المغرب يتجه نحو تبني نموذج اقتصادي جديد للالتحاق بالدول الصاعدة

يعتمد على التصنيع والتصدير.. ويهدف إلى خلق الثروة وتقليص الفقر

المغرب يتجه نحو تبني نموذج اقتصادي جديد للالتحاق بالدول الصاعدة
المغرب يتجه نحو تبني نموذج اقتصادي جديد للالتحاق بالدول الصاعدة
TT

المغرب يتجه نحو تبني نموذج اقتصادي جديد للالتحاق بالدول الصاعدة

المغرب يتجه نحو تبني نموذج اقتصادي جديد للالتحاق بالدول الصاعدة
المغرب يتجه نحو تبني نموذج اقتصادي جديد للالتحاق بالدول الصاعدة

يتجه المغرب نحو اختيار نموذج تنموي جديد يؤهله للالتحاق بنادي الدول الصاعدة، وذلك بالتقليل من الاعتماد على الزراعة والانتقال إلى الاقتصاد المرتكز على الصناعة والتصدير.
ولهذا الغرض يجتمع نحو 600 خبير دولي وسياسي وجامعي، في ملتقي عالمي لمناقشة «النموذج التنموي المغربي للدخول النهائي ضمن الدول الصاعدة» سيعقد في الأول والثاني من يونيو (حزيران) المقبل بمدينة الصخيرات (جنوب الرباط).
وقال محمد بوسعيد وزير الاقتصاد والمالية المغربي في مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس في الرباط، إن «الملتقى لن يكون مناسبة لمحاكمة النموذج الاقتصادي الذي تبناه المغرب خلال العقود الماضية، بل سيقوم بتقييم المكتسبات وتصحيح الاختلالات».
وأوضح بوسعيد أن الاقتصاد المغربي يركز على الاستهلاك والاستثمار العمومي، أي على الطلب الداخلي لتحقيق النمو، بينما العامل المشترك لدى الدول الصاعدة هو التصنيع والتصدير والانفتاح على الأسواق العالمية.
وأقر الوزير بأن «التقدم الذي جرى تحقيقه بفضل هذا النموذج لا ينبغي أن يحجب حقيقة الاختلالات التي يعاني منها لا سيما تلك المرتبطة بخلق الثروة وفرص الشغل وتقليص الفوارق الاجتماعية التي لا تزال تلقي بثقلها على مؤشرات التنمية البشرية»، مؤكدًا على أن «النموذج التنموي المغربي بلغ مرحلة من النضج، تجعله مؤهلاً للدخول النهائي والمستحق ضمن الدول الصاعدة، إلا أن المكاسب والمنجزات التي تم تحقيقها لا ينبغي أن تكون دافعا للارتياح الذاتي»، في إشارة إلى انتقاده التأخر الذي يسجله الاقتصاد المغربي بسبب تشتت وضعف النسيج الصناعي، ومنافسة القطاع غير الرسمي.
وكشف تقرير عن معوقات النمو الاقتصادي في المغرب، صدر من البنك الأفريقي للتنمية بالتعاون مع هيئة تحدي الألفية الأميركية، عن وجود ثلاث مفارقات في النموذج الاقتصادي المغربي، تمثلت في أنه «على الرغم من أن المغرب يحقق معدل استثمار يعد من بين أعلى المعدلات في العالم (31.7 في المائة من الناتج الداخلي) يظل معدل النمو دون المتوقع، كما أن حجم هذا الاستثمار لا يؤثر في التحول الهيكلي للاقتصاد الذي يبقى بطيئًا، ويظل معه قطاع التصنيع ضعيفًا، بالإضافة إلى ضعف حركة القطاع الخاص وافتقاره لمشروعات صغيرة ومتوسطة، على اعتبار أنها عادة ما تكون الأكثر ابتكارًا في البلدان الأخرى».
وشدد التقرير الذي أُنجز بطلب من الحكومة، على أن الإصلاحات الاقتصادية التي نفذها المغرب على الرغم من أهميتها فإنها تبقى عاجزة عن تحقيق التنمية الاقتصادية في البلاد، بسبب مجموعة من المعوقات التي فصلها التقرير. ومن بينها أن النمو الاقتصادي لا يعرف منحى تصاعديًا ثابتًا كما هو الحال بالنسبة للدول الصاعدة، وإنما هو نمو متقلب بسبب اعتماد المغرب بشكل كبير على قطاع الفلاحة المرهون بنسبة تساقط الأمطار، واعتماده أيضًا على عدد محدود من القطاعات من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والمتمثلة في الفلاحة والتجارة والخدمات والعقارات، وأشار التقرير إلى أن التصنيع هو الذي يعد أكبر محرك للتنمية الاقتصادية ويرفع من القدرة الإنتاجية للبلد.
وتعرف الدول الصاعدة على أنها تلك «التي تنتقل من الاقتصاد القائم على الزراعة إلى الاقتصاد القائم على الصناعة بمختلف أنواعها، وتنجح في الانفتاح على الأسواق العالمية، وتسهم في تنشيط التجارة العالمية، وتستقبل استثمارات أجنبية مرتفعة، وتسهم شركات وطنية فيها، في احتلال مراكز جيدة في دول أخرى، كما تتميز ببورصات قوية تجلب رؤوس أموال».
بالإضافة إلى أنها «تقلل الاعتماد على المديونية وعلى المساعدات المالية، أما على المستوى الاجتماعي، فالدول الصاعدة هي التي توفر مناصب الشغل بفضل المشاريع الصناعية والاستثمارات، وتتعزز فيها الطبقة الوسطى وتتراجع فيها الفوارق الاجتماعية، ويرتفع الدخل الفردي بشكل ملحوظ ويتقلص الفارق بين الأجور والمرتبات لا سيما في القطاع العمومي. وسياسيا، تنتمي الدول الصاعدة إلى تجمعات سياسية واقتصادية قوية تعزز من انفتاحها وتتحول مع مرور الوقت إلى قوة سياسية إقليمية أو محورية في منطقة معينة».
وسيناقش الملتقى المنظم من قبل وزارة الاقتصاد والمالية، أسباب الضعف الهيكلي للاقتصاد المغربي، والمتجلية في عدم قدرته على استقلالية معدلات النمو على القطاع الزراعي، وتأمين معدلات نمو مرتفعة وبصفة منتظمة على المدى البعيد، التي تعد من بين السمات الرئيسية لاقتصادات الدول الصاعدة. كما سيسعى الملتقى إلى تحديد العناصر التي من شأنها أن تشكل أسس رؤية جديدة للتنمية في المغرب والمتعلقة بالأولويات وطبيعة الإصلاحات والإجراءات اللازم اتخاذها.



