ليلى يافاري: الموضة هي الحلقة الأضعف في الساحة الإبداعية بإيران حاليا

الإيرانية التي استغنت عن الدكتوراه في الاقتصاد السياسي لتصبح عارضة أزياء ثم سفيرة تسوق

في أسبوع لندن، بجاكيت من «بالمان» Balmain، توب من «سيلين» Celine، بنطلون من «بوتشي» Pucci، حذاء وحقيبة يد من «فندي» Fendi (تصوير: فيل تايلور) خلال أسبوع ميلانو الأخير وتظهر في كاب من «كلوي» Chloe، توب ونظارات شمسية من «سيلين» Celine، شورت من «نيل باريت» Neil Barrett (تصوير: فيكتوريا أدامز)  -  ليلى في أسبوع ميلانو لربيع وصيف 2014
في أسبوع لندن، بجاكيت من «بالمان» Balmain، توب من «سيلين» Celine، بنطلون من «بوتشي» Pucci، حذاء وحقيبة يد من «فندي» Fendi (تصوير: فيل تايلور) خلال أسبوع ميلانو الأخير وتظهر في كاب من «كلوي» Chloe، توب ونظارات شمسية من «سيلين» Celine، شورت من «نيل باريت» Neil Barrett (تصوير: فيكتوريا أدامز) - ليلى في أسبوع ميلانو لربيع وصيف 2014
TT

ليلى يافاري: الموضة هي الحلقة الأضعف في الساحة الإبداعية بإيران حاليا

في أسبوع لندن، بجاكيت من «بالمان» Balmain، توب من «سيلين» Celine، بنطلون من «بوتشي» Pucci، حذاء وحقيبة يد من «فندي» Fendi (تصوير: فيل تايلور) خلال أسبوع ميلانو الأخير وتظهر في كاب من «كلوي» Chloe، توب ونظارات شمسية من «سيلين» Celine، شورت من «نيل باريت» Neil Barrett (تصوير: فيكتوريا أدامز)  -  ليلى في أسبوع ميلانو لربيع وصيف 2014
في أسبوع لندن، بجاكيت من «بالمان» Balmain، توب من «سيلين» Celine، بنطلون من «بوتشي» Pucci، حذاء وحقيبة يد من «فندي» Fendi (تصوير: فيل تايلور) خلال أسبوع ميلانو الأخير وتظهر في كاب من «كلوي» Chloe، توب ونظارات شمسية من «سيلين» Celine، شورت من «نيل باريت» Neil Barrett (تصوير: فيكتوريا أدامز) - ليلى في أسبوع ميلانو لربيع وصيف 2014

