وعود صديق خان وأزمة الإسكان.. قضية لندنية تترقب الحسم

«لوبي المطورين» أبرز المعارضين.. وتخوفات من انهيار السوق

صديق خان بين مؤيديه إبان حملته الانتخابية وسط العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
صديق خان بين مؤيديه إبان حملته الانتخابية وسط العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
TT

وعود صديق خان وأزمة الإسكان.. قضية لندنية تترقب الحسم

صديق خان بين مؤيديه إبان حملته الانتخابية وسط العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
صديق خان بين مؤيديه إبان حملته الانتخابية وسط العاصمة البريطانية لندن (رويترز)

أضاف فوز صديق خان، العمدة المسلم الأول للعاصمة البريطانية لندن، تغيرًا كبيرًا على وجه المدينة المالية الأولى عالميًا، فضلاً عن كونها بالأساس مدينة تحقق المفهوم «الكوزموبولياتني» بكل عناصره من التنوع بكل أشكاله. وإلى جانب ما يضفيه الحدث من «ليبرالية» على المستويات السياسية والاجتماعية، ينتظر غالبية أهل لندن «سقف التطلعات» الذي رفعه البرنامج الانتخابي لمرشح حزب العمال، وبخاصة فيما يخص القطاع العقاري، متسائلين بكل جدية: «هل يمكن أن تعود لندن مدينة سكنية في متناول ساكنها؟»
وأظهرت استراتيجية خان للتعامل مع المشكلة الكبرى التي تواجه العاصمة حقيقة أن تلك المدينة ببساطة لا تبني منازل تكفي لاستيعاب أعداد قاطنيها، إضافة إلى كون منازلها غاية صعبة التحقق لقاطني لندن من غير الأثرياء.
وكان ملف الإسكان لـ«محدودي الدخل» أحد أهم الأولويات في خطة خان للمدينة التجارية، خصوصًا أنه كان على يقين أن عمد لندن السابقين لم يعالجوا مشكلة السكن، خاصة مع ارتفاع تكاليف المعيشة، «فأصبح الكثيرون في المدينة يستأجرون وغير قادرين على شراء منازلهم»؛ وفقًا للبرنامج الانتخابي لعمدة لندن الحالي.
ووعد خان أنه سيعمل على تقديم منازل بأسعار معقولة لسكان مدينة لندن، والعمل أيضًا على خفض الإيجارات.. ووسع العمدة من نطاق التنفيذ ليشمل عدة من المطورين العقاريين لبناء منازل بأسعار معقولة، وحدد هدفًا أن تكون 50 في المائة من المنازل الجديدة «في متناول» سكان المدينة. مؤكدًا من خلال خطته الانتخابية أنه سينهي مشكلات الآلاف من المنازل الجديدة التي يتم بيعها للمستثمرين بالخارج كل عام.
وقال خان مرارًا وتكرارًا إنه يجب دعم الجمعيات السكنية في خططها لضمان 80 ألف وحدة سكنية بحد أدنى كل عام. بينما يذكر أن العمد السابقين للمدينة فشلوا في توظيف استثمار سكني قدر بنحو 400 مليون جنيه إسترليني (أكثر من 580 مليون دولار) لتوفير منازل بأسعار معقولة.
وتتمحور خطة خان في الحصول على المزيد من الأراضي المملوكة من قبل الهيئات العامة، إضافة إلى إنشاء نماذج جديدة من المساكن بأسعار معقولة، مع الإيجار على أساس مستوى ثلث المتوسط من الدخل، والكف عن الاعتماد على أسعار السوق، وتغيير شكل الحيازة العقارية مما يتيح فرصة لتوفير الدفعات المقدمة.
ووعد صديق خان بإنشاء وكالة لتأجير المنازل «غير هادفة للربح»، تهدف إلى تسويق عقود الإيجار المستقرة وطويلة الأجل في جميع أنحاء لندن.
وقال عمدة لندن في تصريحات له منتصف الشهر الحالي، إن «الوقت حان لبناء منازل لذوي الأجور المنخفضة في العاصمة البريطانية»، وهي القضية التي كانت قد وصلت إلى طريق مسدود قبل أسبوع فقط من تولي خان المنصب.
