70 فصيلا تسحب اعترافها بـ«الائتلاف» السوري وتتهمه بالفشل

منظمة حظر الكيماوي تتحقق من 11 موقعا في سوريا.. والأمم المتحدة تعين هولندية لرئاسة فريق التفتيش

مدنيون ورجال اطفاء يحاولون اخماد النيران في مبنى قصفته من قبل قوات النظام في مدينة الرقة أمس (رويتر)
مدنيون ورجال اطفاء يحاولون اخماد النيران في مبنى قصفته من قبل قوات النظام في مدينة الرقة أمس (رويتر)
TT

70 فصيلا تسحب اعترافها بـ«الائتلاف» السوري وتتهمه بالفشل

مدنيون ورجال اطفاء يحاولون اخماد النيران في مبنى قصفته من قبل قوات النظام في مدينة الرقة أمس (رويتر)
مدنيون ورجال اطفاء يحاولون اخماد النيران في مبنى قصفته من قبل قوات النظام في مدينة الرقة أمس (رويتر)

قتل خمسون عنصرا من عناصر حزب الله اللبناني ولواء «أبو الفضل العباس» بريف دمشق الجنوبي أمس، إثر كمين نصبته كتائب تابعة لـ«الجيش السوري الحر» بحسب ما أعلنت وكالة أنباء «سانا الثورة». في حين سحب نحو سبعين مجموعة معارضة تقاتل النظام السوري في جنوب البلاد اعترافها بـ«الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية».
واتهمت هذه المجموعات في شريط فيديو مصور بث على موقع «يوتيوب» الائتلاف المعارض بأنه «فاشل» و«مدعوم من الغرب». وتلا أحد القادة الميدانيين بيانا جاء فيه «نظرا لفشل الهيئات السياسية التي ادعت تمثيل المعارضة وقوى الثورة في تحقيق أهداف ثورتنا المباركة.. نعلن نحن قادة التشكيلات العسكرية والثورية في المحافظات الجنوبية تشكيل (مجلس قيادة الثورة) في المنطقة الجنوبية، ونسحب اعترافنا من أي هيئة سياسية موجودة تدعي تمثيلنا وفي مقدمتها (الائتلاف وقيادته)»، وظهر في الشريط عدد كبير من المقاتلين الذين يحملون سلاحهم، وقد صور في منطقة صحراوية غير محددة. كما عدد قارئ البيان الذي لم يعرف عن نفسه، أسماء نحو سبعين مجموعة وقعت على البيان. وتأتي هذه الخطوة التي اجتمعت فيها نحو 70 مجموعة مقاتلة، بعد قيام 13 مجموعة مقاتلة في شمال البلاد بخطوة مماثلة نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، ودعت فيها إلى تأليف تشكيل إسلامي يضم جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة.
من جهته، اعتبر المنسق السياسي والإعلامي للجيش السوري الحر لؤي مقداد، أن البيان لا يعني رفض المجموعات المقاتلة لهيئة أركان الجيش الحر برئاسة اللواء سليم إدريس.
وقال مقداد لوكالة الصحافة الفرنسية «اطلعنا على البيان، وسنتواصل مع قادة هذه المجموعات». وأضاف: «على إخواننا في الائتلاف الإنصات بدقة لصوت الشعب في داخل سوريا، لأولئك الذين يضحون بدمهم في سوريا، للثوار على الأرض». وشدد على أن «مطالب الثوار لا يجب أن تؤخذ بخفة».
في موازاة ذلك، ذكرت شبكة «شام» التابعة للمعارضة أن «الجيش الحر تمكن من قتل الكثير من جنود حزب الله و(لواء أبي الفضل العباس) بعد نصب كمين محكم لهم أثناء محاولة اقتحام بلدة حجيرة البلد بريف دمشق الجنوبي»، مشيرة إلى أن «هؤلاء قتلوا في المعارك التي دارت في بساتين البلدة» وأن «عددهم وصل إلى 50 قتيلا».
وأدى انفجار في جنوب سوريا إلى مقتل 21 شخصا في آخر هجوم يستهدف المدنيين. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 21 شخصا على الأقل بينهم أربعة أطفال قتلوا في وقت مبكر صباح أمس في انفجار قوي وقع في محافظة درعا جنوب سوريا. وأفاد المرصد «استشهد 21 مواطنا من منطقة نوى بينهم أربعة أطفال وست سيدات جراء انفجار لدى مرورهم بسيارة كانت تقلهم في محيط تل الجموع الذي تتمركز عليه كتيبة من القوات النظامية وتحاصره الكتائب المقاتلة». وأضاف المرصد «اتهم نشطاء من المنطقة القوات النظامية بزرع لغم انفجر لدى مرور السيارة». وتعتبر درعا مهد الانتفاضة التي اندلعت ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في مارس (آذار) 2011.