ما بدأ بالنسبة للعارضة الإيرانية سابقا، ليلى يافاري كهواية مؤقتة إلى أن تتخرج في الجامعة وتحصل على شهادة الدكتوراه، تحول إلى مهنة، أولا كعارضة أزياء وحاليا كسفيرة ومديرة في موقع «ستايل بوب» الألماني (StyleBop.com).
كانت ليلى تدرس في جامعة بيركلي في قسم الاقتصاد السياسي التنموي والنظريات الثقافية، عندما اكتشفت في عام 2004 ومنحت فرصة المشاركة في عروض أزياء. كأي شابة في مقتبل العمر، كانت تعشق الموضة وتتابعها، لكن من بعيد ولم تكن تتوقع أن تغويها إلى حد احترافها. ورغم أن اسمها ليس له رنة العارضات السوبر، فإنها لو بدأت في الثمانينات أو بداية التسعينات لكانت واحدة منهن، لكن اكتشافها جاء بعد ذلك بكثير، وبعد أن تراجع مفهوم العارضات السوبر لحساب عارضات أوروبا الشرقية. الدليل أنه ما إن تقع عليها العين حتى تقتحم مخيلتك صور سيندي كروفورد، كريستي تورلينغتون، ناعومي كامبل، ليندا إيفانجليستا نظرا لمواصفاتها الجمالية ورشاقتها البعيدة كل البعد عن النحافة الأنوركسية. أما هي فتعد نفسها محظوظة لأن الأمور جرت بطريقة طبيعية جدا، وبشكل لم تكن تتوقعه أو تسعى إليه: «لقد كان هدفي التخرج بشهادة الدكتوراه، لهذا عندما عرضت عليه فرصة المشاركة في عروض أزياء، كانت الفكرة في البداية أن أشارك فيها بشكل مؤقت، وفي أوقات لا تتضارب مع دراستي، بيد أنني لا أنكر أنني بدأت أستمتع بها بالتدريج، خصوصا بعد أن أخذتني في أسفار ممتعة إلى باريس وميلانو وعواصم أوروبية أخرى، بل وحتى جنوب أفريقيا. وبعد أن كنت أقبل السفر للعمل في فترة الإجازات الصيفية فقط، بدأت أجد صعوبة في رفض فرص مهمة كانت تعرض عليَّ خلال العام الدراسي. في كل مرة، كنت أقنع نفسي بأنني، وبمجرد انتهاء عملي وعودتي، سأعوض الوقت الذي قضيته بعيدا عن الجامعة. في المقابل، وجدت نفسي أتغيب أكثر وأكثر، وفي كل مرة كنت أقنع نفسي بأن الفرصة لا تعوض ولا يجب رفضها».
هكذا كانت نقلة ليلى يافاري من المكتبات والأبحاث الجامعية إلى جلسات تصوير لا تنتهي وعروض أزياء تحملها إلى كل بقاع العالم. فقد تحول ما بدأ كهواية مؤقتة إلى مهنة أخذت مع الوقت وجوها مختلفة. ففي عام 2011 تحولت إلى تحرير الأزياء في موقع «ستايل بوب» ولم يمر سوى عام آخر حتى ترقت إلى وظيفة مشترية رئيسة فيه.
وتشرح أنها بعد أن تقاعدت كعارضة وهي في سن الشباب، لم تستطع الانفصال عن هذا العالم تماما، وبقيت فيه كخبيرة أزياء تارة، وكمحررة تركز على ثقافة الموضة وعلاقتها بالمجتمعات تارة أخرى، قبل أن تصبح المشترية الرئيسة والمديرة في موقع «ستايل بوب دوت كوم». الموقع كما تؤكد متخصص في المنتجات المترفة، ويعد أهم موقع تسوق في أوروبا، مضيفة أنها شعرت بحسها بأنها فرصة لا يمكن أن تعوض بمجرد أن عرضت عليها أول مرة في عام 2010. ما زاد من حماسها شخصية الأخوين المؤسسين للموقع، اللذين أعجبت بنظرتهما المستقبلية وطريقة عملهما. تقول: «بهرتني عصاميتهما وقصة بدايتهما من لا شيء. فقد بدآ منذ عشر سنوات تقريبا في شقة صغيرة فوق محلهما الخاص ببيع ملابس التجزئة. كانا يقومان بكل شيء بأنفسهما، من تعليب وتلقي الطلبيات وإرسالها وغير ذلك. الآن يعد الموقع واحدا من أكبر وأهم مواقع التسوق في العالم، يوظف ما لا يقل عن 220 موظفا سيرتفع عددهم إلى 300 موظف أو أكثر مع نهاية هذا العام».
التقت ليلى المؤسسين أول مرة في حفل اجتماعي ببرلين، وكانت الفكرة أولا أن توظف خبرتها التحريرية في مجال الموضة للإشراف على مجلة الموقع لاستقطاب قراء موضة قد يتحولون إلى زبائن. لم يمر سوى عام واحد حتى ترقت إلى سفيرة الموقع بعد أن تولت منصب المشترية الرئيسة فيه. فقد برهنت على إلمام تام بخبايا الموضة، فضلا عن حس فني وشبكة علاقات طويلة مع المصممين. فهي المسؤولة عن اختيار من ينضم منهم إلى الموقع، تلتقطهم بحس وعينين عارفتين. فالمهم بالنسبة لها، أن «يتمتعوا بأسلوب فريد وخاص يخاطب كل الجنسيات والأجناس، وخصوصا أن الموقع مفتوح على كل العالم بما في ذلك كوريا الشمالية وإيران».
