وعود صديق خان وأزمة الإسكان.. قضية لندنية تترقب الحسم

«لوبي المطورين» أبرز المعارضين.. وتخوفات من انهيار السوق

صديق خان بين مؤيديه إبان حملته الانتخابية وسط العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
صديق خان بين مؤيديه إبان حملته الانتخابية وسط العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
TT

وعود صديق خان وأزمة الإسكان.. قضية لندنية تترقب الحسم

صديق خان بين مؤيديه إبان حملته الانتخابية وسط العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
صديق خان بين مؤيديه إبان حملته الانتخابية وسط العاصمة البريطانية لندن (رويترز)

أضاف فوز صديق خان، العمدة المسلم الأول للعاصمة البريطانية لندن، تغيرًا كبيرًا على وجه المدينة المالية الأولى عالميًا، فضلاً عن كونها بالأساس مدينة تحقق المفهوم «الكوزموبولياتني» بكل عناصره من التنوع بكل أشكاله. وإلى جانب ما يضفيه الحدث من «ليبرالية» على المستويات السياسية والاجتماعية، ينتظر غالبية أهل لندن «سقف التطلعات» الذي رفعه البرنامج الانتخابي لمرشح حزب العمال، وبخاصة فيما يخص القطاع العقاري، متسائلين بكل جدية: «هل يمكن أن تعود لندن مدينة سكنية في متناول ساكنها؟»
وأظهرت استراتيجية خان للتعامل مع المشكلة الكبرى التي تواجه العاصمة حقيقة أن تلك المدينة ببساطة لا تبني منازل تكفي لاستيعاب أعداد قاطنيها، إضافة إلى كون منازلها غاية صعبة التحقق لقاطني لندن من غير الأثرياء.
وكان ملف الإسكان لـ«محدودي الدخل» أحد أهم الأولويات في خطة خان للمدينة التجارية، خصوصًا أنه كان على يقين أن عمد لندن السابقين لم يعالجوا مشكلة السكن، خاصة مع ارتفاع تكاليف المعيشة، «فأصبح الكثيرون في المدينة يستأجرون وغير قادرين على شراء منازلهم»؛ وفقًا للبرنامج الانتخابي لعمدة لندن الحالي.
ووعد خان أنه سيعمل على تقديم منازل بأسعار معقولة لسكان مدينة لندن، والعمل أيضًا على خفض الإيجارات.. ووسع العمدة من نطاق التنفيذ ليشمل عدة من المطورين العقاريين لبناء منازل بأسعار معقولة، وحدد هدفًا أن تكون 50 في المائة من المنازل الجديدة «في متناول» سكان المدينة. مؤكدًا من خلال خطته الانتخابية أنه سينهي مشكلات الآلاف من المنازل الجديدة التي يتم بيعها للمستثمرين بالخارج كل عام.
وقال خان مرارًا وتكرارًا إنه يجب دعم الجمعيات السكنية في خططها لضمان 80 ألف وحدة سكنية بحد أدنى كل عام. بينما يذكر أن العمد السابقين للمدينة فشلوا في توظيف استثمار سكني قدر بنحو 400 مليون جنيه إسترليني (أكثر من 580 مليون دولار) لتوفير منازل بأسعار معقولة.
وتتمحور خطة خان في الحصول على المزيد من الأراضي المملوكة من قبل الهيئات العامة، إضافة إلى إنشاء نماذج جديدة من المساكن بأسعار معقولة، مع الإيجار على أساس مستوى ثلث المتوسط من الدخل، والكف عن الاعتماد على أسعار السوق، وتغيير شكل الحيازة العقارية مما يتيح فرصة لتوفير الدفعات المقدمة.
ووعد صديق خان بإنشاء وكالة لتأجير المنازل «غير هادفة للربح»، تهدف إلى تسويق عقود الإيجار المستقرة وطويلة الأجل في جميع أنحاء لندن.
وقال عمدة لندن في تصريحات له منتصف الشهر الحالي، إن «الوقت حان لبناء منازل لذوي الأجور المنخفضة في العاصمة البريطانية»، وهي القضية التي كانت قد وصلت إلى طريق مسدود قبل أسبوع فقط من تولي خان المنصب.
وأظهرت بيانات رسمية حديثة أن 4880 وحدة سكنية تم بناؤها بـ«أسعار معقولة» العام الماضي في لندن، وهو أقل معدل لبناء مساكن لمحدودي الدخل منذ عام 1991.
وأوضح خان أنه سوف يعطي موافقات سريعة على البناء في مواقع «لاندمارك كورت» في ضاحية ساوثوورك، والتي يمكن تدبير بناء 120 وحدة سكنية على مواقع تجاور تقاطع السكك الحديدية، مشددًا على أنه سيصر على «مستويات أعلى بكثير من مجرد إسكان ميسر» في المباني الجديدة.
وقال خان: «أنا عاقد العزم على إصلاح أزمة السكن في لندن، والتأكد من أن جميع سكان لندن لديهم الفرصة لاستئجار أو شراء منزل لائق بسعر يمكنهم تحمله، ولكن حجم التحدي هو الآن أكثر وضوحًا من أي وقت مضى، ونحن لن نكون قادرين على تغيير الأمور بين عشية وضحاها»، مشيرًا إلى أن أول الأشياء التي يمكن القيام بها هو العمل على تسريع التطوير في المواقع الفارغة، من أجل التنمية التي سبق التخطيط بها.