وأظهرت بيانات رسمية حديثة أن 4880 وحدة سكنية تم بناؤها بـ«أسعار معقولة» العام الماضي في لندن، وهو أقل معدل لبناء مساكن لمحدودي الدخل منذ عام 1991.
وأوضح خان أنه سوف يعطي موافقات سريعة على البناء في مواقع «لاندمارك كورت» في ضاحية ساوثوورك، والتي يمكن تدبير بناء 120 وحدة سكنية على مواقع تجاور تقاطع السكك الحديدية، مشددًا على أنه سيصر على «مستويات أعلى بكثير من مجرد إسكان ميسر» في المباني الجديدة.
وقال خان: «أنا عاقد العزم على إصلاح أزمة السكن في لندن، والتأكد من أن جميع سكان لندن لديهم الفرصة لاستئجار أو شراء منزل لائق بسعر يمكنهم تحمله، ولكن حجم التحدي هو الآن أكثر وضوحًا من أي وقت مضى، ونحن لن نكون قادرين على تغيير الأمور بين عشية وضحاها»، مشيرًا إلى أن أول الأشياء التي يمكن القيام بها هو العمل على تسريع التطوير في المواقع الفارغة، من أجل التنمية التي سبق التخطيط بها.
وانتقد خان سلفه بوريس جونسون لضعف معدل المنازل الجديدة التي يمكن أن تعد في متناول اليد، بنحو 13 في المائة. وأرجع عمدة لندن ضعف نسبة المساكن في متناول اليد إلى «جشع المطورين».
كما أعلن خان أنه يدرس «شرط» تسويق الوحدات السكنية الجديدة محليًا لمدة 6 أشهر على الأقل «قبل بيعها للمستثمرين الأجانب».
وأفادت مؤسسة مولير أن 15 في المائة من المنازل الجديدة تم بيعها للمستثمرين الأجانب في عام 2013، وأصبح متوسط سعر المنازل يصل إلى ما يقرب من 60 ألف جنيه إسترليني (نحو 87 ألف دولار) منذ عام 2009.
وفي الوقت ذاته، أكد خان على أنه قابل الكثير من الرؤساء التنفيذيين والعاملين في الشركات متعددة الجنسيات، الذين عبروا عن مشكلاتهم في ضم موظفين جدد بسبب أزمة السكن. مما يعني أن المشكلة صارت «مزدوجة»، سواء لأهالي لندن الأصليين، أو لأولئك الأجانب من العاملين أو الدارسين بها.
وعلى الجهة الأخرى، يقف المطورون العقاريون في وجه تلك الخطط التي من شأنها أن تقلص من مكاسبهم إلى حد بعيد. وبينما يضغطون سياسيًا ضد تعيين جيمس مواري نائب عمدة للسكن، وهو الرجل الذي قضى ست سنوات عضوًا بالمجلس التنفيذي للإسكان في لندن، والذي قد ينجح في تنفيذ خطط العمدة الجديد.. والذي سيواجه عاصفة متوقعة من الانتقادات الحادة من قبل المطورين والمستثمرين والوسطاء العقاريين، في مقابل دعم من سكان المدينة الذين أطلقوا على خان لقب «قائد الإسكان».
وتقول الأرقام السابقة في القطاع العقاري على مدار السنوات الماضية، إن القطاع شهد عرقلة للتطورات التي تفتقر إلى مستويات عالية من المساكن بأسعار معقولة، وهو الأمر الذي وصفه محللون بأنه «تخبط في تنمية العاصمة».
وبينما يواجه خان معركته الخاصة مدعومًا بآلاف المؤيدين من السكان، فإن التحذيرات تتوالى من قبل المعسكر المعارض لانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، قبل نحو شهر واحد من الاستفتاء المقرر في 23 يونيو (حزيران) المقبل.