تذكر إيران بابتسامة واسعة ونظرة لها مغزى، وكلما تعمق الحديث عن الموضة وعلاقتها بالثقافة، تزيد تلقائيتها وتسهب في الحديث بفخر عن أصولها الإيرانية، مؤكدة أنها وعلى الرغم من تربيتها في كاليفورنيا، تبقى إيرانية 100 في المائة: «فنحن في البيت نتخاطب مع بعض بالفارسية ونسمع موسيقى إيرانية وكل ما يمت لهذه الثقافة من صلة». كانت ليلى شابة عندما زارت مسقط رأسها، طهران، أول مرة، وكان ذلك منذ أكثر من عشر سنوات تقريبا، عندما كانت تحضر شهادة الماجستير عن المسرح الإيراني وعلاقته بمسرح بريخت، ما شجعها على زيارتها في الإجازات الصيفية. تتذكر أن المشهد كان جديدا عليها «فقد أصبت بصدمة ثقافية لأنني لم أكن محضرة نفسيا لما وجدته. فقد كبرت وأنا أسمع قصصا أشبه بالأساطير عن إيران قبل الثورة، إلى حد أنني كونت صورة مختلفة تماما في ذهني عما صادفته». وتضيف ليلى، وهي الأصغر بين ستة أخوة، أن علاقتها بمسقط رأسها مختلفة عن باقي أفراد الأسرة. فعلى العكس منهم، لم تكن فيها أي ذكريات خاصة، ولم تعش فيها أي تجارب أو تربط فيها صداقات طفولة تعزز انتماءها إليها، لهذا أحست بنوع من الغربة عندما زارتها لأول مرة في عام 2001.
هل هذا يعني أنها نادمة لأنها لم تعش طفولتها وحياتها في طهران؟ ترد بالنفي، لكنها تعترف بأن حياتها كانت ستأخذ مسارا مختلفا تماما، على الأقل من ناحية أنها كانت ستدرس مجالا إبداعيا عوض التخصص في مجال علمي، الأمر الذي كان سيلخص المسافات ويختزل الوقت بالنسبة لها: «فالإبداع يجري في دمي الإيراني، بينما فرضت الغربة تخصصي. فقد كان عليَّ وإخوتي دراسة مجال عملي يمكن الاستفادة منه والنجاح فيه». ومع ذلك لا تشعر بذرة ندم، فكل تجربة خاضتها، علمتها شيئا جديدا، ثم إنها في الأخير اتجهت إلى مجال إبداعي هو الموضة، كما تقول: «قطاع مهم، يدر المليارات على الاقتصاد مثله مثل قطاع السيارات، رغم أن الكثير من الناس لا يقدرون أهميته حتى الآن».
ثم تعود لتقول إن حالة عدم الانتماء التي شعرت بها في طهران جعلتها تنظر إلى الأمور بعيون موضوعية أكثر منها عاطفية، وهو ما يعد أمرا إيجابيا: «فأنا محظوظة أكثر من غيري لأنه بإمكاني زيارة مسقط رأسي والتعرف على البلد الذي شب فيه والداي وشكَّل شخصيتهما، وكبرت على قصصه وثقافته ولو من بعيد. فعندما غادرنا إيران لم نكن نتوقع أن يسمح لنا بالعودة أبدا، لكن لحسن الحظ أن السلطات خففت من القيود بعد أن شعرت بأن فتح الأبواب لعودة رجال الأعمال وبعض الأطر مثل الأطباء أمر إيجابي، وهكذا اتصلوا بوالدي لطمأنته بأنه من الأشخاص المرحب بعودتهم».
زيارتها لإيران أول مرة كانت لتحضير شهادة الماجستير، ولأن إيران معروفة بالشعر والفنون، فإن الموضة لم تثر اهتمامها، وخصوصا أن غياب الألوان فيها لم يحفزها على الغوص فيها. وتشير إلى أنها الآن وبحكم عملها في مجال الموضة تسأل كثيرا عما إذا كانت تحاول أن تستعمل نفوذها لاكتشاف مصمم إيراني موهوب، وهو ما تقول إنه صعب في الوقت الحالي بحكم أن «إيران، مثل كوريا الشمالية منغلقة على نفسها ومنعزلة عن العالم منذ سنوات، لهذا من الصعب القول إنها تتوفر على صناعة موضة بالمعنى الصحيح. أتمنى أن تتطور للأحسن عندما تتحسن الأوضاع الاقتصادية مثل ما حصل في تركيا». وتستطرد مصححة ومدافعة عن نفسها في الوقت ذاته: «هناك إبداع، لا تفهميني خطأ، فالإيرانيون يتقنون صناعة السينما ومتألقون في الشعر والأدب وغيرها من الفنون، لكن الموضة ليست واحدة من تلك الفنون في الوقت الحالي، ولا يمكن القول إنها جزء من القوة الإبداعية في البلد. بل هي الحلقة الاضعف ففي أحسن الحالات، لا تزال تعتمد على تقليد التصاميم الغربية القديمة، من مجلات عمرها أكثر من عشر سنوات، وبالتالي لم تتطور ولا تواكب العصر. ما لاحظته أنها تتوفر على الكثير من الخياطات الماهرات، وبأن الذوق العام متأثر إلى حد كبير بالأسلوب الآسيوي من ناحية التطريز وما شابه ذلك».