مصر: نظام ضريبي جديد للمشروعات الصغيرة والمتوسطة لجذب ممولين جدد

وزير المالية خلال لقائه مع رئيس وأعضاء الاتحاد المصري لجمعيات ومؤسسات المستثمرين (وزارة المالية المصرية)
وزير المالية خلال لقائه مع رئيس وأعضاء الاتحاد المصري لجمعيات ومؤسسات المستثمرين (وزارة المالية المصرية)
TT

مصر: نظام ضريبي جديد للمشروعات الصغيرة والمتوسطة لجذب ممولين جدد

وزير المالية خلال لقائه مع رئيس وأعضاء الاتحاد المصري لجمعيات ومؤسسات المستثمرين (وزارة المالية المصرية)
وزير المالية خلال لقائه مع رئيس وأعضاء الاتحاد المصري لجمعيات ومؤسسات المستثمرين (وزارة المالية المصرية)

أكد وزير المالية المصري، أحمد كجوك، أن أولويات بلاده المالية والضريبية تُشكِّل إطاراً محفّزاً للاستثمار، ونمو القطاع الخاص في الاقتصاد المصري، موضحاً أن الحزمة الأولى للتسهيلات الضريبية تعالج بشكل عملي ومبسط تحديات كثيرة تواجه كبار الممولين وصغارهم، في مسار جديد من الثقة والشراكة والمساندة مع المجتمع الضريبي يبدأ بعودة نظام الفحص بالعينة لجميع الممولين.

وقال، في حوار مفتوح مع رئيس وأعضاء الاتحاد المصري لجمعيات ومؤسسات المستثمرين، إنه سيتمّ تبسيط منظومة رد ضريبة القيمة المضافة، ومضاعفة المبالغ المسددة إلى الممولين، وتقديم حلول محفّزة لإنهاء النزاعات الضريبية بالملفات القديمة، لافتاً إلى أن الغرامات لا تتجاوز أصل الضريبة، وهناك نظام متطور للمقاصة الإلكترونية بين مستحقات ومديونيات المستثمرين لدى الحكومة؛ على نحو يُسهم في توفير سيولة نقدية لهم.