وخلال وجوده في اليابان على هامش لقاء وزراء مالية الدول السبع الكبرى نهاية الأسبوع الماضي، أعلن وزير المالية البريطاني جورج أوزبورن عن تخوفه من أن أسعار المساكن في بريطانيا ستهبط ما بين 10 إلى 18 في المائة إذا ما صوت البريطانيون لصالح الانسحاب من الاتحاد الأوروبي.
وكانت قضية الانفصال أحد أهم القضايا التي استحوذت على اهتمام «السبع الكبار» خلال جلساتهم، والتي انتهت بإجماعهم على ضرورة تفادي حدوثها، نظرًا للآثار السلبية التي ستترتب عليها لكل من بريطانيا، والاتحاد الأوروبي، وربما العالم أجمع.
وقال أوزبورن لهيئة الإذاعة البريطانية، (بي بي سي)، إن مغادرة بريطانيا للاتحاد ستحدث أيضًا اضطرابًا في الأسواق المالية، وستدفع أسعار فائدة القروض العقارية للارتفاع، وستلحق ضررًا بالبريطانيين الذين يحاولون شراء مسكن.
ويرى فريق الداعين إلى البقاء، الذي يتزعمه رئيس الوزراء البريطاني جيمس كاميرون، ويقود هجومه أوزبورن، أن الانفصال سيؤدي إلى انسحاب إجباري لرؤوس الأموال، ومن بينها تلك المتعلقة بالأصول العقارية، مما يمكن أن يؤدي إلى انهيار بالسوق.
فيما يقول الفريق الداعي للانفصال، ويقوده عمدة لندن السابق بوريس جونسون، إن تلك المتوالية ستؤدي إلى تحسن السوق العقارية، نظرًا لانتهاء «الفقاعة العقارية» غير المبررة في بريطانيا ولندن على وجه الخصوص، والتي جعلت الأسعار أغلى بمرات مضاعفة عن التقييمات الحقيقية نتيجة لنقص المعروض عن المطلوب، والمزايدات من قبل الأثرياء الأجانب، التي جعلت من أهالي لندن الطبيعيين «خارج المنافسة».
ويؤكد أوزبورن أن الخزانة البريطانية ستنشر خلال الأيام المقلبة تحليلاً للتأثيرات قصيرة الأجل لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. موضحًا أن «تحليل الخزانة يظهر أن قيمة مساكن الناس ستنخفض بما لا يقل عن 10 في المائة، وبما يصل إلى 18 في المائة.. وفي الوقت نفسه، فإن مشتري المساكن للمرة الأولى سيتضررون، لأن فوائد القروض العقارية سترتفع وسيصبح الحصول على القروض العقارية أكثر صعوبة».
وأيا كانت نتيجة الاستفتاء، فإن سكان العاصمة البريطانية ينتظرون أن يفي خان بوعوده، لكنهم يترقبون أيضًا كيف يتصرف العمدة الجديد في مواجهة متغيرات قد تكون أكبر من العاصمة، بل قد تكون أكبر من المملكة المتحدة ذاتها.



هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
TT

هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل

يتعين على ديانا كارلين الانتهاء من تأليف الكتاب الذي تعمل عليه بشأن متعة امتلاك بوتيك لولا ستار، ذلك المتجر الصغير والساحر للغاية في ممشى كوني آيلاند، على مدى السنوات الـ19 الماضية. لكن بدلا من ذلك، انتابت السيدة كارلين حالة من الخوف والتوتر منذ أن عرض عليها مالك المتجر الذي تعمل فيه عقدا جديدا للإيجار منذ عدة أسابيع - تزيد فيه القيمة الإيجارية بنسبة 400 في المائة دفعة واحدة. وقالت: «إنني أتساءل إن كان ينبغي علي أن أطلب لافتات (التوقف عن العمل!)».
وفي الصيف الماضي، كانت كوني آيلاند في حي بروكلين بمدينة نيويورك تزدحم بالباحثين عن الاستمتاع على الشواطئ ومختلف أشكال الترفيه الأخرى، ولكنها تميل لأن تكون أكثر هدوءا في فصل الشتاء. وقبل أكثر من عشر سنوات مضت، تعهدت مدينة نيويورك بإنشاء وجهة سياحية ذات حديقة مائية، وساحة كبيرة، وحلبة للتزلج على الجليد، تعمل على مدار السنة، مع ملايين الدولارات من الاستثمارات السكنية والتجارية.