* بحكم وظيفتها كمديرة قسم المشتريات في موقع «ستايل بوب» (stylebop.com) فإن ليلى يافاري مطالبة بمتابعة كل أسابيع الموضة لتتابع تطوراتها وتوجهاتها.. وفي الوقت ذاته لاكتشاف أسماء جديدة يمكن أن تضيفها إلى لائحة المصممين الموجودين حاليا في الموقع.. شهر كامل من العروض بدأ في نيويورك وانتقل إلى لندن ثم ميلانو وأخيرا وليس آخرا باريس لخصته في الملاحظات التالية:
* أسبوع لندن يدهشني دائما وهو المفضل لديَّ من بين كل أسابيع الموضة لأنه يضج بالابتكار والمواهب عدا أن العاصمة نفسها تتميز بحيوية معدية.
* التصاميم المستوحاة من التفصيل الرجالي إلى جانب الرومانسية الغامضة والبوب آرت كلها توجهات مهمة لخريف 2014 وشتاء 2015.
* الأزياء الخاصة بالنزهات ذات الطابع الرياضي المريح كانت هي الأخرى مهمة وتتنافس إلى حد ما مع التصاميم المطبوعة بالورود أو المطرزة.
* إذا كانت هناك قطعة أساسية لا بد من اختيارها بدقة للفت الأنظار في الموسمين المقبل فهي معطف بنوعية جيدة وتصميم عصري.
* المصمم الذي أثار انتباهي أكثر من غيره هو الكرواتي الأصل دامير دوما.. أعتقد أنه من الأسماء التي يجب الانتباه إليها لأنه سيكون له مستقبل باهر لما يتمتع به من أسلوب نظيف وقصات واضحة وعصرية رغم أن أساسها كلاسيكي.
* أعتقد أن البنطلونات المشبوكة مع قميص لتشكل قطعة واحدة تناسب المرأة في الشرق الأوسط فهي عصرية ومواكبة للموضة وفي الوقت ذاته محتشمة وهذا يعني أنها من التصاميم التي تتجاوز الصرعات والاتجاهات الموسمية وحتى البيئة وتخاطب كل الأنيقات.