وأضاف الوزير أنه «سيتمّ قريباً جداً، إقرار نظام ضريبي مبسّط للمشروعات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال والمهنيين حتى 15 مليون جنيه يجذب ممولين جدداً، حيث يتضمّن حوافز وإعفاءات، وتيسيرات جديدة تشمل كل الأوعية الضريبية: الدخل والقيمة المضافة والدمغة ورسم تنمية موارد الدولة، بما في ذلك الإعفاء من ضرائب الأرباح الرأسمالية وتوزيعات الأرباح والدمغة ورسوم الشهر والتوثيق أيضاً».

وأكد كجوك، التزام وزارته بتوسيع نطاق وزيادة تأثير السياسات المالية في الأنشطة الاقتصادية والإنتاجية والصناعية والتصديرية، موضحاً أنه سيتمّ صرف 50 في المائة من مستحقات المصدرين نقداً على مدار 4 سنوات مالية متتالية، بدءاً من العام الحالي بقيمة تصل إلى 8 مليارات جنيه سنوياً، ولأول مرة يتمّ سداد مستحقات المصدّرين في 2024-2025 خلال العام نفسه، وقد تمّ بدء سداد أول قسط للمصدّرين في شهر يناير (كانون الثاني) 2025.

وأشار إلى أنه ستتمّ تسوية 50 في المائة من متأخرات هؤلاء المصدّرين بنظام المقاصة مع مديونيّاتهم القديمة والمستقبليّة لدى الضرائب والجمارك وشركتي الكهرباء والغاز.

وأوضح أن الشركات الصناعية تبدأ الحصول على التسهيلات التمويلية الميسّرة لدعم خطوط الإنتاج خلال الأسابيع المقبلة، لافتاً إلى أن الخزانة العامة للدولة تُسهم في تمويل هذه المبادرة، وتتحمّل فارق سعر الفائدة، لزيادة الطاقة الإنتاجية وتعزيز النمو الاقتصادي.

من جانبه، أكد رئيس الاتحاد المصري لجمعيات ومؤسسات المستثمرين، الدكتور محرم هلال، أن الحزمة الأولى للتسهيلات الضريبية تُسهم في معالجة الكثير من التحديات، وتمهّد لبناء علاقة جديدة من الثقة بين مجتمع الأعمال ومصلحة الضرائب.

على صعيد آخر، عقدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، رانيا المشاط، اجتماعاً افتراضياً مع نائبة المدير العام للمفوضية الأوروبية، مديرة العلاقات الاقتصادية والمالية الدولية في المفوضية والإدارات المعنية بالمفوضية الأوروبية، إيلينا فلوريس، وذلك في إطار الدور الذي تقوم به الوزارة لتنفيذ الشق الاقتصادي في إطار الشراكة الاستراتيجية المصرية - الأوروبية، والإعداد لبدء التفاوض بشأن المرحلة الثانية من آلية مساندة الاقتصاد الكلي ودعم عجز الموازنة بقيمة 4 مليارات يورو، والإجراءات المزمع تنفيذها في إطار الشق الاقتصادي الخاص بالإصلاحات الهيكلية.

وتطرّقت الوزيرة إلى المتابعة والتنسيق مع 9 جهات وطنية ووزارات، والجانب الأوروبي فيما يخص المرحلة الأولى، التي بموجبها أتاح الاتحاد الأوروبي تمويلاً ميسّراً بقيمة مليار يورو لمساندة تنفيذ الإصلاحات الهيكلية المحفّزة للقطاع الخاص في مصر، موضحة أن الوزارة ستنسّق مع الجهات الوطنية والجانب الأوروبي فيما يتعلق بالشق الاقتصادي الخاص بالمرحلة الثانية، مؤكدة أن الوزارة تعمل على تعظيم العائد من ضمانات الاستثمار وتعريف الجهات الوطنية والقطاع الخاص بكيفية الاستفادة منها من أجل وضع الأولويات.

جدير بالذكر أن الحزمة المالية الأوروبية في إطار الشراكة الاستراتيجية والشاملة بين مصر والاتحاد الأوروبي تضم 6 أولويات مشتركة تتمثّل في تعزيز العلاقات السياسية، وتعزيز الاستقرار الاقتصادي، والترويج للاستثمار والتجارة، وتعزيز أطر الهجرة والتنقل، ودعم الأمن، وتعزيز المبادرات التي تركّز على الإنسان بوصفها مطورة المهارات والتعليم.