافيا وتشيكوسلوفاكيا وفرنسا لخوض النهائيات بين 6 و10 يوليو (تموز) 1960، علما بأن منح حقّ استضافة البطولة لفرنسا جاء بعد انتهاء مباريات التصفيات، التي توجب على فرنسا بالتالي المشاركة فيها كما سائر المنتخبات!
ولم يكن وصول ثلاثة منتخبات من أوروبا الشرقية إلى النهائيّات معزولاً عن أي عوامل سياسيّة. ففي الدور ربع النهائي للتصفيات، رفض منتخب إسبانيا السفر إلى الاتحاد السوفياتي للقاء منتخبها، الفائز على المجر في الدور الأول، بسبب معارضة السوفيات لنظام فرانكو الحاكم في إسبانيا، فتأهّل الاتحاد السوفياتي من دور الـ16 إلى نهائيّات البطولة مباشرة.
ولمّا كانت النهائيّات تقتصر على الدورين نصف النهائي والنهائي فقط، لم تخصّص فرنسا لاستضافة المباريات الأربع سوى ملعبين، وهما بارك دي برانس (حديقة الأمراء) في العاصمة باريس وملعب فيلودروم في مرسيليا.

أولى مباريات النهائيّات

في الثامنة من مساء 6 يوليو 1960، جرت على ملعب بارك دي برانس المباراة الافتتاحية لبطولة كأس الأمم الأوروبية الأولى بين فرنسا ويوغوسلافيا. وإضافة إلى كونها أول مباراة في تاريخ النهائيّات، قدر لهذه المواجهة أن تسجّل أرقامًا عدّة لا يزال معظمها قياسيا حتى اليوم.
افتتحت التسجيل يوغوسلافيا في الدقيقة 11 عبر ميلان غاليتش، وهذا سيبقى الهدف الأسرع في البطولة الأولى. ورغم غياب النجم ريمون كوبا وهدّاف كأس العالم جوست فونتين، جاء ردّ الفريق المضيف سريعًا عبر هدف التعادل الذي سجّله جان فنسان بعد دقيقة فقط من هدف غاليتش. وقبيل انتهاء الشوط الأول، تقدّم الفرنسيّون في النتيجة بتسجيلهم هدفًا ثانيًا عبر فرنسوا أوت.
وتجدر الإشارة إلى أنّ غاليتش البالغ من العمر 22 عامًا وأربعة أشهر، وأوت الذي يكبره بأسبوعين، باتا على التوالي أصغر لاعبين يسجّلان أهدافًا في البطولة الأولى.
أمّا الشوط الثاني من المباراة، فشهد تسجيل الفريقين ستة أهداف في المجموع، وهو رقم قياسي لعدد الأهداف التي يشهدها شوط واحد في تاريخ النهائيّات. كما أنّ العدد الإجمالي لأهداف المباراة، الذي وصل إلى تسعة، لا يزال رقمًا قياسيا للبطولة الأوروبية حتى اليوم.
وكانت حصّة يوغوسلافيا من أهداف الشوط الثاني أربعة، فاستطاعت من خلالها قلب النتيجة والفوز في اللقاء 5 - 4، علما بأن فرنسا بقيت متقدّمة بنتيجة 4 - 2 حتى ربع الساعة الأخير من المباراة!
هذا وقد سجّل أوت هدفًا آخر لفرنسا واليوغوسلافي دراجن ييركوفيتش هدفين لفريقه في الشوط الثاني، فتصدّرا معًا لائحة هدّافي البطولة برصيد هدفين، وهي صدارة سوف تستمرّ حتّى نهاية البطولة بعد انضمام هدّافين آخرين إليها. في المقابل، سجّلت الأهداف الخمسة الأخرى عبر خمسة لاعبين مختلفين، لتبلغ لائحة مسجّلي الأهداف سبعة لاعبين، وهو رقم قياسي ثالث سيبقى صامدًا حتى يومنا هذا.
وكان أحد هؤلاء اللاعبين الخمسة قائد فرنسا في هذه المباراة، ماريان فيشنيسكي، الذي بات بالتالي أول لاعب في النهائيّات يسجّل هدفًا وهو يحمل شارة الكابتن. أمّا فريقه، فبات بطبيعة الحال أول منتخب مضيف يخرج من المنافسة على اللقب.
ويذكر أنّ الحارس الفرنسي جورج لاميا الذي استقبلت شباكه ثلاثة أهداف يوغوسلافيّة في غضون أربع دقائق من الشوط الثاني، استبعد من المباراة التالية في البطولة، وهو في الواقع لم يخض سوى مباراة دولية أخرى بعد نحو سنتين.
تبقى الإشارة إلى أنّ ظهير يوغوسلافيا في المباراة فخر الدين يوسفي كان أصغر لاعب في هذه المباراة وفي البطولة الأولى أيضًا، حيث بلغ عمره 20 عامًا و211 يومًا.