وانتقد خان سلفه بوريس جونسون لضعف معدل المنازل الجديدة التي يمكن أن تعد في متناول اليد، بنحو 13 في المائة. وأرجع عمدة لندن ضعف نسبة المساكن في متناول اليد إلى «جشع المطورين».
كما أعلن خان أنه يدرس «شرط» تسويق الوحدات السكنية الجديدة محليًا لمدة 6 أشهر على الأقل «قبل بيعها للمستثمرين الأجانب».
وأفادت مؤسسة مولير أن 15 في المائة من المنازل الجديدة تم بيعها للمستثمرين الأجانب في عام 2013، وأصبح متوسط سعر المنازل يصل إلى ما يقرب من 60 ألف جنيه إسترليني (نحو 87 ألف دولار) منذ عام 2009.
وفي الوقت ذاته، أكد خان على أنه قابل الكثير من الرؤساء التنفيذيين والعاملين في الشركات متعددة الجنسيات، الذين عبروا عن مشكلاتهم في ضم موظفين جدد بسبب أزمة السكن. مما يعني أن المشكلة صارت «مزدوجة»، سواء لأهالي لندن الأصليين، أو لأولئك الأجانب من العاملين أو الدارسين بها.
وعلى الجهة الأخرى، يقف المطورون العقاريون في وجه تلك الخطط التي من شأنها أن تقلص من مكاسبهم إلى حد بعيد. وبينما يضغطون سياسيًا ضد تعيين جيمس مواري نائب عمدة للسكن، وهو الرجل الذي قضى ست سنوات عضوًا بالمجلس التنفيذي للإسكان في لندن، والذي قد ينجح في تنفيذ خطط العمدة الجديد.. والذي سيواجه عاصفة متوقعة من الانتقادات الحادة من قبل المطورين والمستثمرين والوسطاء العقاريين، في مقابل دعم من سكان المدينة الذين أطلقوا على خان لقب «قائد الإسكان».
وتقول الأرقام السابقة في القطاع العقاري على مدار السنوات الماضية، إن القطاع شهد عرقلة للتطورات التي تفتقر إلى مستويات عالية من المساكن بأسعار معقولة، وهو الأمر الذي وصفه محللون بأنه «تخبط في تنمية العاصمة».
وبينما يواجه خان معركته الخاصة مدعومًا بآلاف المؤيدين من السكان، فإن التحذيرات تتوالى من قبل المعسكر المعارض لانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، قبل نحو شهر واحد من الاستفتاء المقرر في 23 يونيو (حزيران) المقبل.
وخلال وجوده في اليابان على هامش لقاء وزراء مالية الدول السبع الكبرى نهاية الأسبوع الماضي، أعلن وزير المالية البريطاني جورج أوزبورن عن تخوفه من أن أسعار المساكن في بريطانيا ستهبط ما بين 10 إلى 18 في المائة إذا ما صوت البريطانيون لصالح الانسحاب من الاتحاد الأوروبي.
وكانت قضية الانفصال أحد أهم القضايا التي استحوذت على اهتمام «السبع الكبار» خلال جلساتهم، والتي انتهت بإجماعهم على ضرورة تفادي حدوثها، نظرًا للآثار السلبية التي ستترتب عليها لكل من بريطانيا، والاتحاد الأوروبي، وربما العالم أجمع.
وقال أوزبورن لهيئة الإذاعة البريطانية، (بي بي سي)، إن مغادرة بريطانيا للاتحاد ستحدث أيضًا اضطرابًا في الأسواق المالية، وستدفع أسعار فائدة القروض العقارية للارتفاع، وستلحق ضررًا بالبريطانيين الذين يحاولون شراء مسكن.
ويرى فريق الداعين إلى البقاء، الذي يتزعمه رئيس الوزراء البريطاني جيمس كاميرون، ويقود هجومه أوزبورن، أن الانفصال سيؤدي إلى انسحاب إجباري لرؤوس الأموال، ومن بينها تلك المتعلقة بالأصول العقارية، مما يمكن أن يؤدي إلى انهيار بالسوق.
فيما يقول الفريق الداعي للانفصال، ويقوده عمدة لندن السابق بوريس جونسون، إن تلك المتوالية ستؤدي إلى تحسن السوق العقارية، نظرًا لانتهاء «الفقاعة العقارية» غير المبررة في بريطانيا ولندن على وجه الخصوص، والتي جعلت الأسعار أغلى بمرات مضاعفة عن التقييمات الحقيقية نتيجة لنقص المعروض عن المطلوب، والمزايدات من قبل الأثرياء الأجانب، التي جعلت من أهالي لندن الطبيعيين «خارج المنافسة».
ويؤكد أوزبورن أن الخزانة البريطانية ستنشر خلال الأيام المقلبة تحليلاً للتأثيرات قصيرة الأجل لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. موضحًا أن «تحليل الخزانة يظهر أن قيمة مساكن الناس ستنخفض بما لا يقل عن 10 في المائة، وبما يصل إلى 18 في المائة.. وفي الوقت نفسه، فإن مشتري المساكن للمرة الأولى سيتضررون، لأن فوائد القروض العقارية سترتفع وسيصبح الحصول على القروض العقارية أكثر صعوبة».
وأيا كانت نتيجة الاستفتاء، فإن سكان العاصمة البريطانية ينتظرون أن يفي خان بوعوده، لكنهم يترقبون أيضًا كيف يتصرف العمدة الجديد في مواجهة متغيرات قد تكون أكبر من العاصمة، بل قد تكون أكبر من المملكة المتحدة ذاتها.



«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.