ميغان ماركل وكايلي جينر والصراع على المرتبة الأولى

بين ميغان ماركل وكايلي جينر قواسم مشتركة وفوارق عديدة في الوقت ذاته (أ.ف.ب)
بين ميغان ماركل وكايلي جينر قواسم مشتركة وفوارق عديدة في الوقت ذاته (أ.ف.ب)
TT

ميغان ماركل وكايلي جينر والصراع على المرتبة الأولى

بين ميغان ماركل وكايلي جينر قواسم مشتركة وفوارق عديدة في الوقت ذاته (أ.ف.ب)
بين ميغان ماركل وكايلي جينر قواسم مشتركة وفوارق عديدة في الوقت ذاته (أ.ف.ب)

ما الذي يمكن أن يجمع دوقة ساسكس، ميغان ماركل وكايلي جينر، صُغرى الأخوات كارداشيان؟ فالأولى ترتبط بالعائلة المالكة البريطانية بحكم زواجها من الأمير هاري، والثانية تنتمي إلى عائلة بَنَتْ شهرتها على تلفزيون الواقع. خبراء الموضة يجيبون بأن هناك فعلاً مجموعة من القواسم المُشتركة بينهما؛ فإلى جانب الجدل الذي تثيرانه لدى كل ظهور لإحداهما، بسبب ما تُمثلانه من ثقافة يرفضها بعض الناس ويدعمها بعضهم الآخر، فإن تأثيرهما على صناعة الموضة من الحقائق التي لا يختلف عليها اثنان. ما تلبسه ميغان يتصدر العناوين وصفحات المجلات البراقة وقد ينفد من المحلات، وما تنشره كايلي جينر على صفحاتها ينتشر انتشار النار في الهشيم، في دقائق، ويلهب رغبة متابعاتها في الشراء.

كايلي في فستان «فريز» من «غالفان» (خاص) وميغان في حفل بلوس أنجليس (أ.ب)

وهذا ما يجعل المصممين لا يمانعون ظهورهما بتصاميمهم، بغض النظر عما إذا اتفقوا مع الثقافة التي ترتبط بهما أم لا، على أساس أنه مهما وصلت نسبة الجدل والانتقادات؛ فهي نافعة تعود عليهم بالربح. أو، على أقل تقدير، تسلِّط الضوء عليهم.

في عام 2018، ظهرت كل منهما بفستان مستوحى من «التوكسيدو» باللون نفسه، ومن الماركة النيوزيلندية نفسها، ماغي مارلين. ظهرت به ماركل في زيارتها الرسمية لأستراليا ونيوزيلندا رفقة زوجها الأمير هاري، من دون أكمام، بعد أن طلبت من المصممة تعديله خصيصاً لها. كايلي، وبعد مدة قصيرة، ارتدته كما هو بأكمام، الأمر الذي يشي بأنها اشترته جاهزاً. في الحالتين، أسعدتا المصممة ماغي هيويت، التي تغنَّت بهما على صفحتها بالصورتين معبرة عن إعجابها بالشخصيتين؛ خصوصاً أن المبيعات زادت بشكل ملحوظ.

الجانب التجاري

لكن هناك أيضاً اختلافات بينهما؛ فكايلي تستفيد مادياً وترويجياً، لأنها تتلقى مبالغ طائلة لقاء منشور واحد، على العكس من ميغان التي لا تستطيع ذلك، لحد الآن على الأقل، لدواعي الحفاظ على صورة راقية تعكس لقبها كدوقة بريطانية، مع العلم بأن هذا اللقب لم يمنعها من دخول مضمار أعمال تجارية لم تحقق النجاح الذي تطمح إليه.

تغريدة واحدة من كايلي جينر تحقق ما لا يحققه عرض بكامله من ناحية تسليط الأضواء (رويترز)

في المقابل، فإن كايلي جينر، ورغم سنها الغضة، تجاوزت في فترة من الفترات حاجز المليار دولار لتُصبح واحدة من أصغر سيدات الأعمال بفضل علامتها «كاي (KHY)» لمستحضرات التجميل والعناية بالبشرة. أكدت، منذ بدايتها، أن الحس التجاري يجري في دمها؛ إذ شقت لنفسها خطأً مختلفاً عن أخواتها، ربما لأنها كانت تعرف أن منافستهن صعبة. ما نجحت فيه أنها استغلَّت اسم العائلة وشهرة أخواتها لتخاطب بنات جيلها بلغة تُدغدغ أحلامهن وطموحاتهن. وسرعان ما أصبحت نجمة قائمة بذاتها على وسائل التواصل الاجتماعي. تغريدة واحدة منها يمكن أن تغير مسار علامة تماماً.

زِيّ من ماركة «ألتوزارا» الأميركية ظهرت بها خلال مناسبة خاصة بالصحة النفسية والعقل اعتبره كثيرون غير مناسب للمكان والزمان (رويترز)

ميغان ماركل، رغم استثماراتها ومغازلتها صُنَّاع الموضة، لا تزال تستمد بريق صورتها من ارتباطها بالأمير هاري. على المستوى الربحي، لم تنجح في أن تنتقل من رتبة مؤثرة إلى درجة سيدة أعمال، كما لم تنجح في كسب كل القلوب، وهذا ما يجعل شريحة مهمة ترفض وصفها بأيقونة موضة، وتصف اختياراتها بـ«غير الموفقة». هذه الشريحة تستشهد إما بارتدائها تصاميم بمقاسات أكبر أو أصغر من مقاسها الحقيقي، أو تصاميم من ماركات عالمية لا تناسب شكلها أو طولها، وهلمّ جرّا.

