«الأوروبي» يحدد أولويات استراتيجيته لمكافحة الإرهاب في العراق وسوريا

بعد أيام من تهديدات جديدة صدرت عن مواقع تحسب على المناصرين لتنظيم داعش متوعدة الدول الغربية خلال شهر رمضان، اعتمد المجلس الوزاري الأوروبي في بروكسل مجموعة من التوصيات بشأن الاستراتيجية الإقليمية في سوريا والعراق، ومواجهة تهديدات «داعش».
وتحدد هذه التوصيات أولويات عمل الاستراتيجية الأوروبية، وفي مقدمتها العمل على تحقيق السلام والاستقرار في سوريا والعراق والمنطقة على نطاق واسع، ووضع حد لمعاناة الشعبين السوري والعراقي، حسب ما جاء في البيان الختامي لاجتماعات وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي التي اختتمت أمس الثلاثاء في بروكسل.
وجدد البيان التزام الاتحاد الأوروبي بالحفاظ على الطابع المتعدد الأعراق والأديان والطوائف في المجتمعات السورية والعراقية، فضلا عن التراث الثقافي الغني للمنطقة. وفي هذا الصدد قال البيان إن «الاتحاد الأوروبي سيعمل على تعبئة كل الموارد المطلوبة للأمن والتنمية، وتقديم المساعدة الإنسانية مع بذل جهود لمعالجة الأسباب الجذرية لتدفق اللاجئين. وذلك خاصّة بعد أن وفّر الاتحاد بمؤسساته وبدوله الأعضاء، ما يقرب من 6 ونصف المليار يورو لمعالجة أسباب وعواقب أزمة اللاجئين».
وقال البيان إن «محاربة (داعش) على المدى الطويل تتطلب معالجة الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي سهّلت انتشار الإرهاب». وجدّد الاتحاد الأوروبي دعمه للتحالف العالمي ضد «داعش».
كما أكّد الاتحاد الأوروبي تصميمه على حماية مواطنيه من التهديد الإرهابي لـ«داعش» وغيرها من المنظمات الإرهابية التي توجد في لائحة الأمم المتحدة، وأن تحقيق هذا الأمر سيتحقق بالتعاون بين الاتحاد الأوروبي كمؤسسات، والدول الأعضاء في الاتحاد. وجرى تقييم ما جرى تنفيذه من بنود الاستراتيجية منذ الإعلان عنها مارس (آذار) من العام الماضي، واتفق الجميع على أنها لا تزال صالحة ويجب متابعتها باستمرار.
وعلى هامش الاجتماعات، قالت فيدريكا موغيريني، منسقة السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي، إن محاربة «داعش» أمر ضروري لضمان أمن أوروبا، وكذلك سكان العراق وسوريا.
وسبق أن اعتمد الاتحاد الأوروبي هذه الاستراتيجية، في مارس من العام الماضي، وحدد الإجراءات الواجب اتخاذها من قبل الاتحاد والدول الأعضاء للمساعدة في استعادة السلام والأمن في سوريا والعراق.
ويأمل وزراء الداخلية الأوروبيون في الوصول إلى اتفاق حول هذا الشأن في يونيو (حزيران) المقبل، فيما اعتبرت بريطانيا وفرنسا أن هذا الأمر يواجه عراقيل كثيرة. واعتبر منسّق شؤون مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي جيل دي كيرشوف أنه لا تزال هناك «ثغرات كبيرة» في مجال تبادل المعلومات بين الدول الأعضاء، بينما أوصت المفوضية الأوروبية في بروكسل بضرورة إجراء «تغيير في الفكر» للتصدي بشكل أفضل للإرهاب.
وعند الإعلان عن الاستراتيجية الجديدة، العام الماضي، قال الاتحاد الأوروبي إنه سيظل ملتزما بمواجهة تهديدات «داعش»، وبتحقيق السلام والاستقرار والأمن في سوريا والعراق والمنطقة بشكل أوسع.