شكوك حول صورة قاسم سليماني في الفلوجة بعد ساعات من خطابه في قم

موقع مقرب من الحرس الثوري: قائد «فيلق القدس» اجتمع بقادة «الحشد الشعبي»

صورة تداولتها مواقع نقلا عن ميليشيا «النجباء» من اجتماع قاسم سليماني وقادة الحشد الشعبي أول من أمس
صورة تداولتها مواقع نقلا عن ميليشيا «النجباء» من اجتماع قاسم سليماني وقادة الحشد الشعبي أول من أمس
TT

شكوك حول صورة قاسم سليماني في الفلوجة بعد ساعات من خطابه في قم

صورة تداولتها مواقع نقلا عن ميليشيا «النجباء» من اجتماع قاسم سليماني وقادة الحشد الشعبي أول من أمس
صورة تداولتها مواقع نقلا عن ميليشيا «النجباء» من اجتماع قاسم سليماني وقادة الحشد الشعبي أول من أمس

في وقت تناقلت فيه وكالات أنباء تابعة للحرس الثوري خطاب قائد «فيلق القدس» الإيراني، قاسم سليماني، أول من أمس في قم، نشرت ميليشيا «النجباء» التابعة لميليشيا «الحشد الشعبي» العراقية في التوقيت نفسه صورة منسوبة إلى سليماني وهو في اجتماع مع قائد «فيلق بدر» وقادة ميليشيا «الحشد الشعبي» العراقية.
وخلال 24 ساعة الماضية تناقلت وسائل الإعلام صورة سليماني، وأعلنت عن وجود سليماني في الفلوجة من دون تقديم تفاصيل عن توقيت ومكان الصورة.
في هذا الصدد، نشرت وكالات أنباء حكومية من بينها «إيرنا» و«مهر» وأخرى تابعة للحرس الثوري أول من أمس (الاثنين) تقارير مصورة من مؤتمر «الحوزة العلمية.. المخاوف والآمال» في حوزة «دار الشفاء» الذي ألقى فيه سليماني خطابا يدافع فيه عن القتال في سوريا والعراق، ويدعو الحوزات العلمية والمؤسسة الدينية في إيران إلى لعب دور أكبر في السياسة والمجتمع.
من جانبه، ذكر موقع «تابناك» المقرب من قائد الحرس الثوري الإيراني الأسبق محسن رضائي، أنه في حين وجود سليماني بين ساعات صباح وظهر (أول من أمس) الاثنين في مؤتمر قم «وصل مساء (أول من أمس) الاثنين كما كان متوقعا إلى العراق قبل ساعة الصفر في معركة الفلوجة».
هذا واعتادت حسابات تابعة لجهاز الدعاية في الحرس الثوري تنشط في مختلف شبكات التواصل الاجتماعي على نشر أخبار ومعلومات متضاربة عن سليماني. كما أنها تتناقل صورا قديمة لسليماني وقادة الحرس الثوري تعود إلى فترات زمنية سابقة.
في هذا الصدد، تنشر في الآونة الأخيرة مواقع تابعة للحرس الثوري، مختصة بنشر أخبار الحرب في سوريا، صورا قديمة من وجود سليماني في سوريا والعراق على الرغم من نشر مواقع إيرانية تقارير تناقض ما تنقله تلك الصور.
وكانت وسائل إعلام إيرانية وأخرى أجنبية تناقلت خبر وجود سليماني في حلب في السابع من مايو (أيار)، ونشرت له صورا عن وجوده بين ميليشيا «المقاتلين الأفغانيين - فاطميين» التابعة لـ«فيلق القدس» الإيراني في حلب. ومن جانبه، كان الحرس الثوري قد وزع بيانا بعد تسرب معلومات عن خسائر إيران الكبرى في خان طومان على مواقع التواصل الاجتماعي بين الإيرانيين. وبعد ساعات من نشر البيان ذكرت مواقع إيرانية في السابع من مايو أن سليماني توجه إلى حلب لإدارة المعارك والرد على خسائر خان طومان، إلا أن ظهور سليماني بعد أقل من 24 ساعة في مؤتمر لقادة الشرطة الإيرانية في طهران وضع حدا لما تناقلته بعض المواقع التابعة للحرس الثوري.
كما أن المواقع التابعة للحرس الثوري تتهم وسائل الإعلام الأجنبية بشن حرب نفسية ضد الحرس الثوري وقاسم سليماني في الآونة الأخيرة، خصوصا بعدما تناقلت تقارير إعلامية حول مقتل سليماني في حلب.
من جانبها، لم تؤكد وكالات الأنباء التابعة للحرس الثوري التي تنشر تقارير ميدانية عن معارك العراق وسوريا، المعلومات التي أشارت إلى وجود سليماني في الفلوجة، وقامت بإعادة ما نشرته ميليشيا «النجباء» في سوريا.
ويقول قادة الحرس الثوري إنهم يخوضون حربا «غير متكافئة» في سوريا. كما أنهم يشددون على ميادين أخرى لا تقل أهمية عن ميادين الحرب الحقيقية، على حد تعبيرهم. كذلك كانت مفاهيم مثل «الحرب النفسية والحرب الناعمة» من المحاور الرئيسية في خطابات قادة الحرس الثوري بشأن الحرب التي تخوضها قوات إيرانية على الأراضي السورية والعراقية.
وقبل يومين تناقلت مواقع إيرانية حول توجه وفد قيادي من ميليشيا «الحشد الشعبي» إلى مشهد، وكشفت تلك المواقع عن لقاءات جمعت بين وفد قيادي من ميليشيا «الحشد الشعبي» العراقية ومسؤولين كبار في محافظة خراسان من بينهم رئيس مؤسسة «آستان قدس رضوي» التي تعد من الأذرع الاقتصادية التابعة لمؤسسة ولي الفقيه، ومنافسة للحرس الثوري في النفوذ السياسي والاقتصاد.
في هذا السياق، كانت وسائل إعلام إيرانية ذكرت أن سليماني يوجد في اليمن، ولم تنشر وسائل إعلام مستقلة أخبارا عن توجه سليماني خارج الأراضي الإيرانية بعد فترة غياب طالت أشهر عقب تردد أنباء عن إصابته في جنوب حلب.
من جانب آخر، ذكرت تقارير إيرانية مؤخرا أن سليماني قد يكون من بين خيارات خامنئي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وقبل يومين ذكر المحلل السياسي الإيراني صادق زيبا كلام أن سليماني قد يحيي آمال الأصوليين في الانتخابات في معركة الانتخابات الرئاسية بعد أقل من عامين، ورجح زيبا كلام في مقال نشرته صحيفة «مردم سالاري» أن التيار الأصولي يتجه لاختيار مرشح من بين الرئيس السابق أحمدي نجاد وعمدة طهران محمد باقر قاليباف وقاسم سليماني.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.