ميغان ماركل رغم تأثيرها تثير كثيراً من الجدل بين رافض ومعجب (كارولينا هيريرا)

بيد أن قوتها، بالنسبة للمعجبات بها، كانت، ولا تزال، تكمن في عيوبها؛ فلأنها لا تتمتع بمقاييس عارضات الأزياء، ولا تشبه «كنَّتها»، أميرة ويلز، كاثرين، رشاقةً وطولاً، فإنها تُعبِّر عنهن. كل فتاة أو امرأة، بغض النظر عن عيوبها ومقاييسها، ترى نفسها في إطلالاتها. فعندما ظهرت بصندل من شركة «كاستنر» الإسبانية مثلاً ارتفعت مبيعاتها بنسبة 44 في المائة مباشرة، لأنها خاطبت شرائح من الطبقات المتوسطة، نظراً لأسعارها المعقولة. علامات محلية كثيرة لم تكن معروفة اكتسبت عالمية بمجرد أن ظهرت بها، لا سيما في السنوات الأولى من زواجها، حين كانت بالنسبة للبعض بمثابة «سندريلا» معاصرة. ساهمت أيضاً في تسليط الضوء على علامة «Club Monaco»، بعد ظهورها بفستان مستوحى من القميص، أي بإزار من الصدر إلى الأسفل، حين ظهرت به أول مرة خلال زيارتها الرسمية لجنوب أفريقيا.

لم يكن التصميم ثورياً أو جديداً، لكنه فتح عيون المرأة عليه، ليزيد الإقبال عليه بنسبة 45 في المائة وينفذ من الأسواق خلال 24 ساعة. كان لها نفس التأثير الإيجابي على علامات مثل «جي كرو» و«جيفنشي» و«ستيلا ماكارتني» وغيرهم. منصة «ليست»، وهي أيضاً شركة تسوُّق أزياء عالمية تربط العملاء بتجار تجزئة الأزياء رشحتها «كأهم مؤثرة لعام 2018». بيد أن تأثيرها ظلَّ مستمراً حتى بعد خروجها من المؤسسة البريطانية في عام 2020، وإن خفَّ وهج صورتها بعض الشيء.

البحث عن الجاكيت الذي ظهرت به ميغان في ألمانيا لدى حضورها ألعاب «إنفيكتوس» عطل موقع «جي كرو» (رويترز)

موقع «جي كرو» مثلاً تعطَّل في سبتمبر (أيلول) 2023، بسبب البحث عن سترة بيضاء ظهرت بها لدى مرافقتها زوجها، الأمير هاري، إلى ألمانيا، لحضور ألعاب «إنفيكتوس».

ولأنها باتت تَعرِف قوة تأثيرها على الموضة، استثمرت مؤخراً في علامة «سيستا كوليكتيف»، وهي علامة حقائب تصنعها نساء من رواندا، وتكتمل تفاصيلها في إيطاليا، لتحمل صفة «صُنع باليد». قالت إنها اكتشفتها بالصدفة وهي تقوم بعملية بحث عبر الإنترنت على حقائب مستدامة. ظهرت بالحقيبة أول مرة في مايو (أيار) من عام 2023 لدى حضورها حفل عشاء مع كل من غوينيث بالترو وكاميرون دياز في لوس أنجليس.

عروض الأزياء العالمية

ومع ذلك، لم نرَ ميغان ماركل بأي عرض أزياء في نيويورك أو في باريس أو ميلانو حتى الآن، باستثناء حضورها في عام 2018 حفل توزيع جوائز الموضة البريطانية ضيفةَ شرفٍ لتقديم جائزة العام لمصممة فستان زفافها، كلير وايت كيلر، التي كانت مصممة «جيفنشي» آنذاك. لكن كان هذا حفلاً وليس عرض أزياء.