وفي الأثناء ذاتها، قال مايكل بلومبيرغ - عمدة مدينة نيويورك آنذاك، إنه سوف تتم حماية مطاعم الأكل والمتاجر الرخيصة في المنطقة. وكان مارتي ماركويتز رئيس مقاطعة بروكلين قد أعلن في عام 2005 أن الخطة المزمعة سوف تحافظ على الروعة التي تنفرد بها كوني آيلاند مع روح المحبة والمرح المعهودة. ولكن على غرار الكثير من الخطط الكبرى في مدينة نيويورك، لم تتحقق الرؤية الكاملة للمشروع بعد. فلقد بدت كوني آيلاند خالية بصورة رسمية بعد ظهيرة يوم من أيام يناير (كانون الثاني) الماضي، وصارت بعيدة كل البعد عما تعهدت به إدارة المدينة عن الجاذبية والنشاط على مدار العام كما قالت. إذ تهب الرياح الصاخبة على منشآت مدن الملاهي الشهيرة مثل لونا بارك وستيبلشيز بارك، ولكن لا وجود لحلبة التزلج أو الحديقة المائة، حيث لم يتم إنشاء هذه المنشآت قط.
والآن، وفي مواجهة آلة التحسين التي تتحرك بوتيرة بطيئة للغاية، أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند مجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل. تقول السيدة كارلين: «إنهم يحاولون الآن تحويل ساحة اللعب المخصصة لعوام الناس إلى ملعب خاص بالأثرياء فقط».
وكانت السيدة كارلين، رفقة 5 آخرين من أصحاب الشركات الصغيرة في كوني آيلاند - وهم: ناثان فاموس، وروبي بار آند جريل، وبولز دوتر، ومطعم توم، وبيتش شوب - يتفاوضون على عقود جديدة للإيجار تمتد لمدة 10 سنوات مع شركة «زامبيرلا»، وهي الشركة المالكة للمتنزه الإيطالي التي تعاقدت معها مدينة نيويورك قبل عشر سنوات لبناء وإدارة منطقة لونا بارك الترفيهية في كوني آيلاند، والتي تعد الشركات الصغيرة المذكورة جزءا لا يتجزأ منها.
وجاءت شركة «زامبيرلا» بشروط جديدة: زيادة القيمة الإيجارية من 50 إلى 400 في المائة لكل شركة من الشركات المذكورة. وتقول السيدة كارلين عن ذلك: «إنني أعشق كوني آيلاند، والحصول على هذا المتجر على الممشى السياحي كان من أحب أحلام حياتي. ولكن ليست هناك من طريقة أتمكن بها من تحمل الشروط الجديدة».
وفي رسالة وصلت إلى صحيفة «نيويورك تايمز» من أليساندرو زامبيرلا رئيس الشركة المذكورة، جاء فيها: «نحن نهتم بشؤون كوني آيلاند ومستقبلها، ونحن ملتزمون بتحويلها إلى أقوى مجتمع يمكن بناؤه. وذلك هو السبب في تواصلنا مع المستأجرين لضمان نجاح أعمالهم ضمن المحافظة على شخصية كوني آيلاند المميزة».
ورفض السيد زامبيرلا، الذي كان في رحلة سفر إلى إيطاليا، الإجابة عن أسئلة محددة طرحتها عليه صحيفة «نيويورك تايمز»، غير أنه أضاف يقول إن ثلاثة من أصل ست شركات قد وافقت بالفعل على عقود الإيجار الجديدة ووقعت عليها، وإن الشركات الأخرى تحقق تقدما ملموسا على هذا المسار.
أثارت الزيادات المقترحة في القيمة الإيجارية على الشركات الست الصغيرة حالة من الشد والجذب الشديدة المستمرة منذ سنوات داخل كوني آيلاند.