«سمعة» ليف ياشين

المباراة الأخرى للدور نصف النهائي بين الاتحاد السوفياتي وتشيكوسلوفاكيا انطلقت في مرسيليا عند الساعة التاسعة والنصف مساءً، أي حتّى قبل انتهاء المباراة الافتتاحية في باريس.
وفاز الاتحاد السوفياتي في المباراة بنتيجة 3 - 0، ليصبح أول فريق في البطولة يحافظ على نظافة شباكه. وسجّل فالنتين إيفانوف اثنين من الأهداف السوفياتية، فانضمّ إلى أوت وييركوفيتش في صدارة الهدّافين.
وقد أضاع لاعب تشيكوسلوفاكيا يوزيف فويتا ركلة جزاء في الدقيقة 67، بعد دقيقة فقط من تسجيل الهدف السوفياتي الثالث. وهذه كانت أول ركلة جزاء تحتسب في النهائيات على الإطلاق، والأولى التي تهدر بطبيعة الحال، علما بأن إهدارها يعزى بشكل أساسي إلى سمعة الحارس السوفياتي الأسطوري ليف ياشين في صدّ ركلات الجزاء، حيث أطاح فويتا بالكرة إلى يسار المرمى.
خاض الفريق المضيف مباراة المركز الثالث بمعنويات محبطة بعد خسارته الدراماتيكية في نصف النهائي، ومنح الحارس جان تياندييه والمدافع روبير سياتكا مباراتهما الدولية الأولى. واصطدمت جهود الفرنسيين للتعويض عن ضياع لقب البطولة من خلال إحراز ميداليّة برونزيّة بفريق تشيكي قوي استطاع أن يسجّل هدفين في شوط المباراة الثاني ويحرز البرونزيّة الأولى للبطولة الأوروبية في تاريخ النهائيّات.
وقد سجّل الهدف الثاني للتشيك لاديسلاف بافلوفيتش، البالغ من العمر 34 عامًا و93 يومًا، فبات بذلك أكبر لاعب يسجّل هدفًا في النهائيّات، وهو لقب سوف يستمرّ في حمله طيلة 24 عامًا.
تبقى الإشارة إلى أنّ القائد الأساسي لمنتخب فرنسا روبير جونكيه، الذي لم يلعب المباراة الافتتاحيّة، عاد لقيادة فريقه في المباراة ضدّ تشيكوسلوفاكيا، لكنّها كانت مباراته الدولية الأخيرة، وكذلك الأمر بالنسبة لستة من زملائه في الفريق وسبعة من لاعبي تشيكوسلوفاكيا أيضًا.