اختتمت عرض «كوبرني» كسندريلا في فستان من التافتا أسود (رويترز)

كايلي جينر، ورغم رفض الثقافة التي تمثلها هي وأخواتها من قبل شريحة مهمة، أصبحت في السنوات الأخيرة وجهاً مألوفاً في عروض باريس. تُستقبل فيها استقبال نجمات الصف الأول. في الموسم الماضي، وخلال «أسبوع باريس لربيع وصيف 2025»، سجَّلَت في 3 ظهورات لها فقط ما يوازي ما قيمته أكثر من 20.3 مليون دولار، حسب بيانات «إنستغرام» وحده، إذا أخذنا أن «لايك» واحداً يساوي دولاراً.

لهذا ليس غريباً أن يتهافت عليها المصممون. نعم، هي مثيرة للجدل وأسلوبها لا يروق لكل الزبونات، لكنها في آخر المطاف توفر المطلوب من ناحية تسليط الضوء عليهم. ففي عالم الموضة والتجارة «أي دعاية حتى وإن كانت سلبية هي دعاية مجدية وأفضل من لا شيء». لم يقتصر حضورها في الموسم الباريسي ضيفةً فحسب، بل عارضة في عرض «كوبرني» المستلهم من عالم «ديزني». كانت هي مَن اختتمته في فستان من التافتا بإيحاءات قوطية تستحضر صورة «سندريلا».

تأثير إيجابي

3 مقاطع فقط من فيديو العرض، ولقطات من خلف الكواليس حققت 14.4 مليون مشاهدة؛ ما جعل علامة «كوبرني» تحقق 66 في المائة من إجمالي قيمة التأثير الإعلامي. كانت مشاركتها مخاطرة، لكنها أعطت ثماراً جيدة حسب تصريح الدار. تجدر الإشارة إلى أن «كوبرني» لمست تأثيرها القوي في عام 2022، عندما ظهرت في دعاية لمستحضرات التجميل الخاصة بها، وهي تحمل حقيبة من «كوبرني». ما إن نُشرت الصور، حتى زادت مبيعات الحقيبة بشكل كبير. في عرض الدار لخريف وشتاء 2023. لم تتمكن كايلي من الحضور إلى باريس، لكنها لم تغب؛ إذ نشرت صورة لها في زي من التشكيلة المعروضة، شاهدها الملايين من متابعيها، وحقَّقت ما لم يحققه العرض بالكامل من ناحية المشاهدات و«اللايكات».

كايلي جينر لدى حضورها عرض «سكاباريلي» بباريس (سكاباريلي)

وإذا كان الشك لا يزال يراود البعض على مدى تأثيرها على أساس أن علامة «كوبرني» لها شعبيتها الخاصة التي تستمدها من قدرة مصمميها على الإبداع وخلق الإثارة المسرحية أمام الضيوف، فإن تأثيرها الإيجابي على علامة «أتلين» الفرنسية الناشئة تُفند هذه الشكوك. وجودها في عرضها لربيع وصيف 2025 كان له مفعول السحر؛ حيث حققت لها ما يوازي 11.6 مليون دولار من المشاهدات واللايكات. طبعاً لا ننسى حضورها عرض «سكاباريلي» بتصميمٍ أثار انتباه العالم لغرابته وسرياليته.

رغم محاولاتها أن تُصبح أيقونة موضة لا تزال ميغان تستمد بريقها وقوة تأثيرها من ارتباطها بالأمير هاري (أ.ف.ب)

«كايلي» لا تقوم بأي حركة أو فعل من دون مقابل. حتى عندما تختار علامات ناشئة للتعاون مع علامتها الخاصة «كاي (Khy)»؛ فهي تؤمن بأنه لا شيء بالمجان. وهذا تحديداً ما يجعلها تتفوق على ميغان ماركل من ناحية التأثير التجاري حسب الأرقام والخوارزميات. الفضل يعود أيضاً إلى نجاحها في استقطاب شريحة مهمة من بنات جيلها تخاطبهن بلغة تُدغدغ أحلامهن. ماركل في المقابل لم تنجح لحد الآن في الخروج من جلباب لقبها كدوقة ساسكس.