وهذا الهجوم الذي استهدف المدنيين يأتي فيما حثت الولايات المتحدة المجلس الوطني السوري المعارض على التخلي عن قراره بعدم المشاركة في مؤتمر السلام في سوريا المقرر منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) مؤكدة على أهمية مشاركته.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي «شهدت هذه العملية الكثير من التقلبات. وهذا الأمر ليس مفاجئا نظرا إلى الوضع الصعب على الأرض». وأضافت خلال لقاء مع الصحافيين «لكننا نواصل حث المعارضة (السورية) على أن تتمثل في مؤتمر» جنيف - 2.
وكان رئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرا قال: إنه لا يمكن إجراء مفاوضات في ظل معاناة الشعب السوري على الأرض. ولكن المتحدثة باسم الخارجية الأميركية أشارت إلى أن مشاركة المعارضة في مفاوضات السلام أمر «أساسي ومهم» مذكرة بأن «الخيار والوحيد لوضع حد للحرب الأهلية هو حل سياسي».
وفي مناطق أخرى في سوريا جرت مواجهات بين مقاتلين أكراد وجهاديين في محافظة الحسكة شمال شرقي البلاد. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان «دارت اشتباكات منذ ليل أمس، بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي ومقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام والكتائب المقاتلة وجبهة النصرة، في محيط قرية تل علو غمر وتل علو كبير، بريف ناحية جل آغا الجوادية، حيث استمرت الاشتباكات» حتى صباح أمس.
وأضاف المرصد أنه في محافظة دمشق تعرضت «مناطق في أحياء برزة والقاون وجوبر لقصف من قبل القوات النظامية مما أدى لسقوط جرحى». وقال: إنه في محافظة إدلب «قصف الطيران المروحي مناطق في بلدة البشيرية بالبراميل المتفجرة مما أدى لسقوط جرحى وتهدم في بعض المنازل».
وأضاف المرصد أنه في محافظة ريف دمشق «تعرضت مناطق في مدينة معضمية الشام وبلدة سقبا لقصف من قبل القوات النظامية وأنباء عن شهداء وسقوط جرحى».
من جهة ثانية، استهدفت القوات النظامية تجمعا للمدنيين في منطقة البساتين القريبة من المدخل الغربي لمدينة معضمية الشام في ريف دمشق الغربي. وقال ناشطون إن «القوات النظامية قصفت المنطقة بعدد من قذائف الهاون أثناء محاولة لنزوح المدنيين تحت إشراف لجنة من الصليب الأحمر، مما أودى بحياة ثلاثة أشخاص وسقوط عدد من الجرحى معظمهم من النساء والأطفال».
وأوضح الناشطون أن «القوات النظامية تحتجز أعدادا كبيرة من المدنيين عند المدخل الغربي للمدينة، وحذرت من استخدامهم كدروع بشرية لاقتحامها، مطالبين الأمم المتحدة بالتدخل في هذا الشأن.
يأتي ذلك بعد خروج دفعتين من النساء والأطفال من المعضمية خلال الأيام الماضية بإشراف منظمات دولية، فيما لا يزال أكثر من 3000 مدني يعانون من ظروف إنسانية سيئة جدا داخل المدينة المحاصرة بشكل كامل من قبل القوات النظامية.
تزامن ذلك مع غارات جوية شنها الطيران الحربي النظامي على مدينة الزبداني في ريف دمشق استهدفت وسط المدينة مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى بينهم أطفال ونساء. كما تعرضت المدينة بحسب ناشطين إلى قصف عنيف من قبل القوات النظامية المتواجدة على الحواجز التي تحيط بها باستخدام قذائف المدفعية الثقيلة والدبابات، ومن أبرز الحواجز التي شاركت في القصف حاجزا جملا والحرش.
وبث ناشطون مقاطع فيديو تظهر الدمار الذي حل بالأبنية السكنية في المدينة نتيجة تعرضها للقصف بشكل شبه يومي.
وفي حلب، قصف الطيران المروحي النظامي بالبراميل المتفجرة مدينة السفيرة بريف حلب، كما استهدفت راجمات الصواريخ والدبابات بلدة ماير، مع اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي في محيط سجن حلب المركزي وسط قصف من الطيران الحربي استهدف محيط السجن.
أما في الرقة، فقد تعرضت المدينة لقصف متقطع من قبل القوات النظامية، وأفاد ناشطون عن استهداف منطقتي الفردوس والرميلة بعدة قذائف هاون أصابت عددا من الأبنية السكنية. وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد منها دون أن ترد أنباء عن وقوع إصابات.
من جهة أخرى تجددت الاشتباكات بين كتائب المعارضة والجيش النظامي في محيط الفرقة 17 التي تعتبر من آخر معاقل النظام في المدينة، بالتزامن مع تحليق الطيران الحربي.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.