ففي عام 2009، وبعد مواجهة استغرقت 4 سنوات كاملة حول أفضل خطط إحياء وتجديد المنطقة، ابتاعت المدينة تحت رئاسة مايكل بلومبيرغ 7 أفدنة في منطقة الترفيه المضطربة من المطور العقاري جوزيف سيت مقابل 95.6 مليون دولار.
وأراد مايكل بلومبيرغ استعادة المنطقة إلى سابق عهدها، والتي بدأت تواجه الانخفاض منذ ستينات القرن الماضي، من خلال تعزيز تطوير المتاجر والشقق على طول طريق سيرف في المنطقة. وكانت الشركات التي افتتحت في فصل الصيف تنتقل إلى جدول زمني للعمل على مدار العام، مما يساعد على تعزيز رؤية مايكل بلومبيرغ باعتبار كوني آيلاند أكبر مدينة للملاهي الترفيهية والحضرية في البلاد.
ثم استأجرت شركة «زامبيرلا» الأرض من المدينة، مما أتاح لها افتتاح مدينة لونا بارك الترفيهية في عام 2010، مع إملاء عقود الإيجار الخاصة بالشركة مع أصحاب الشركات الصغيرة، ومطالبة هذه الشركات بتسليم جانب من الأرباح المحققة إلى المدينة.
وتعرضت الشركات العاملة على الممشى السياحي في المنطقة للإغلاق، حيث عجزت عن الاتساق مع الرؤية الجديدة للشركة الإيطالية. وكانت شركات صغيرة أخرى، مثل متجر السيدة كارلين، قد عاد للعمل بعد قرار الإخلاء الذي تعرضت له في عهد المطور العقاري جوزيف سيت.
وبحلول عام 2012، كانت جهود الانتعاش جارية على قدم وساق، وشهدت المنطقة نموا في الجماهير والإيرادات. وقالت السيدة كارلين إنها حققت أرباحا بنسبة 50 في المائة تقريبا بعد تولي شركة «زامبيرلا» مقاليد الأمور.
وقال سيث بينسكي، الرئيس الأسبق لمؤسسة التنمية الاقتصادية، حول المنطقة: «يعتقد أغلب الناس أنه قد جرى تطوير المنطقة لتتوافق مع التاريخ المعروف عن كوني آيلاند». ومع ذلك، فإن منطقة الملاهي لا تعمل على مدار السنة. وقال مارك تريغر، عضو مجلس المدينة الممثل لقطاع بروكلين الذي يضم كوني آيلاند، إنه يعتقد أن الوضع الراهن نابع من ندرة الاستثمارات من قبل مجلس المدينة وعمدة نيويورك بيل دي بلاسيو ضمن أهداف المدينة لعام 2009. وقال السيد تريغر: «لا تعرف الشركات إلى أين تذهب كوني آيلاند في ظل إدارة دي بلاسيو للمدينة. فهناك قصور واضح في الرؤية ولا وجود للخطط الشاملة بشأن تحسين المنطقة». وأضاف أن الوعود غير المتحققة منحت شركة «زامبيرلا» قدرا من النفوذ لإضافة المزيد من الأعباء على المستأجرين للمساعدة في استرداد الأرباح المهدرة. وقال إن هؤلاء المستأجرين قد استثمروا أموالهم هناك تحت فكرة تحول هذه المنطقة إلى وجهة سياحية تعمل طوال العام، مع حركة السير على الممشى طيلة السنة، على العكس من 3 إلى 4 أشهر من العمل فقط في العام بأكمله. ولا يمكن لأحد السماح بتحويل الأراضي العامة إلى سلاح باسم الجشع لإلحاق الأضرار بالشركات الصغيرة.
ولقد أعربت السيدة كارلين رفقة العشرات من العمال الآخرين في كوني آيلاند عن اعتراضهم على زيادة القيمة الإيجارية وذلك بالوقوف على درجات سلم مجلس المدينة في أوائل شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وفي مقابلة أجريت مع صحيفة «نيويورك تايمز»، وصف نورمان سيغيل محامي الحقوق المدنية قرار شركة «زامبيرلا» بأنه غير مقبول تماما، وأضاف أنه ينبغي على عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو التدخل في الأمر. وأضاف المحامي سيغيل أن إدارة مجلس المدينة يجب أن تطالب الشركة الإيطالية طرح شروط إيجارية معقولة، وإذا لم يحدث ذلك، فينبغي على المدينة التفكير جديا في سحب عقد الإيجار من شركة «زامبيرلا»، التي أفادت في محاولة لتحسين النوايا بأنها سوف تمدد الموعد النهائي للسيدة كارلين لتوقيع عقد الإيجار الخاص بها حتى يوم الأربعاء المقبل.