السوفيات أبطالاً

بعد أربع سنوات على استضافته أول مباراة نهائيّة لكأس الأندية الأوروبية البطلة بين فريقي ريال مدريد ورانس، كان ملعب «بارك دي برانس» مسرحًا لأول مباراة نهائيّة في بطولة كأس الأمم الأوروبية أيضًا.
والمباراة بين الاتحاد السوفياتي ويوغوسلافيا كانت الأولى، ولكن الأخيرة كذلك، التي تجمع فريقين من أوروبا الشرقية في نهائي البطولة القاريّة. وقد أدار المباراة الحكم الإنجليزي آرثر إليس، وهو نفسه الذي قاد مباراة ريال مدريد ورانس على الملعب نفسه في العام 1956!
وكما فعل في المباراة الافتتاحية للبطولة، استهلّ غاليتش التسجيل ليوغوسلافيا قبل نهاية الشوط الأول بدقيقتين. غير أنّ مهاجم الاتحاد السوفياتي سلافا ميتريفيلي عادل النتيجة بعد أربع دقائق من بداية الشوط الثاني، لتستمرّ النتيجة على حالها حتى صافرة النهاية وخصوصًا مع تألّق الحارس السوفياتي ياشين. وبذلك، بات نهائي البطولة الأولى أيضًا أول نهائي يشهد شوطين إضافيين.
وإذ بدأ التعب ينال من لاعبي يوغوسلافيا في الوقت الإضافي، سجّل النجم الآخر في خط الهجوم السوفياتي، فيكتور بونيديلنك، هدفًا ثانيًا برأسه في الدقيقة 113 حسم به النتيجة وأهدى اللقب الأول والوحيد لمنتخب بلاده.
تجدر الإشارة إلى أنّ بونيديلنك كان أول لاعب يستدعى إلى المنتخب الوطني للاتحاد السوفياتي وهو يلعب لفريق في الدرجة الثانية... لكنّه سرعان ما أثبت جدارته، وذلك عندما استطاع تسجيل «هاتريك» في مرمى بولندا قبل نحو شهرين من انطلاق كأس الأمم الأوروبية، وهي كانت مباراته الدولية الأولى وانتهت لصالح فريقه بنتيجة 7 - 1.
الاتحاد السوفياتي كان قد أحرز الميدالية الذهبية لكرة القدم في آخر أولمبياد قبل البطولة، وهو الذي استضافته مدينة ملبورن الأسترالية عام 1956.. فبات ولا يزال الفريق الوحيد الذي فاز بكأس الأمم الأوروبية وهو يحمل اللقب الأولمبي، علما بأن فوزه في نهائي المسابقة الكروية في ملبورن كان على يوغوسلافيا أيضًا، وبهدف وحيد سجّله أناتولي إليين، صاحب أول هدف في تصفيات البطولة الأوروبية نفسه!
غير أنّ يوغوسلافيا سوف تنال تعويضًا سريعًا عن خسارتيها أمام السوفيات، وذلك عبر فوزها بعد شهرين تمامًا بذهبية كرة القدم لأولمبياد روما 1960، حيث هزمت في المباراة النهائيّة الدنمارك بنتيجة 3 – 1، وجاء هدفها الأول في أقلّ من دقيقة على صفرة البداية عن طريق غاليتش أيضًا!
وبالعودة إلى نهائي البطولة الأوروبية، الذي انطلق في التاسعة والنصف من مساء الأحد 10 يوليو، فقد انضمّ كل من غاليتش وبونيديلنك، الذي كان قد سجّل كذلك هدفًا في مباراة فريقه الأولى ضدّ تشيكوسلوفاكيا، إلى صدارة هدّافي البطولة بالمشاركة مع أوت وإيفانوف وييركوفيتش، ولكل منهم هدفان.
وللصدفة، جاء هدف بونيديلنك (ومعنى اسمه بالروسيّة «الاثنين») في الشوط الإضافي الأول من المباراة النهائيّة بينما كان التوقيت في موسكو يشير إلى الساعة الأولى من فجر يوم «الاثنين»!
الحصيلة النهائية لأهداف البطولة الأولى بلغت 17 هدفًا في أربع مباريات، بمعدّل 4.25 هدف في المباراة، وسيبقى المجموع والمعدّل قياسيين حتى البطولة الرابعة بعد 12 عامًا.
تبقى الإشارة إلى مفارقة أخرى على الصعيد «التهديفي»، وهي أنّ إيفانوف وييركوفيتش اللذين تشاركا صدارة الهدّافين مع ثلاثة لاعبين آخرين في البطولة الأولى، سيتصدّران لائحة الهدّافين في بطولة كأس العالم التالية في التشيلي بعد سنتين أيضًا، ولكنّ ذلك سيكون بمشاركة أربعة لاعبين آخرين!

صدارة هدّافي بطولة 1960

ميلان غاليتش يوغوسلافيا هدفان
فرنسوا أوت فرنسا هدفان
فالنتين إيفانوف الاتحاد السوفياتي هدفان
دراجن ييركوفيتش يوغوسلافيا هدفان
فيكتور بونيديلنك الاتحاد السوفياتي هدفان

المباريات التي شهدت أكبر مجموع من الأهداف في تاريخ النهائيّات

9 أهداف فرنسا – يوغوسلافيا (4 - 5) 1960
7 أهداف هولندا – يوغوسلافيا (6 - 1) 2000
7 أهداف يوغوسلافيا – إسبانيا (3 - 4) 2000



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».