وقالت السيدة كارلين عن ذلك: «يقضي صاحب الشركة عطلته في إيطاليا في حين أنني أبذل قصارى جهدي لمجرد إنقاذ متجري الصغير ومصدر معيشتي الوحيد». ورفض السيد زامبيرلا وأصحاب الشركات الخمس الأخرى التعليق على عقود الإيجار الخاصة بهم، برغم أن الكثير من الشخصيات المطلعة على الأمر أكدوا أن الزيادة تتراوح بين 50 في المائة للمتاجر الكبيرة و400 في المائة لمتجر السيدة كارلين الصغير، والتي قالت إنها تعتقد أن الشركات الأخرى لم تتحدث عن المشكلة علنا خشية الانتقام من الشركة الإيطالية ومخافة قرارات الطرد.
وأضافت السيدة كارلين تقول: للتعامل مع الزيادات المطلوبة في الإيجار قرر أصحاب المتاجر رفع الأسعار، وإن أحد المطاعم أجرى تغييرات للانتقال من مطعم للجلوس وتناول الطعام إلى مطعم للوجبات السريعة للحد من التكاليف.
واستطردت السيدة كارلين تقول: «حاولت تقديم الالتماس إلى مجلس المدينة مرارا وتكرارا من خلال المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني والاحتجاجات خلال الشهر الماضي - ولكن لم يتغير شيء حتى الآن. وقال لها مجلس المدينة إنه غير قادر على المساعدة وليس هناك الكثير مما يمكن القيام به، ولكنني لا أوافق على ذلك، فهم أصحاب الأرض التي يستأجرها منهم زامبيرلا».
وقال المحامي سيغيل إن الزيادات باهظة للغاية لدرجة أنها قد تكون سببا وجيها للتقاضي، وأضاف: «هناك عدد من السوابق القضائية في ذلك إذا قررت المحكمة أن ما تقوم به الشركة غير معقول، ويمكن أن يكون ذلك من المطالب القانونية المعتبرة في حد ذاتها».
وليست هناك مؤشرات عامة في مجلس المدينة بشأن خطط سحب عقد الإيجار من زامبيرلا، أو التدخل، إذ إن زيادة القيمة الإيجارية لا تنتهك الاتفاقية المبرمة بين مجلس المدينة وبين شركة زامبيرلا. ونفت السيدة جين ماير، الناطقة الرسمية باسم عمدة نيويورك، الادعاءات القائلة بأن إدارة المدينة تفتقد للرؤية الواضحة أو الخطة الشاملة حيال كوني آيلاند. وقالت إن المدينة أنفقت 180 مليون دولار على تطوير البنية التحتية في كوني آيلاند خلال السنوات العشر الماضية، مع التخطيط لتوسيع نظام النقل بالعبّارات في نيويورك إلى كوني آيلاند بحلول عام 2021.
وأضافت السيدة ماير تقول: «تلتزم إدارة المدينة بالمحافظة على شخصية كوني آيلاند مع ضمان الإنصاف والمساواة والاستعداد للمستقبل». في حين تساءل المحامي سيغيل: لمن يُخصص هذا المستقبل؟ وهو من مواطني المدينة ونشأ في حي بروكلين، واعتاد قضاء فترات من الصيف على الممشى السياحي هناك، ويتذكر إنفاق دولار واحد لدخول مدينة الملاهي ثم العودة لتناول وجبة العشاء الشهية لدى مطعم ناثان فاموس المعروف، وقال: «علينا مواصلة الكفاح لإنقاذ كوني آيلاند التي نحبها».
- خدمة «نيويورك تايمز»